مخاطر اليمين المتطرف في أوروبا …بلجيكا وتنامي التيارات الشعبوية
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا وحدة الدراسات والتقارير “2”
تواجه بلجيكا أزمات تتعلق بالهجرة والتطرف بمختلف أشكاله فضلا عن تناميتوجهات اليمين المتطرف، وحذرت الاستخبارات البلجيكية من ارتفاع في عدد المنتمين لأحزاب اليمين المتطرف ، وتصاعد خطابات الكراهية عبر منصات التواصل الاجتماعى.
أبرز أحزاب اليمين المتطرف والحركات الشعبوية فى بلجيكا
الحزب القومي الفلامنكي
كان اسمه في الماضي “الكتلة الفلمنكية” تتصاعد في الحزب نزعات الاستقلال عن الاتحاد الاوروبى ، وإذا تم الانفصال فإن بلجيكا ستفقد أكثر من نصف سكانها، وستكون القضية الرئيسية ماهية وضع العاصمة بروكسل، والتي هي مقر الاتحاد الأوروبي، ومقر الناتو، ويعتقد الحزب القومي الفلامنكي أن المنطقة التي تضم المتحدثين باللغة الفلمنكية في بلجيكا والتي تتميز بالثراء ، لا يجب أن تدعم منطقة والونيا وبروكسل الأقل ثراء.
وكان الحزب القومي الانفصالي قد حصل في الانتخابات التشريعية البلجيكية التي جرت عام 2010 على (27) مقعدا من أصل (150) مقعداً، طالب باستقلال مقاطعة فلاندر البلجيكية ،وأحرز (3) مقاعد منذ يونيو 2014 في البرلمان الذي يعد (150)، و أظهر استطلاع للرأي جرى نهاية سبتمبر ارتفاع شعبية حزب المصلحة الفلمنكية من (5.88% ) حصل عليها في انتخابات البرلمان عام 2014 إلى (9.7%) ، شهد تراجعا كبيرا مع هجرة ناخبيه إلى معسكر الحزب القومي “التحالف الفلمنكي الجديد”
وتطالب الأحزاب الفلمنكية بإصلاحات دستورية جذرية في هياكل الدولة، بإعطاء صلاحيات أوسع للجهات في ميادين التشغيل والتأمين الاجتماعي والضرائب، ووقف الهجرة وتعديل نظام المعاشات وتوفير الميزانية على حساب الخدمات الاجتماعية، وهو تخوف تخشاه الأحزاب الفرانكفونية خصوصا وأن جزءًا كبيرا من الإعانات الاجتماعية والتأمين الصحي تدفعه المنطقة الفلمكنية ومن أبرزالقيادات :
بارت دي فيفر : رئيس الحزب الفلمنكى عام 2014 ، ويعتقد السياسي البلجيكي أن بلجيكا بشكلها الحالي مآلها إلى الزوال، وهو يريد الانفصال، وتكوين مقاطعة مستقلة، وذكر “بارت دي فيفر’عن موقف الحزب الشعبي في الماضي و حاضره، إنه فرانكو، إنه القمع، إنه سجن الناس بسبب رأيهم، إنه استخدام العنف ضد مواطنيه.
جيرولف انيمانز: عقد مع أبرز قادة الأحزاب الأوروبية اليمينية، فى عام 2017 ، مؤتمرا كبيرا في العاصمة التشيكية ، وتمتاز جميع هذه القوى السياسية بخطابها المعادي لاستقبال المهاجرين الأجانب، وضد سياسات دول أوروبا في هذا المجال .
ثيو فرانكن : عضو بالحزب القومي الفلمنكي ،ووزير “اللجوء والهجرة” فى الحكومة ، تم استجوابه فى يناير 2018 ، بشأن تعرض بعض المهاجرين السودانيين للضرر، بعد أن سمح لثلاثة من مسؤولي البلاد بتفتيش وثائقهم قبل عودتهم.
ويرى “شتيفان لينه”خبير الشؤون الأوروبية في بروكسيل فى يونيو 2018 أنه بات واضحا أن أزمة الهجرة هي جزء من أبجدية عمل الأحزاب الشعبوية،و وجدت هنا موضوعا يثير مشاعر كبيرة واستقطابا قويا ولا تبتعد عن هذا الموضوع.
حركة “بيغيدا”
جماعة بلجيكية معروفة بعدائها للمهاجرين، خرج نحو (200) شخص من الجناح الفلامني فى مارس 2015 ضد اسلمة الغرب ، و”سوء استغلال” حق اللجوء، الى ميدان مدينة أنتيروب على الرغم من حظر المسيرة من رئيس البلدية، وتحصل عبر قنوات التواصل الاجتماعي على تأييد كبير ومتعاطفين بين أوساط مثقفين، وأكاديمين،ويعتبرون الديمقراطية مبدئيا مكسبا ايجابيا، كما يقول الخبير “لارسغايغيرس” من معهد بحوث الديمقراطية غير أنهم يعتقدون أن الديمقراطية نظام متآكل بحاجة إلى إصلاح، ويتهمون الأحزاب والسياسيين بالتواطئ مع الاقتصاد والإعلام، ويطالبون بالتالي بديمقراطية مباشرة وتنظيم استفتاءات شعبية منتظمة كما هو الحال في سويسرا.
أكدت اللجنة البرلمانية المكلفة بمراقبة عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ، إن الفكر المتشدد أصبح أكثر حضورا في الجيش البلجيكي ، وألمح التقرير إلى أن التهديدات الثلاثة، التي يواجهها الجيش، تتمثل في التشدد الإسلامي، واليمين المتشدد، وعناصر ما يطلق عليهم “عصابة أصحاب الدراجات النارية”،أفاد تقرير فى يوليو 2018 أنه لقد بلغت الزيادة في الملفات المرتبطة بالعنصرية بنسبة (13.5%)، مقارنة بعام 2016، وغالبية هذه الملفات تتعلق بالعنصرية على أساس عرقي (27 %)، ونحو (21%) بسبب الإعاقة، وما يقرب من (16%) بسبب السن، وهذا الأمر يخلق أجواء من التوتر داخل المجتمع.
اليمين المتطرف والعنصرية
أعلنت الحكومة البلجيكية فى يوليو 2018 تعرض فتاة لاعتداء جسدي ولفظي من طرف شخصين عنصريين ، والشخصان قاما بتمزيق ملابس الفتاة الضحية ورسما بإستخدام أدوات حادة على جسدها ، كشف استطلاع للرأ ى فى يوليو 2018 إن المسلمين البلجيكيين يعتريهم شعور بأن الآخرين لا يحبونهم، حيث يرى أكثر من (70 % ) منهم بأن الناس ينظرون إليهم على أنهم إرهابيون محتملون، بينما صرح (63 % ) منهم بأنهم يشعرون بخوف شديد بسبب تدفق موجات اللاجئين، وقالوا إنهم يشعرون بأنه يتم استهدافهم فقط لأنهم مسلمون، كما يرى (77 %) منهم أنهم لا يشعرون بأنهم في بلدهم على عكس ما كانت عليه الأمور.
وتقول “إيلس كيتسمان” مديرة مركز منظمة تكافؤ الفرص ومكافحة العنصرية في بروكسل فى يوليو 2018 إن (90 %) من الشكاوى التي يتلقاها المركز بسبب العنصرية على أساس ديني، يكون ضحاياها من أتباع الإسلام وأن تدق ناقوس الخطر، وتحذر من تزايد العنصرية ضد المسلمين.
وافقت السلطات الحكومية البلجيكية فى أبريل 2018 على على تخصيص (200) ألف يورو لتمويل (8) مشروعات تنفذها منظمات معنية بمجال الشباب، وهي مشروعات تهدف إلى مكافحة الاستقطاب والتطرف في أوساط الشباب، من خلال العمل على تجنب حدوث تزايد في أعداد الشباب،و طالت الاعتداءات العشرات من المساجد في جميع أنحاء أوروبا حيث استعمل المهاجمون قنابل المولوتوف ورموز تهديد بالرذاذ وكتابة عبارات عنصرية على الجدران.
أشارتقريرالإسلاموفوبيا الأوروبي لعام 2017، الذي أعدته مؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ، فإن موجة اعتداءات الإسلاموفوبيا تتصاعد بشكل خطير وترسخت في أوروبا،وكشف التقرير عن (908) جريمة تتراوح بين الهجمات اللفظية والبدنية إلى محاولات القتل ، وبلغ عدد الاعتداءات 36 في بلجيكا بما يقارب (4%) من إجمالى الاعتداءات.
التوصيات
- بناء نماذج تعمل بشكل أكبر على الوقاية من التطرف اليمينى .
- البحث عن آليات جديدة من أجل من استقطاب الشباب إلى الأفكار العنصرية.
- رسم سياسة تسمح باندماج الأفراد القادمين من مدن بلجيكية معدلات البطالة بها مرتفعة.
- حذف خطابات الكراهية والتعليقات العنصرية من مواقع التواصل الاجتماعى.
الهوامش
رابط مختصر : https://www.europarabct.com/?p=47285
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات