فرنسا … كيف تنظر إلى حزب الله ، بعد وضعه على قائمة الإرهاب ؟
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “4”
يشكل حزب الله بميليشياته المنتشرة في العراق وسوريا واليمن ذراع إيران الضاربة التي تستخدمها في زعزعة استقرار دول المنطقة وأوروبا . وأقرت حكومات دول الاتحاد الأوروبي على إدراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني دون السياسى على قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية. ورأت فرنسا أنه لا يمكن لأي دولة أن تضع حزباً لبنانياً ممثلاً في الحكومة على قائمة الإرهاب وأنها تعتبر الجناح العسكري لـ”حزب الله” تنظيما إرهابيا، لكنها تتحاور مع الجناح السياسي.
موقف فرنسا
أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن “التمييز قائم بين الجناح العسكري لحزب الله والحركة السياسية الموجودة في البرلمان والتي نقيم معها حوارا ونحن مستمرون على هذا المنوال”. كما أكد الرئيس الفرنسى موقفه ، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي برهم صالح بقوله: “لا يمكن لأي دولة أن تضع حزباً لبنانياً ممثلاً بالحكومة على قائمة الإرهاب”. وأشار ماكرون إلى أن الجانب العسكري لحزب الله إرهابي، فيما يمكن التواصل مع الحركة السياسية. وذلك حسبما ذكر موقع “الحياة “فى 26 فبراير 2019 .
وأبدت فرنسا تمسكها بموقفها التقليدي المماثل للإتحاد الأوروبى الذي يميز بين الجناح السياسي للحزب ونشاطاته العسكرية . مؤكدة أن باريس كما العواصم الأوروبية الأخرى، تعتبر هذا الجناح “تنظيما إرهابيا”. وينبع موقف باريس من اعتبار أن “حزب الله” لا يمكن تخطيه كونه قوة حقيقية قائمة على الأرض وأنه ليس لدولة ما وإن كانت الأقرب إلى لبنان أن تتخذ القرارات مكان الشعب اللبناني. ومن جهة أخرى، فإنها ترى أن الحوار مع الحزب يمكن أن يقود إلى “تعديل” مواقفه وسياساته. وذلك نقلا عن صحيفة” الشرق الاوسط “فى 26 فبراير 2019 .
وذكرت الخارجية الفرنسية ببيان فى 12 ديسمبر 2018 ان : “فرنسا تعرب عن قلقها بعد اكتشاف إسرائيل لأنفاق حفرها “حزب الله” داخل الأراضي الإسرائيلية”، متابعة: “تعتبر باريس أن الأنفاق، التي حفرها الحزب داخل الأراضي الإسرائيلية تشكل خرقا للقرار 1701″.وأعربت فرنسا عن رغبتها في أن تجري مناقشة التطورات الأخيرة في مجلس الأمن بأقرب وقت”.وذلك نقلا عن موقع “سبوتنيك” .
ويرى الخبراء السياسيون أن العلاقة الفرنسية مع الحزب فى تصاعد ، وتتطور أكثر فأكثر، خصوصاً منذ فوز الرئيس إيمانويل ماكرون بالرئاسية الفرنسية. وهذا إن لم يكن ظاهراً، فيمكن التقاطه في كثير من المواقف المتوافقة بين الطرفين على الصعيد السياسي وغير السياسي، وحتى تشكيل حزب الله لجاناً لإعادة اللاجئين، منسق مع الفرنسيين ويحظى بدعمهم. تكشف المصادر أن التنسيق مع الفرنسيين بلغ أوجه على الصعيد الأمني في الفترة السابقة، وهو اليوم في أوج تطوره على الصعيد السياسي.
أنشطتة فى فرنسا
يشكل قرار باريس بحل “مركز الزهراء فرنسا” وثلاث جمعيات متفرعة عنه، مؤشرا قويا على توجه أوروبي عام لمواجهة نفوذ حزب الله اللبناني في القارة والذي تنامى بشكل كبير خلال العقود الأخيرة عبر العمل الجمعياتي. ويقول متابعون إن قرار الحكومة الفرنسية إغلاق الجمعيات المرتبطة بإيران يندرج في سياق مسعى دولي تقوده الولايات المتحدة لتطويق إيران وتجفيف مراكز نشر أيديولوجيتها ومنابع تمويل أذرعها وعلى الأخص حزب الله اللبناني.وذلك نقلا عن صحيفة “العرب اللندنية” فى 21 مارس 2019.
وكان قد دعا وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير فى 20 مارس 2019 إلى حل أربع جمعيات منها”مركز الزهراء” لأنه بحسب قوله “تضفي الشرعية على الجهاد المسلح بشكل منتظم”. ويرافق ذلك تلقين الشباب في ‘مركز الزهراء’ أدبيات الجهاد وتقديم تبريرات عن طريق الإنترنت، لمنظمات مثل الجناح المسلح لحزب الله، وهو مدرج في قائمة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي”.وذلك حسبما نقل موقع “فرنس 24 .”
وتراقب السلطات الأمنية الفرنسية كافة أنشطة حزب الله على اراضيها .فقد اشار موقع “سكاى نيوز ” فى 4 يناير 2019 إلي أن صحيفة “لو نوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية، كشفت عن ضلوع خلية لبنانية بتهريب المخدرات وتبييض الأموال في أوروبا عامة، وفرنسا خاصة، لافتة إلى أرتباط هذه الخلية بمليشيات “حزب الله” اللبناني.وقد أحال المدعي العام فى باريس (15) شخصا تابعين لحزب الله اللبناني إلى المحكمة الجنائية لتورطهم في شبكة دولية لغسيل الأموال يديرها مهربو مخدرات كولومبيون في أوروبا.
وأصدر القضاء الفرنسي وفقا لسكاى نيوز فى 29 نوفمبر 2018 حكما بالسجن 7 أعوام، على رجل الأعمال اللبناني” محمد نور الدين” بعد إدانته بتبييض أموال ناجمة عن تهريب مخدرات، والمشاركة في عصابة، في دليل جديد على ضلوع ميليشيات حزب الله بتجارة المخدرات واستخدام أموالها بتمويل الإرهاب.وأشارت رئيسة المحكمة إيزابيل بريفو ديبريز، إلى أن الشبكة تتسم “بدرجة عالية من الهيكلية والتنظيم، وتضم أطرافا على معرفة تامة بالمصدر غير الشرعي للأموال”.
الخلاصة
تشهد العلاقات بين فرنسا وحزب الله تناغما على الصعيدين السياسي والأمنى . ويتضح التقارب بين فرنسا الحزب أكثر فأكثر بفضل وجود الملفات العديدة و المشتركة بين الطرفين. وحاجة كل منهما إلى العلاقة المتبادلة أكثر من ضرورة. فالاستقرار في لبنان مبدأ لازم لفرنسا، واخراج حزب الله من المعادلة السياسية، ربما يخلط الاوراق ويثير الفوضى السياسية. ويرى الخبراء ان هذا لا يرجع لأسباب سياسية وحسب، بل لأسباب نفطية أيضاً، ربطاً بالدور الذي ستلعبه شركة “توتال الفرنسية “في عمليات التنقيب عن النفط. ولكن رغم التقارب الذى تأكده فرنسا فى جميع المحافل إلا انها مازالت تفرض مراقبات امنية على انشطة الحزب على أراضيها وتتخد الاجراءات اللازمة لحماية أمنها القومى من أى تحركات تروج لأفكار إرهابية ضد المجتمع الفرنسي .
رابط مختصر…https://www.europarabct.com/?p=50695&preview=true
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
الحياة … بريطانيا نحو اعتبار جناح “حزب الله” السياسي إرهابيا الحريري: أمر لا يخص لبنان ويهمنا ألا تتضرر العلاقات
الشرق الأوسط … بريطانيا تعتزم تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية… وفرنسا تتحفظ
https://aawsat.com/home/article/1608281/بريطانيا-تعتزم-تصنيف-«حزب-الله»-منظمة-إرهابية-وفرنسا-تتحفظ
سبوتنيك … فرنسا: أنفاق “حزب الله” تخرق قرار مجلس الأمن الدولي
https://arabic.sputniknews.com/world/201812121037433921-فرنسا-حزب-الله-أنفاق/
فرنسا على خطى بريطانيا في محاصرة نفوذ حزب الله اللبناني
https://alarab.co.uk/فرنسا-على-خطى-بريطانيا-في-محاصرة-نفوذ-حزب-الله-اللبناني
فرنسا تحيل شبكة تابعة لحزب الله للجنائية الدولية
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1009912-فرنسا-تحيل-شبكة-تابعة-لحزب-الله-للجنائية-الدولية
وزير الداخلية الفرنسي يدعو إلى حظر أربع جمعيات إسلامية شيعية
https://www.france24.com/ar/20190320-فرنسا-حل-جمعيات-إسلامية-التطرف-الشيعة-إيران-مركز-الزهراء
الداخلية الفرنسية تتحرك لحظر 4 جمعيات متصلة بإيران
https://www.alarabiya.net/ar/iran/2019/03/20/الداخلية-الفرنسية-تتحرك-لحظر-4-جمعيات-متصلة-بايران
تجميد موجودات “مركز الزهراء” الشيعي في إطار عملية واسعة لمكافحة الإرهاب
سكاى نيوز عربية … فرنسا.. 7 سنوات سجنا لمتهم بتبييض أموال لميليشيات حزب الله