خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
السلطات تعتقل أعضاء يُشتبه بانتمائهم لحماس في برلين وهولندا. الآن، يتم اتهامهم رسميًا. وجّه المدّعون الفيدراليّون اتهامات ضد أربعة أشخاص يُشتبه في أنهم أعضاء في منظمة حماس الفلسطينية المصنفة كمنظمة إرهابية. جاء ذلك في إعلان أصدره مكتب المدعي العام الفيدرالي في ألمانيا بمدينة كارلسروه. ويُتّهم الرجال الذين اعتقلوا في برلين وهولندا بالانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية.
ويُقال إن الرجال الأربعة عملوا كمنسقين أجانب في مستودعات أسلحة تابعة لحماس في عدد من الدول الأوروبية، “بهدف الإبقاء عليها جاهزة لشن هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية في أوروبا”. وتشمل الأهداف المزعومة لهذه الهجمات السفارة الإسرائيلية في برلين، والقاعدة الجوية الأمريكية في رامشتاين، والمنطقة المحيطة بمطار تمبلهوف في برلين.
كما يُزعم أن أحد المتهمين أنشأ مستودعًا لتخزين الذخيرة والأسلحة النارية في بلغاريا. وتُشير التقارير أيضًا إلى أنه قام في صيف عام 2019 بتفريغ مستودع أسلحة في الدنمارك، ونقل واحدًا على الأقل من الأسلحة المخزنة فيه إلى ألمانيا.
وفي النصف الثاني من عام 2023، بدأ المشتبه بهم الأربعة البحث عن موقع لإنشاء مستودع أسلحة في بولندا، لكن محاولاتهم باءت بالفشل. وقد تم اعتقالهم في ديسمبر 2023، وهم محتجزون منذ ذلك الحين.
وتعتبر (حماس) منظمة فلسطينية تمثل الجناح العسكري والسياسي، تم وضعها في ألمانيا على قائمة التطرف وعلى قائمة بعض دول أوروبا، وتم حظرها رسميًا، ولكنها تظل قادرة على العمل عبر جمعيات ومنظمات واجهة تعمل تحت غطاء الأنشطة الخيرية والثقافية.
تشير تقارير الاستخبارات الألمانية (مثل تقرير “المكتب الاتحادي لحماية الدستور”) إلى أن عدد مؤيدي حماس في ألمانيا يُقدّر بحوالي 450-500 فرد. هؤلاء لا يعملون كتنظيم مسلح ولكنهم يقدمون الدعم المالي والسياسي للحركة. هناك جمعيات ومنظمات إسلامية مرتبطة بشكل غير مباشر بحماس، مثل “هيئة الإغاثة الإنسانية” (Islamic Relief Germany)، التي تم التحقيق بشأنها بسبب شبهات حول تمويل الحركة. بعض المساجد والمراكز الإسلامية قد تكون منصات لنشر أيديولوجية حماس.
يُعدّ جمع التبرعات غير القانوني أحد التهديدات الرئيسية، حيث يتم توجيه الأموال لدعم نشاطات حماس في غزة. هذه الأنشطة تُراقب عن كثب من السلطات الألمانية. وتستهدف حماس الجاليات المسلمة الفلسطينية أو المؤيدين للقضية الفلسطينية لنشر أيديولوجيتها، مما قد يؤدي إلى تأجيج التوترات المجتمعية أو زرع أفكار متطرفة. وتنشط حماس عبر مظاهرات تدعم القضية الفلسطينية وتروج لمواقف معادية لإسرائيل، مما قد يُسهم في زيادة الاستقطاب السياسي والاجتماعي.
يتيح عدم وجود تنظيم هيكلي رسمي في ألمانيا لحماس العمل عبر قنوات غير مباشرة، مما يصعب من جهود السلطات في ملاحقة الأنشطة غير القانونية. كذلك التداخل مع الأنشطة الخيرية: استخدام الأنشطة الخيرية كغطاء يجعل من الصعب الفصل بين الأنشطة الإنسانية والتمويل الإرهابي.
صوت البرلمان الألماني لصالح قانون يحظر استخدام رمز “المثلث الأحمر” الموجه للأسفل، الذي يعد شعارا لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في الأماكن العامة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مع فرض عقوبات على المخالفين. ووفقا لوسائل إعلام ألمانية، تم تمرير القانون بأغلبية الأصوات. حث مجلس الشيوخ على تنفيذ هذا الحظر في جميع أنحاء البلاد لضمان عدم استخدام هذا الرمز الذي تستخدمه حماس في الفيديوهات التي توثق عملياتها العسكرية في غزة.
تبنت دول الاتحاد الأوروبي موقفاً مشدداً من حركة حماس في أعقاب أحداث الـ 11 من سبتمبر 2001، لذا طُرحت فكرة إدراجها على قوائم الكيانات الإرهابية، ولكن سرعان ما تباين الموقف الأوروبي بين أن تظل حماس على قوائم الإرهاب أم أن يتم إزالتها من هذا السجل، خاصة وأن قرار القضاء الأوروبي استند وقتها على أن قرار تصنيفها كمنظمة إرهابية لم يعتمد على أسس قانونية بل معلومات من شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام، وفي الوقت نفسه أكدت أوروبا على أن الموقف من حماس لن يتغير بهذا القرار، ومع التصعيد الراهن بين إسرائيل وحماس، شددت أوروبا من موقفها ضد حماس بعد هجومها الأخير على إسرائيل، الذي عرف باسم “طوفان الأقصى” ووصفته بالعملية الإرهابية، لذا فتحت بعض دول أوروبا مثل ألمانيا التحقيق في ارتكاب حماس جرائم خطف وقتل.
بينما لا يشكل وجود حماس في ألمانيا تهديدًا عسكريًا مباشرًا، إلا أن نشاطاتها المالية والأيديولوجية قد تزعزع الاستقرار الداخلي وتدعم الإرهاب دوليًا. حجم التنظيم في ألمانيا محدود، لكنه يعتمد بشكل كبير على دعم منظمات واجهة وجمعيات خيرية تعمل في إطار القانون، ما يتطلب تعزيز التعاون الأمني والرقابة لتقويض هذه الأنشطة.
وفيما يتعلق بردود فعل دول التكتل الأوروبي من تحركات حماس، تشير إلى مخاوف جسيمة داخل التكتل من نفوذ حماس في المنطقة وتأثيره على حجم مصالحها هناك، لاسيما وأن حماس تتلقى دعماً كبيراً من إيران ولديها شبكة واسعة من العلاقات خارج حدود غزة، لذا من المتوقع أن تتخذ بعض دول الاتحاد إجراءات مشددة ضد حماس والمنظمات ذات الصلة بها داخل أراضيها.