الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب ـ دور الجماعات المسلحة في معادلات القوة الإقليمية بعد سقوط الأسد

فبراير 12, 2025

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI 

بون ـ رشا عمار، باحثة بالمركز الأوروبي  ECCI

شهدت المنطقة العربية تحولات كبرى خلال العقد الأخير، حيث لعبت الجماعات المسلحة دورًا محوريًا في معادلات القوة الإقليمية، خاصة في ظل الأزمات التي اجتاحت سوريا والعراق واليمن. ومع سقوط نظام بشار الأسد، يتوقع أن تدخل هذه الجماعات في مرحلة جديدة من إعادة التموضع والبحث عن حلفاء وموارد جديدة للبقاء والتأثير. في الوقت نفسه، ستشهد المنطقة إعادة توزيع للنفوذ الإقليمي، حيث ستسعى دول مثل إيران وتركيا إلى إعادة ضبط استراتيجياتها بناءً على المستجدات. في هذا السياق، يبرز السؤال الرئيسي: كيف ستؤثر هذه التغيرات على معادلات القوة الإقليمية، وما هو الدور المستقبلي للجماعات المسلحة في هذه المعادلة؟

ما علاقات الجماعات المسلحة في سوريا بإيران؟

شكلت إيران العمود الفقري لدعم العديد من الجماعات المسلحة في سوريا والعراق منذ عام 2011، معتبرة ذلك جزءًا من استراتيجيتها الإقليمية لمواجهة النفوذ الأمريكي والعربي في المنطقة. ومع سقوط الأسد، ستواجه إيران تحديات جمة في استمرار دعم هذه المجموعات، سواء بسبب الضغط الدولي المتزايد أو بفعل التغيرات الداخلية التي قد تطرأ على النظام الإيراني نفسه. من المحتمل أن تعتمد إيران على أساليب غير مباشرة في الدعم، مثل تهريب الأسلحة عبر العراق ولبنان، أو تمويل العمليات عبر شبكات اقتصادية معقدة تشمل تجارة المخدرات وعمليات غسل الأموال. كما قد تلجأ إلى إعادة توجيه الدعم نحو الجماعات الأكثر ولاءً لها، مثل حزب الله، الذي يمتلك بنية تنظيمية أقوى وقدرة على البقاء والاستمرار بمعزل عن الدولة السورية.مكافحة الإرهاب ـ واقع الجماعات المسلحة الموالية لإيران بعد سقوط نظام الأسد

ما طرق التمويل والتسليح البديلة؟

مع تضاؤل الدعم الإيراني المحتمل، ستجد الجماعات المسلحة نفسها في حاجة ملحة إلى مصادر تمويل وتسليح بديلة. في هذا الإطار، قد تلجأ هذه الجماعات إلى عدد من الوسائل، أبرزها:

الاقتصاد الموازي والجريمة المنظمة: مثل تهريب المخدرات، وتجارة النفط غير المشروعة، وفرض الإتاوات في المناطق التي تسيطر عليها.

التعاون مع قوى إقليمية أخرى: مثل بعض الدول التي قد تسعى لاستقطاب بعض الفصائل المسلحة السنية لخدمة مصالحها في سوريا والعراق.

الدعم الشعبي والجمعيات الخيرية: عبر استغلال التبرعات القادمة من أفراد أو منظمات مدنية متعاطفة مع أيديولوجياتها.

التحالفات مع جماعات دولية: حيث يمكن لبعض المجموعات أن تنسج علاقات مع تنظيمات خارجية تتقاطع مصالحها مع أهدافها.

يقول آرون لوند، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، إن “تفكك النظام السوري قد يفتح الباب أمام صراعات داخلية جديدة بين الفصائل المسلحة، حيث ستتنافس الجماعات المدعومة من جهات إقليمية مختلفة على السيطرة”. في المقابل، يشير تشارلز ليستر، الخبير في الحركات الجهادية، إلى أن “غياب سلطة مركزية قوية في سوريا قد يمنح الجماعات المتطرفة فرصة لإعادة التموضع، خاصة في المناطق الحدودية مع العراق ولبنان”. من جانبه، يرى فابريس بالونش، الباحث في الجغرافيا السياسية، أن “تركيا وإيران ستكونان أكثر الأطراف تأثرًا بسقوط الأسد، إذ ستسعى كل منهما إلى تأمين مصالحها عبر وكلائها المحليين، مما قد يؤدي إلى تصاعد المواجهات على الأرض”. ويرى محللون آخرون أن إعادة الاستقرار إلى سوريا ستتطلب توافقًا دوليًا وإقليميًا، حيث ستلعب واشنطن وموسكو دورًا رئيسيًا في تحديد شكل النظام الجديد ومستقبل الجماعات المسلحة.

ما تأثير الجماعات على الوضع الأمني في العراق؟

العراق كان ولا يزال ساحة رئيسية لنشاط الجماعات المسلحة، خاصة تلك المدعومة من إيران. ومع سقوط الأسد، قد تجد بعض الجماعات المسلحة داخل العراق، مثل الحشد الشعبي، نفسها في وضع معقد، حيث سيتعين عليها إعادة ترتيب أولوياتها الأمنية والسياسية. فإما أن تنخرط في الداخل العراقي بصورة أعمق، أو تسعى للحفاظ على نفوذها في سوريا لمنع تمدد قوى أخرى مثل داعش أو الجماعات المدعومة من تركيا.

يضاف إلى ذلك احتمال نشوب صراعات داخلية بين الفصائل المسلحة المختلفة على النفوذ والمناطق الاستراتيجية، مما سيؤدي إلى موجة جديدة من الاضطرابات الأمنية داخل العراق. كما أن الحكومة العراقية، التي تحاول تحقيق توازن بين واشنطن وطهران، قد تجد نفسها أمام تحدٍ صعب في التعامل مع هذه الجماعات.مكافحة الإرهاب ـ كيف يشكل المقاتلون الأجانب في سوريا تهديدا لأوروبا؟

ما التحركات العسكرية والسياسية في سوريا بعد الأسد؟

مع تغير المعادلة السياسية في سوريا، تواجه الجماعات المسلحة تحديات كبيرة في الحفاظ على نفوذها. بعضها قد يحاول التكيف مع الحكومة الجديدة عبر الاندماج في مؤسسات الدولة أو إعادة تشكيل نفسه ككيانات سياسية شرعية، بينما قد تلجأ جماعات أخرى إلى تصعيد العمل العسكري لتعويض خسائرها. الفصائل التي كانت تعتمد على الدعم الإيراني قد تجد نفسها في موقف صعب إذا ما قررت طهران تقليص تمويلها أو إعادة توجيه دعمها إلى ساحات أخرى مثل العراق واليمن. على المدى المتوسط، قد تصبح بعض الفصائل المسلحة أدوات في صراعات إقليمية بين القوى الكبرى، مما يطيل أمد عدم الاستقرار داخل سوريا. في المقابل، ستسعى الحكومة السورية الجديدة إلى استيعاب بعض الفصائل المعتدلة ضمن الجيش الوطني أو الأجهزة الأمنية، في محاولة لخلق توازن جديد يمنع حدوث فراغ أمني قد تستغله الجماعات المتطرفة مثل داعش أو تنظيمات أخرى.

بعد سقوط نظام الأسد وتولي أحمد الشرع رئاسة سوريا، بدأت معادلات القوة تتغير بسرعة على الأرض، حيث توزعت السيطرة بين الفصائل المسلحة والقوى الإقليمية. من أبرز التطورات:

تصاعد الصراعات الداخلية: تشهد سوريا مواجهات بين الفصائل المسلحة المختلفة، سواء تلك المدعومة من إيران، أو دول أخرى، أو حتى الفصائل الجهادية، حيث تسعى كل منها إلى فرض سيطرتها على بعض المناطق الاستراتيجية.

تعزيز النفوذ الكردي: تحاول قوات سوريا الديمقراطية استغلال الفراغ السياسي لتوسيع نطاق سيطرتها، ما قد يؤدي إلى صدامات مع الفصائل العربية أو القوات التركية.

بروز مناطق حكم ذاتي: بدأت بعض الفصائل المسلحة في إدارة مناطقها بشكل مستقل، وهو سيناريو قد يؤدي إلى مزيد من التفكك في بنية الدولة السورية.

تدخلات إقليمية ودولية مكثفة: تسعى كل من روسيا، وتركيا، وإيران إلى توسيع نفوذها لضمان حماية مصالحها في سوريا ما بعد الأسد، وهو ما قد يؤدي إلى صراعات بالوكالة بين هذه القوى.

ما دور التحالفات الإقليمية في احتواء نفوذ هذه الجماعات؟

مع سقوط نظام الأسد، تلعب التحالفات الإقليمية دورًا محوريًا في الحد من نفوذ الجماعات المسلحة التي استغلت الفوضى السياسية والعسكرية خلال السنوات الماضية. تسعى الدول العربية، إلى إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية عبر تقديم الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة الجديدة، مع تعزيز التعاون الأمني لضبط الحدود ومنع تدفق السلاح والمقاتلين إلى الداخل السوري.

تحاول تركيا، التي دعمت فصائل معارضة في الشمال، التفاوض على تسوية تضمن مصالحها الأمنية، خاصة فيما يتعلق بالحد من النفوذ الكردي. من جهة أخرى، تعمل إيران على الحفاظ على نفوذها عبر الفصائل المسلحة التي دعمتها خلال الحرب، مما يدفع القوى العربية إلى تعزيز التنسيق الأمني والعسكري للحد من هذا التأثير.

الدور الروسي يظل مؤثرًا، حيث تحاول موسكو دفع الفصائل الموالية لها إلى الاندماج في الجيش السوري الجديد لضمان توازن القوى. على المستوى الدولي، يمكن للتحالفات الإقليمية أن تلعب دور الوسيط في صفقات نزع السلاح وتسريح المقاتلين، مما يسهم في استقرار البلاد على المدى الطويل. نجاح هذه الجهود يعتمد على مدى توافق القوى الإقليمية على رؤية مشتركة لمنع سوريا من التحول إلى ساحة صراع دائم بين الميليشيات المتنافسة.مكافحة الإرهاب ـ ما موقف أوروبا تجاه تغيير ديناميات الجماعات المسلحة في سوريا؟

ما طبيعة المواقف الدولية؟

واشنطن وبروكسل ستنظران إلى مرحلة ما بعد الأسد من زاوية مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي. ستحاول الولايات المتحدة دعم القوى التي تتماشى مع استراتيجيتها في محاربة الجماعات المتطرفة، بينما سيظل الاتحاد الأوروبي مهتمًا بملف اللاجئين ومنع تصدير الإرهاب إلى أراضيه. كما أن الطرفين سيعتمدان على فرض عقوبات اقتصادية لمحاصرة مصادر تمويل هذه الجماعات.

أشارت  كاي كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في 27 يناير 2025 إلى توقعها التوصل إلى اتفاق لتخفيف العقوبات عن سوريا، قائلة: “نتوقع التوصل إلى اتفاق اليوم لتخفيف العقوبات عن سوريا”. والي أدييمو، نائب وزيرة الخزانة الأمريكية: عند الإعلان عن تخفيف بعض العقوبات على سوريا، في 7 يناير 2025 صرح قائلاً: “نهاية حكم بشار الأسد الوحشي والقمعي، المدعوم من روسيا وإيران، توفر فرصة فريدة لسوريا وشعبها لإعادة البناء”.

تقييم وقراءة مستقبلية

– بعد سقوط نظام الأسد وتولي أحمد الشرع الحكم، تمر سوريا بمرحلة تحول حاسمة في توازنات القوى الإقليمية. كان النظام السابق يمثل حليفًا استراتيجيًا لإيران، ولكن مع تغير القيادة، تعيد الدول الإقليمية ترتيب سياساتها وفقًا للواقع الجديد.

– من المحتمل أن تسعى إيران للحفاظ على نفوذها في سوريا من خلال دعم الفصائل المسلحة الموالية لها، لكنها ستواجه تحديات كبيرة، خاصة مع محاولات الحكومة الجديدة تقليل الاعتماد على النفوذ الإيراني.

– تركيا ترى سقوط الأسد فرصة لتعزيز دورها في الشمال السوري، حيث تحاول بسط نفوذها عبر دعم فصائل موالية لها والتوسع عسكريًا تحت ذريعة حماية أمنها القومي. أما الدول العربية، فتتجه نحو استعادة سوريا إلى الحاضنة العربية، مما قد يؤدي إلى تحجيم دور الجماعات المسلحة وتدعيم استقرار النظام الجديد.

– المشهد الإقليمي بعد سقوط الأسد سيظل معقدًا، حيث ستتنافس القوى الكبرى على إعادة صياغة معادلات القوة. ستواجه الجماعات المسلحة تحديات كبيرة، سواء في تأمين الدعم أو في الحفاظ على نفوذها، بينما ستسعى الدول الإقليمية والدولية إلى ضبط التوازنات لمنع تمدد الفوضى.

– على المدى الطويل، قد تتضاءل قوة بعض الفصائل المسلحة نتيجة فقدان الدعم، فيما قد تنجح أخرى في التحول إلى لاعبين سياسيين ضمن ترتيبات جديدة. ولكن في كل الأحوال، فإن المنطقة مقبلة على مرحلة من عدم الاستقرار قد تستمر لسنوات، ما لم يتم التوصل إلى حلول سياسية شاملة تضمن إعادة بناء الدولة السورية على أسس جديدة.

– سوريا ما بعد الأسد ليست بمنأى عن التحديات الأمنية، حيث أن انهيار النظام السابق ترك فراغًا سياسيًا وعسكريًا تستغله الجماعات المسلحة لزيادة نفوذها في بعض المناطق. رغم أن الحكومة الجديدة تسعى إلى فرض سيطرتها الكاملة، إلا أن استمرار وجود الجماعات المسلحة المدعومة خارجيًا، سواء، قد يؤدي إلى اندلاع موجات جديدة من العنف. بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن تقوم الجماعات الجهادية، بتوسيع عملياتها في بعض المناطق مستغلة ضعف التنسيق الأمني في المرحلة الانتقالية.

– يشكل ملف اللاجئين العائدين تحديًا كبيرًا، حيث أن إعادة إدماجهم تحتاج إلى استقرار أمني واقتصادي لم يتحقق بعد. في الوقت نفسه، تتخوف بعض المجتمعات المحلية من انتقام الفصائل المتصارعة، مما قد يؤدي إلى نزوح داخلي جديد داخل البلاد. تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا الجديدة سيتطلب جهودًا كبيرة من الحكومة، بدعم إقليمي ودولي، لضبط الوضع الأمني وإعادة بناء المؤسسات الأمنية على أسس أكثر شمولية ومهنية.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=100771

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

?Who controls Syria after Assad

https://bit.ly/4gzAU5i

?After Assad, what lies ahead for Syria

https://bit.ly/4hLAIl7

Syria: Assad’s armed forces must face accountability, says rights probe

https://bit.ly/42R1ofj

Fighting between Syria’s new army and Lebanese militias rages on border

https://bit.ly/4gvRkLX

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...