محاربة التطرف ـ أنشطة شبكات حزب الله في ألمانيا التهديدات الأمنية والتدابير المضادة. ملف
بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI ـ وحدة الدراسات والتقارير “1”
تُشير تقارير الاستخبارات الألمانية إلى تنامي أنشطة التجسس الإيرانية وشبكات حزب الله داخل ألمانيا. تتضمن هذه الأنشطة محاولات للحصول على تكنولوجيا متقدمة، ومراقبة المعارضين، وتجنيد عملاء. وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية، ارتفع عدد أنصار حزب الله في البلاد لى 1200 في عام 2020. كما حذرت الاستخبارات الألمانية من محاولات إيران للحصول على مكونات صاروخية وتكنولوجيا ذات استخدام مزدوج. بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن استخدام إيران لمؤسسات تعليمية كواجهة لتجنيد العملاء، مثل جامعة المصطفى الإسلامية في برلين. تُظهر هذه التقارير قلق السلطات الألمانية من تزايد هذه الأنشطة وتأثيرها على الأمن الوطني
مثل المراكز الشيعية في ألمانيا امتدادًا للنفوذ الإيراني بالبلاد، فعلى الرغم من انتشار عناصر الحرس الثوري وما ينبثق عنه كفيلق القدس إلى جانب حزب الله كأحد أطر التوغل الاستراتيجي والاستخباري، تبقى المراكز الدينية والثقافية متغيرات مهمة لاختراق المجتمع والتأثير بعمق في هوية أفراده ومحددات انتماءاتهم السياسية والآيديولوجية. الإستخبارات الإيرانية ـ ميزانية التجسس، و مراكز النفوذ فى أوروبا.
إن إخفاء الأهداف الحقيقية للمراكز الشيعية كونها مجرد منظمات للعمل المدني يفوق الخطر الذي تشكله المجموعات المسلحة لإيران مثل حزب الله وغيره، لأن العناصر الفاعلة بداخلها تنشط بعلم في دائرة اختارتها بإرادة واضحة تعلمها السلطة وتراقبها، أما المترددون على المنظمات المجتمعية فإنهم ينهلون من المنهج الشيعي عبر رجال وظفتهم إيران كستار لعمليات خفية للتمويل والاستقطاب الآيديولوجي بما يؤثر على أمن برلين على المدى البعيد.
وكشف تقرير الاستخبارات الألمانية يوم 10 يوليو 2020، عن أنشطة الاستخبارات الإيرانية داخل ألمانيا، متورطة بالتجسس ضد معابد يهودية وغيرها. وأشار التقرير إلى المركز الإسلامي في هامبورغ الذي يُعدّ «أهم المراكز الإيرانية في ألمانيا»، وقد أنشأ المركز شبكة وطنية من الاتصالات داخل كثير من المساجد والجمعيات الشيعية وتمارس تأثيراً كبيراً عليها. وأضاف التقرير أن إيران “تحاول ربط الشيعة من جنسيات مختلفة بنفسها، ونشر القيم الاجتماعية والسياسية والدينية الأساسية للدولة الإيرانية في أوروبا.”
يبلغ عدد المسلمين في ألمانيا حوالي خمسة ملايين نسمة، طبقًا لإحصائيات وزارة الداخلية، يشكل معتنقو المذهب السني منهم الأغلبية بنسبة 75 في المائة، بينما يمثل الشيعة حوالي 7 في المائة، والعلويون 13 في المائة، وعلى الرغم من قلة أعدادهم فإن الجهود المبذولة لاحتواء هذه الطائفة كبيرة وتؤثر اضطراديًا على الأعداد المنتمية لها.
وتشير الإحصائية الصادرة عن وزارة الداخلية في 13 يوليو 2020 حول أعداد المتطرفين واتجاهاتهم إلى عدم تناقص أعداد العناصر المنتمية لحزب الله وبقائها عند 1200 ، ومع تفعيل السلطات للحزب كجماعة متطرفة في 30 أبريل 2020 يفترض أن تتناقص عناصره، فهل ستستطيع الدولة تقويض هذا التغلغل الإيراني بنسيج المجتمع أم ستُبقي العناصر على انتشارها كحزب التحرير الذي يتزايد أعضاؤه رغم حظر أنشطته بالبلاد؟
وهل سيمنح هذا الحظر دورًا أكبر للمراكز الثقافية والمساجد الشيعية لتعويض نقص إمدادات حزب الله أم يكون بداية لكشف الارتباطات الخفية بينها؟
حزب الله يحصل على التكنلوجيا المتقدمة ذات الاستخدام المزدود من داخل ألمانيا
تشير تقارير استخباراتية ألمانية إلى أن إيران وحزب الله يسعيان للحصول على تكنولوجيا ذات استخدام مزدوج من داخل ألمانيا، بهدف تعزيز قدراتهما العسكرية. تُعرَّف التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج بأنها تلك التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية على حد سواء. وفقًا لتقارير صادرة عن وكالة المخابرات في ولاية شمال الراين-وستفاليا الألمانية منذ عام 2019 ، فإن إيران تواصل جهودها للحصول على مكونات لبرنامجها الصاروخي من ألمانيا بطرق غير مشروعة. يركز هذا السعي على تكنولوجيا “الاستخدام المزدوج” التي يمكن استخدامها في تطوير أسلحة الدمار الشامل وأنظمة إطلاق الصواريخ.
“ذا ناشيونال” : أن حزب الله يستخدم شبكة سرية تمتد عبر شمال ألمانيا
كشفت صحيفة “ذا ناشيونال” في تقريرها الصادر يوم السادس من فبراير 2025،أن حزب الله يستخدم شبكة سرية تمتد عبر شمال ألمانيا لجمع الأموال والحصول على معدات عسكرية، مما يوفر له قاعدة أوروبية لتعزيز نفوذه. تُظهر هذه التقارير قلق السلطات الألمانية من محاولات إيران وحزب الله الحصول على تكنولوجيا متقدمة من داخل البلاد، مما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.
تحقيق “ذا ناشيونال” يكشف عن قبضة خفية على المساجد والمجموعات الكشفية والمراكز الثقافية يكشف تحقيق أجرته صحيفة “ذا ناشيونال” أن حزب الله يستخدم شبكة سرية تمتد عبر شمال ألمانيا لتعزيز نفوذه، حيث يوفر قاعدة أوروبية لجمع التبرعات والحصول على معدات الأسلحة. هذه الشبكة السرية اخترقت المساجد، ومجموعات الشباب والكشافة، وتستفيد من سلسلة من المنافذ الدعائية، ولديها أكثر من 1,200 مؤيد في ألمانيا. منذ البداية، كانت تحت إشراف حسن نصرالله، الزعيم السابق للحزب قبل اغتياله.
استنادًا إلى مقابلات وأوراق محكمة غير منشورة، ووثائق استخباراتية، ومراسلات رسمية، ومنشورات عبر الإنترنت، يكشف التحقيق كيف لعب الحزب لعبة “القط والفأر” مع السلطات الألمانية، وكيف قاوم أنصاره حملة استخباراتية استمرت لأشهر وتسارعت بسبب حرب غزة.
ساعدت قصاصة ورق وُجدت في سلة قمامة بحمام المحققين في تحقيق تقدم رئيسي. أثبتت الوثيقة أن مستخدم الحمام، المعروف باسم حسن م لدى المدعين الألمان، وكان يُعرف أيضًا باسم الشيخ حسن مرتضى، هو أحد الشخصيات المحورية في الشبكة. وأظهرت أنه كان يرفع تقاريره مباشرة إلى القيادة المدعومة من إيران في لبنان أثناء تجوله في ألمانيا لمراقبة الجمعيات اللبنانية وحشد الدعم لحزب الله. وقد تم سجنه العام 2024 .
عندما داهمت الشرطة أحد المشتبه بهم المرتبطين بحزب الله بالقرب من هانوفر في ديسمبر2024، والمعروف باسم “فاضل ر”، كانت مراسلاته قد كُشفت بالفعل أثناء محاكمة حسن م. وفي إحدى المراسلات إلى نصرالله قبل مقتله بأسابيع، اشتكى فاضل ر من المدفوعات المتعلقة بتجديد أحد المساجد. لم يُحاكم فاضل ر بعد، لكن الادعاء يزعم أنه كان عضوًا مدربًا في حزب الله قام بتنظيم شبكة من رجال الدين الشيعة لإلقاء الخطب في المساجد والمراكز الإسلامية. وجاء اعتقاله بعد احتجاز “فاضل “في يوليو 2024، والذي يُزعم أنه حصل على قطع لطائرات مسيرة في ألمانيا لاستخدامها ضد إسرائيل، مما ربط الحملة الألمانية ضد حزب الله مباشرة بالحرب في الشرق الأوسط.
مراقبة ألمانية مشددة
يمكن اعتبارهذه الاعتقالات إنجازًا رئيسيًا للجهود الاستخباراتية الألمانية التي كانت تراقب المجموعة منذ سنوات ولكنها فشلت إلى حد كبير في الحد من أنشطتها. وأكدت سينا إيمهوف، وهي سياسية في هامبورغ تتعامل مباشرة مع أجهزة الاستخبارات في المدينة، مدى تعقيد حظر نشاطات الحزب، قائلة: ” لحظر شيء ما، عليك إثبات كل شيء. الأمر ليس سهلاً كما يتخيله البعض، لأنهم بالطبع ليسوا أغبياء.”
تأثير حرب غزة على أنشطة حزب الله في ألمانيا
بدأ الوضع يتغير بالنسبة لحزب الله بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل، وحماس، وحزب الله في عام 2023. وتعتقد هورفاش بوركيان، وهي إيرانية تعيش في هامبورغ، أن الأحداث في الشرق الأوسط كانت الدافع وراء التحرك الألماني. وقالت: “أعتقد أن لها تأثيرًا، لأن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يفعلوا ذلك من قبل؟” في أحد الاجتماعات، سألت وزير داخلية هامبورغ عما إذا كان يتعين على 1,200 شخص أن يموتوا قبل أن تتحرك السلطات الألمانية، في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.
أشارت أوراق المحكمة إلى أن حسن م كان بمثابة “الشيخ المتنقل”، حيث قام بجولات في أنحاء ألمانيا في 2016، و2018، و2023 لتنسيق جهود الحزب.
ـ انتقد المسؤولين في بريمن بسبب دعمهم شخصيات مرتبطة بحركة أمل، المنافسة لحزب الله في لبنان.
ـ نظم ورش تدريبية عندما وجد مشكلات في جمعية الإمام الحسين الثقافية في أوسنابروك.
ـ زار مدينة باد أويينهاوزن، حيث كانت أجهزة الأمن تراقب جمعية المهدي الثقافية للاشتباه بصلاتها بحزب الله.
ـ كشفت بيانات رحلاته أنه كان يسافر بين بيروت وبرلين كل عام بين 2018 و2022.
ـ تم العثور على سيرتين ذاتيتين تحملان شعار حزب الله في جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، حيث ذكر أنه يعمل مع الحزب وكشافة الإمام المهدي منذ عام 1992.
في النهاية، حُكم على حسن م بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف، كما أُدين عبدول، قائد كشاف في بريمن، بالسجن ثلاث سنوات، وهي أول إدانات لنشاطات حزب الله في ألمانيا.
نشاط الكشافة
ـ استخدم حزب الله جمعية المصطفى الإسلامية في بريمن كواجهة لنشاط الكشافة، حيث كان يرتدي الكشافة زيًا يحمل ألوان الأحمر والأخضر والأصفر، ما كشف ولاءهم السري للحزب.
ـ ظهروا في تقرير لقناة المنار، حيث تحدث المراسل اللبناني علي برّو عن تحضيراتهم لإحياء عاشوراء.
ـ عندما داهمت الشرطة المقر، وجدت مواد من كشافة الإمام المهدي تؤكد الصلة بحزب الله.
ورغم هذه الأدلة، اعترفت سلطات بريمن في مراسلات رسمية العام الماضي 2024 أنها لا تعرف ما إذا كان قد تم “تطرف” أي أطفال داخل الجمعية.
قائمة المنظمات والجمعيات التابعة لحزب الله وإيرران في ألمانيا؟
تُظهر التقارير الاستخباراتية الألمانية وجود عدد من المنظمات والجمعيات في ألمانيا التي يُشتبه في ارتباطها بحزب الله اللبناني وإيران. فيما يلي قائمة بأبرز هذه المنظمات:
المركز الإسلامي في هامبورغ (Islamisches Zentrum Hamburg – IZH): يُعتبر هذا المركز من أهم المراكز الإيرانية في ألمانيا، ويُعتقد أنه يعمل كامتداد للحكومة الإيرانية، حيث يُمثل رئيسه المرشد الأعلى علي خامنئي في البلاد.
الرابطة الإسلامية للتجمعات الإيرانية في ألمانيا (Islamische Gemeinschaft der schiitischen Gemeinden Deutschlands – IGS): تأسست هذه الرابطة في عام 2009 وتضم تحت مظلتها العديد من المراكز والجمعيات الشيعية في ألمانيا. يُشتبه في أنها تعمل كذراع توسعي لإيران في البلاد.
مركز الثقافة الإسلامية في فرانكفورت (Islamisches Kulturzentrum Frankfurt): يدير هذا المركز محمود خليل زاده، الذي يرأس أيضًا الرابطة الإسلامية للتجمعات الإيرانية في ألمانيا. يهتم المركز بالأنشطة الدينية والتعليمية ويُعتقد أنه مرتبط بإيران.
جمعية الإرشاد في برلين (Markaz-Al-Qaem Al-Irschad): تُعتبر هذه الجمعية من المراكز المرتبطة بحزب الله في برلين، وتهتم بالمحاضرات الدينية.
مركز الحسنين في برلين (Markaz Al-Hassanein Berlin): يُعد هذا المركز امتدادًا لمؤسسة محمد حسين فضل الله في لبنان، ويُعتقد أنه مرتبط بحزب الله.
جمعية المصطفى في بريمن (Al-Mustafa Gemeinschaft): تُشتبه هذه الجمعية في جمع التبرعات لصالح حزب الله وتسهيل وصول الأموال إلى فرعه في لبنان.
جمعية الغدير الخيرية في باريس (Association Al Ghadir): تأسست في عام 1994 وتهتم بتنظيم الرحلات الدينية إلى مكة وإيران والعراق، وتركز في أنشطتها على الشباب والأطفال.
يرجى ملاحظة أن السلطات الألمانية قد اتخذت إجراءات قانونية ضد بعض هذه المنظمات، بما في ذلك حظر أنشطتها ومداهمة مقارها، وذلك في إطار جهودها لتقويض أنشطة حزب الله وإيران في البلاد.
مركز هامبورغ الإسلامي، المسجد الأزرق في هامبورغ بؤرة التطرف والتجسس
“مركز هامبورغ الإسلامي” (أو ما يعرف بالمسجد الأزرق) في هامبورغ هو مكان مهم في المدينة، وقد ذُكر في الإعلام في بعض الأحيان بسبب علاقته ببعض الأنشطة المثيرة للجدل. أثيرت تساؤلات حول هذا المركز في عام 2001، بعد أن كان هناك ارتباط بينه وبين بعض الأشخاص المتورطين بالتطرف. وُصف المسجد الأزرق في بعض التقارير الإعلامية كمكان تواصل لبعض الأفراد المتورطين في النشاطات المتطرفة.
لكن رغم ذلك، فإن مركز هامبورغ الإسلامي في الوقت الراهن يرفض هذه الاتهامات، ويؤكد على أنه مكان للعبادة والتعليم والتفاعل الاجتماعي، ولا علاقة له بأي أنشطة متطرفة أو تجسسية. كما أنه جزء من المجتمع المحلي في هامبورغ ويمثل جزءاً من التنوع الثقافي والديني في المدينة.
وفي اعقاب تلك التطورات، قررت وزارة الداخلية الألمانية في يوليو 2024، حظر المركز الإسلامي في هامبورغ، مما أدى إلى إغلاق مسجد القباب الزرقاء، الذي كان تحت المراقبة منذ التسعينيات. وكان المصلون المطرودون من المسجد يدّعون أنهم ضحايا لصراع سياسي، وأنهم لم يروا أي نشاط غير قانوني.
كريستيان محمد جواد ساندو، أحد المصلين الألمان، وصف الصلوات في الشارع كـ “احتجاج سلمي” ضد الإغلاق.
يٌذكر بإن يافوز أوزوغوز، شقيق نائبة في البرلمان الألماني، هو من يدير موقعً إلكتروني ال”مسلم ماركت”، وهو معروف بترويجه للدعاية الإيرانية والمحتوى المعادي لإسرائيل. وأثناء مداهمات مسجد القباب الزرقاء، داهمت الشرطة منزله أيضًا. وقد وصف في موقعه حزب الله بأنه “معروف أساسًا بتوجهه الاجتماعي” عام 2020، وهو تحت مراقبة الاستخبارات الألمانية منذ أكثر من عقدين.
الحرب على حزب الله مستمرة
رغم نجاح ألمانيا في تسريع حملتها ضد حزب الله، فإن السلطات لا تزال بحاجة إلى إثبات دعم المتهمين للإرهاب لضمان الإدانة.كما قال ماثيو ليفيت، المحلل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI):حزب الله يعتمد بشكل متزايد على شبكاته المالية غير المشروعة في الخارج، خصوصًا في ظل الضغوط على إيران.” يبدو أن الشبكة لم تختفِ تمامًا، لكنها أصبحت أكثر صعوبة في تتبعها.
ماهي المنظمات الإيرانية والمرتبطة بحزب الله التي تم حظرها في ألمانيا؟
في إطار جهودها لمكافحة التطرف والأنشطة المرتبطة بحزب الله وإيران، قامت السلطات الألمانية بحظر عدة منظمات وجمعيات. من أبرز هذه المنظمات:
ـ المركز الإسلامي في هامبورغ (Islamisches Zentrum Hamburg – IZH): في يوليو 2024، حظرت وزارة الداخلية الألمانية هذا المركز والمنظمات التابعة له في جميع أنحاء البلاد، متهمةً إياه بنشر أيديولوجية إسلامية متطرفة ودعم حزب الله.
جمعية “مشروع الأيتام اللبناني” (Waisenkinderprojekt Libanon e.V.): في عام 2014، حظرت السلطات الألمانية هذه الجمعية بتهمة جمع تبرعات لصالح حزب الله تحت غطاء دعم الأيتام.
جمعية “أنصار الدولية” (Ansaar International e.V.): في أبريل 2021، حظرت وزارة الداخلية الألمانية هذه الجمعية بتهمة تمويل الإرهاب، بما في ذلك دعم حزب الله.
تأتي هذه الإجراءات ضمن مساعي ألمانيا لتعزيز أمنها الداخلي ومكافحة الأنشطة المتطرفة المرتبطة بإيران وحزب الله على أراضيها. الإستخبارات الألمانية تكشف أنشطة إيران السرية والخطيرة على أراضيها .
أنشطة الحرس الثوري الإيراني في ألمانيا؟
يمكن القول بإن الحرس الثوري الإيراني (IRGC) نشطًا في ألمانيا من خلال مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية والأيديولوجية. تتنوع هذه الأنشطة بين التجسس، وتجنيد الأفراد، والتخطيط لعمليات تستهدف معارضين إيرانيين ومؤسسات يهودية. فيما يلي أبرز هذه الأنشطة:
ـ التجسس ومراقبة المعارضين: كشفت الاستخبارات الألمانية عن وجود صلات بين حوالي 160 شخصًا في ألمانيا والحرس الثوري الإيراني. تتضمن هذه الأنشطة مراقبة وتتبّع المعارضين الإيرانيين المقيمين في ألمانيا، خاصةً بعد تصاعد الاحتجاجات في إيران. تُعتبر هذه العمليات جزءًا من جهود الحرس الثوري لقمع المعارضة في الخارج.
ـ التعاون مع جماعات إجرامية: أفادت تقارير بأن الحرس الثوري الإيراني يتعاون مع جماعات إجرامية منظمة في أوروبا، مثل “هيلز أنجلز”، لتنفيذ هجمات ضد أهداف يهودية ومعارضين إيرانيين. في ألمانيا، جُنّد رامين يكتابرست، زعيم في جماعة “هيلز أنجلز” ويحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية، لتنظيم هجمات إرهابية استهدفت معابد يهودية في مدينتي بوخوم وإيسن عام 2021.
ـ الوحدة 840، التخطيط لعمليات اغتيال: كشفت معلومات استخباراتية عن إنشاء الوحدة 840 التابعة لفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، لخلايا اغتيال في أوروبا، بما في ذلك ألمانيا. كان من بين أهداف هذه الخلايا اغتيال معارضين إيرانيين ومواطنين يهود. على سبيل المثال، تم التخطيط لاغتيال مغني الراب الإيراني المعارض شاهين نجفي في مدينة هانوفر الألمانية عام 2023، لكن العملية فشلت بسبب تعزيز الإجراءات الأمنية.
ـ جمع المعلومات الاستخباراتية: يواصل الحرس الثوري الإيراني جمع المعلومات حول السياسة الخارجية والأمنية الألمانية، بالإضافة إلى مراقبة مجموعات المعارضة الإيرانية في الخارج. تُظهر التقارير أن ألمانيا تُعتبر بؤرة للأنشطة التجسسية الإيرانية، حيث يتم جمع معلومات عن الأعمال والعلوم، فضلاً عن مراقبة ومكافحة مجموعات المعارضة.
ـ محاولات الحصول على التكنولوجيا المتقدمة: تشير تقارير استخباراتية إلى أن إيران تسعى للحصول على تكنولوجيا متقدمة من شركات ألمانية، وذلك لدعم برامجها العسكرية والنووية. تتضمن هذه الجهود التواصل مع شركات تكنولوجيا متطورة في ألمانيا للحصول على المعرفة والمعدات اللازمة. تُظهر هذه الأنشطة التحديات الأمنية التي تواجهها ألمانيا نتيجة لتدخلات الحرس الثوري الإيراني، مما يستدعي تعزيز التدابير الأمنية ومراقبة الأنشطة المرتبطة بإيران داخل البلاد.
إعتقال جواسيس يعملون لصالح إيران في ألمانيا؟
شهدت ألمانيا عدة حالات اعتقال لأشخاص يُشتبه في تورطهم بالتجسس لصالح إيران.
ـ اعتقال عبد الحميد س : اعتُقل عبد الحميد س ، في يناير 2019، وهو مواطن أفغاني يبلغ من العمر 50 عامًا، كان يعمل مترجمًا ومستشارًا ثقافيًا للجيش الألماني. وُجّهت إليه تهمة نقل معلومات سرية إلى إيران.
ـ اعتقال مجموعة من الإيرانيين : نفّذت السلطات الألمانية في يناير 2018 عمليات دهم في عدة مدن، بما في ذلك برلين وبافاريا، استهدفت منازل إيرانيين يُشتبه في تجسسهم على مؤسسات وأفراد لهم صلات بإسرائيل. وذُكر أن هؤلاء الأفراد مرتبطون بـ”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني.
ـ إدانة مصطفى حيدر س. حُكم على مصطفى حيدر س ، في مارس 2017،، وهو مواطن باكستاني، بالسجن لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر بتهمة التجسس لصالح “فيلق القدس” الإيراني. كان يجمع معلومات بهدف تنفيذ عمليات إرهابية في ألمانيا وفرنسا. تُظهر هذه الحالات الجهود المستمرة للسلطات الألمانية في مكافحة أنشطة التجسس المرتبطة بإيران على أراضيها.
استدعاء السفير الإيراني في ألمانيا
وفقًا للمعلومات المتاحة، استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الإيراني في برلين عدة مرات في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال:
ـ استدعت ألمانيا السفير الإيراني مرتين خلال أسبوع واحد يناير 2023 احتجاجًا على تنفيذ طهران لعدد من الإعدامات، بما في ذلك إعدام المواطن الإيراني-البريطاني علي رضا أكبري.
ـ استدعت ألمانيا السفير الإيراني أكتوبر 2024 بعد هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، حيث أعربت برلين عن احتجاجها على هذا الهجوم.
نظرًا لتكرار هذه الاستدعاءات في السنوات الأخيرة، يمكن القول إن السفير الإيراني في ألمانيا تم استدعاؤه عدة مرات، خاصة في سياق الاحتجاج على انتهاكات حقوق الإنسان والتوترات الإقليمية.
الاستخبارات الالمانية تحذر من حزب الله
أصدرت الاستخبارات الألمانية (BfV) تحذيرات بشأن حزب الله في الماضي، مشيرة إلى أن الحزب يشكل تهديدًا محتملاً للأمن في ألمانيا وفي أوروبا بشكل عام. في تقارير سابقة، أبدت الاستخبارات الألمانية قلقها من الأنشطة التي يقوم بها حزب الله، سواء على مستوى الأنشطة العسكرية أو الجهادية، وخصوصًا بعد أن قامت بعض الدول الأوروبية، مثل المملكة المتحدة وكندا، بتصنيف الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية. من بين الأسباب التي تدفع الاستخبارات الألمانية للتحذير من حزب الله:
الأنشطة العسكرية في الخارج: حزب الله متورط في العديد من النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط، مثل النزاع في سوريا، حيث يشارك إلى جانب الحكومة السورية في القتال ضد المعارضة المسلحة.
الأنشطة الإرهابية: حزب الله متهم بتنفيذ عمليات إرهابية في عدة دول، مثل التفجيرات والاغتيالات، حيث يعتقد البعض أنه يسعى إلى استخدام الأراضي الأوروبية كقاعدة لتمويل أنشطته الإرهابية.
التجنيد والتطرف: هناك مخاوف من أن بعض الأفراد أو الجماعات المتطرفة قد يكونون عرضة للتجنيد من قبل حزب الله في بعض المجتمعات الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا.
الأنشطة المالية: الاستخبارات الألمانية حذرت أيضًا من الأنشطة المالية التي قد يستخدمها حزب الله لتمويل عملياته، مثل تجارة المخدرات أو جمع الأموال من خلال مؤسسات خيرية وأعمال تجارية.
قامت ألمانيا في 2020، بحظر جميع أنشطة حزب الله على أراضيها، بما في ذلك الأنشطة السياسية والدينية. وأغلقت العديد من المساجد والمنظمات التي يُعتقد أنها تدعم الحزب، في خطوة تهدف إلى تقليص تأثيره في المجتمع الألماني.
ومع ذلك، فإن التهديدات الأمنية التي قد يشكلها حزب الله في ألمانيا تظل جزءًا من مناقشات أوسع حول التعامل مع المنظمات التي يُعتقد أنها متورطة في الإرهاب أو تمويل الإرهاب، وتستمر الاستخبارات في متابعة مثل هذه الأنشطة بعناية.
تورط حزب الله في غسيل الأموال في ألمانيا؟
تورط حزب الله في غسيل الأموال في ألمانيا يُعد قضية حساسة ومعقدة، وقد أثارت قلق السلطات الألمانية وأجهزة الاستخبارات في السنوات الأخيرة. بشكل عام، يُعتبر غسيل الأموال جزءًا من الأنشطة التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لتوفير تمويل لأنشطتها، ويشمل ذلك مصادر تمويل غير قانونية مثل تجارة المخدرات، التهريب، جمع التبرعات المشبوهة، أو حتى استخدام مؤسسات خيرية كغطاء للأنشطة المالية المشبوهة.
ـ الأنشطة المالية: حزب الله يُتهم من قبل بعض الحكومات الغربية، بما في ذلك الحكومة الألمانية، باستخدام أساليب غير قانونية مثل غسيل الأموال لتمويل أنشطته. في ألمانيا، يقال إن الحزب كان يستفيد من شبكات مالية معقدة تُستخدم لتوجيه الأموال نحو أهدافه العسكرية والسياسية في لبنان والمنطقة.
ـ التهريب والتجارة غير القانونية: تشير تقارير إلى أن بعض الأفراد أو الشبكات المرتبطة بحزب الله قد تكون متورطة في تهريب المخدرات، وهو ما يمكن أن يساهم في عمليات غسيل الأموال. حيث يُعتقد أن الأموال الناتجة عن الأنشطة الإجرامية مثل تهريب المخدرات يتم غسلها عبر أنظمة مالية متعددة بهدف إخفاء مصدرها.
ـ المؤسسات الخيرية: تم رصد بعض المؤسسات الخيرية التي يعتقد أن حزب الله قد استخدمها لتمويل أنشطته، حيث يُقال إنه يتم جمع التبرعات التي يُعتقد أنها ستذهب للأعمال الإنسانية، ولكن يتم تحويل جزء منها لدعم أنشطة الحزب العسكرية والسياسية.
تدابير ـ دور السلطات الألمانية:
ـ إجراءات مكافحة غسيل الأموال: ألمانيا تتخذ إجراءات صارمة ضد أي محاولة لغسيل الأموال على أراضيها، بما في ذلك مراقبة الأنشطة المالية المرتبطة بحزب الله. السلطات الألمانية تنسق مع وكالات مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال في دول أخرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمتابعة أي شبكات مالية مشبوهة.
ـ تجميد الأصول: في إطار حملتها ضد الأنشطة المالية لحزب الله، قامت السلطات الألمانية بتجميد أصول وموارد مرتبطة بأفراد أو كيانات يُشتبه في دعمها للحزب.
ـ قانون حظر حزب الله : فرضت الحكومة الألمانية خلال عام 2020 حظرًا شاملًا على جميع أنشطة حزب الله، بما في ذلك جمع التبرعات أو تنظيم الفعاليات. هذه الخطوة كانت تهدف إلى قطع أي مصادر تمويل محتملة للحزب على الأراضي الألمانية.
ـ التعاون مع الاتحاد الأوروبي: ألمانيا تعمل بشكل وثيق مع دول الاتحاد الأوروبي لمكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال المرتبطين بحزب الله. تم تبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية للكشف عن أي شبكات تمويل لحزب الله.
ـ التعاون مع الولايات المتحدة: الولايات المتحدة كانت قد فرضت عقوبات اقتصادية على حزب الله منذ سنوات بسبب أنشطته الإرهابية، وألمانيا تتعاون مع واشنطن من خلال تبادل المعلومات وتنسيق التحقيقات المتعلقة بغسيل الأموال.
نشرت بعض وسائل الإعلام الأوروبية تقارير تشير إلى تورط شبكات مالية مرتبطة بحزب الله في غسيل الأموال عبر استخدام شركات وهمية أو أنظمة تحويل أموال غير قانونية. لكن، يتطلب تأكيد هذه الادعاءات أدلة مادية قوية من السلطات المعنية.
ـ التحقيقات المحلية والدولية: في بعض الحالات، كان هناك تحقيقات أطلقتها السلطات الألمانية ضد أفراد يُعتقد أنهم يشاركون في عمليات غسيل أموال لصالح حزب الله. التحقيقات تشمل عادة مراقبة الحسابات المصرفية، تتبع التحويلات المالية المشبوهة، واستخدام أجهزة الاستخبارات لملاحقة أي صلات بين هذه الأنشطة وأفراد الحزب.
ـ أنظمة مالية معقدة: تعتبر شبكات غسيل الأموال التي يعتقد أنها مرتبطة بحزب الله معقدة للغاية، وتستخدم أساليب متنوعة لإخفاء المصدر الحقيقي للأموال. هذه الأنظمة تشمل استخدام شركات وهمية، تحويل الأموال عبر دول متعددة، واستخدام العملات المشفرة في بعض الحالات.
ـ الصعوبة في التتبع: بسبب الطبيعة السرية لهذه الأنشطة، فإن تتبع الأموال التي تمر عبر شبكات غسيل الأموال قد يكون صعبًا للغاية، ما يجعل من الصعب على السلطات تحديد حجم الأموال التي يتم غسلها أو كيفية استخدامها في دعم أنشطة الحزب.
ـ الردود على التورط في غسيل الأموال:
حزب الله ينفي التورط: حزب الله عادة ما ينفي التورط في الأنشطة غير القانونية مثل غسيل الأموال. ويؤكد الحزب أنه يلتزم بالقوانين في الدول التي يعمل بها، وأنه يركز على جمع التبرعات لدعم الشعب اللبناني.
ردود فعل المجتمع الدولي: الدول الغربية تواصل الضغط على الدول التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع حزب الله لتشديد الإجراءات ضد تمويل الإرهاب، بما في ذلك غسيل الأموال.
إن تورط حزب الله في غسيل الأموال في ألمانيا هو جزء من الأنشطة المالية المعقدة التي تشمل جمع الأموال بطرق غير قانونية ودعم العمليات العسكرية والسياسية. السلطات الألمانية تتخذ إجراءات لمكافحة هذه الأنشطة، بما في ذلك تجميد الأصول والتعاون مع دول أخرى في مكافحة تمويل الإرهاب. إلا أن هذه الأنشطة تظل تحديًا كبيرًا للأجهزة الأمنية نظرًا للطرق المتعددة والمعقدة التي يستخدمها الحزب في تنفيذ عمليات غسيل الأموال.
حظر حزب الله في المانيا الجناح العسكري والسياسي؟
قررت الحكومة الألمانية في عام 2020، حظر جميع أنشطة حزب الله على أراضيها، بما في ذلك الجناحين العسكري والسياسي. وكان هذا الحظر خطوة كبيرة في إطار مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث تم منع الحزب من القيام بأي أنشطة أو فعاليات سواء كانت دينية أو سياسية أو اجتماعية.
كانت السلطات قد فصلت بين الجناح العسكري والجناح السياسي لحزب الله، حيث تم تصنيف الجناح العسكري كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وكان الحظر الذي فرضته ألمانيا في 2020 يشمل الجناح السياسي أيضًا، وهو ما يعد خطوة غير مسبوقة مقارنة بالدول الأخرى التي كانت قد اكتفت بحظر الجناح العسكري فقط. الإستخبارات الإيرانية ـ أنشطة تجسس متنامية في ألمانيا
أسباب الحظر:
أنشطة إرهابية: الحزب كان متورطًا في العديد من الهجمات الإرهابية في دول أخرى، مثل التفجيرات والاغتيالات.
توسيع النفوذ في المنطقة: حزب الله متورط بشكل كبير في الصراعات الإقليمية مثل الحرب في سوريا، حيث يقاتل إلى جانب القوات السورية.
الأنشطة المالية والإرهابية: تم اتهام حزب الله باستخدام أوروبا كقاعدة لجمع الأموال، بما في ذلك من خلال أنشطة مثل تجارة المخدرات والتهريب.
تداعيات الحظر:
إغلاق المساجد والمنظمات: تم إغلاق العديد من المساجد والمراكز الثقافية في ألمانيا التي كانت تعتبر قريبة من حزب الله أو تدعمه.
التعامل مع المجتمع اللبناني: كان هناك قلق من تأثير الحظر على المجتمعات اللبنانية في ألمانيا، حيث يعيش العديد من الأفراد الذين يتعاطفون مع حزب الله.
هذا القرار يعكس الجهود المستمرة من قبل الحكومة الألمانية لمكافحة الأنشطة المتطرفة والإرهابية على أراضيها، ويعزز موقفها في محاربة جميع الأشكال المرتبطة بالإرهاب.
الادعاء الالماني يحقق مع اعضاء في حزب الله؟
نعم، في السنوات الأخيرة، كان هناك تقارير تفيد بأن الادعاء العام الألماني قد بدأ تحقيقات مع أعضاء في حزب الله في ألمانيا. تأتي هذه التحقيقات في سياق الحملة المستمرة لمكافحة الأنشطة المتطرفة والإرهابية على الأراضي الألمانية.
خلفية التحقيقات:
السلطات الألمانية كانت قد شددت الرقابة على أنشطة حزب الله بعد أن قررت الحكومة في 2020 حظر جميع أنشطة الحزب في ألمانيا، بما في ذلك الجناحين العسكري والسياسي. هذه التحقيقات تهدف إلى تحديد ما إذا كان هناك أفراد أو خلايا في ألمانيا يعملون لصالح حزب الله أو يشاركون في الأنشطة المرتبطة بالإرهاب، مثل جمع الأموال أو تنظيم خلايا عسكرية.
بعض الأسباب المحتملة للتحقيقات:
الأنشطة المالية: هناك قلق بشأن تمويل الأنشطة الإرهابية، حيث يعتقد أن بعض الأفراد والمنظمات المرتبطة بحزب الله قد يحاولون جمع الأموال عبر أنشطة غير قانونية، مثل تجارة المخدرات أو جمع التبرعات الخيرية، والتي قد يتم توجيهها لتمويل الأنشطة العسكرية للحزب.
التحريض على العنف: التحقيقات قد تكون مرتبطة أيضًا بمحاولات التحريض على العنف أو الانخراط في أنشطة إرهابية على الأراضي الألمانية أو في الخارج.
الروابط مع خلايا إرهابية: الاستخبارات الألمانية كانت قد رصدت بعض الأنشطة التي قد تشير إلى محاولات لإنشاء خلايا محلية مرتبطة بحزب الله، أو ربما حتى تجنيد أفراد للانخراط في أعمال إرهابية.
الإجراءات القانونية:
من المعروف أن الادعاء العام في ألمانيا يتخذ إجراءات صارمة ضد الأفراد أو الجماعات التي يعتقد أنها تساهم في أنشطة إرهابية. كما تتعاون السلطات الألمانية مع أجهزة الاستخبارات الأوروبية والدولية لتبادل المعلومات والقيام بالتحقيقات عبر الحدود.
تأثير التحقيقات:
تأثير على المجتمع اللبناني في ألمانيا : التحقيقات قد تثير قلق بعض أفراد الجالية اللبنانية في ألمانيا، خاصة أولئك الذين يتعاطفون مع حزب الله. ومع ذلك، من المهم أن يتم تمييز بين الأفراد الذين قد يتورطون في الأنشطة الإرهابية وبين الذين يعيشون حياة سلمية.
الرقابة على الأنشطة: الحظر الذي فرضته الحكومة الألمانية على حزب الله يجعل من الصعب على أي فرد أو مجموعة تحمل صلات بهذا الحزب من القيام بأي أنشطة علنية على الأراضي الألمانية.
إذا ثبت أن هناك أفرادًا يشاركون في أنشطة غير قانونية أو إرهابية، فمن المحتمل أن تواجههم إجراءات قانونية صارمة تتضمن الترحيل أو المحاكمة.
تورط حزب الله في تسيير تظاهرات في يوم القدس في ألمانيا؟
رصد اجهزة الأمن تظاهرات في ألمانيا في يوم القدس، وهو اليوم الذي يتم تنظيمه سنويًا في بعض البلدان الإسلامية دعماً للفلسطينيين ولإظهار التضامن مع القضايا الفلسطينية. في هذه التظاهرات، كان هناك تقارير تفيد بأن بعض الأشخاص أو المجموعات المرتبطة بحزب الله قد شاركوا في تنظيم أو دعم هذه الفعاليات في بعض المدن الألمانية، مثل برلين وميونيخ.
ـ يوم القدس هو تقليد بدأ في إيران عام 1979 بعد “الثورة الإسلامية”، ويهدف إلى التعبير عن الدعم للقضية الفلسطينية والقدس. ومع مرور الوقت، أصبح هذا اليوم مناسبة تُنظم في عدة دول حول العالم، بما في ذلك في بعض الدول الأوروبية.
في بعض التظاهرات التي جرت في ألمانيا، ظهرت أعلام حزب الله وشعارات مؤيدة له، وهو ما أثار قلق السلطات الألمانية. هذا النوع من المشاركة في التظاهرات يُعد مثيرًا للجدل في ألمانيا، لأن حزب الله محظور في البلاد بعد أن قامت الحكومة بحظر جميع أنشطته في 2020 بسبب تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
ـ القلق من التأثيرات السياسية: عندما يُلاحظ وجود دعم لحزب الله أو حتى أعلامه في هذه التظاهرات، يُنظر إليه باعتباره تحديًا للقانون الألماني، حيث أن الحزب محظور في البلاد.
ـ الاحتكاك بين الجماعات: قد يؤدي مثل هذا التورط إلى تصاعد التوترات بين بعض المجموعات في المجتمع الألماني، سواء بين الجالية اللبنانية أو الجاليات المسلمة الأخرى، أو بين الأشخاص الذين يعارضون أنشطة حزب الله.
نظرًا لأن تظاهرات يوم القدس قد شهدت في بعض الأحيان وجود دعم لحزب الله، فقد أعلنت السلطات الألمانية عن تحركات لزيادة الرقابة على هذه الفعاليات. في بعض الحالات، قامت الشرطة بحظر حمل الأعلام أو الشعارات التي تمثل الحزب، وكذلك منع المشاركين في التظاهرات من حمل رموز تشير إلى دعم الأنشطة الإرهابية.
إن التورط المحتمل لحزب الله في تسيير أو دعم تظاهرات يوم القدس في ألمانيا هو مسألة مثيرة للجدل، حيث يشكل تحديًا أمام جهود الحكومة الألمانية في مكافحة الأنشطة المرتبطة بالإرهاب. هذه الأنشطة تؤدي إلى تعزيز الرقابة القانونية على أي مظاهر دعم لحزب الله في الفضاء العام.
ماهو مصير حزب الله في ألمانيا بعد مقتل زعيمه حسن نصر نصر الله وسقوط نظام بشار الأسد؟
مصير حزب الله في ألمانيا بعد مقتل زعيمه حسن نصر الله وسقوط نظام بشار الأسد هو موضوع معقد، ويعتمد على العديد من العوامل السياسية والأمنية والإقليمية:
استمرار النشاطات العسكرية والسياسية: رغم رحيل نصر الله، سيستمر الحزب في تعزيز نفوذه داخل لبنان وشرق المتوسط، حيث يعد قوة سياسية وعسكرية رئيسية. في حال فقد الحزب قيادته المركزية، قد يؤثر ذلك على التنسيق بين أجنحته العسكرية والسياسية، ولكنه من غير المتوقع أن يؤدي إلى تراجع كبير في قدرته على التأثير.
سقوط نظام بشار الأسد:
ـ تأثير في تمويل الدعم: يعتبر نظام الأسد في سوريا من أبرز حلفاء حزب الله في المنطقة، حيث يوفر له دعمًا لوجستيًا وماليًا. إن سقوط هذا النظام، فقد يواجه الحزب تحديات كبيرة في تأمين هذه الإمدادات، ولكن في نفس الوقت قد يسعى حزب الله لإيجاد مصادر دعم بديلة، مثل إيران.
ـ التحولات الإقليمية: انهيار نظام الأسد قد يعزز من الحركات المعادية لحزب الله في المنطقة، مثل جماعات المعارضة السورية التي تتلقى دعمًا من بعض الدول الغربية والخليجية. كما قد يسهم هذا في زيادة الضغط على حزب الله من قبل المجتمع الدولي.
الموقف في ألمانيا:
ـ استمرار الحظر: لا يزال من المحتمل أن تواصل السلطات الألمانية تشديد إجراءاتها الأمنية ضد الحزب، خصوصًا في إطار مكافحة الإرهاب. حزب الله كان قد تم تصنيفه كمنظمة إرهابية في ألمانيا، وهذا الحظر يظل قائمًا حتى مع تغير القيادات أو الظروف.
ـ التحديات الداخلية: قد تؤثر أي أحداث إقليمية كبيرة على الجاليات اللبنانية والفلسطينية في ألمانيا، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الداخلية في المجتمع الألماني. الحكومة الألمانية ستكون حريصة على منع أي محاولات لاستغلال الأراضي الألمانية لدعم أنشطة حزب الله.
الدور الإيراني:
ـ دعم إيران: حتى في حال حدوث تغييرات كبيرة في القيادة أو في البيئة الإقليمية، تظل إيران الداعم الأكبر لحزب الله. إيران تقدم دعمًا ماليًا وعسكريًا للحزب، ومن المرجح أن يستمر هذا الدعم حتى في ظل التحديات الكبرى التي قد تواجه الحزب.
إن مستقبل حزب الله في ألمانيا وفي المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله وسقوط نظام بشار الأسد سيعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك قدرة الحزب على التكيف مع تغييرات القيادة، وتأمين الدعم المالي والعسكري من إيران، ورد فعل المجتمع الدولي، بما في ذلك الموقف الألماني. في ألمانيا، ستستمر السلطات في تطبيق الحظر على أنشطة الحزب، ومن المرجح أن تكون هناك تدابير أمنية مشددة لمكافحة أي تهديدات إرهابية قد تنشأ.
التحولات في العلاقات الأوروبية ـ الإيرانية ما بعد تغيير النظام في سوريا
شهدت العلاقات “الأوروبية ـ الإيرانية” تعقيدًا ملحوظًا على مدار العقود الماضية، إذ تعكس تداخلًا بين المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. ومع تزايد التقلبات في منطقة الشرق الأوسط، تُطرح تساؤلات جوهرية حول كيفية تطور هذه العلاقات بعد تغيير النظام السوري، الذي يُعد حليفًا استراتيجيًا لإيران ومحورًا مهمًا في سياستها الإقليمية. تتحكم عدة عوامل في مسار العلاقات بين الطرفين، مثل الاتفاق النووي (JCPOA)، النفوذ الإيراني في المنطقة.
يمثل الاتفاق النووي (JCPOA) ركيزة أساسية في العلاقات الأوروبية – الإيرانية. التزمت الدول الأوروبية بهذا الاتفاق منذ توقيعه عام 2015 باعتباره وسيلة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، ما يسهم في استقرار المنطقة ويقلل من مخاطر الانتشار النووي. ولطالما رأت أوروبا في الاتفاق مثالًا للدبلوماسية الفعالة في حل النزاعات، خاصة في ظل التوترات بين إيران والولايات المتحدة. كما فتح الاتفاق الأبواب أمام الشركات الأوروبية للاستثمار في إيران، لا سيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، ما عزز المصالح الاقتصادية المشتركة. تزامنًا مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، واجهت أوروبا تحديات كبيرة في الحفاظ على الاتفاق وحماية مصالحها الاقتصادية. أنشأت آلية “إنستكس” لتسهيل التجارة مع إيران بعيدًا عن العقوبات الأمريكية، إلا أن فعاليتها كانت محدودة. ورغم الضغوط، استمرت أوروبا في لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق بعد عودة إدارة بايدن إلى المفاوضات. استمرار الالتزام الأوروبي بالاتفاق أو إعادة التفاوض عليه سيشكل عاملًا حاسمًا في تحديد طبيعة العلاقات الأوروبية-الإيرانية مستقبلاً.
قراءة مستقبلية لحزب الله في ألمانيا
تصعيد الحملة الأمنية والقانونية
ـ تفكيك الخلايا، من المتوقع أن تستمر السلطات الألمانية في تشديد قبضتها على أنشطة حزب الله، خاصة بعد النجاحات الأخيرة في تفكيك بعض خلاياه السرية.
ـ زيادة المراقبة على الجمعيات والمراكز الإسلامية المرتبطة به، ومنعها من جمع التبرعات أو نشر الدعاية.
ـ استمرار المداهمات والاعتقالات، خصوصًا مع تصاعد الضغوط السياسية المحلية والدولية.
ـ احتمال فرض قوانين أشد صرامة، مثل قوانين تجريم الانتماء إلى أي منظمة متورطة في تمويل الإرهاب أو نشر التطرف.
ـ التحول إلى العمل السري
مع الضغوط المتزايدة، سيحاول حزب الله تغيير أساليبه في ألمانيا:
ـ الانتقال إلى شبكات أكثر سرية، مثل استخدام قنوات تمويل غير رسمية (الحوالات، وتجارة العقارات، والشركات الوهمية).
ـ تجنب المظاهر التنظيمية الواضحة، والاعتماد على شخصيات مؤثرة بدلًا من كيانات رسمية.
ـ استخدام التكنولوجيا بشكل أكبر، مثل التشفير والتواصل عبر التطبيقات المغلقة، للحفاظ على سرية عملياته. الإستخبارات الإيرانية ـ عمليات تجسس واسعة في أوروبا – المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
ـ تأثير التغيرات السياسية في ألمانيا وأوروبا
مع تصاعد التيارات اليمينية في أوروبا، قد تزداد المطالبات بحظر أوسع لأنشطة الجماعات المرتبطة بإيران.
إذا استمر التوتر في الشرق الأوسط، خصوصًا بين إسرائيل وحزب الله وكذلك بين إسرائيل وحماس، فقد تدفع الحكومات الأوروبية نحو تعزيز العقوبات على إيران، ما سيؤثر على تمويل الحزب. هناك احتمال ضغط اللوبي اليهودي والسياسيين المؤيدين لإسرائيل على الحكومة الألمانية لاتخاذ مزيد من الإجراءات الحاسمة ضد الحزب.
الاستفادة من الجاليات اللبنانية والإيرانية
رغم الحظر، سيظل لحزب الله نقاط قوة داخل بعض الجاليات الشيعية في ألمانيا، ما قد يساعده على:
ـ إعادة تنظيم خلاياه عبر استقطاب المهاجرين الجدد، خاصة أولئك القادمين من مناطق النزاع.
ـ تجنيد شباب جدد من خلال المؤسسات الدينية والثقافية التي لم تُغلق بعد.
ـ الاحتماء خلف قضايا إنسانية واجتماعية، مثل دعم اللاجئين أو تقديم الخدمات المجتمعية، لإخفاء أنشطته.
ـ احتمالات التصعيد أو المواجهة مع الدولة
ـ إذا استمرت السلطات الألمانية في استهداف الحزب بشدة، قد يلجأ بعض عناصره إلى الرد بطرق غير متوقعة، مثل تحريك مظاهرات أو استغلال الانقسامات الداخلية في المجتمع الألماني.
ـ لا يُستبعد محاولة نقل بعض أنشطته إلى دول أوروبية أكثر تساهلًا، مثل بلجيكا أو فرنسا، أو حتى تعزيز وجوده في أوروبا الشرقية حيث الرقابة أقل صرامة.
يواجه حزب الله في ألمانيا ضغطًا متزايدًا، لكنه لن يختفي بالكاملو من المرجح أن يتحول إلى نشاط أكثر سرية ومرونة، بينما تواصل السلطات محاولاتها لاجتثاث نفوذه. يعتمد المستقبل على مدى نجاح ألمانيا في تفكيك بنيته المالية والتنظيمية، وأيضًا على تطورات الصراع في الشرق الأوسط.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=100614
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI