الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ دور المجتمع المدني في الوقاية من التطرف العنيف

أكتوبر 13, 2025

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (3)

محاربة التطرف ـ دور المجتمع المدني في الوقاية من التطرف العنيف

يُعدّ الاتحاد الأوروبي من أهم الجهات المُقدّمة لبرامج بناء القدرات في مجال مكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف العنيف. تشمل هذه الأنشطة الوقاية من التطرف والتجنيد، سواءً داخل السجون أو خارجها، بالإضافة إلى تعزيز قدرة الشباب والمجتمعات المدنية على مواجهة التطرف العنيف، وتعزيز إعادة الإدماج في المجتمعات المحلية، ومكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال. وأنشأت المفوضية عددًا من الشبكات، لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة والممارسات مع مجتمعات العمل المدني والمحلي المشاركين في الوقاية من التطرف والتطرف العنيف.

مركز المعرفة للوقاية من التطرف ومنتدى الإنترنت للاتحاد الأوروبي

يجمع المركز بين الممارسين وصانعي السياسات والباحثين العاملين في مجال الوقاية في جميع أنحاء أوروبا، وفي دول العالم الثالث ذات الأولوية. يدعم المركز تطوير وتنفيذ سياسات واستراتيجيات قائمة على المعرفة والخبرات المشتركة. كما يعزز التعاون بين الجهات المعنية لمواجهة تحديات التطرف، مع التركيز على نهج متكامل قائم على السياسات ومنظور شامل للمجتمع ككل. يجمع مشروع منتدى الإنترنت المفوضية الأوروبية، ودول الاتحاد الأوروبي، والرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، وقطاع الإنترنت، واليوروبول. ويهدف بشكل رئيسي إلى مكافحة المحتوى غير القانوني على الإنترنت، وخاصةً تمكين المجتمع المدني من تقديم سرديات بديلة فعالة عبر الإنترنت، بما في ذلك من خلال برنامج تمكين المجتمع المدني.

تقول “لورين رينو” الباحثة المتخصصة في الدوائر الجهادية على الإنترنت: “إن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تجتذب المراهقين بسرعة”. وأضافت: “في أقل من ثلاث ساعات على تيك توك، يمكنك أن تجد نفسك داخل فقاعة خوارزمية مخصصة لتنظيم داعش”. وتابعت “رينو”: “إن الخوارزميات تغذي المستخدمين بمحتوى يعزز شعورهم بالوحدة والتهميش”.

شبكة التوعية بالتطرف (RAN)

تُعد (RAN) شبكة جامعة على مستوى الاتحاد الأوروبي، تربط الأخصائيين في محاربة التطرف والخبراء الميدانيين الرئيسيين، ويبلغ عددهم حوالي (7000). وهم يشملون أخصائيين اجتماعيين وصحيين، ومعلمين، وموظفي إغاثة، وموظفي سجون، ومنظمات مجتمع مدني، بما في ذلك مجموعات الضحايا، بالإضافة إلى ممثلين عن السلطات المحلية، وأجهزة إنفاذ القانون، وأخصائيي مكافحة الإرهاب، وأكاديميين. تقول “فيكي إيفانز”، المنسقة الوطنية لبرنامج “بريفنت” المخصص لمكافحة الإرهاب عبر الوقاية المجتمعية: “نؤمن بأن تمكين الأطفال بالمعرفة والوعي هو خط الدفاع الأول ضد المخاطر”. وأضافت “إيفانز”: “الهدف هو أن يتمكن الأطفال من معرفة الخطوات السليمة التي يجب اتخاذها في حال مواجهتهم لأي محتوى غير لائق أو مشبوه على الإنترنت، سواء كان متعلقًا بالعنف أو التطرف أو الاستغلال”.

شبكة صناع السياسات للوقاية من التطرف

تُقدّم الشبكة المشورة والخبرة للمفوضية الأوروبية فيما يتعلق بتوثيق التعاون على مستوى الاتحاد الأوروبي بشأن سياسة الوقاية الخاصة به. ويتم ذلك من خلال تبادل الخبرات والتجارب، وتنفيذ الدول الأعضاء، على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية، لسياسة الوقاية الخاصة بالاتحاد الأوروبي، ومن خلال تبادل الخبرات والتجارب، والتعاون القائم على المشاريع، والزيارات الدراسية. كذلك شبكة الاتصالات الاستراتيجية الأوروبية (ESCN)، وهي عبارة عن شبكة من دول الاتحاد الأوروبي، ممولة من المفوضية الأوروبية، والتي تعاونت لتبادل التحليلات والممارسات الجيدة والأفكار حول الاستخدام المستدام للاتصالات الاستراتيجية في مكافحة التطرف العنيف. مؤشر الإرهاب في ألمانيا والنمسا عام 2024

المنظمة الأوروبية للسجون والخدمات الإصلاحية (EuroPris)

تعتبر المنظمة الأوروبية للسجون والخدمات الإصلاحية منظمة غير سياسية وغير حكومية تأسست عام 2011. وجاءت مبادرة إنشاء (EuroPris) خلال رئاسة السويد للاتحاد الأوروبي عام 2009، وتم طرحها من قبل الدول الأوروبية المشاركة في المائدة المستديرة الدولية للتميز الإصلاحي. كذلك أُطلقت أكاديميات تدريب السجون الأوروبية (EPTA) في نوفمبر 2008 في الأكاديمية الوطنية الفرنسية لإدارة السجون (ENAP). تجمع هذه الأكاديمية أكاديميات التدريب الأوروبية، وتشجع على تبادل الممارسات الجيدة والنقاشات حول قضايا محددة تتعلق بالتدريب الإصلاحي.

ميثاق برنامج الأمن والدفاع المشترك المدني (CSDP)

يُبرز ميثاق برنامج الأمن والدفاع المشترك المدني (CSDP)، المُعتمد في مايو 2023، ضرورة مساهمته في زيادة فعالية البرنامج المدني من خلال الجهود المبذولة لتعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي على التحرك بسرعة وقوة، وتأمين الدول المضيفة وبعثات (CSDP) المدنية، والاستثمار في قدرات أكبر وأفضل، والشراكة مع الدول المضيفة، وكذلك الدول الثالثة والمنظمات الدولية. تُساهم بعثات (CSDP) في استجابة الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقًا لمعالجة التحديات الأمنية الحالية والناشئة والمستقبلية، بما في ذلك تلك المرتبطة بالإرهاب والتطرف العنيف. مثل: بعثة الاتحاد الأوروبي لبناء السلام في الساحل بالنيجر، وبعثة الاتحاد الأوروبي لبناء السلام في الساحل بمالي، وبعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في ليبيا، وبعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في العراق، وبعثة الاتحاد الأوروبي لسيادة القانون في كوسوفو، وبعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب في موزمبيق. أمن دولي ـ الإطار النظري للنظام الدولي الجديد وسياق التطرف والإرهاب

تمويل الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني

تُقدم المفوضية الأوروبية دعمًا ماليًا للمشاريع والمبادرات التي تهدف إلى فهم عملية التطرف، حيث تستكشف الأبحاث والمشاريع الممولة العوامل المؤثرة في التطرف، والأيديولوجيات المتطرفة، وآليات التجنيد، مع تطوير ممارسات فعّالة، وإرشادات، وأدوات عملية. تمت الموافقة على البرنامج الوطني الألماني (ISF) من قبل المفوضية الأوروبية في 27 سبتمبر 2022. تراعي أولويات التمويل التحديات الأمنية، وتبرز أهداف التمويل للفترة 2021-2027 دعم تعزيز قدرات الدول الأعضاء على مكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال تعزيز التعاون بين السلطات والهيئات أو المكاتب أو الوكالات المختصة في الاتحاد والمجتمع المدني، والشركاء من القطاع الخاص في مختلف الدول الأعضاء.

أصبح الاتحاد الأوروبي بحلول العام 2024، أكبر مانح للصندوق العالمي للمشاركة المجتمعية والقدرة على الصمود (GCERF). جدد الاتحاد الأوروبي الالتزام بشكل رسمي خلال مؤتمر التعهدات الذي عُقد في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2025، حيث أعلن عن تعهّد مالي جديد بقيمة (10) ملايين يورو موجهة لدعم توسعة نطاق الصندوق وجهوده العالمية. يعكس هذا التعهّد القناعة الأوروبية بأن الوقاية من التطرف يجب أن تحتل نفس الأهمية التي تولى للاستجابات الأمنية، وأن تحقيق الأمن يتطلب استثمارًا في السلام الاجتماعي وليس فقط في الدفاع. تشير التقديرات إلى أن هناك ما يقرب من (599) مليون يورو من الاستثمارات في مشاريع محددة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف جارية في بلدان خارج الاتحاد الأوروبي.

غرب البلقان نموذجًا

لعبت منظمات المجتمع المدني دورًا محوريًا في مشاريع محاربة التطرف العنيف في غرب البلقان، مدعومة بمبادرات من مؤسسات كبرى مثل الاتحاد الأوروبي، مجلس أوروبا، شبكة (RAN)، والصندوق العالمي للمشاركة المجتمعية والقدرة على الصمود (GCERF). ركزت هذه المبادرات على دعم المجتمعات الضعيفة والعائدين من مناطق النزاع. على سبيل المثال، مشروع الشبكة الإقليمية للمهنيين، حيث يهدف المشروع إلى تعزيز التعاون بين مهنيي الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان، وتنظيم دورات تدريبية وورش عمل وزيارات دراسية حول إدارة ملفات العائدين والتطرف اليميني. كما يعمل المشروع على تنفيذ بنود خطة العمل المشتركة، الموقعة عام 2018 مع دول غرب البلقان. تم تخصيص ميزانية قدرها (1.55) مليون يورو لذلك. ومن أمثلة الدول المستهدفة ألبانيا، حيث شارك (550) فردًا في حملات توعية لتعزيز الحوار والمضامين لمحاربة التطرف.

تلقى (500) عائد من مناطق الصراعات دعمًا نفسيًا واجتماعيًا، كذلك تم تدريب (160) امرأة على القيادة وتربية الأطفال في ألبانيا. حصل (110) من العائدين على تدريب مهني لتعزيز فرصهم الاقتصادية. أما في البوسنة والهرسك، فدُرّب (160) مهنيًا في مجالات إعادة التأهيل والإدماج، وحصل (6) من العائدين على دعم شخصي شامل لإعادة إدماجهم. وفي كوسوفو، شارك (700) طفل في أنشطة فنية ونفسية لدعم الاندماج، وتلقى (460) شابًا خدمات مجتمعية للوقاية من التطرف، وتم تدريب (350) من المعلمين وأولياء الأمور على التربية الإيجابية ومكافحة التطرف. مكافحة الإرهاب ـ مفهوم الذئاب المنفردة في سياق الإرهاب

تقييم وقراءة مستقبلية

– يُظهر الاتحاد الأوروبي متعدد الأبعاد في مجال الوقاية من التطرف العنيف، حيث اعتمد مقاربة شاملة تستند إلى دعم مؤسسات المجتمع المدني، وتنسيق السياسات، والاستثمار في بناء القدرات، وتطوير أدوات وقائية تعتمد على المعرفة والخبرة الميدانية. يمكن تقييم هذا النهج على أنه نموذج متقدم يُحتذى به دوليًا، نظرًا لتكامله بين المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ولتوظيفه أدوات متنوعة تشمل الإنترنت، والسجون، والتعليم، وتمويل المبادرات البحثية، فضلاً عن تنسيق الجهود مع دول الجوار.

– تُعد الشبكات المنشأة مثل مركز المعرفة، وشبكة RAN، ومنتدى الإنترنت، من أبرز أدوات تنفيذ هذه المقاربة، إذ تتيح هذه الأطر تبادل المعرفة، وتمكين الفاعلين الميدانيين، وتعزيز التنسيق بين القطاعات المختلفة (الأمنية، التعليمية، الصحية، والاجتماعية). كما يبرز دور برامج مثل الأمن والدفاع المشترك المدني (CSDP) في توسيع نفوذ الاتحاد خارج حدوده، عبر بعثات السلام والمساعدة الفنية في دول مثل النيجر وليبيا والعراق

– يبقى التحدي الأكبر هو ضمان الفعالية والاستدامة. فعلى المستوى الرقمي، أظهرت تحليلات لخبراء أن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي ما تزال تتفوق على الجهود الوقائية، حيث تستطيع جذب الفئات الشابة بسرعة نحو المحتوى المتطرف. هذا يشير إلى ضرورة تطوير أدوات أكثر ذكاءً وتفاعلية لمواجهة التطرف الرقمي، بما يتضمن الذكاء الاصطناعي، وخططًا أكثر دقة لحماية الفئات الضعيفة، لا سيما الأطفال والمراهقين.

– فيما يخص الدول الشريكة خارج الاتحاد، مثل دول غرب البلقان، فإن تجربة الاتحاد الأوروبي في دعم إعادة إدماج العائدين، وتمكين النساء، وتأهيل المعلمين، تبدو واعدة وفعالة، يمكن القول إن استدامة هذه الجهود تظل مرتبطة بمدى قدرة الشركاء المحليين على تملك البرامج ودمجها ضمن سياساتهم الوطنية، وهو ما يتطلب مواكبة أوروبية طويلة الأمد، وتقييمات مرحلية أكثر صرامة.

– من المرجح أن يتسع نطاق المبادرات الأوروبية لتشمل قضايا جديدة التي قد تُسهم في توليد بؤر جديدة للتطرف. كما يُتوقع أن يعزز الاتحاد الأوروبي من استخدامه للأدوات التكنولوجية المتقدمة، بالتعاون مع شركات التكنولوجيا، لرصد المحتوى المتطرف بشكل استباقي.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=110482

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات 

الهوامش

What we do: Policies and actions
https://tinyurl.com/38r6csfr

EU strengthens support for preventing violent extremism and terrorism
https://tinyurl.com/jvmtd8rp

gcerfـ OUR DONORS
https://tinyurl.com/rbzpp57d

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...