المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا
بون ـ إعداد وحدة الدراسات والتقارير “3”
محاربة التطرف في فرنسا ـ دور “منتدى الإسلام” في سياسات الاندماج والتسامح
أطلقت فرنسا رسميا مؤتمر “منتدى الإسلام في فرنسا”، لتضع نهاية ل “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والذي كان يعد الممثل الرسمي لمسلمي فرنسا في الحوار مع مؤسسات الدولة الفرنسية منذ عام 2003، وذلك بعد أزمات وخلافات كثيرة عصفت به ويهدف “منتدى الإسلام في فرنسا” إلى تأسيس هيكل جديد لتمثيل مسلمي فرنسا وتأهيل الأئمة داخل المساجد والإرشاد الديني داخل مؤسسات الدولة الفرنسية، كذلك توفير حماية لدور لعبادة وتطبيق قانون “مبادئ الجمهورية” فضلاً عن تعزيز الكتلة الناخبة للجاليات المسلمة داخل البلاد.
منتدى الإسلام في فرنسا
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته “وضع أسس تنظيم الإسلام” في فرنسا خلال عام 2022، وأكد ماكرون: “نحن نعمل على تأطير الإسلام في فرنسا، وكذلك على إيجاد سبيل لشرحه وهو أمر بالغ الأهمية” وأضاف أن طريقته في تنفيذه هو “التقدم خطوة خطوة” نحو الهدف المنشود. وأوضح ماكرون أنه سيواصل التشاور مع مفكرين وباحثين جامعيين وممثلي جميع الأديان، مضيفاً أنه يأمل بأن ينجح في “وضع أسس تنظيم الإسلام الفرنسي” خلال النصف الأول من 2022.
انطلق “منتدى الإسلام في فرنسا” في الخامس من فبراير 2022 عبر الهيئة التي شكلتها الدولة بالبلاد، بمشاركة نحو (100) من الأطراف الفاعلين في الديانة الإسلامية في فرنسا. وذلك بثلثيه من مسؤولي منظمات وأئمة وأشخاص منخرطين في المجتمعات المسلمة المحلية، وبالثلث المتبقي من شخصيات ذات تمثيل على المستوى الوطن لضمان تمثيل أكثر شرعية وفاعلية لثاني أكبر ديانة بحضور وزير الداخلية “جيرالد دارمانان”، ومن المقرر أن ينعقد المنتدى مرة في السنة.
اختارت السلطات الفرنسية الشخصيات الميدانية الفاعلة من قوائم أعدتها السلطات المحلية على إثر مؤتمرات عقدت في مختلف المقاطعات الفرنسية على ثلاث مراحل في أعوام 2018 و2019 و2020. ومن بين الشخصيات التي شاركت في المنتدى عميد مسجد باريس الكبير “شمس الدين حفيظ” والرئيس السابق للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية “أنور كبيباش” وعميد مسجد ليون “كامل قبطان” والمفكر “حكيم القروي”.
منتدى الإسلام في فرنسا مبادرة إيجابية
تتضمن مهام منتدى اللأسلام في فرنسا (4) محاور رئيسية يعتبر أغلب المشاركين في المنتدي هم على وعي بأهم التحديات التي تواجه هذا الإطار الجديد أولها تحييد التأثيرات الخارجية وتأثير الجمعيات والشخصيات المرتبطة بهذه الدول، ثاني هذه التحديات تتمثل في تهميش تأثير التيارات الإسلاموية التي تستفيد كثيرا من المساعدات المالية الخارجية والمشكل هنا أن هذه الجمعيات والمدارس والمراكز الثقافية قد خلقت لها أرضية صلبة طوال العقود الأخيرة. يقول إمام مسجد بوردو في الثامن من فبراير 2022 أن المنتدى “نقطة انطلاقة جديدة لاستقلال الإسلام الفرنسي عن التدخلات الأيديولوجية التي تأتي من الخارج، والانحيازات السلفية “الجهادية” أو الاخوانية التي تقدم قراءة دينية تتصادم مع قيم الجمهورية”.
تقدر أعداد المسلمين في فرنسا بـ(6) ملايين شخص كان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) منذ عام 2003 المحاورالرئيسي للسلطات العامة الفرنسية لكن لعدة سنوات تم تقويضها بسبب الخلافات الداخلية وتنامي نفوذ الإسلاميين. يرى المسلمون في فرنسا أن “منتدى الإسلام” مبادرة إيجابية لإنهاء حقبة “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” الذي كان الطرف المحاور للدولة الفرنسية وأدت الانقسامات الداخلية فيه إلى تعطيل العمل بالمجلس. تسعى فرنسا من خلال المنتدى إلى “فتح صفحة جديدة” لتنظيم شؤون العبادة الإسلامية، بعد سنوات حافلة شهدت سجالاً على مشروع قانون “ترسيخ مبادئ الجمهورية” أو ما كان يعرف بقانون “مكافحة الانفصالية”. محاربة التطرف ـ المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، المهام والتحديات
تأهيل الأئمة داخل مؤسسات الدولة
يحدد منتدى الإسلام في فرنسا وضع الإمام وإيجاد “تعريف” لمهنته ودوام عمله وعقد عمله والأجر الذي يتقاضاه، وعقد منتدى الإسلام في فرنسا شراكات بين المساجد والجامعات من أجل تلقي الأئمة تكويناً يركز أساساً على الجانب اللغوي وعلى تاريخ فرنسا وهويتها. وهناك إجماع في الوسط السياسي على ضرورة تمتع الإسلام في فرنسا باستقلالية أكبر بعيداً عن التأثيرات الأجنبية فالأئمة الذين يُرسلون إلى فرنسا ليس لهم في الغالب إلمام بالثقافة الفرنسية.
يشكل منتدى الإسلام في فرنسا “سلطة دينية جديدة لمواكبة الإرشاد” في الجيش والسجون والمستشفيات لا سيما بعد التحاق عشرات العسكريين الفرنسيين بعضهم عناصر في قوات النخبة في الجيش اعتباراً من العام 2012 بصفوف منظمات متطرفة في سوريا والعراق وأيضاً إلى أفغانستان وسوريا والعراق فضلاً عن تغريم الأطباء الذين تظهر عليهم علامات التطرف.
حماية للمساجد
يعمل منتدى الإسلام في فرنسا على توفير حماية للمساجد ومكافحة الأعمال المناهضة للمسلمين، خصوصاً بعد استهداف المجموعات اليمينية المتطرفة والتخطيط لسلسلة من أعمال العنف من بينها مهاجمة مهاجرين ومساجد وحوائط مسجد في فرنسا بعبارات مناهضة للإسلام وخلق مناخاً معادياً للمسلمين. محاربة التطرف – دور المؤسسات الإسلامية في فرنسا وبلجيكا
تطبيق قانون “مبادئ الجمهورية”
تشير استطلاعات الرأي إلى أن (87%) من الفرنسيين يعتبرون [أن القيم الفرنسية مهددة]، و(79%) منهم أن التطرف الإسلاموي أعلن الحرب على الفرنسيين. لذا يسعى منتدى الإسلام في فرنسا إلى تطبيق مبادئ قانون “مبادئ الجمهورية” وتحديداً لناحية نقل الجمعيات الإسلامية والمساجد من قانون عام 1901 إلى قانون عام 1905 والذي يضم حوالي (50) بنداً لتعزيز مبادئ الجمهورية ومواجهة التطرف الإسلاموي وفرض قيود على ما يتم نشره عبر الإنترنت من خطابات تتصف بطابع الكراهية.
يهتم منتدى الإسلام في فرنسا على محاربة الإيديولوجية المتطرفة من خلال تطبيق مبادئ قانون “مبادئ الجمهورية” عبر حظر المدارس “السرية” التي تروج لـ”أيديولوجيا متطرفة” مع فرض قيود على التعليم في المنازل شروط الشفافية المالية للجمعيات الإسلامية بما فيها ضرورة قبول هذه الجمعيات لـ”قيم الجمهورية الفرنسية” قبل حصولها على أي تمويل. كذلك إلزام المجموعات الدينية على الإفصاح عن أي تمويل أو هبات خارجية تفوق قيمتها (10) آلاف يوروهات وتهدف الحكومة عبر ذلك إلى إضعاف التأثيرات الخارجية على الجماعات الداخلية.
زادت مساعي منتدى الإسلام في فرنسا لتعزيز الكتلة الناخبة المسلمة، فاقترحت فرنسا بشاركة منتدى الإسلام في فرنسا أن يعين محافظ المنطقة داخل البلاد أعضاءه، لتكون وسيلة أكثر ديمقراطية وتمنح شرعية أقوى للأعضاء وحرية أكبر لاتخاذ قرارات ناجعة و تم الاتفاق على ضرورة تعزيز الكتلة الناخبة المسلمة واتخاذ ذلك قوة ضغط للتفاوض والتأثير من قبل الأعضاء المستقبليين.
جمعيات ومنظمات فاعلة في فرنسا
أعلن مسجد باريس الكبير وثلاثة اتحادات إسلامية فرنسية عن إنشاء مجلس وطني للأئمة يتولى مهمة”منح اعتمادات” للأئمة النشطين على الأراضي الفرنسية وإعادة هيكلة واسعة للمؤسسات الإسلامية في البلاد؛ استجابة لطلب السلطات الفرنسية إنشاء المجلس الذي سيكلف “منح اعتمادات” للأئمة النشطين في فرنسا، جزء من إعادة هيكلة واسعة النطاق لمؤسسات الديانة الثانية في البلا.د شارك في إنشاء المجلس في نوفمبر 2021 مسجد باريس الكبير و”تجمع المسلمين في فرنسا” و”الاتحاد الفرنسي للجمعيات الإسلامية من أفريقيا وجزر القمر وجزر الأنتيل محاربة التطرف في فرنسا ـ قوانين وإجراءات
تقييم
– يستوحي منتدى الإسلام في فرنسا النموذج الألماني من مؤتمر “دويتشه إسلام” في ألمانيا، حيث ترى فيه السلطات الفرنسية شريك على استعداد لتقديم حلول ملموسة للصعوبات التي تواجهها الجاليات المسلمة في فرنسا.
– يعد منتدى الإسلام في فرنسا خطة للتصدي لجماعات الإسلام السياسي لاسيما تنظيم الإخوان المسلمين، ويهدف إلى منع دول خارجية من السيطرة على الأئمة في المساجد الفرنسية.
– يمتلك منتدى الإسلام في فرنسا أليات وأدوات تمكنه من محاربة الإيديولوجية المتطرفة التي تستهدف فرنسا والتي تتسبب في ارتكاب عمليات إرهابية والحض على الكراهية والعنف.
– يسعى منتدى الإسلام في فرنسا إلى مكافحة خطاب اليمين واليمين المتطرف ضد الجاليات المسلمة والذي بات يحمل معه تحديات لأكبر جالية مسلمة في أوروبا.
– يعمل منتدى الإسلام في فرنسا على نزع الفكر المتطرف داخل مؤسسات الدولة الفرنسية والذي ساهم في التأثير على بعض الشباب الذين التحقوا بصفوف التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في مناطق الصراعات.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=86522
جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب و الاستخبارات
الهوامش
انطلاق “منتدى الإسلام في فرنسا” بمشاركة ممثلي الديانة ووزير الداخلية جيرالد دارمانان
https://bit.ly/3YjxL1l
باريس تحتضن “منتدى الإسلام” لتمثيل أفضل وأكثر فاعلية للإسلام في فرنسا
https://bit.ly/3ll4STJ
منتدى الإسلام في فرنسا : التحديات والآفاق
https://bit.ly/3Yfzchl
غموض في مصادر التمويل وخلافات حول آلية اختيار الأعضاء.. “عربي بوست” يكشف تفاصيل اللقاء التأسيسي لـ”منتدى إسلام فرنسا”
https://bit.ly/3XedrNn
Coup d’envoi pour le nouveau Forum de l’islam de France
https://bit.ly/3YG616Q
فرنسا: تأسيس مجلس وطني للأئمة يجمع مسجد باريس وثلاثة اتحادات إسلامية
https://bit.ly/3KezUr1