عواقب الإنسحاب الأميركي على دول أوروبا داخل التحالف الدولي … فرنسا
بسمة فايد، باحثة في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
أعلن الرئيس الأمريكي “ترامب” سحب القوات الأميركية من سوريا فى 19 ديسمبر 2018 وتراوحت ردود الفعل داخل وخارج الولايات المتحدة، بين مؤيد ومعارض لقرار ترامب المفاجئ. وخاصة فرنسا التى سبق وأن بحث الرئيس”ترامب” مع الرئيس الفرنسي”ماكرون” الجهود المشتركة للبلدين في محاربة الإرهاب لاسيما تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، بعدما تعاونا على وضع “خريطة طريق” لما بعد الحرب على تنظيم “داعش” فى الشرق الأوسط . و شددت السلطات الفرنسية على ضرورة إكمال مهمة القضاء على داعش قبل أي انسحاب من سوريا.
تواجد القوات في العراق وسوريا
أفاد تقرير بعنوان ” أميركا تلتزم بتدمير داعش في سوريا ” لـ “سكاى نيوز ” فى 21 ديسمبر 2018 انتشار حاليا نحو (2000) جندي أميركي في شمال سوريا، لا سيما من القوات الخاصة التي تشارك وتنسق القتال ضد تنظيم “داعش” وتدرب قوات سورية وكردية في المناطق المسترجعة منه. وتخوض هذه القوات منذ سبتمبر2018 وبدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية معارك عنيفة ضد “داعش”، في آخر جيب له على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور (شرق)، كما تتصدى “لخلايا نائمة” في مناطق واسعة تمكنت من استعادتها في شمال وشرق البلاد.وأشارت السلطات الفرنسية وفقا لـ ” أ ف ب عربى ودولى ” فى 21 ديسمبر 2018 أنه لدينا في المنطقة ما ينوف على (1000) طيّار حربي وعسكري مدفعي يتولّون عمليات القصف الجوي التي تستهدف المعاقل الأخيرة لداعش التي نسعى إلى القضاء عليها”.
ذكرت وكالة “رويترز” فى 20ديسمبر 2018 أن لفرنسا نحو (1100) جندي ضمن عملية ”شمال“ لقتال تنظيم “داعش”. ويقدم نحو (500) الدعم اللوجستي والتدريب والدعم الخاص بالمدفعية الثقيلة والباقون إما يعملون من الأردن حيث تقلع أغلب الطائرات المقاتلة لضرب الأهداف أو من سفن في البحر المتوسط أو في الخليج أو من فرق أصغر حجما في الإمارات وقطر والكويت. ويتضمن وجودها في سوريا عشرات من أفراد القوات الخاصة والمستشارين العسكريين وبعض العاملين بالخارجية.كشف ” جيم ماتيس” وزير الدفاع الأمريكي فى 27 أبريل 2018 وفقا لـ”فرانس24″ أن فرنسا أرسلت جنودا إلى سوريا لتعزيز القوات الأمريكية هناك. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أكد بالقول “قررنا زيادة مساهمتنا في قوات التحالف، ونحن نشارك بشكل كامل في الحرب على داعش”.و إن فرنسا ستبقى ملتزمة إلى جانب التحالف الدولي والسلطات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية طالما كان ذلك ضروريا”.
ويوجد أكثر من (70) عنصرا تابعا للقوات الفرنسية الخاصة في (5) مناطق شمالي سوريا وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 24 أبريل 2018 تحت اسم التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”.و ينتشرون في “تلة مشتى النور” جنوب مدينة عين العرب، وفي ناحية صرين، وبلدة “عين عيسى” وقرية “خراب العاشق”. وأن”هناك اتفاقا فرنسيا أمريكيا على أن يكون للقوات الفرنسية تواجد قوي في شمالي سوريا. ودور في تنظيم الإدارات المحلية والتخطيط لها في المرحلة المقبلة على مستوى أكثر من منطقة سورية”.وقالت الحكومة العراقية فى 5 فبراير 2018 وفقا لـ”روسيا اليوم”إن القوات الأمريكية بدأت خفض عدد عناصرها في العراق بعد الإعلان عن هزيمة داعش.كشفت ” دانا وايت، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية أو ما يُعرف بـ”البنتاغون” فى 4 مايو 2018 إن عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق تبلغ( 5000 )عنصر تقريبا، مؤكدة على أن هذا الرقم متغير.
ردود أفعال سياسية على الانسحاب الأميركي
أعلن الرئيس الفرنسي”ماكرون” وفقا لسبيتونيك” فى 6 يناير 2019 أن بلاده سوف تملأ الفراغ وتحمي الأكراد، لذلك فإن ترامب سوف لن ينسحب سريعا.أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية” فلورنس بارلي” فى 1 يناير 2019 وفقا لـ”لروسيا اليوم” ضرورة “إنهاء مهمة” التصدي لتنظيم “داعش” قبل الانسحاب الأمريكي من سوريا.وأضافت جئت إلى هنا لأقولها مرة أخرى” فرنسا تواصل القتال ضد التيار “الجهادي” (…) أعول عليكم منذ الغد لمواصلة المهمة”، مذكرة بسلسلة الاعتداءات الدموية، التي ضربت فرنسا منذ العام 2015 وتبناها تنظيم “داعش”. وقالت الوزيرة “إنه قرار مباغت أحادي الجانب” من قبل البلد الذي يقود التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، مشيدة بالتزام الجنود الفرنسيين “المثالي والشجاع والضروري”.
أكدت الخارجية الفرنسية فى 20ديسمبر 2018 وفقا لـ”روسيا اليوم” أن الشركاء في التحالف الدولي سيجرون مشاورات مع واشنطن بشأن مواعيد وشروط تنفيذ القرار الأمريكي بشأن سحب القوات من سوريا.وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن “الولايات المتحدة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار حماية سكان شمال شرقي سوريا من أجل تجنب أي دراما إنسانية جديدة وعودة الإرهابيين”.وأكد أن فرنسا ستواصل الجهود لحماية جميع شركاء التحالف الدولي، بمن فيهم “قوات سوريا الديمقراطية”.أشارت “ناتالي لوازو “الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية فى 20 ديسمبر 2018 وفقا ً لـ” فرانس 24″ التزام فرنسا العسكري في سوريا إثر إعلان ترامب سحب قواته من سوريا.
تأثير الانسحاب الأميركي على القوات ميدانيا
يتوقع الدكتور “هشام الهاشمى” وفقا ً للتقرير سبيتونيك “بعنوان “ما تداعيات الانسحاب الأمريكي من سوريا على العراق ” فى 6 يناير 2019 أن الساحة ستترك مكشوفة لإيران وحزب الله في الأراضي السورية، كما أن المتضرر الآخر هي دول الخليج، التي تعتقد أن الولايات المتحدة جعلت الطرف الآخر منتصر، أي جبهة روسيا وإيران وسوريا وحزب الله، إضافة إلى أن دول أخرى بدأت تدخل على خط الأزمة في سوريا، ففرنسا تقول أن تركيا هي الرابح الأكبر من هذا الانسحاب، حيث ستقوم بتصفية حساباتها مع الأكراد.
نشرت صحيفة القدس العربى تقريرا عنوانه هل تصبح القوات الفرنسية بديلة عن الأمريكية شرقي الفرات؟ فى 23 ديسمبر 2018 مفاده أن يجمع المراقبون على ان باريس لا تستطيع أن تملأ الفراغ الذي سوف يحدثه الانسحاب الأمريكي من منطقة شرق الفرات شمال شرقي سوريا.ومن هذا المنطلق يرى المحلل العسكري والاستراتيجي “فايز الدويري” في حديث مع «القدس العربي» ان فرنسا لا تستطيع أن تملأ الفراغ الذي يحدثه الانسحاب الأمريكي كما انه ليس لديها الحضور الكافي من اجل ذلك، معتبرًا التصريحات الفرنسية لا تعدو كونها اعلاناً يستثمر سياسياً.
ذكر تقرير لـ “بى بى سى ” فى 20 ديسمبر 2018 بعنوان ” صحف عربية تتساءل: هل هناك “صفقة مع أردوغان” وراء انسحاب ترامب من سوريا؟ ” أنه فى أعقاب الانسحاب الأمريكى سوف نشهد تموضعات عسكريّة وسياسية جديدة في سوريا. إذ ستحاول الأطراف الخارجية ذات الوزن، كروسيا وتركيا وإيران، أن تملأ الفراغ الناجم عن الانسحاب الأمريكي، وهو ما ينطبق على الأطراف الداخلية أيضا. وعلى رأسها النظام والميليشيات اللبنانية والعراقية الحليفة له، وتنظيمات المعارضة المسلحة”. ووصفت قوات سوريا الديمقراطية قرار الرئيس الأمريكي ترامب وفقا ً لتقرير “سكاى نيوز” بعنوان ” قوات سوريا الديمقراطية: الانسحاب الأميركي طعنة في الظهر” فى 19 ديسمبر 2018، بسحب القوات الأمريكية من سوريا بـ “طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين”.
الخلاصه
لا يزال أمام التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب “مهمة ينجزها” بالرغم من القرار الذي اتّخذه الرئيسي الأميركي والقاضي بسحب ألفي جندي أميركي من سوريا.و يُنظر إلى وجود القوات الأمريكية في سوريا على أنه عنصر استقرار في البلاد .وترى السلطات الفرنسية إن تنظيم “داعش” قد فقد سيطرته على الأراضي بشدّة تدريجيا .وتراجعت قدراته عما كانت عليه في العام 2014 . لكن لا يزال له جيوب وخلايا نائمة يقبع فيها “الجهاديون”. وقد يؤدي إلى عودته من جديد .ومن المتوقع ترك الساحة مكشوفة لإيران وحزب الله في الأراضي السورية وستعزز روسيا وتركيا من نفوذها وملء الفراغ الناجم عن الانسحاب الأمريكي.
الهوامش
سكاى نيوز
أ ف ب عربى ودولى
رويترز
https://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKCN1OJ0V5
فرانس 24
https://www.france24.com/ar/20180427-الولايات-المتحدة-ماتيس-قوات-فرنسية-سوريا-محاربة-تنظيم-الدولة
روسيا اليوم
سبوتنيك
روسيا اليوم
فرانس 24
سبيتونيك
القدس العربى
بى بى سى
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-46635442
سكاى نيوز عربية
رابط مختصر…https://www.europarabct.com/?p=49552
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
الباحثة , بسمة فايد