المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا و هولندا
إعداد : أندي فليمستروم Andie Flemström ، باحثة في قضايا التطرف والإرهاب – ستوكهولم
ماجستير آداب – علاقات دولية – جامعة ستوكهولم
مكافحة الإرهاب ـ الذئاب المنفردة في أوروبا، فهم الدوافع
طعن النائب البريطاني المحافظ ديفيد أميس والهجوم الدموي في النرويج الذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص خلال شهر نوفمبر2021، يعيد إلى الأذهان ما يسمى بهجمات الذئاب المنفردة التي استهدفت أوروبا منذ عام 2015. لقد كانت العمليات الإرهابية التي ضربت أوروبا في السنوات الأخيرة “صفعة” قوية لأجهزة الأمن والاستخبارات الأوروبية، التي أدركت “فشلها الأمني” في تحليل وتوقع هذا النوع من العمليات التي يرتكبها ذئاب منفردة.
ورغم أن خبراء أمنيين حذروا من وقوع عمليات إرهابية عقب الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية خلال عام 2015، فإن أجهزة الأمن والاستخبارات الأوروبية لم تكن مستعدة بما يكفي لمواجهة الهجمات الإرهابية المتتالية. وهكذا تظل الذئاب المنفردة تشكل تحديًا لمجتمع الاستخبارات الأوروبي، على الرغم من الإجراءات والسياسات الناجحة التي تم اتخاذها في الحرب ضد الإرهاب.
تعريف الذئاب المنفردة؟
تعتبر ظاهرة “الذئاب المنفردة” ليست بظاهرة جديدة، كان هناك أفراد ارتكبوا هجمات إرهابية مستقلة دون أي دعم أو مشاركة عملياتية من المنظمات الإرهابية. وانتشر مصطلح “الذئاب المنفردة” في أواخر التسعينيات من قبل المتعصبين البيض” اليمين المتطرف ” توم ميتزجر وأليكس كورتيس كجزء من تشجيع زملائهم العنصريين على التصرف بمفردهم في ارتكاب جرائم عنيفة لأسباب تكتيكية.
ومع ذلك، فإن تطوير التكنولوجيا واستخدام الإنترنت قد ساهم بشكل كبير في نمو ظاهرة الذئب المنفرد. لقد مكّن الإنترنت الإرهابيين في جميع أنحاء العالم من أن يكونوا جزءًا من مجتمعات افتراضية لأشخاص متشابهين في التفكير، مما يساهم في تطرف أعضائهم، وتثقيف بعضهم البعض بشأن التخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها دون أن يلتقي أحدهم الآخر في الواقع [1].
لقد أوجد الإنترنيت جيلًا جديدًا من الإرهابيين الذين ينفذون “جهادًا بلا قيادة”[2]. ومع ذلك، يمكن تعريف مصطلح “الذئب المنفرد” على أنه ظاهرة يقوم فيها فرد إرهابي بتنفيذ هجوم بمفرده دون أمر من – أو حتى أي ارتباط عملياتي بأي منظمة إرهابية محددة. بمعنى آخر، حتى لو كان الإرهابي على اتصال بالآخرين (عبر الإنترنت أو شخصيًا) وكان ملهما بتنظيم إرهابي معروف، أو حتى إذا كان الإرهابي الفرد يرى نفسه / نفسها ناشطًا فيها، طالما لم يكن هناك أي منظمة إرهابية متورطًا في أي من مراحل الهجوم المُرتكب – بدء الهجوم أو التخطيط له أو التحضير له أو لوجستياته – سيتم اعتباره بموجب التعريف المقترح على أنه هجوم “ذئب منفرد”[3]. وهنا من المهم توضيح فرق الخلية النائمة: هي خلية تتكون من إرهابيين، تسلل إلى المجتمع أو المنظمة المستهدفة وتبقى كامنًة حتى تأمرهم مجموعة أو منظمة بالعمل. في المقابل، “الذئب المنفرد هو عامل مستقل يكون بطبيعته جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المستهدف وقادر على التنشيط الذاتي في أي وقت” [4].
**
ومع ذلك ، كما يقول جيفري سايمون: “سيكون من الخطأ افتراض أن إرهاب الذئب المنفرد هو المجال الحصري للمتطرفين الإسلاميين”[5]. يبدو أن الذئاب المنفردة تأتي من جميع أنواع التطرف العقائدي والديني. لقد تم استخدام إستراتيجية الذئب المنفرد من قبل اليمين المتطرف والحركات الانفصالية ومناهضي الإجهاض بعدة طرق مختلفة. حتى أن هناك مخاوف متزايدة من هجمات الذئاب المنفردة التي يرتكبها متطرفون يمينيون.
في دراسة أجراها رافايلو بانتوشي حول الهجوم الأرهابي في أوسلو وأوتويا (النرويج) في 22 يوليو 2011، والذي نفذه أندرس بيرينغ، يدعي بأن بريفيك يمكن تصنيفه ضمن فئة “الذئب الوحيد” حسب الملف الشخصي ولديه صلات بالجماعات اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء العالم[6]. وهذا يدعم وجهة النظر القائلة بأنه يجب إعادة النظر في النماذج الحالية لإرهاب “الذئب المنفرد” مع إيلاء اهتمام أكبر للظاهرة الجديدة المتمثلة في “الفاعلين الفرديين اليمينيين” [7].
تشير قضية بريفيك إلى دور الإنترنت القوي في تمكين ونشر الأيديولوجيات المتطرفة التي تحفز الأفراد المتشابهين في التفكير على تنفيذ هجمات إرهابية. تلعب التكنولوجيا دورًا حاسمًا في إرهاب الذئب الوحيد اليوم. يستخدم هؤلاء الإرهابيون الإنترنت كمصدر للإلهام، أو للحصول على المشورة ، أو لإنشاء روابط واتصالات مع المتطرفين ذوي التفكيرالمماثل. كما تعتمد الذئاب المنفردة اليوم بشكل متزايد على الإنترنت، وتستخدم تقنيات جديدة لإخفاء هوياتها عبر الإنترنت لتجنب اكتشافها
الذئاب المنفردة في أوروبا
على الرغم من خسارة “الدولة الإسلامية” معاقلها في العراق وسوريا خلال عام 2017 ، إلا أنها لا تزال تشكل تهديدًا إقليميًا ودوليًا، على دول المنطقة وعلى أوروبا، على الرغم من حالة التأهب التي تعيشها أوروبا منذ عام 2015 .
كشفت الهجمات الإرهابية التي وقعت في أوروبا في السنوات الأخيرة إلى أي مدى تغلغل المتطرفون والمتشددون الإسلامويون في المجتمعات الأوروبية المحلية. أصبحت الجماعات الإسلاموية المتطرفة تشكل تهديدًا مباشرًا لأوروبا. نظرًا لانتشار الأيديولوجية المتطرفة بين المجتمعات الإسلامية في أوروبا، سعت الحكومات الأوروبية في المقام الأول إلى تقويض هذا النوع من الفكر من أجل الحفاظ على “الأمن المجتمعي” وتجنب الهجمات الإرهابية، وخاصة ما يُعرف باسم هجمات الذئاب المنفردة.
لقد أدى ضعف القاعدة وهزيمة “داعش” في سوريا والعراق في سوريا إلى دعوة هذه المنظمات للاعبين الفرديين المستقلين لتنفيذ هجمات مستوحاة من هذه التنظيمات أو حتى بالنيابة عنها. ومع ذلك، فإن هذه المنظمات تسعى جاهدة لخلق جو يدعم هجمات “الذئاب المنفردة” عن طريق التحفيز والدعاية التي يتم نشرها عبر الإنترنت، وتشجيع مؤيديها في جميع أنحاء العالم على ارتكاب أعمال عنف محليًا[8].
يدعي رامون سبايج أن عدد الهجمات التي نفذتها الذئاب وحدها مستوحاة من الإسلام الراديكالي آخذة في الازدياد بسبب دعوة المنظمات الإرهابية لتنفيذ مثل هذه الهجمات[9]. في المقابل، ظهرت عمليات “الذئب المنفرد” في نهاية عام 2009 كبديل لعمليات تنظيم القاعدة المركزي. حيث لم يكن قادرا على تنفيذ هجمات منظمة، أي هجمات تتويجا لمبادرة وتحضير وتورط المنظمات الإرهابية في الدول الغربية، بعد تعرضها لضربات وهجمات شديدة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في أعقاب احداث 11 سبتمبر 2001.
يتفق العديد من الخبراء في هذا السياق، على أن القاعدة لم تعد المنظمة المركزية التي تعطي التوجيهات وتوفر التمويل، بقدر ما تحولت إلى أيديولوجية “فكرية” يصعب السيطرة عليها بالحروب التقليدية، وهي أيديولوجية يمكن أن تتبناها مجموعة من الشباب في كل مكان زمان. لم تعد الجماعات “الجهادية” اليوم منظمة مركزية، كما كان الحال في كل من أفغانستان والعراق. لكنهم تحولوا إلى أيديولوجية متطرفة تقوم على تحويل السلفية إلى آلية للتكفير والقتل. بعبارة أخرى، جعلوا من العقيدة السلفية نموذجًا تنظيميًا تحت مسمى “التوحيد والجهاد” [10]
أزمة الهوية
المجموعات الأكثر عرضة لهذا الخطر الأيديولوجي “الجهادي” هم المهاجرون غير المندمجين في أوروبا، وخاصة المهاجرين الشباب المسلمين. يشعر العديد من المسلمين الأوروبيين أنهم “محرومون” وأن المجتمع المضيف لا يقبلهم. ونتيجة لذلك، أصبح العديد من الشباب متطرفين من قبل رجال الدين المسلمين الذين حذرواهم من الاندماج وقدموا لهم بدلاً من ذلك رؤية “سلفية جهادية” للاسلام.
هؤلاء الشباب يعانون من أزمة الهوية. معظم عمليات الذئب المنفرد التي تمت مراجعتها، ستكون خاضعة لهذا الاحتمال. لذلك تقدم المواقع “الجهادية” معلومات تفصيلية بالعديد من اللغات الأجنبية، كجزء من سعيها المستمر لاستهداف الشباب في المجتمعات الغربية. من ناحية أخرى، فإن مناطق الصراع التي يشهدها العالم هي مصدر “إلهام” للشباب، وذلك بسبب الصور المروعة للضحايا وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتم عرضها وتداولها على الإنترنت يمكن أن تشحن وتحفز تفكيرالعديد من الشباب ليتحولوا، في مرحلة ما، إلى خلايا فردية مفخخة لتنفيذ عمليات انتحارية في المجتمعات التي يعيشون فيها ويشعرون بالغربة.
ومن أبرز مناطق الصراع الآن سوريا وأفغانستان والعراق واليمن والصوما، لذلك، فإن فلسفة إرهاب الذئب المنفرد اليوم تخاطب الشباب من أصل عربي إسلامي في الغرب، وكذلك الشباب الذين اعتنقوا الإسلام مؤخرًا ليكونوا محركات “جهادية” في مجتمعاتهم. وهنا يبرز دور المؤسسات الدينية في الغرب في مواجهة هذا التطرف الأيديولوجي وهذه الجماعات السرطانية، من خلال إقامة منتديات يتم من خلالها فضح زيف هذه «الفكر الجهادي» [9]. في هذا السياق، يعتقد العديد من المراقبين أن احتمالات تصعيد عمليات هجمات الذئاب المنفردة في أوروبا والولايات المتحدة بسبب الشحن “الجهادي” عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كثيرة ومتنامية باستمرار. خاصة وأن طبيعة المواجهة والصراع بين التنظيمات” الجهادية” وخصومها تحولت إلى مواجهات استخباراتية غير تقليدية، تستخدم فيها التكنولوجيا الحديثة .
لا يوجد تعريف محدد – القواسم المشتركة
يشمل التعريف المذكور أعلاه للإرهابيين المنفردين”الذئاب المنفرده” مجموعة واسعة من المتطرفين العنيفين. ومن بين هؤلاء: المتعصبين المتدينين من جميع الأديان، والمتفوقون البيض، والجهاديون الإسلامويون. وبناء على ذلك، لا يوجد ملف تعريف واحد موحد للذئب المنفرد. على الرغم من ذلك ، من الممكن التمييز بين الفئات المتنوعة من الإرهابيين المنفردين على أساس خلفيتهم الأيديولوجية أو الدينية وتكتيكاتهم.
لكن هناك مجموعة من القواسم المشتركة بين الأنواع المختلفة من الذئاب المنفردة. إحدى السمات المشتركة هي أنهم لا “يندمجون بشكل جيد مع الآخرين”. مثال على ذلك تيد كاتشينسكي الذي عاش في عمق برية مونتانا ورفض أي شكل من أشكال الاتصال بالعالم الخارجي. لا تعني هذه الحالة أن الذئاب المنفردة ليس لها اتصال بالمنظمة أو الشبكات.
القاسم المشترك الآخر، هو أنه على الرغم من استبعادهم العملياتي، فهم في كثير من الأحيان ينشرون أفكارهم أو بياناتهم على العالم الخارجي، في بعض الحالات قبل هجماتهم. اليوم، يتيح الإنترنت لأي شخص نشر أيديولوجيته المتطرفة. تدعي جيسيكا ستيرن أن الإرهابيين المنفردين يميلون إلى خلق أيديولوجياتهم الخاصة التي تجمع بين الإحباطات الشخصية والاشمئزاز والمظالم السياسية أو الاجتماعية أو الدينية. بالإضافة إلى ذلك، هناك سمة مشتركة تتمثل في حقيقة أنه على الرغم من أن معظم الإرهابيين لا يعانون من “أمراض نفسية يمكن تحديدها، فإن معدل الاضطرابات النفسية وعدم الكفاءة الاجتماعية بين الذئاب المنفردة مرتفع نسبيًا” [4].
**
كل هذه القواسم المشتركة مهمة جدًا لأنها تساعد في تحديد وفهم عملية التطرف. ومن الملاحظ أن هذه السمات يمكن تعميمها على جميع الهجمات في أوروبا – وخاصة إنجلترا وفرنسا في السنوات الست الماضية. تثير هجمات الذئاب المنفردة الإرهابية شبح الهجمات المقلدة، وهي ظاهرة لاحظها علماء الجريمة، عادة بين الشباب الذكور الذين تأثروا بدعاية القتل الجماعي، والذين يظهرون مجموعة من الأمراض العقلية الخطيرة، والسجلات الإجرامية، أو تاريخ من السلوك العنيف. ومع ذلك، وفقا لدراسة قام بها مارك إس هام ورامون سايج تبين أنه من بين 12 مهاجمًا إرهابيًا منفردًا مقلدا ممن شملتهم الدراسةٍ، كان ثلاثة منهم فقط من الشباب بينما يعاني ثلاثة فقط من أمراض عقلي.
يبدو أن “الدافع” هوعامل الاختلاف الأكبر بين الإرهابين الأعضاء في مجموعة والإرهابين المنفردين المقلدين “الذئاب المنفردة”،حيث يسعى أعضاء المجموعة الى الشهرة لأنفسهم، بينما “الذئاب المنفردة” يريدون الترويج لقضية سياسية. دراسة أخرى أجراها الباحثان بول جيل وإميلي كورنر في كلية لندن الجامعية لتحديد الخصائص المشتركة بين 119 مهاجمًا منفردًا منذ عام 1990 في الولايات المتحدة وأوروبا وقارنوها بمجموعة مماثلة من الإرهابيين الأعضاء في مجموعة. أسفرت الدراسة عن ارتفاع معدل الإصابة بأمراض عقلية موثقة لدى الإرهابين المنفردين مقارنة بالإرهابين الأعضاء في المجموعة.
واسفرت الدراسة أيضًا، أنه بالنسبة للعديد من الذئاب المنفردة، كانت المظالم الشخصية حافزًا بقدر المظالم السياسة. كما عانى أكثر من نصفهم من العزلة الاجتماعية. ومع ذلك، لا تزال الهجمات الإرهابية التي تنفذها جهات منفردة نادرة نسبيًا وأقل شيوعًا من الهجمات الإرهابية الجماعية [11].
صعوبة الكشف
لطالما كان من الصعب تحديد هوية الذئب المنفرد وهدفه واعتقاله من أجل تطوير ملف شخصي موثوق به لإرهابي نموذجي من ذئب منفرد. حتى هذا التصنيف لم يكن مفيدًا بشكل خاص لأجهزة الأمن والاستخبارات لأن الخاصية الأكثر شيوعًا التي أظهرها هؤلاء الأفراد؛ إن الذكور المنعزلين أو المستبعدين اجتماعياً شائعون للغاية في عموم السكان لدرجة أنها غير مجدية في محاولة تحديد من هو الذي سيصبح إرهابيًا منفردًا عنيفًا.
بعبارة أخرى، من الصعب للغاية التنبؤ بالبيئة المحرومة أوالمستبعدة أوالمكتئبة التي نشأوا فيها. لكن من خلال المراقبة والدراسة، أظهر هؤلاء الإرهابيون المنفردون أنهم ينتمون الى بيئات وخلفيات مختلفة ويمتلكون مجموعة متنوعة من الإيديولوجيات والدوافع. إضافة الى ذلك، يوجد صعوبة في التميز بين هؤلاء المتطرفين الذين يخططون لارتكاب هجمات وأولئك الذين يعبرون فقط عن معتقدات راديكالية أو يصدرون تهديدات جوفاء [11]. حرية التعبير في الغرب،هي حرية أساسية، تقيد إمكانيات التحقيق في الآراء الراديكالية اللاعنفية. مع العلم أن جميع الإرهابيين متطرفون ولكن معظم المتطرفين ليسوا إرهابيين ، لذلك سيكون من الصعب للغاية اكتشاف الذئاب المنفردة المحتملة قبل مهاجمتها، حتى مع استخدام أدوات جمع المعلومات الاستخبارية الأكثر تطورًا.
**
تاريخياً، كان من الصعب الكشف عن هجمات الذئاب المنفردة ومنعها، بشكل رئيسي لأن الجناة يعملون بمفردهم ولا يخبرون نواياهم للاشخاص المتعاونين. إضافة الى أن الأدوات والآليات المستخدمة من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات أقل فعالية بكثير ضد الفرد الذي يعمل بمفرده ولا ينقل خططه للآخرين. بالإضافة إلى أن هؤلاء الأفراد ينتمون إلى فئة الشخصيات الطبيعية التي لا تثير الشكوك حول سلوكهم اليومي وحركتهم. إلى جانب ذلك، هؤلاء الأفراد ليسوا بالضرورة يذهبون إلى المساجد أو يكون لهم مظهر إسلامي متطرف.
إنهم أشخاص يجيدون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال، ويتقنون أكثر من لغة. حيث أن المعلومات التي توفرها لهم شبكة “الإنترنت” حول كيفية التحول من مواطن عادي إلى “قنبلة جهادية” أو “جهادي مفخخ”، تعتبر مادة قيّمة من وجهة نظر المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش”[12]. اليوم، تمثل هذه الخلايا الفردية أو الذئاب المنفردة التحدي الأكبر لوكالات الاستخبارات الغربية وتنفيذ القانون، لكونها خلايا غير هرمية وغير تقليدية، ولا يمكن الوصول إليها من خلال اكتشاف تورط أحد الفاعلين فيها.
التوصيات ـ استراتيجيات الوقاية
على الرغم من الإجراءات والسياسات الناجحة التي اتخذتها وكالة الاستخبارات وتنفيذ القانون لمحاربة الإرهاب، لا يوجد أمن مطلق، وتبقى عمليات “الذئاب المنفردة” خارج حسابات وتوقعات أجهزة المخابرات. فكيف نتعامل مع تهديد إرهاب الذئب المنفرد والتحدي لتحديد واعتقال الإرهابيين المنفردين. يمكن أن تزودنا معرفة القواسم المشتركة والتحديات ببعض الأدلة حول من أين نبدأ لمواجهة هذا النوع من الإرهاب.
بالإضافة إلى ذلك، فان فهم ورسم خرائط مسارعملية تطرف الذئاب المنفردة، يساعد في تحديد السلوكيات المشتبه بها والتعرف على أنماط التلقين. يوفر فهم هذه العمليات طرقًا ممكنة لتدابير أكثر فاعلية لمنع أو مكافحة إرهاب الذئاب المنفردة. هناك حاجة لاعتماد استراتيجية فعالة لمكافحة التطرف تعتمد على مشاركة مجتمعية أكثر فاعلية، وخاصة بمساعدة الأعضاء المؤثرين في المجتمعات ذات الصلة.
رابط مختصر ..https://www.europarabct.com/?p=81652
جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
هوامش
[1] Tomáš Zeman, Jan Břeň, and Rudolf Urban, “Role of Internet in Lone Wolf Terrorism”, Journal of Security and Sustainability Issues7, no. 2 (December 2017)
[2] Marc Sageman, Leaderless Jihad: Terror Networks in the Twenty-First Century (Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2008)
[3] Boaz Ganor, “Understanding the Motivations of “Lone Wolf” Terrorists: The “Bathtub” Model”, Perspective in terrorism, Vol. 15, No.2 (April 2021)
[4] Edwin Bakker and Beatrice Graff, “lone wolves: how to prevent this phenomenon”, ICCT (November 2010)
[5] Jeffrey D. Simon, Lone Wolf Terrorism: Understanding the Growing Threat (Amherst, N.Y.: Prometheus Books, 2016)
[6] Raffaello Pantucci, “A Typology of Lone Wolves: Preliminary Analysis of Lone Islamist Terrorists,” The International Centre for the Study of Radicalization and Political Violence (ICSR), (March 2011)
[7] Florian Hartleb, Lone Wolves: The New Terrorism of Right-Wing Single Actors (Cham: Springer, 2020)
[8] Miron Lakomy, “Recruitment and Incitement to Violence in the Islamic State’s Online Propaganda: Comparative Analysis of Dabiq and Rumiyah”, Studies in Conflict & Terrorism, (February 2019). Retrieved from: https://doi.org/10.1080/1057610X.2019.1568008 Retrieved on 29 Oct.2021
[9] Mark S. Hamm and R. F. J. Spaaij, The Age of Lone Wolf Terrorism (New York: Columbia University Press, 2017)
[10] Jasem Mohamad, “Lone wolves still worry European intelligence services”, European Center for Counterterrorism and Intelligence Studies, (Dec 2019). Retrieved from: https://www.europarabct.com/?p=54722 Retrieved on 01 Nov.2021
[11] Emily Corner and Paul Gil,l “A False Dichotomy?, Mental Illness and Lone-Actor Terrorism” (2015). Retrieved from: https://psycnet.apa.org/fulltext/2014-33751-001.pdf Retrieved on 01 31Oct.2021
[12] Jasem Mohamad, “Lone wolves in Europe remain outside the capabilities of the intelligence services”, European Center for Counterterrorism and Intelligence Studies (2020). Retrieved from: https://www.europarabct.com/?p=56844 Retrieved on 08.nov.2021