الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ مخيم الهول في سوريا، بؤرة للتطرف وتهديد مستدام للأمن الإقليمي

hol-camp
أبريل 23, 2025

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI، وحدة الدراسات والتقارير “1”

محاربة التطرف ـ مخيم الهول في سوريا، بؤرة للتطرف وتهديد مستدام للأمن الإقليمي

منذ هزيمة تنظيم داعش ميدانيًا في سوريا والعراق، ظهرت معضلة إنسانية وأمنية جديدة تجسدت في الآلاف من النساء والأطفال المرتبطين بالتنظيم، الذين تم احتجازهم في مخيمات تابعة للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا. أبرز هذه المخيمات هو مخيم الهول، الذي تحول إلى ما يشبه “الخلافة المصغرة” داخل أراضي خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد). ورغم مرور أكثر من خمس سنوات على سقوط داعش، لا تزال هذه المخيمات تمثل تهديدًا أمنيًا وإنسانيًا كبيرًا.

يحتفظ التنظيم بما يصل إلى 6,000 مقاتل في أفغانستان، وحوالي 3,000 مقاتل في العراق وسوريا، وأنه يعمل على تعبئة وتوسيع نشاطاته في غرب أفريقيا، حيث يشكل ما بين 2,000 إلى 3,000 مقاتل في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. مع سقوط نظام الأسد في سوريا في عام 2024، تم تسليط الضوء من جديد على وضع التنظيم في سوريا، وبشكل خاص على الأعداد الكبيرة من مقاتلي داعش وعائلاتهم المحتجزين من قبل قوات سوريا الديمقراطية. يشكل داعش تهديدًا بسبب عدم الاستقرار وضعف الحكومة في البلاد، مما يخلق خطرًا على تعافيه. ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية في حالة صراع مسلح مع جماعات المعارضة السورية الأخرى منذ سقوط الأسد. مكافحة الإرهاب ـ هل يستطيع “داعش” استغلال الفراغ السياسي والأمني في سوريا؟

يرى خبير شؤون الشرق الأوسط والمستشار السياسي كارستن فيلاند “أن داعش لم يغادر سوريا حقًا أبدًا، حتى مع هزيمته على نطاق واسع. حيث لا تزال هناك خلايا مختلفة، بما في ذلك خلايا نائمة، في وسط وشرق سوريا”، وأضاف: ومن المؤكد أنها تشكل تهديدًا. وتابع إن هذا الأمر خطير بشكل خاص عندما يكون هناك فراغ في السلطة، مضيفًا أنه يعتقد أن الولايات المتحدة اتخذت القرار الصحيح. الآن هو الوقت المناسب لتحقيق الاستقرار للقوى التي تولت السلطة في سوريا بطريقة سلمية قدر الإمكان، وليس إثقال كاهلها بجبهة أخرى في شكل تنظيم داعش”.

الواقع الأمني لمخيم الهول والمخيمات الأخرى

يضم مخيم الهول أكثر من 50 ألف شخص، بينهم أكثر من 30 ألف طفل وامرأة من جنسيات سورية، عراقية، وأجنبية أوروبية، آسيوية، وشمال أفريقية. شهد المخيم مئات محاولات الهروب، غالبًا عبر مهربين أو فوضى داخلية. كما وقعت عشرات عمليات الاغتيال التي استهدفت نساء أو عناصر أمنية، أغلبها على يد خلايا نائمة لداعش. رغم الرقابة، يتم تهريب الأسلحة الخفيفة إلى داخل المخيم، كما تنشط خلايا نائمة تابعة لداعش، تنفذ عمليات اغتيال وتحريض داخل المخيم. بالمقارنة مع مخيم روج، يُعد الهول أكبر وأخطر من حيث عدد السكان والمشاكل الأمنية. أما روج أكثر تنظيمًا ويضم عددًا أقل من المتشددين، غالبًا نساء أوروبيات.

توجد خلايا نسائية داخلية تُطلق على نفسها “الحسبة”، تُشرف على فرض سلوكيات متطرفة، ومعاقبة من يخالف فكر داعش. ويتم فرض ارتداء النقاب، منع التعامل مع المؤسسات الإنسانية، وتكفير من يتعاون مع إدارة المخيم. وتُرفع أعلام داعش داخل المخيم سرًا، وتُنظم تجمعات دينية لتحفيظ الأناشيد “الجهادية” وتعاليم التنظيم. تتولى نساء داعش بث رسائل تعبئة وتحريض داخل المخيم، تشمل تمجيد العمليات الانتحارية ورفض التوبة. وتستخدم بعض النساء وسائل التواصل المهربة لإرسال رسائل إلى خلايا خارجية أو التواصل مع شبكات تهريب. ويتم تهديد النساء اللواتي يبدين رغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية، وتُفرض عليهن عزلة أو عقوبات تصل إلى القتل.

جيل جديد من المتطرفين؟

يُنشأ الأطفال في بيئة معزولة تمامًا، تُزرع فيها مفاهيم الولاء لداعش، والعداء للغرب. لا توجد برامج تعليمية ممنهجة أو دعم نفسي فعال داخل المخيم، مما يترك الأطفال عرضة لغسل الأدمغة. يُقلد الأطفال مقاتلي داعش في ألعابهم، ويرددون الأناشيد المتطرفة، ويجري تدريب بعضهم على العنف. يشكل المخيم بيئة خصبة لتجديد التطرف، في ظل وجود آلاف النساء المتمسكات بأيديولوجيا داعش. وإن أي انهيار أمني في سوريا قد يُحوّل المخيم إلى نقطة انطلاق لعمليات إرهابية جديدة. وتنتقل بعض النساء والأطفال إلى دول الجوار أو أوروبا عبر شبكات تهريب ما يشكل تهديدًا للأمن الدولي. تستغل بعض الجهات وجود عائلات داعش كورقة تفاوض أو ابتزاز سياسي. تتحمل قوات قسد مسؤولية الأمن داخل المخيم، وتواجه صعوبات كبيرة في السيطرة على أنشطة المتطرفات. نفذت قسد حملات دهم واعتقال داخل المخيم، وأعلنت تفكيك عشرات الخلايا. لكن قسد تعاني من ضعف الموارد، وغياب الدعم الدولي الكافي، ما يُقوّض قدرتها على إدارة الملف بشكل مستدام.

إعادة التوطين تحت قيادات جديدة في سوريا والولايات المتحدة؟

اعتبارًا من 17 مارس 2025، كان حوالي 23,000 من الموجودين في المخيمات  (مخيم الهول ومخيم روج) من الأجانب، وأكثر من 60% منهم أطفال، معظمهم دون سن الثانية عشر، وفقًا لتقارير موثوقة. معظم البقية من النساء، بما في ذلك العديد من النساء اللاتي تم تهريبهن بواسطة داعش. حوالي 15,000 من الأجانب والعراقيين في الهول وروج. وأكثر من 8,000 آخرين من حوالي 60 دولة مختلفة، من بينها أستراليا، الصين، فرنسا، إندونيسيا، روسيا، ترينيداد، تونس، المملكة المتحدة، وجنوب إفريقيا.تحتجز قوات سوريا الديمقراطية أيضًا حوالي 8,500 أو أكثر من الذكور السوريين والأجانب المشتبه في ارتباطهم بداعش في أكثر من عشرين مركز احتجاز. ويشمل ذلك عدة مئات من المراهقين والشباب الذين كانوا أطفالًا عندما قام التنظيم بوضعهم خلف القضبان. وحوالي 5,400 من هؤلاء السجناء هم سوريون، وحوالي 3,100 منهم أجانب، بما في ذلك نحو 1,600 عراقي. يتم احتجاز بضع مئات آخرين من الشباب في ما يُسمى بمراكز إعادة التأهيل، معظمهم بعد أن تم فصلهم قسريًا عن أمهاتهم في المخيمات.

يعد عدد المحتجزين أقل بكثير من ذروته في مايو 2019، عندما كان مخيم الهول وحده يضم أكثر من 73,000 من المشتبه بهم في داعش وأفراد أسرهم. ومع ذلك، تباطأت عمليات إعادة التوطين مع استثناءات ملحوظة مثل العراق، الذي أعاد أكثر من 3,000 محتجز منذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر، بما في ذلك حوالي 600 شخص في 12 مارس 2025.  مكافحة الإرهاب ـ جهود التحالف الدولي والحكومة السورية الانتقالية لمحاربة داعش

تغييرات كبيرة في السلطة داخل سوريا

قد تؤثر التغييرات السياسية والعسكرية الكبرى داخل سوريا أيضًا على مصير المحتجزين. كشف الرئيس السوري المؤقت الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن اتفاق من ثماني نقاط قد يكون له تأثير كبير، حيث يتم دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن الدولة السورية بحلول نهاية عام 2025، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية وحقول النفط والغاز في المنطقة. وتعهدت قوات سوريا الديمقراطية بدعم دمشق في معركتها ضد القوات الموالية للأسد، وهو ما يمثل مكسبًا للحكومة السورية الجديدة. وفي المقابل، وعدت دمشق بضمان حقوق جميع المجموعات الدينية والإثنية في سوريا في التمثيل السياسي والمشاركة. مكافحة الإرهاب ـ داعش في العراق، القدرات، المخاطر، والتدابير الأمنية

مايجب اتخاذه من تدابير؟

ـ المخيم لا يزال “خلافة مصغرة” تدار داخل الخيم من قبل نساء متطرفات، يُربين الأطفال على أيديولوجيا داعش. إن أي فراغ أمني أو انسحاب محتمل لقوات قسد قد يؤدي إلى انهيار الأوضاع في المخيم. وتُستخدم شبكات التهريب لنقل النساء والأطفال إلى خارج المخيم، ما يعيد فتح ملف “العائدين”. بعض الأطراف الإقليمية والجماعات المسلحة تستغل وجود العائلات كورقة تفاوض أو ابتزاز. لذا توجب اتخاذ بعض التدابير أبرزها:

ـ لا ينبغي معاقبة الأطفال جماعياً على الجرائم التي ارتكبها والديهم ويكمن الحل الدائم الوحيد للحكومات هو إعادة هؤلاء الأطفال أو مساعدتهم على الانتقال إلى بلدان ثالثة. عندها فقط ، مع الوصول إلى خدمات إعادة التأهيل وإعادة الإدماج ، يمكنهم البدء في إعادة بناء حياتهم ، كما فعل العديد من الأطفال الذين عادوا إلى أوطانهم بالفعل

ـ إن ملف المقاتلين الأجانب وعائلات تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، اصبح ملفاً لايحظى بأولوية ولا بأهمية على أجندات التحالف الدولي ولا على أجندات دول أوروبا ولا دول منطقة الشرق الأوسط. نستطيع القول، بان ملف المقاتلين الأجانب، أصبح ورقة ضغط سياسية، وشد وجذب مابين الولايات المتحدة  ودول أوروبا ودول المنطقة من جانب أخرى.

ـ الإعادة الآمنة والمنظمة لرعايا الدول: يجب على الحكومات الغربية والعربية استعادة رعاياها، وخاصة الأطفال القُصّر. وتوفير برامج إعادة تأهيل ومراقبة لاحقة وكذلك  تمويل برامج نزع التطرف من خلال  دعم التعليم، الرعاية النفسية، وتأهيل الأطفال.

ـ  دعم التفاهمات مابين حكومة سوريا الأنتقالية و قسد أمنيًا ولوجستيًا من خلال  تقديم دعم استخباراتي وتقني وإنشاء مراكز احتجاز أو إصلاح مناسبة. واعتماد الإجلاء التدريجي، وإعادة التوطين، وإنهاء الاعتقال المفتوح.

ـ ضروري تعزيز دور الأمم المتحدة، تنسيق الجهود الدولية، ومساءلة الدول الرافضة للاستعادة. وينبغي ايضاً الالتزام بالمعايير الحقوقية في التعامل مع النساء والأطفال.

ـ بات ضروريا ان يكون هناك تحالف دولي جديد لمحاربة التطرف والإرهاب، اكثر من محاربة تنظيم داعش.

ـ أن تنهض دول المنطقة بأمنها القومي وعدم الأعتماد على الولايات المتحدة او دول اوروبا.

ـ أن يكون هناك مؤتمر دولي أو منتدى لوضع المعالجات والتدابير من أجل إستعادة الدول رعاياها.

ـ إن تنهض الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنها الهلال والصليب الأحمر ومنظمات الأغاثة من أجل تقديم خدمات افضل الى رعايا داعش في مخيمات سوريا.

ـ دعم سوريا من بقية الدول، للنهوض بنسؤولياتها الخاصة بادارة المخيمات وتأمين وسلامة الأطفال والنساء.

يمثل مخيم الهول اليوم أحد أخطر الملفات الموقوتة في سوريا، وهو اختبار حقيقي لمدى التزام المجتمع الدولي بمكافحة الإرهاب من جذوره. وإن تجاهل هذا الملف لا يعني فقط الفشل في احتواء التهديد الحالي، بل السماح بولادة جيل جديد من المتطرفين قد يشكل تهديدًا عالميًا خلال السنوات القادمة.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=103467

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...