الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ المفوضية الأوروبية، معاداة السامية تتنامي في أوروبا

ger
سبتمبر 20, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

ردّت المفوضية الأوروبية على المخاوف التي أعرب عنها أكثر من 100 حاخام أوروبي بشأن “الهجرة الجماعية لليهود الأوروبيين”، في أعقاب أعمال العنف المعادية للسامية غير المسبوقة التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة بسبب الصراع في الشرق الأوسط والانتهاكات الإسرائيلية في غزة. وأدانت المفوضية الأوروبية، في 19 سبتمبر 2025 “أولئك الذين يستوردون” الحرب في غزة إلى أوروبا، وأكدت إنها “ستعزز” حمايتها للمواطنين اليهود.

جاء ردّ المفوضية على رسالة وجّهها مؤخرًا أكثر من 100 حاخام أوروبي إلى الرئيسة أورسولا فون دير لاين، حذّروها فيها من أنه منذ الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر 2023 ضد إسرائيل، تواجه أوروبا “كراهية معادية للسامية”، وأن “تعزيز التدابير الأمنية” أصبح “ضروريًا بشكل عاجل”. تأتي هذه التعليقات بعد أن شهدت بلجيكا أعمال عنف معادية للسامية غير مسبوقة، وبعد أن نشر صاحب متجر ألماني مذكرة تحظر على اليهود دخول متجره، مما تسبب في غضب عارم.

يقول المتحدث باسم المفوضية: “نشهد تصاعدًا مقلقًا في معاداة السامية، وهو اتجاه غير مبرّر على الإطلاق”. وأضاف: “نقف بحزم ضد جميع أشكال معاداة السامية. يجب أن يشعر اليهود بالأمان في جميع أنحاء أوروبا”.كما أشار إلى أن تعزيز أمن الشعب اليهودي سيكون “أولوية” بالنسبة للمفوضية، “ونحن على استعداد لتكثيف هذا الدعم”.

معاداة السامية في العواصم الأوروبية

تحوّل تجمع للسياسيين في 18 سبتمبر 2025 من يمين الوسط في مدينة لييج لإحياء ذكرى وفاة جان جول، أحد أبرز الساسة اليهود، إلى كارثة. ذكرت وسائل إعلام بلجيكية أن 12 شرطيًا أُصيبوا في المظاهرات التي شارك فيها 400 شخص، كثير منهم طلاب ألقوا الألعاب النارية على المشاركين، ووصفتهم بأنهم “متواطئون في الإبادة الجماعية” في غزة. في هذه الأثناء، قامت مجموعة من الأشخاص المجهولين بكتابة عبارة “لن يتكرر هذا أبدًا” وهو شعار ارتبط منذ فترة طويلة بتذكّر الهولوكوست على قبر جول بالقرب من لييج، مما دفع الملك البلجيكي فيليب إلى إدانة “الكراهية ومعاداة السامية” باعتبارها “غير مقبولة”.

في مدينة فلنسبورغ الألمانية خلال سبتمبر 2025، أثار صاحب متجر غضبًا واسع النطاق بعد أن وضع ملاحظة على واجهة متجره كُتب عليها: “اليهود ممنوعون من هنا! لا شيء شخصي. لا معاداة للسامية، ببساطة لا أطيقكم”. قد أثارت الحادثة غضبًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب المستخدمون عن إنهم شعروا وكأنهم تم نقلهم إلى العصر النازي. وقد أطلقت العديد من المؤسسات والمنظمات غير الحكومية المناهضة للتشهير ناقوس الخطر بشأن تكثيف الهجمات على المجتمعات اليهودية في أوروبا منذ الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل.

مخاوف من الهجرة الجماعية لليهود الأوروبيين

بحسب UNIA، المؤسسة العامة المستقلة في بلجيكا التي تعمل على تعزيز المساواة ومكافحة التمييز، أشار 277 شخصًا إلى ارتكاب أعمال معادية للسامية، وتم فتح 79 تحقيقًا في عام 2024، مقارنة بـ59 تحقيقًا في عام 2023. لدى المفوضية منسق لمكافحة معاداة السامية، وقد اعتمدت أول “استراتيجية للاتحاد الأوروبي لمكافحة معاداة السامية وتعزيز الحياة اليهودية” على الإطلاق في عام 2021. لكن الوضع الأمني تدهور، واتخذت العديد من الدول الأعضاء تدابير وطنية لمكافحة معاداة السامية.

من بين التدابير العاجلة، يشير الحاخامات الأوروبيون إلى الحاجة إلى “تعزيز التدابير الأمنية” في أماكن العبادة والأحياء اليهودية؛ وآلية إبلاغ عبر الإنترنت لتتبع حوادث معاداة السامية، فضلًا عن تدريب محدد لضباط الشرطة “لزيادة الوعي بكيفية التعرف بشكل صحيح على الحوادث المعادية للسامية والمعادية للصهيونية والتعامل معها، ومرتكبيها”. كتب الموقّعون: “بدون هذه الإجراءات، نخشى أن يصل الشعور بالتخلي الذي تشعر به المجتمعات اليهودية تجاه حكوماتها إلى نقطة حرجة، وبعد ذلك يمكننا أن نتوقع بداية هجرة جماعية لليهود الأوروبيين من المجتمعات التي عاشوا فيها، وساهموا فيها، واعتزوا بها لفترة طويلة”.

أضافوا أنه “بعد 80 عامًا من تحرير أوشفيتز، فإن مثل هذا الخروج سيكون بمثابة إدانة دامغة للفشل”. أدلى موشيه كانتور، رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي، بتعليقات مماثلة، حيث ندّد في مقال رأي كتبه مؤخرًا في بـ”الوضع الجديد لليهود في أوروبا”. أضاف كانتور: “أن معاداة السامية تجاوزت إلى حدٍّ كبير سياسات الحكومة، وتُحمّل اليهود مسؤولية جماعية عن صراع على بُعد آلاف الكيلومترات”. وختم قائلًا: “إذا استنتج اليهود أن مستقبلهم في أوروبا غير آمن، فإن الخسارة لن تكون لهم فقط، بل لأوروبا”.

هل تضاعفت معاداة السامية في أوروبا؟

أظهر استطلاع للرأي خلال العام 2025 أجرته مجموعة الحملة الأميركية “رابطة مكافحة التشهير” أن حوالي نصف سكان العالم البالغين لديهم مواقف معادية للسامية راسخة، وهو ضعف العدد منذ عقد من الزمن. في بعض الدول الأوروبية، يعتقد ما يصل إلى أربعة أخماس السكان البالغين في شائعات مثل أن اليهود يسيطرون على وسائل الإعلام والأعمال، أو أنهم مسؤولون عن معظم الحروب.

يقول الرئيس التنفيذي لـ ADL، جوناثان جرينبلات، في بيان: “إن معاداة السامية ليست أقل من حالة طوارئ عالمية”. وأضاف “من الواضح أننا بحاجة إلى تدخلات حكومية جديدة، ومزيد من التعليم، وضمانات إضافية على وسائل التواصل الاجتماعي، وبروتوكولات أمنية جديدة لمنع جرائم الكراهية المعادية للسامية”. أشار جرينبلات إلى أن الوضع ساء بعد 7هجمات السابع 2023 التي أسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين كرهائن. وقد أدى الصراع الناجم عن ذلك إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ودفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة حماس بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

النتائج

تعكس الاستجابة الأخيرة من المفوضية الأوروبية للمخاوف التي عبّر عنها الحاخامات الأوروبيون وقيادات الجاليات اليهودية حجم التحدي المتزايد الذي تواجهه القارة في التعامل مع تصاعد معاداة السامية، خاصة في أعقاب النزاع المتجدد في الشرق الأوسط. فالهجمات اللفظية والجسدية، والرمزية، لم تعد حوادث معزولة، بل أصبحت تمثل نمطًا من الاستهداف الجماعي لليهود الأوروبيين.

التقييم الراهن يشير إلى أن إجراءات الاتحاد الأوروبي، رغم أنها تشمل استراتيجية معلنة منذ عام 2021، لا تزال غير كافية من حيث التأثير والتنفيذ. إذ تُظهر الأرقام الصادرة عن مؤسسة UNIA في بلجيكا تزايدًا في عدد البلاغات والتحقيقات.

القراءة المستقبلية فتشير إلى احتمالين متوازيين: فإما أن تتخذ الدول الأوروبية خطوات، تشمل سنّ تشريعات جديدة، وتعزيز وجود أمني فعّال في الأحياء اليهودية، وتحديث أدوات رصد الكراهية الرقمية والواقعية، وإما أن تشهد أوروبا موجة هجرة يهودية متسارعة، خاصة إذا شعر السكان اليهود بأن الحكومات غير قادرة على حمايتهم.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=109590

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...