الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مؤشر الإرهاب في فرنسا وبلجيكا عام 2024

ديسمبر 23, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (27)

شهد عام 2024 تطورات ملحوظة في مشهد الإرهاب بفرنسا وبلجيكا، إذ تفاقمت التهديدات من جماعات متطرفة متعددة المصادر، شملت التطرف الإسلاموي، السلفية “الجهادية”، والإسلام السياسي، إلى جانب صعود موجة جديدة من التطرف اليميني. هذه التحديات جاءت متزامنة مع سياقات دولية معقدة، أبرزها حرب غزة وحرب لبنان، التي ألقت بظلالها على الأمن القومي والدولي، وأثارت ردود فعل عاطفية واسعة النطاق، خاصة بين المجتمعات المسلمة. بينما تسعى السلطات في فرنسا وبلجيكا لتشديد قوانين مكافحة الإرهاب وتعزيز التدابير الأمنية، تظهر تحديات متزايدة أمام احتواء العمليات الإرهابية، لا سيما تلك المرتبطة بـ”الذئاب المنفردة”، التي يصعب التكهن بتحركاتها.

مؤشر التطرف الإسلاموي والسلفية “الجهادية” والإسلام السياسي

تشير الإحصائيات إلى أن فرنسا وبلجيكا تواجهان تحديات متزايدة من التطرف الإسلاموي. في فرنسا، قُدّر عدد الأفراد الذين يشكلون تهديدًا إرهابيًا بـ (5,000) شخص تحت المراقبة الفعلية في عام 2024، مع استمرار تصاعد الأنشطة الجهادية. بلجيكا، بدورها، تواجه ظاهرة مشابهة حيث تم تصنيف أكثر من 100 فرد كمتطرفين ذوي مخاطر عالية من قبل السلطات الأمنية.

قائمة العمليات الإرهابية خلال عام 2024

25 أغسطس 2024:  تم استهداف معبد يهودي حيث أقدم مشتبه به يحمل العلم الفلسطيني على إشعال حرائق متعددة أدت إلى وقوع انفجار.

26 يوليو إلى 11 أغسطس: أُحبطت ثلاث مؤامرات إرهابية استهدفت الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس والمدن التي استضافت الأحداث الصيفية لعام 2024.

31 مايو 2024: ألقت السلطات القبض على شاب شيشاني يبلغ من العمر 18 عامًا، للاشتباه في تخطيطه لهجوم على مباريات كرة القدم الأولمبية في مدينة سانت إتيان.

24 مارس 2024: تجمع مسلحي بي كا كا في مدينة لوفين ببلجيكا، ونفذوا هجمات استهدفت مواطنين أتراك يعيشون في مدينتي هيوسدن – زولدر وهوثالين.

31 أبريل 2024: قُتل شخص وأصيب آخر في حادث طعن وقع بمدينة بوردو، جنوب غرب فرنسا. مكافحة الإرهاب والأمن الدولي ـ تعريفات ومفاهيم أساسية

مؤشر اليمين المتطرف وتصاعد خطورته

تشهد فرنسا وبلجيكا تزايدًا ملحوظًا في قوة اليمين المتطرف. في فرنسا، حصل حزب “التجمع الوطني” بقيادة مارين لوبان على أكثر من 34% من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات التشريعية لعام 2024، مما يجعله القوة السياسية الأكبر في البلاد. أما في بلجيكا، فقد عزز حزب “فلامز بيلانغ” اليميني المتطرف موقعه بزيادة دعمه في استطلاعات الرأي الأخيرة. يعزى هذا الصعود إلى خطاب الشعبوية ومخاوف الأمن والهجرة، ما يثير قلقًا متزايدًا بشأن تهديداتهم للوحدة الوطنية ولحقوق الأقليات. هذا الدعم ترجم إلى أكثر من 1200 حادثة عنصرية مسجلة في عام 2023 فقط، شملت هجمات على مساجد ومراكز ثقافية للمهاجرين. في بلجيكا، فقد سجلت السلطات أكثر من 300 حادثة كراهية مرتبطة باليمين المتطرف في عام 2023، بما في ذلك تخريب منشآت ومهاجمة مسيرات مؤيدة للمهاجرين.

قائمة بالعمليات في 2024

22  يونيو 2024: شهدت فرنسا هجومًا على مسجد في مدينة ليون حيث تم تخريب أبوابه وكتابة شعارات عنصرية معادية للإسلام على الجدران.

15 مارس 2024: هاجمت مجموعة يمينية متشددة كانت ترتدي أغطية للرأس مجموعة من المعلمين النقابيين في مطعم بمدينة لوريان.

19 فبراير 2024: اعتقال سينيشا ميلينوف، وهو عضو في المجموعة “ليه رامبارتس” اليمينية في ليون، بتهمة هجوم بالسكين.مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تعزيز الإجراءات الأمنية في أسواق عيد الميلاد

التهديدات السيبرانية

عام 2024 شهد تصاعدًا كبيرًا في التهديدات السيبرانية لكل من فرنسا وبلجيكا، حيث ارتفعت الهجمات الإلكترونية التي استهدفت البنية التحتية الحيوية والمؤسسات المالية والحكومية. في فرنسا، تم تسجيل عدد من الهجمات البارزة باستخدام برمجيات الفدية (Ransomware) التي عطلت خدمات أساسية وشبكات محلية لعدة أيام.

20  مايو 2024: نفذت هجمات برمجيات الفدية (Ransomware): استهدفت عدة مؤسسات، أبرزها هجوم في مايو 2024 على مزود خدمات صحية، أدى إلى تعطيل مركز طبي رئيسي لعدة أيام​.
10 أغسطس 2024: سجلت هجمات تستهدف البنية التحتية الحكومية سجلت زيادة بنسبة 25% مقارنة بعام 2023 في الهجمات على شبكات حكومية، مع تركيز على قطاعات النقل والطاقة.

9 أكتوبر 2024: شهدت بلجيكا هجمات حجب الخدمة (DDoS) استهدف مواقع حكومية وشبكات مصرفية، مما أدى إلى توقف الخدمات العامة لبضع ساعات​.

تداعيات حرب غزة وأوكرانيا

ارتفعت الحوادث الإرهابية في فرنسا بنسبة 30% مقارنة بعام 2023. خلال 2024 تم تسجيل 120 حادثًا تشمل هجمات على مراكز دينية ومؤسسات يهودية، بالإضافة إلى أعمال عنف في مناطق ذات كثافة سكانية مسلمة، وُجهت في معظمها ردًا على أحداث غزة.

سبتمبر 2024: سجلت السلطات الأمنية في بلجيكيا زيادة بنسبة 40% في الأنشطة المتطرفة بعد حرب غزة، مما دفعها إلى تعزيز الإجراءات الأمنية.

7أكتوبرإلى 7 يناير: ووفقًا للإحصائيات الأمنية البلجيكية، تم اعتقال 60 شخصًا بتهم الإرهاب في الأشهر الثلاثة الأولى من النزاع.

أظهرت بيانات جهاز مكافحة الإرهاب الفرنسي أن 35% من الهجمات السيبرانية التي استهدفت المؤسسات الحكومية كانت من جماعات تدعم روسيا أو تستخدم الصراع في أوكرانيا لتعزيز أجندتها المتطرفة.

وداخل بلجيكا تم رصد ارتفاع بنسبة 25% في نشاط الجماعات اليمينية المتطرفة، خصوصًا بعد أن أصبحت أوكرانيا محط أنظار العديد من الحركات المعادية للمهاجرين والتي تستخدم الصراع كذريعة للترويج لأيديولوجيات العنف.

نوفمبر 2024: أظهر تقرير أمني بلجيكي  زيادة بنسبة 20% في الأنشطة العنصرية المرتبطة بالصراع الأوكراني، مما عزز المخاوف الأمنية في البلدين.

تشريعات وقوانين مكافحة الإرهاب والتطرف في فرنسا وبلجيكا

قامت فرنسا وبلجيكا، في عام 2024، بتحديث تشريعاتها الأمنية لمواجهة تهديدات الإرهاب والتطرف، مع التركيز على التصدي للجماعات المتطرفة، تحسين الرقابة، وتعزيز قدرة السلطات على منع وقوع الهجمات.

5أبريل 2024: ناقش البرلمان الفرنسي تعزيزات قانون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.  فرضت السلطات على شركات التكنولوجيا إزالة المحتوى الإرهابي خلال ساعة واحدة من نشره.

18 مايو 2024: أجرت باريس تعديلات على قانون مكافحة الإرهاب، حيث شدد القانون الرقابة على تلقي التمويل من جهات خارجية قد تكون متورطة في دعم الأجندات المتطرفة.

27 نوفمبر2024:  أقرت بلجيكا قانون لإعادة فرض الرقابة الحدودية لمكافحة الإرهاب والحدّ من تهريب الأفراد المتطرفين عبر الحدود مع فرنسا. مكافحة الإرهاب ـ هكذا يعمل تنظيم داعش في ألمانيا

السياسات والتدابير في مكافحة التطرف والإرهاب

عام 2024، اعتمدت كل من فرنسا وبلجيكا مجموعة من التدابير والسياسات متعددة الأبعاد لمكافحة التطرف والإرهاب، استجابة لتصاعد التهديدات الأمنية. تضمنت هذه التدابير تعزيز ميزانيات الأمن الوطني، حيث رفعت فرنسا ميزانية الأمن الداخلي بنسبة 15% مقارنة بالعام 2023، لتصل إلى 4.5 مليار يورو في فبراير 2024، بينما زادت بلجيكا استثماراتها في الأمن السيبراني بنسبة 20% لتبلغ 1.2 مليار يورو في مارس 2024. كما أطلقت فرنسا في يوليو 2024 برنامجًا لإعادة تأهيل المتطرفين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، مستهدفة 500 فرد في مراحله الأولى. أما بلجيكا، فطبقت إجراءات صارمة لمراقبة الأنشطة المتطرفة عبر الإنترنت في أبريل 2024، ورفعت عدد المحققين المتخصصين في الجرائم الإلكترونية بنسبة 25%.

خريطة توزيع الإرهاب دوليًا ومستقبل الإرهاب

شهد عام 2024 استمرار انتشار الإرهاب عالميًا، مع بؤر رئيسية في الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء، حيث تسيطر جماعات مثل “داعش” و”القاعدة” وحركة الشباب الصومالية على مناطق استراتيجية. في جنوب آسيا، لا تزال طالبان وتنظيمات أخرى تمثل تهديدًا إقليميًا، بينما يشهد الساحل الأفريقي تصعيدًا غير مسبوق لهجمات الجماعات المتطرفة التي تستغل ضعف الحكومات. أوروبا وأمريكا الشمالية تواجه تحديات متزايدة من “الذئاب المنفردة” والهجمات السيبرانية، بينما في أوكرانيا ومنطقة القوقاز، أصبحت النزاعات العسكرية منصة لعودة التطرف العابر للحدود.

واقع الأمن الدولي (التوترات الجيوسياسية والنزاعات)

الأمن الدولي في عام 2024 يواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة تعدد النزاعات الجيوسياسية. حرب أوكرانيا تظل محورًا رئيسيًا للتوتر بين روسيا والغرب، بينما يشهد بحر الصين الجنوبي تصاعدًا في التحركات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها. الشرق الأوسط يظل بؤرة للصراعات المعقدة، خاصة مع تصاعد التوترات إثر حرب غزة ولبنان. في أفريقيا، يزداد الوضع تعقيدًا مع تصاعد الإرهاب وضعف الحكومات في الساحل. أما التوترات بين الكوريتين، إلى جانب الأزمات الاقتصادية العالمية، فتزيد من هشاشة الأمن الدولي وتخلق بيئة خصبة لنشوء نزاعات جديدة، ما يعزز الحاجة إلى جهود دولية منسقة لتجنب انهيار النظام الأمني العالمي.

تقييم وقراءة مستقبلية

عام 2024، استمرت الجماعات الإرهابية في إعادة هيكلة عملياتها، مع ظهور تنظيمات جديدة وتزايد نشاط “الذئاب المنفردة” المدفوعة بأيديولوجيات متطرفة. بينما تواجه جماعات مثل “داعش” و”القاعدة” تراجعًا في السيطرة على المناطق الجغرافية، تحولت إلى الاعتماد على الإنترنت لنشر دعايتها واستقطاب مجندين جدد.

التصعيد المستمر في الصراعات مثل حرب غزة ولبنان أدى إلى تعزيز مشاعر الغضب والتعاطف مع الضحايا، ما وفر بيئة خصبة لنمو التطرف، خاصة بين الشباب في المجتمعات المهمشة. هذا السياق يشير إلى استمرار الإرهاب كتهديد رئيسي في المستقبل، مع احتمال تصاعد العمليات الفردية التي يصعب التنبؤ بها ومنعه.

أوروبا تواجه تهديدات متعددة المصادر؛ تشمل الإرهاب الإسلاموي، اليمين المتطرف، والهجمات السيبرانية المدعومة من دول. زاد التوتر الجيوسياسي في مناطق مثل بحر البلطيق وأوكرانيا من المخاطر الأمنية، حيث تُستخدم الحرب الإلكترونية كأداة فعالة لزعزعة استقرار البنية التحتية الحيوية. التوقعات تشير إلى أن الدول الأوروبية ستستمر في تعزيز التدابير الأمنية لمواجهة هذه التهديدات، مع التركيز على التعاون الاستخباراتي والتكنولوجي، ولكن سيظل التحدي الأكبر متمثلًا في تحقيق التوازن بين حماية الأمن القومي واحترام الحريات المدنية.

تزايد استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة ساهم في تحسين كفاءة الأجهزة الأمنية في رصد التهديدات ومنعها. ومع ذلك، يشكل الاستخدام المتزايد للإنترنت المظلم والعملات الرقمية تحديات جديدة أمام الحكومات، حيث توفر هذه التقنيات للجماعات الإرهابية وسائل لتمويل عملياتها والتواصل بسرية. في المستقبل، ستحتاج الدول إلى تطوير استراتيجيات أكثر تقدمًا لتوظيف التكنولوجيا في مكافحة الإرهاب، مع تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العابرة للحدود.

من المتوقع أن يظل الإرهاب والتطرف تحديًا كبيرًا في عام 2025، مع استمرار تأثير النزاعات الدولية وتزايد التوترات العرقية والدينية داخل أوروبا. تظل “الذئاب المنفردة” وتنظيم “خراسان” أبرز التهديدات، بينما يتصاعد دور التقنيات السيبرانية في تسهيل الهجمات.

مستقبليًا، يُتوقع تصاعد الإرهاب في مناطق النزاع مثل أفريقيا وآسيا الوسطى، مع ظهور أشكال جديدة من الإرهاب مثل الهجمات السيبرانية والتهديدات البيولوجية. كما يُرجّح أن تسعى التنظيمات المتطرفة لتوظيف الأزمات الإنسانية، مثل تداعيات الحروب والنزوح الجماعي، لتجنيد أفراد جدد واستهداف الحكومات.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=98897

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

هوامش

The Terrorism Threat to the 2024 Paris Olympics: Learning from the Past to Understand the Present

https://bit.ly/4dN5RST

Security Alert: France Elevates Its Security Alert System (25 MAR 2024)

https://bit.ly/4hVYyuG

France raises terror alert level after Moscow attack claimed by IS group

https://bit.ly/4eMdpVG

France faces a growing, multi-faceted terrorist threat

https://bit.ly/3V8vO8p

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...