بالتفصيل المقاتلون الأجانب في سوريا، مواقعهم، وجنسياتهم وعديد المعتقلين والفارين
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
إعداد : وحدة الدراسات والتقارير”2″
مازالت قضية المقاتلين الاجانب وخاصة المقاتلين من حملة الجنسية الاوروبية، تثير الكثير من الجدل والخلافات مابين اوروبا وتركيا وحتى مع الولابات المتحدة، وكثيرا ما تعرضت أوروبا الى الانتقادات والضغوطات من اجل استعادة مقاتليها، لكن رغم ذلك يبدو لا جديد في الموقف الاوروبي. مقاتلى داعش الأجانب . تقارير البنتاغون وتقارير الانتربول الدولي اكدت وجود خمسة الالاف مقاتل اوروبي في سوريا والعراق مابعد الحرب في سوريا عام 2011.
ويثير الحديث عن مصير آلاف من مقاتلي تنظيم داعش وأفراد عائلاتهم المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية قلقاً واسعاً، ويرتبط هذا التخوف باحتمال تمكن هؤلاء من الفرار، خصوصاً في ظل وجودهم في أبنية غير مضبوطة أمنياً، ووقوع حوادث اعتداء وفوضى بينهم في مخيم الهول
عديد مقاتلى داعش وعائلاتهم في سوريا
تقارير إستخبارية أوروبية موثوقة اكدت وجود مايقارب 800 مقاتل أوروبي و وجود 700 من زوجات عناصر داعش ومايقارب من 1500 طفل اوروبي، ليكون المجموع لايتجاوز 3000 شخص أووربي لدى قوات قسد.
عديد مقاتلي داعش الأوروبيين
ـ فرنسا : 450 معتقل و 100 لايعرف مصيرهم ـ المانيا : 77 معتقل و 160 لايعرف مصيرهم ـ بلجيكا : 55 ـ بريطانيا : 27 ـ هولندا 90
أطفال عناصر تنظيم داعش
كشفت ماري دومينيك باران” المسؤولة في المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة في 9 نوفمبر 2019 وجود عند قوات قسد :
هولندا: (200 ) طفل و بلجيكا : (160) و بريطانيا : (60) و فرنسا : (300) والمانيا : (80) طفلا
وأضافت “يعتقد أن ألمانيا والسويد أيضا لديهما أعداد كبيرة من المعتقلين”.
وتقول ” ماري دومينيك باران” إن ما بين ( 700) إلى ( 750) طفلا لديهم روابط أوروبية معتقلون في مخيمات في شمال شرق سوريا، . وأضافت أن نصف عدد القاصرين من جميع الجنسيات في تلك المخيمات دون سن الخامسة.
أبدت دول أوروبية عدة قلقها البالغ من تداعيات الهجوم على المعركة ضد خلايا التنظيم، وعلى مصير (2500 ) إلى (3000) أجنبي من أصل (12) ألف عنصر من التنظيم في سجون المقاتلين الأكراد بينهم (8) آلاف طفل و(4) آلاف امرأة. لكن مظلوم عبدي” قائد قوات سوريا الديمقراطية اكد وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” فى 13 أكتوبر 2019 إن قواته “تحرس ما بين (9) آلاف الى (12) ألف مسلح من تنظيم داعش”.
مواقع السجون التابعة الى ” قسد ”
تضم السجون في معظمها عناصر التنظيم الأجانب، ومن يصنفون بالخطيرين، وهناك سجونا ضمن القواعد الأميركية في المنطقة، وأبرزها في حقل العمر النفطي، حيث تحتجز القوات الأميركية عناصر خطرين من التنظيم وفيما يلى أبرز السجون وفقا لـ ” العربى ” فى 15 أكتوبر 2019.
- “سجن غويران” : ويقع في مدينة الحسكة
- “سجن هيمو” : الذي يقع شرق القامشلي، وتشرف عليه “قسد” إلى جانب القوات الأميركية
- “سجن المالكية” الذي يقع في أقصى شمال شرق محافظة الحسكة، وأيضا تشرف عليه القوات الأميركية إلى جانب “قسد”
- “سجن علايا” : الواقع بالقرب من مدينة القامشلي، وجميعها حاليا خارج نطاق المنطقة التي تستهدفها العمليات التركية.
- سجن “نفكور” و”جيركين”: الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية
وهناك سجون متفرقة في مناطق سيطرة “قسد” في مدينتي عين العرب ومنبج، وتلك لم تشملها العمليات التركية أيضا. أما بقية السجون فمعظمها يقع بالقرب من المخيمات التي تحتجز بها “قسد” عائلات عناصر التنظيم، سواء السوريون منهم أم الأجانب . وفيما يلى أبرز المخيمات .
- ” مخيم الهول ” : يتولى عناصر من قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) حراسة المخيم، الذي تنتشر فيه كاميرات مراقبة، وتحيط به خنادق محفورة بعمق مترين، عند مدخل القسم المخصّص للأجنبيات في مخيم الهول، و تتولى شابات في صفوف قوات الأمن الكردية تفتيش النساء والتدقيق في هوياتهن ومقتنياتهن.
و يعدّ مخيم الهول الأكبر بين عددٍ من المخيمات التي تأوي عائلات مقاتلي داعش. والحي الجنوبي للمخيم، كما هو معروف، هو المكان الذي يحتجز فيه الدواعش الأجانب، أي من كل الجنسيات الأخرى غير السورية أو العراقية.
- ” مخيم عين عيسى ” : يقع في شمال الرقة كان المخيم تحت سيطرة الأكراد منذ انتصارهم على تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
عدد عناصر مقاتلى داعش الفارين من السجون
استطاعت (3) فرنسيات على الأقل كن محتجزات لدى الأكراد الهروب من مخيم عين عيسى شمال شرق سوريا، وفق ما أفادت عائلاتهن. ومن المحتمل أنهن قد وقعن في يد تنظيم “داعش”، ما يثير مخاوف بشأن مصيرهن، خاصة وأن التنظيم يعتبرهن “منشقات” وفقا لـ”فرانس 24″ فى 24 أكتوبر 2019. ويقول ” سيرغي شويغو ” وزير الدفاع الروسي، ، إن نحو (500) من المشتبه بأنهم مسلحون فروا من الأسر في شمال شرق سوريا منذ بدء الهجوم التركي في المنطقة وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” فى 23 أكتوبر 2019 .
وأعلن تنظيم “داعش” وفقا لـ”DW” فى 17 أكتوبر 2019 أنه “حرر” عدداً من النساء المحتجزات لدى المقاتلين الأكراد، إثر شنّه هجوماً على أحد مقراتهم في في قرية المحمودلي غربي الرقة في شمال سوريا . وتخلل ذلك فرار نحو (800) شخص من عائلات مقاتلي التنظيم من مخيم للنازحين، فضلاً عن فرار “جهاديين” من أحد السجون بينهم بلجيكيان .و ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية وفقا لـ”يورونيوز” فى 15 أكتوبر 2019 أنه تمكنت (750) امرأة أجنبية ينتمين لتنظيم داعش، تمكّن وأطفالهنّ من الفرار من معسكر عين عيسى، بسبب القصف التركي للمنطقة.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية إن (5) معتقلين من داعش، فروا من سجن “نفكور”، الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية، بعد سقوط قذائف تركية في جواره.كما أكد مسؤولون أكراد أن مخيم الهول الذي يأوي الآلاف من عوائل داعش، شهد محاولات هروب نفذتها نساء حاولن الفرار في الطريق الرئيسي الذي يمر بوسط المخيم.
مصير مقاتلى داعش المحتجزين والفارين
حذرت باريس وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 15 أكتوبر 2019 من عواقب وخيمة ستترتب على قرارات تركيا والولايات المتحدة في سوريا واعتبرت أن إجراءاتهما ستؤدي إلى عودة تنظيم داعش في سوريا والعراق. و تطرقت وسائل إعلام أوروبية وفقا لـ”DW” فى 11 أكتوبر 2019 إلى أن الهجوم التركي قد يمنح “داعش” فرصة العودة من جديد. ولم تخفِ أوروبا قلقها من تطور الأحداث، ودورها في فتح بؤرة مقاتلي تنظيم “داعش”مرة أخرى، لاسيما أن الآلاف من المقاتلين وأقاربهم محتجزين لدى قسد .
ويعتقد بعض المحللون إن عملية “نبع السلام” لها أن تتيح للتيارات الإرهابية إعادة بناء نفسها مرة أخرى، بيد أن إعطاء فرصة لهذه التنظيمات للبروز على الساحة مرة أخرى لا يشكل هدفاً تركياً،و أن عملية عنف في نهاية المطاف ستعطي فرصة للمتطرفين من كافة الأطراف للنمو، وخاصة أنه لا توجد مؤشرات على إمكانية حسم هذه المعركة بعد”.وأشارت المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن، إن العمل العسكري التركي يهدد جهود مكافحة تنظيم داعش في سوريا وفقا لـ” العربية” فى 10 أكتوبر 2019 .
الخلاصة
إن فرار أكثر من (100) عنصر من تنظيم ، ممن يقبعون في سجون قوات سوريا الديمقراطية، ووجود عائلات مقاتلي تنظيم داعش لدى القوات الكردية في سوريا، يمثل معضلة حقيقية إلى دول أوروبا . وبالرغم التوصل إلى اتفاق روسي تركي في 22 أكتوبر 2019 والذي ينصّ على وقف الهجوم التركي، فإنه لا تزال هناك خشية حول مصير الآلاف من مقاتلي التنظيم وأفراد عائلاتهم في هذه المنطقة. خاصة بعدما تراجعت العديد من الدول الأوروبية فى قرارتها لاستقبال عناصر “داعش” لأن عودتهن ستهدد مباشرة الأمن القومي الأوروبى .
وبات محتملا، أن يؤدى فرار عناصر داعش من السجون والمخيمات إلى عودة “خطر الإرهاب” ما يشجع التحاق عناصر داعش وعائلاتهم في تنظيمات اخرى . تقارير من داخل الشمال السوري، كشفت قوائم اسماء من عناصر داعش التحقت في الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا.
وليس مستبعدا، ان يهاجم تنظيم داعش بعض سجون ومخيمات معتقلات قسد من اجل إستعادة مقاتليه وعائلاتهم، وهذا ممكن ان يعطي زخما جديدا الى التنظيم.
التوصيات
بات ضروريا إستعادة المقاتلين الاجانب من قبل دولهم، ومنها دول أوروبا،افضل من تركهم في سوريا ، وان تتحمل الدول مسؤوليتها القانونية والاخلاقية في إستعادة مقاتليها، وان لا تتحجج في عدم وجود خدمات قنصلية في سوريا.
وينبغي على الدول الاوروبية ودولا اخرى ان لاتنظر الى سياسات مكافحة الإرهاب بجزئية المقاتلين الاجانب، بقدر ان تكون هناك جهود وطنية واقليمية ودولية من اجل دعم سياسات مكافحة الإرهاب، ايضا في دول المنطقة، والتي لا بد ان تبدا في التنمية الاقتصادية واعادة الاعمار في الدول والمناطق التي دمرها تنظيم داعش. تبقى مسؤولية دول أوروبا وغيرها من الدول، في تنفيذ تطبيقات محاربة التطرف.
رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=55858
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات