محاربة التطرف على الإنترنت ـ تشريعات أوروبية وبرامج وقائية
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات-ألمانيا و هولندا
إعداد: وحدة الدراسات و التقارير”2″
كشفت دول الاتحاد الأوروبي عن عزمها سن تشريعات وقوانين جديدة من أجل إزالة المحتوى المتطرف على الإنترنت. وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في تجنيد واستقطاب الشباب الأوروبي نحو التطرف. كما تساعد توجيه الذئاب المنفردة في أوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية
تشريع أوروبي لإزالة “المحتوى الإرهابي” عبر الإنترنت -محاربة التطرف
أعلنت دول الاتحاد الأوروبي في 13 نوفمبر 2020 عزمها تعزيز أمن الحدود الخارجية للاتحاد وإقرار تشريعات أوروبية من أجل إزالة “المحتوى الإرهابي” على الإنترنت. وأكد الوزراء الأوروبيون إنهم عازمون على التوصل إلى نتائج “قبل نهاية العام 2020” للمفاوضات الجارية حاليا لاعتماد تشريع أوروبي يهدف إلى إزالة “المحتوى الإرهابي” عبر الإنترنت. وسعى الاتحاد الأوروبي لصياغة قواعد جديدة في 21 مايو 2020 يمكن أن تقيد غوغل وفيسبوك وأمازون وشركات تقنية أخرى.
وأظهرت وثيقة الاتحاد الأوروبي أن المنظمين في الاتحاد الأوروبي يسعون للحصول على تعليقات من المستخدمين ومقدمي الخدمات الرقمية قبل صياغة تلك القواعد .ويحدد القانون الجديد ما اذا كانت جميع المنصات على الإنترنت أو فقط تلك المعرضة لخطر التعرض للأنشطة غير القانونية يجب أن تكون أكثر استباقية لإزالة المحتوى والمتجات غير القانونية أو الضارة. ومن المفترض أن توجه التعليقات الوحدة الرقمية التابعة للمفوضية الأوروبية فيما يتعلق بصياغة قانون الخدمات الرقمية. المفوضية الأوروبية تحارب المحتوى المتطرف على الإنترنت
لجان خاصة للكشف عن الهجمات والدعاية المتطرفة -محاربة التطرف
تقول ” فيرا جوروفا ” نائبة رئيسة المفوضية، المنصات يجب أن تضطلع بالمسؤولية أكثر وتقديمها للمحاسبة والعمل بشفافية”. وذكرت”إيلفا يوهانسون” مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي في 13 نوفمبر 2020 نعلم أن قضية الهجمات التي ضربت فرنسا، كانت الدعوة إليها عبر الإنترنت، وتمت من خلال دعوة منظمات إرهابية للانتقام من إعادة نشر رسوم شارلي إيبدو” مضيفة ” هذا يؤكد الحاجة الملحة إلى تبني مقترحات المفوضية الأوروبية بشأن تبديد المحتوى الإرهابي الذي ينشر عبر الإنترنت ، وأنا ممتنة لكل الجهود التي بذلتها الرئاسة الألمانية”.
شكل البرلمان الأوروبي في يونيو 2020 لجنة خاصة من أجل كشف الهجمات والدعاية ومحاولات التأثير الالكتروني الخارجية ومحاربتها وهذه اللجنة من شأنها أولا أن تكشف في أي مجالات يتم نشر هذه الأخبار الزائفة. وأهم الشركاء للاتحاد الأوروبي في هذه الحرب هي شركات الانترنيت الكبرى مثل فيسبوك وتويتر وغوغل. ويعتزم الاتحاد الأوروبي إلزامها بالتحرك بشكل أقوى ضد التضليل وفتح المجال للباحثين للحصول على البيانات.
تعاون المفوضية الأوروبية مع منصات التواصل الاجتماعي
أشارت وزيرة المواطنة الأوروبية المفوضة في 21 أكتوبر 2020 إلى إن “الإيديولوجية الإسلاموية المتطرفة تنتشر بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن جيلا كاملا من الشباب لم يعد يحتاج إلى الذهاب إلى مسجد للمتشددين أو أن يدخل السجن ليسلك طريق التطرف. الآن يأتيهم التطرف إلى منازلهم وغرفهم الشخصية ليتمثل لهم على شاشات هواتفهم وحواسيبهم، فهو يدخل من بوابة وسائل التواصل الاجتماعي”.
أظهر تقريرا المفوضية الأوروبية في يونيو 2020 وفقا لـ”روسيا اليوم” أن شركات الإنترنت عاينت (90% ) من المحتويات التي تم الإبلاغ عنها خلال 24 ساعة، وقامت بحذف (71%) من المحتويات غير القانونية التي تحث على الكراهية والعنف. وأكد ” جوزيب بوريل” مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في 10 يونيو 2020 أنه يتعين على فيسبوك وتويتر وغوغل تقديم تقارير شهرية عن معركتهم ضد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.
رحبت المفوضية الأوروبية بقرار إدارة تطبيق “تيك توك” للتواصل الاجتماعي بالانضمام إلى مدونة السلوك الأوروبية الخاصة بمكافحة خطاب العنصرية والكراهية. واعتبر”ديديه ريندرز” المفوض المكلف بشؤون العدالة قرار الشركة بخطوة إيجابية على طريق محاربة المحتوى غير القانوني على الإنترنت. وتعتبر الشركة المديرة لتطبيق “تيك توك” الطرف التاسع الذي ينضم لمدونة السلوك الأوروبية بعد “فيسبوك”، “مايكروسوفت” ومنصات أخرى.
قواعد أوروبية صارمة للتعامل مع لعملات الرقمية المشفرة
كشفت المفوضية الأوروبية في 24 سبتمبر 2020 عن نيتها بوضع قواعد صارمة للعملات الرقمية المشفرة والعمل على تدشين نظام موحد للدفع الإلكتروني في أوروبا لمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال. وكانت قد أفادت صحيفة “دويتشه فيله” في 13 سبتمبر 2020، إن المفوضية الأوروبية لا تخطط لحظر استخدام العملات المشفرة. وتعتزم المفوضية الأوروبية تقديم مشروع قانون بشأن تنظيم استخدام العملات المشفرة. وشدد ” فالديس دومبروفسكيس” نائب رئيس المفوضية على ضرورة إيجاد “التوازن الصحيح” بين الفرص والمخاطر المرتبطة بالعملات الرقمية.
برامج وقائية لمنع انتشار الخطاب اليميني المتطرف -محاربة التطرف
تحدث تقريرلليوروبول وفقا لـ”العرب اللندنية” في 28 يونيو 2020 عن أن تهديدات اليمين المتطرف تضع دول الاتحاد وخططها في وضع محرج، خاصة وأنها ترفع في السنوات الأخيرة شعار حماية الأوروبيين من انتشار الخطاب المتطرف عبر الإنترنت. وكشف التقرير عن مساعي دول الاتحاد إلى التعاون في ما بينها من أجل إنجاز برامج وفيديوهات تعليمية وقائية عبر الإنترنت. وبالإضافة إلى خضوع المنصات التي تقدم خدماتها داخل دول الاتحاد الأوروبي لضوابط واضحة لمنع إساءة استغلالها للترويج المتطرف. مساعى الاتحاد الأوروبي لمواجهة الخطاب المتطرف على الإنترنت
تقييم إلى جهود المفوضية الأوروبية
– تستغل الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية الإنترنت وتقوم بنشر المحتويات التي تدعم التطرف والكراهية خاصة بين فئة الشباب في أوروبا. ولطالما تسعى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في أوروبا في تعقب تلك الجماعات والتنظيمات على الإنترنت .
– عزز الاتحاد الأوروبي من جهوده الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف على الإنترنت وسن تشريعات وقوانين، وتعاون مع شركات منصات التواصل الإجتماعي لحذف المحتوى المتطرف.
– وبالرغم من جهود الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب والتطرف على الإنترنت ورغم التقنيات التكنولوجية المتطورة المستخدمة في حذف المحتوى المتطرف، تستخدم التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة تكتيكات وتقنيات جديدة للهروب من الرقابة.
– تعتبر تقنية “DEEP WEB” من أهم التقنيات التي تتيح للجماعات المتطرفة والإرهابية نشر مواد متطرفة يصعب تعقبها بسهولة وتتيح تصفح الشباب للمحتوى المتطرف بسهولة، ما يقوض جهود الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية في مكافحة الإرهاب والتطرف.
– تعكس الهجمات الإرهابية التي هزت دول أوروبية كفرنسا والنمسا إن الإرهاب أصبح محليا عبر الذئاب المنفردة وأصبح الإنترنت فى له دورا كبيرا في توجيه الذئاب المنفردة. فعلى سبيل المثال كان للمحتوى المتطرف دورا هاما في تأجيج مشاعرالكراهية تجاه المدرس الفرنسي”صامويل باتي” ما أدى لمقتله.
– إن سهولة الوصول والتصفح للمحتوى المتطرف يعكس قصورشركات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي فى حذف المحتوى المتطرف. ومالم يتم تنسيق الجهود بين الاتحاد الأوروبي وشركات الإنترنت ستشهد أوروبا عمليات إرهابية جديدة.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=72908
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
مراجعة ـ حازم سعيد
الهوامش
الاتحاد الأوروبي يخطط لوضع قوانين تقنية جديدة صارمة.
المفوضية الأوروبية ترحب بانضمام “تيك توك” لمدونة السلوك لمحاربة خطاب الكراهية.
وزراء داخلية دول الاتحاد يتعهّدون بوضع استراتيجية موحّدة لصد الأخطارالإرهابية.