مؤتمر ميونيخ … تزايد حدة الخلافات بين ضفتى الأطلسي وتفكك النظام العالمي
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “4”
تباينت وجهات النظر بين الولايات المتحدة ودول أوروبيةاخلال مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا . ويناقش المؤتمر عددا من القضايا أبرزها إيران والانسحاب الأمريكي من سوريا وأيضا قضايا تجارية. أعربت واشنطن وقوى أوروبية عن مواقف متباينة بشكل كبير بشأن قضايا تبدأ بالأمن في الشرق الأوسط وصولا إلى التجارة. أعرب قادة أوروبيون عن استيائهم من سلسلة قرارات أصدرها “ترامب” واعتبرت معادية لحلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي.
عودة المقاتليين الأجانب
أكّدت “فيولا إمهيرد” وزيرة الدفاع السويسرية وفقا لـ “swissinfo ” فى 18 فبراير 2019 أنه يتوجّب على سويسرا أن تكون مستعدة لمواجهة المخاطر الإرهابية والمخاطر السيبرانية. كما أعربت المسؤولة السويسرية عن بالغ انشغالها من حالة البرود والتوتّر التي تميّز العلاقة بين ضفتي المحيط الاطلسي حاليا.و أضافت وزيرة الدفاع: “سويسرا لابد أن تكون جاهزة لمواجهة مخاطر التهديدات العالمية”.وردا على تصريحات ترامب أجتمع جتمع يوم 18 فبراير 2019 وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسل لبحث الوضع في سوريا. ويتضمن جدول أعمال وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل عددا من القضايا بينها “الوضع في سوريا وخصوصا في ضوء التطورات الأخيرة على الأرض”.
ويقول وزير الدولة الفرنسي للداخلية لوران نونيز إن هؤلاء الجهاديين “محتجزون لدى الاكراد، ونحن على ثقة تامة في قدرتهم على الابقاء عليهم” رهن الاحتجاز. واضاف “في كل الاحوال اذا عاد هؤلاء الى التراب الوطني، فجميعهم لديهم اجراءات قضائية جارية وسيتم اعمال القانون وحبسهم”.وفي بلجيكا طالب وزير العدل كين غينس ب “حل اوروبي” داعيا الى “التفكير بهدوء والنظر فيما ينطوي على مخاطر امنية اقل”. وقال “لدينا حاليا في شمال سوريا خصوصا امهات واطفال، لكن ايضا بعض المقاتلين المعروفين“.أما في المانيا فقد قالت مصادر في الخارجية إن برلين تدرس “الخيارات لتمكين مواطنين المان من مغادرة سوريا وخصوصا الحالات الانسانية“.
كشف مؤتمر ميونيخ للأمن وفقا لـ”DW” فى 17 فبراير 2018 خلافات أمريكية أوروبية حول ملف مقاتلي داعش المعتقلين في سوريا والعراق والصعوبات التي تواجه الدول في استعادة مواطنيها “الجهاديين”. حيث دعا الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” الدول الأوروبية إلى إعادة ومحاكمة مواطنيها الجهاديين المعتقلين في سوريا، مهددا بإلافراج عنهم. ,وردت وزارة الداخلية الألمانية إنه لا يمكن لألمانيا استعادة مقاتلي تنظيم “داعش”، الذين اعتقلوا في سوريا إلا إذا سُمح لهم بزيارات قنصلية لتقلل بذلك من احتمال أن تلبي برلين مطالب قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفائه الأوروبيين.
الخلافات بين ضفتي الأطلسي
تناول ” ألكسندر راهر” الباحث السياسي الألماني وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 18 فبراير 2019 الخطوط الأساسية المطروحة في مؤتمر ميونيخ وصعوبة موقف ميركل. وأكد أن مستقبل العلاقات عبر الأطلسي، أهم ما في مؤتمر ميونيخ، فأوروبا تسعى للاستقلال، خوفا من ترامب.لكنها ليست في موقع يسمح لها بذلك. فالاتحاد الأوروبي يبدو ضعيفا، لتبعيته للولايات المتحدة، اقتصاديا وأمنيا، بحيث لا يمكنه ببساطة سلوك طريق مستقل.
و اضاف لذلك، فإن جميع القادة الأوروبيين الذين تحدثوا في ميونيخ، بما في ذلك المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لم يذكروا سوى القليل عن إنشاء جيشهم الأوروبي، وضرورة أن تصبح أوروبا قطبا مستقلا في العالم. فهم يدعون إلى عودة العلاقات عبر الأطلسي إلى ما كانت عليه بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كانت أمريكا تديرها، لكن الأوروبيين لم يكونوا تابعين، بل كانوا يقررون مع الأمريكان شيئا ما.
ويقول” توماس جريمنجر” الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا المختصة بمراقبة الأوضاع الأمنية وحقوق الإنسان وفقا لـ”رويترز” فى 18 فبراير 2019 ”منطق الواحدة بواحدة سائد بكل أسف … وأعتقد أن ذلك يعود بنا إلى مسألة القيادة المستنيرة“.وأضاف ”نحن نحتاج من جديد لقادة لا يؤمنون بسياسات الأمد القصير وحدها“.وأفادت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” أن التكتل عازم على المحافظة على “التطبيق الكامل” للاتفاق النووى مع إيران مشددة على ضرورة ذلك من أجل أمن أوروبا. وانتقدت “واشنطن” كذلك قرار فرنسا وألمانيا وبريطانيا السماح للشركات الأوروبية بمواصلة عملياتها التجارية إيران رغم العقوبات الأميركية.
معاهدة القوى النووية متوسطة المدى
عارض الدبلوماسيون والمسؤولون الأوروبيون إصرار بنس على أن تنأى حكومات الاتحاد الأوروبي بنفسها عن شركات الاتصالات الصينية وفقا لـ”يورنيوز” فى 18 فبراير 2019. وقالوا إنهم يفضلون أولا إجراء نقاش داخلي عن المخاطر المحتملة والمزاعم الأمريكية بوجود تجسس صيني.وأكد دبلوماسي فرنسي كبير “الضغط الأمريكي يميل لدفعنا للتصرف على نحو عكسي. الضغط الأمريكي يؤتي بنتائج عكسية. ومن الأفضل ألا يحاولوا الضغط علينا”.وأيا كانت التهديدات فقد بدا أن آراء المسؤولين متباينة.
ويقول” كومي نايدو” رئيس منظمة العفو الدولية إنه كثيرا ما يعرّف الأمن من خلال منظور ضيق بما يفشل في معالجة المخاطر الأوسع لتغير المناخ.وأن “الخطاب هنا في مؤتمر ميونيخ للأمن مبتور. فهم يتحدثون عن الموضوعات الصحيحة لكنهم يستخدمون لغة خاطئة. والعقلية هنا هي أن الأمن مسألة وطنية”.
دعت “ميركل” وفقا لـ”رويترز” فى 16 فبراير 2019 إلى معاهدة عالمية خوفا من سباق تسلح نووي بين الصين وروسيا والولايات المتحدة. وذلك بعد انهيار معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، التي أعلنت الولايات المتحدة الانسحاب منها خلال عام 2019. ويرى الدبلوماسيون الأوروبيون في حلف شمال الأطلسي اقتراح “ميركل” إشراك الصين وسيلة محتملة للخروج من المأزق، لأن معاهدة جديدة يمكن أن تعالج المخاوف الأمريكية من تهديد عسكري متزايد من الصين وروسيا.
ونوه كبير الدبلوماسيين الصينيين “يانغ جيه تشي” أكد على إن الصواريخ الصينية دفاعية..ولم يرد نائب الرئيس الاميركي “مايك بنس”ولا وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في خطابيهما على نداء مضيفتهما وفقا لـ” swissinfo ” فى 16 فبراير 2019 . واثر لقاء مع “لافروف” قال الامين العام للحلف الاطلسي “ينس ستولتنبرغ” ان موسكو لم تعط “اي اشارة جديدة” للرغبة في انقاذ المعاهدة والتخلي عن صواريخها . وتلقت واشنطن دعم اعضاء الحلف الاطلسي وبينهم المانيا، بشان الملف وجمعت اطراف اخرى غير واشنطن “ادلة” تثبت الانتهاكات الروسية.
البيان الختامى
أكد البيان الختامي للمؤتمر وفقا الىى وكالات انباء دولية، يوم 18 فبراير 2019 أنه بالنظر إلى الوضع الحالي للشؤون الدولية، من الصعب الإفلات من الشعور بأن العالم يشهد سلسلة من الأزمات الصغرى والكبرى. وأضاف منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يكن المشهد الأمني العالمي أكثر خطورة من أي وقت مضى. وبين أن العالم يمر بتحول تاريخي، حيث يقترب عصر واحد من نهايته، وفي الوقت الحالي لا يمكن رؤية سوى مخططات تقريبية لعصر جيوسياسي جديد.
وعلى الرغم من أن بعض الدول ملتزمة بالحفاظ على النظام الدولي الليبرالي، إلا أن من المشكوك فيه ما إذا كان هؤلاء – الذين غالبًا ما يصرفون عنهم بسبب تحديات السياسة الخارجية والداخلية الأخرى – قادرين على تولي هذا الدور».ونقل البيان عن مدير الاستخبارات الفرنسية برنار ايمييه قوله تتعرض القارة الأوروبية لتدخلات واعتداءات خارجية في شكل متزايد» يمكن «أن تتخذ اشكالا متعددة (قرصنة معلوماتية، ومحاولات زعزعة عمليات انتخابية…) الهدف منها المساس بسيادتنا.
الخلاصة
كشف مؤتمر ميونيخ للأمن عن عمق الخلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي. وأبدى الاتخاد الأوروبى وواشنطن ردود أفعال متباينة بشكل واضح بشأن قضايا عدة أهمها الأمن لاسيما الخلافات حول معتقلى داعش في سوريا بعد تصريحات الرئيس الأمريكى “دونالد ترامب”بالإفراج عنهم .ويمثل التنافس المتصاعد بين القوى الثلاثة أمريكا والصين وروسيا عامل قلق كبير اذ ان التوترات تتأجج أيضاً بين واشنطن وبكين فيما يرتبط بقضايا الاقتصاد والتجارة والنفوذ في آسيا والمحيط الهاديء ، فيما تعتبر واشنطن الصين وروسيا فى تحالفهما خصما للغرب.
رابط مختصر…https://www.europarabct.com/?p=50184
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
DW… … معتقلو داعش في سوريا..ملف شائك يثير خلافات أمريكية وأوروبية
DW… ألمانيا ترد بفتور على نداء ترامب استعادة مقاتلي “داعش” من سوريا
روسيا اليوم … مدير المخابرات البريطانية: “القاعدة” عاودت الظهور بعد تراجع “داعش”
سكاى نيوزر عربية…تزايد المخاوف من تدخلات محتملة في الانتخابات الأوروبية
DW … مؤتمر الأمن في ميونيخ يكشف عمق الخلافات بين ضفتي الأطلسي
روسيا اليوم
رويترز … الصين ترفض دعوة ألمانيا للانضمام لمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى
https://ara.reuters.com/article/worldNews/idARAKCN1Q50PQ
swissinfo…واشنطن وموسكو تتجاهلان دعوة ميركل الى نزع الاسلحة بعد تعليق المعاهدة النووية
يورونيوز … خلاف بين بنس وميركل حول إيران
يورونيوز… خطابٌ أمريكيٌ “مبتور” في مؤتمر ميونخ وسياساتُ ترامب توحِّدُ الحلفاءَ ضده
https://arabic.euronews.com/2019/02/18/truncated-us-speech-at-the-munich-conference-and-trump-unifying-allied-against-his-policie
رويترز… سياسات ترامب توحد الحلفاء ضده في منتدى للأمن الأوروبي
https://ara.reuters.com/article/worldNews/idARAKCN1Q70N8
swissinfo …وزيرة الدفاع: “سويسرا لابد أن تكون جاهزة لمواجهة مخاطر التهديدات العالمية”
روسيا اليوم… من سيجمع حطام العالم