الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ لبنان أمام خيارين: سيناريو غزة أو الاتفاقات الإبراهيمية

نوفمبر 04, 2024

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

بون ـ بقلم: الدكتور محمد حلاوي، أستاذ جامعي – كلية العلوم الاقتصادية في الجامعة اللبنانية

للمرة الثانية يصاب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، ومعه كل اللبنانين بخيبة أمل بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار والذهاب إلى هدنة مع إسرائيل. وكانت المرّة الأولى عندما أعلن من مقرّ الأمم المتحدة في 25 أيلول/سبتمبر 2024 بأن الدخان الأبيض قاب قوسين، وأن جميع الأطراف وافقت مبدئياً على المبادرة الفرنسية – الأمريكية لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً والذهاب إلى مفاوضات أساسها القرار الأممي رقم 1701. كان ذلك طُعماً لتهدئة قيادات حزب الله وإشغالهم عمّا كان يخطط له الكيان الصهيوني للقيام باغتيال أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، بعد يومين فقط وتحديداً في السابع والعشرين من الشهر نفسه.

وها هو الرئيس ميقاتي قد أطلّ للمرّة الثانية على اللبنانيين يوم الإثنين الماضي، في 28 تشرين الأول/أكتوبر، بمقابلة تلفزيونية معلناً التفاؤل الحذر بالوصول إلى هدنة الستين يوماً ووقف لإطلاق النار قبل الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر (موعد الانتخابات الأمريكية) بعد تسلّمه وعوداً من الإدارة الأمريكية.

وعلى أثر ذلك، حضر المبعوثان الأمريكيان، ماكغورك كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، وآموس هوكشتاين يوم الثلاثاء الماضي لقيادة مفاوضات في تلّ أبيب بعد أن تمّ تسريب مسودة اتفاق لهدنة 60 يوماً يجري خلالها العمل الجدي لتطبيق الاتفاق الأممي 1701. وقد انتزعا من الجانب اللبناني الرسمي ومن قيادة حزب الله الموافقة على فصل المسار اللبناني عن إسناد حرب غزة. إلّا أن ما جرى في تل أبيب كان بغير ما تشتهيه سفن الحكومة اللبنانية، ولم يكن سوى الحصول على تنازلات لصالح الكيان الصهيوني من جهة، وجرعة دعم للمرشحة كاميلا هارس من جهة أخرى. حيث نعى رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه برّي، المبادرة بعد غياب الموفدين الأمريكيين عن السمع، وبالتالي ذهب تفاؤل اللبنانيين ورئيس حكومتهم أدراج الرياح.

النهج الأمريكي

تدلّ مجريات الأحداث على أن لا نيّة أمريكية في إيجاد اتفاق خلال المرحلة الراهنة، ذلك لأن إسرائيل لا تريد ذلك. وعليه، على الجانب اللبناني الاتعاظ ممّا جرى في غزة على مدار أكثر من عام والذي يلخّص النهج الأمريكي أيضاً بما يلي:

  • ما مارسته الإدارة الأمريكية بشكل غير مباشر في مفاوضات غزة، ممثلة بالحضور القطري والمصري، على انتزاع تنازلات من حركة حماس على مدار عدة جلسات تفاوض.
  • ⁠تذهب الإدارة الأمريكية مع الأطراف التي تريد إسرائيل التعامل معها، وليس التفاوض معها، لانتزاع تنازلات يمكن أن تقبل بها إسرائيل. ومن ثم تضيف إليها إسرائيل شروطاً جديدة بحيث تصبح التنازلات السابقة أرضية للمفاوضات اللاحقة. وهذا ما كسبه الجانب الأمريكي من الحكومة اللبنانية وحزب الله بفصل مسار حرب جنوب لبنان عن حرب غزة.
  • ⁠الهدف الأمريكي واضح ومتناسق مع الهدف الإسرائيلي، وهو القضاء على حزب الله عسكرياً وسياسياً (وهو الأهم)، إستناداً الى ما ذكرته السفيرة الأمريكية، ليزا جونسون، لجهات لبنانية معينهّ للاستعداد لمرحلة ما بعد حزب الله من جهة، إضافة إلى تهنئة الإدارة الأمريكية إسرائيل والعالم باغتيال أمين عام حزب الله، السيد حين نصرالله، من جهة أخرى، ناهيك بالتخلص من وجود إيران وهيمنتها في لبنان.

النهج الإسرائيلي

إن ما تريده إسرائيل فعلاً من حربها على لبنان هو “تغيير النظام في لبنان” وإخراجه من دائرة النزاع العربي الإسرائيلي، وصولاً لإدخاله في “الاتفاقات الإبراهيمية”. وهذا كلام للاستراتيجيين الإسرائيليين وليس السياسيين فقط. للوصول إلى هذا الهدف، تتّبع إسرائيل الخطوات التالية:

  • الإصرار على القضاء على حزب الله، حيث تعتقد أن ما تمّ إنجازه منذ 17 أيلول/سبتمبر الماضي ولغاية اليوم، كفيل بعدم إجراء تسوية مع حزب الله. وأنها سوف تستمرّ في هذا النهج حيث، من وجهة نظرها، لا يعقل إعطاء فرصة لما تبقّى من حزب الله من قدرات من أجل إعادة ترتيب الصفوف. ولكن لا يعني ذلك أن إسرائيل يمكن أن تنجح في ذلك.
  • إن القضاء على حزب الله هو حاجة إسرائيلية/ أمريكية/ عالمية، وحاجة داخلية لبنانية لدى بعض الأطراف السياسية في لبنان.
  • قالها نتنياهو علناً: إمّا أن يتخلص اللبنانيون من حزب الله وأن ينتفضوا عليه من خلال “حرب أهلية” إما أن يتحوّل لبنان إلى نموذج غزة ثانٍ. وتوافق الإدارة الأمريكية على هذا الطرح من خلال سردية السفارة الأمريكية في لبنان بأن سلاح المقاومة لم يستطع ان يحمي لبنان. وعلى اللبنانيين التحرك للتخلص من حزب الله وشرعية وجوده السياسية.
  • الضغط على الداخل اللبناني من خلال توسعة الرقعة التدميرية والتي تمس بيئة حزب الله خاصة واللبنانيين عامة، للضغط على حزب الله وتأليب الرأي العام الداخلي ضدّه. إضافة إلى عمليات اغتيال متفرقة ومتعمدة في أماكن مختارة بدقّة تساعد على تحقيق الهدف الإسرائيلي بالضغط على حزب الله.
  • الاعتقاد الإسرائيلي بأن ما يجري في الميدان لن يبدّل في المعادلات وإنما قد يؤخّر التوغّل البري أو حتى إعادة النظر فيه.
  • أخيراً، يبقى التهديد بخيار “نموذج غزة” هو الأكثر ترجيحاً، وهو ما صرّح به رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه برّي، معرباً عن خوفه من أن يكون هذا التهديد بات قريباً جداً.

الجميع يقرأ التاريخ والجغرافيا بصورة خاطئة

لم يتّعظ الجانب الرسمي اللبناني مما جرى في المفاوضات مع حركة حماس، من خداع صهيوني من جهة، ودور أمريكي من جهة أخرى. حيث يتناسى الجانب اللبناني حقيقة الأطماع الصهيونية في الأراضي اللبنانية والتي بدأت مع نشأة هذا الكيان. فنراه يضع تطبيق القرار الأممي 1701 أساساً لإنهاء الحرب الحالية، فيما لم تطبّق إسرائيل ولم تعترف بأي قرار أممي منذ تأسيسها لغاية اليوم. هذا ويُعرب المبعوثون الدوليون للجانب اللبناني عن خوفهم على مصلحة لبنان فيما هدفهم الأسمى هو حماية الكيان الصهيوني أولاً وآخراً.

أما الجانب الأمريكي، ومن خلال التلويح بقوات دولية ضامنة للتطبيق الفعلي للقرارات الأممية، فهو يتناسى ما جرى لقوات المارينز خاصة والقوات الدولية عامة في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، من تفجيرات لمقراتهم وقتل أعداد كبيرة من جنودهم.

إنتقالاً إلى الجانب الإسرائيلي الذي فشل في تغيير النظام في لبنان بعد اجتياح العام 1982 وإخراج منظمة التحرير، وانتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية الذي اغتيل بعد أيام من انتخابه.

هذا إضافة إلى سقوط اتفاقية 17 أيار (مشروع اتفاق سلام تمّ التوصل إليه في عهد الرئيس أمين الجميل في 17 أيار/مايو 1983 بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل، إلا أنه ألغي قبل المصادقة عليه بعد أقل من عام أمام الرفض الشعبي. وجاء الاتفاق في ظروف الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للبلاد وحصار بيروت في العام 1982). في تلك الفترة لم يكن حزب الله موجوداً وإنما كانت هناك قوى سياسية أخرى شكّلت مقاومة وطنية لبنانية سياسية وشعبية ضدّ الاحتلال الصهيوني. ما يعني أن القضاء على حزب الله لا يلغي فكرة عدم قبول التعامل مع إسرائيل ومقاومة احتلالها.

كذلك فإن الأرضية حالياً غير مهيأة لحرب أهلية في لبنان نتيجة الخلافات في وجهات النظر الداخلية. وما فشل لقاءات معراب واحد واثنان في تكوين جبهة معارضة سوى خير دليل على ذلك. إضافة إلى وعي لدى غالبية اللبنانيين لمخاطر الحرب الأهلية التي دفع ثمنها اللبنانيون ما يقارب مئة ألف قتيل.

ولا بدّ من التذكير بأن لبنان لا يشبه أياً من الدول التي دخلت أو تسعى للدخول في الاتفاقات الإبراهيمية. فهناك الكثير من القوى السياسية العقائدية الرافضة لفكرة التسوية مع الكيان الصهيوني.

أمام هذه القراءات الخاطئة للتاريخ والجغرافيا، ليس أمام اللبنانين لمواجهة نموذج غزة وحرب الاستنزاف وانحياز الجانب الأمريكي المطلق للكيان المحتل سوى:

  1. الأمل بالوحدة الوطنية، والتماسك الداخلي والتيقظ ومحاربة الأبواق التي تهدف إلى فتنة داخلية.
  2. الأمل بأن تتصارع أمريكا وإسرائيل مع إيران خارج الأراضي اللبنانية.
  3. الأمل بصحوة ضمير عند المجتمع الدولي لإيقاف حمام الدم وآلة التدمير الصهيونية وإجبار جميع الأطراف على التطبيق الفعلي للقرار 1701 كمدخل للسلام بين البلدين اللدودين.

 

https://www.europarabct.com/?p=98253

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...