معضلة عودة المقاتلين الأجانب الى أوروبا تثير الجدل من جديد
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “4”
تباينت مواقف دول الأتحاد الأوروبى إزاء التعامل مع طلب الرئيس الأميركي” دونالد ترامب” من الأوروبيين استقبال مئات من مواطنيهم المقاتلين في صفوف تنظيم “داعش” والمحتجزين حالياً في سوريا.وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي “فيديريكا موغيريني” لن يكون هناك قرار على مستوى الاتحاد الاوروبي. و أن المسألة من اختصاص كل حكومة من دول الاتحاد .وأضافت إلا أنه يمكن ان يكون لدينا تفكير مشترك للوصول الى حل منسق.
عديد المقاتلين الاجانب المحتجزين لدى الأكراد فى سوريا
نشرت صحيفة ” الحياة ” تقريرا فى 19 فبراير 2019 بعنوان ” الأكراد يطالبون الأوروبيين بتحمل مسؤوليتهم تجاه قنابل داعش الموقوتة ” أكدت فيه السلطات الكردية رفضها الإفراج عن نحو (800) مقاتل أجنبي. وذكر “عبد الكريم عمر” أحد مسؤولي شؤون العلاقات الخارجية في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد أن نحو (800) مقاتل أجنبي محتجزون في السجون إضافة إلى قرابة (700) زوجة و (1500) طفل في مخيمات للنازحين مشيرا إلى أن العشرات من المعتقلين وأقاربهم يصلون يوميا.
العائدين من عناصر داعش الى أوروبا
الدنمارك : أحدث بيانات صدرت عن جهاز الأمن والمخابرات الدنمركي تعود إلى يناير 2018 وفقا لـ”يورونيوز” فى 20 فبراير 2019 تعتقد بأن (150) شخصاً على الأقل غادروا الدنمارك متوجهين إلى سوريا أو العراق منذ صيف عام 2012. وعاد أكثر من ثلث هذا العدد إلى الدنمارك ويُعتقد بوفاة (25%) على الأقل. وتقريباً لا يوجد حالياً سوى (20%) هذا العدد في منطقة الصراع.
هولندا : تقول وكالة المخابرات الهولندية (إيه.آي.في.دي) إن نحو (315) شخصاً غادروا هولندا متجهين إلى سوريا أو العراق بغرض الانضمام للمتشددين وإن نحو ثلثي هذا العدد من الرجال والثلث من النساء. ويُعتقد بأن نحو (55) منهم عادوا إلى هولندا بينما لقي (85) حتفهم وظل (135) في منطقة الصراع. وقالت مصادر العام الماضي إن ما يصل إلى (175) طفلاً، ممن لهم الحق في الحصول على الجنسية الهولندية، يعتقد بوجودهم في منطقة الصراع.
وتناولت ” فرانس 24 ” تقريرا فى 18 فبراير 2019 بعنوان ” الجهاديون الأجانب في سوريا: الأكراد يحذرون من قنابل موقوتة والأوروبيون منقسمون حول عودتهم” إحصائيات لمقاتلى داعش الأوروبيين كالتالى:
فرنسا : أكدت من خلاله احتجاز التحالف العربي الكردي “قوات سوريا الديمقراطية” (130) رجلا وامرأة وطفلا فرنسيا .
بريطانيا : عاد إليها نحو (400) من أصل حوالي (900) جهادي يحملون جنسيتها في يونيو 2018.
ألمانيا : دعاد ثلث “الجهاديين” الذين سافروا إلى سوريا أو العراق ويبلغ عددهم أكثر من (1050 ) “جهاديا” إلى ألمانيا.
بلجيكا : من أصل أكثر من (400) مقاتل بلجيكي توجهوا إلى سوريا منذ 2012، نشط حوالي (150) في المنطقة السورية العراقية في نهاية 2018. يضاف إلى هؤلاء (160) طفلا وفتى ولدوا لزوجين أحدهما على الأقل بلجيكي.
السويد : وفقا لشرطة الأمن السويدية لعام 2017، التحق نحو (300) شخص من هذه الدولة الاسكندنافية إلى سوريا للمشاركة بجانب “داعش”. وفي تقريرها السنوي لعام 2018، حددت المخابرات السويسرية (93) حالة غادر فيها متشددون البلاد إلى مناطق الصراع. ولقي عشرات منهم حتفهم بينما عاد (16) إلى سويسرا.
مواقف الدول تجاه تصريحات “ترامب ” بعودة المقاتلين الاجانب
سويسرا : أفادت ” كارين كيلير” وزيرة العدل السويسرية وفقا لـ”رويترز” فى 19 فبراير 2019 إن بلادها تفضل أن يحاكم المواطنون الذين حاربوا في صفوف تنظيم “داعش” في مواقعهم بدلا من نقلهم إلى بلدهم لمواجهة اتهامات جنائية.وأكدت ” كارين كيلير” ”بالنسبة لي، الأولوية دائما هي لأمن السكان السويسريين وقوات الأمن السويسرية“. وأضافت ”هل يمكن أن نعرض السويسريين للخطر من أجل إعادة أناس غادروا بإرادتهم الحرة لشن حرب في سوريا والعراق”.
فرنسا : أشارت” نيكول بيلوبيه” وزيرة العدل الفرنسية وفقا لـ”يورونيوز” فى 18 فبراير 2019 إن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي بناء على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفاء أوروبيين لاستعادة مئات من مقاتلي تنظيم “داعش” من سوريا. وستعيد المقاتلين على أساس مبدأ “كل حالة على حدة”. وقالت “هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأمريكي. ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي… لن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب (ترامب)”.
ألمانيا : صرح ” هايكو ماس” وزير الخارجية الألماني وفقا لـ “DW ” فى 18 فبراير 2019 أن تنظيم إعادة “جهاديين” أوروبيين محتجزين في سوريا كما يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر “بالغ الصعوبة” حاليا. وقال “ماس| لشبكة التلفزيون الألمانية “أيه آر دي” إنه لا يمكن تنظيم عودتهم “ما لم نتأكد أن هؤلاء الأشخاص سيمثلون فورا هنا أمام محكمة وسيتم احتجازهم”. وأضاف أنه لهذا السبب “نحتاج إلى معلومات قضائية وهذا لم يتوفر بعد، مؤكدا أن إعادتهم في الظروف الحالية أمر “بالغ الصعوبة.
السويد : أعلنت ” مارغوت فالستروم” وزيرة الخارجية السويدية وفقا لوكالة “سبوتنيك” فى 18 فبراير 2019 أن السويد تدرس إمكانية عودة المواطنين، الذين قاتلوا في سوريا إلى جانب تنظيم “داعش” وتقديمهم إلى العدالة. وقالت “فالستروم “”هذا ليس سهلا، لأنه عادة يتم حل مثل هذه القضايا بين الدول القانونية من أجل إطلاق عملية قانونية، في هذه الحالة، كل شيء مختلف، لذلك المناقشة مستمرة.
بريطانيا : اعتبرت بريطانيا وفقا لـ”.swissinfo. ” فى 18 فبراير 2019 أن المقاتلين الأجانب في تنظيم “داعش” يجب أن يخضعوا للمحاكمة في المكان الذي ارتكبوا فيه جريمتهم، رافضةً دعوة الرئيس الأميركي” دونالد ترامب “الدول الأوروبية إلى إعادة مواطنيها.وأعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي أنه “يجب تقديم المقاتلين الأجانب إلى العدالة وفقاً للإجراء القانوني المناسب في النطاق القضائي الأكثر ملاءمة”.وتابع “حين يصبح ذلك ممكناً، يحب إتمام الأمر في المنطقة التي ارتكبت فيها الجرائم”، مضيفاً “نستمرّ بالتعاون الوثيق مع شركائنا الدوليين حول هذه المسألة”.وأكد أن الحكومة البريطانية “ستبذل ما في وسعها لضمان أمن المملكة المتحدة”.
بلجيكا : نفت الحكومة البلجيكية وفقا لصحيفة” الشرق الأوسط” فى 17 فبراير 2019 وصول أي طلب أميركي لإعادة المقاتلين من البلجيكيين الذين حاربوا ضمن صفوف “داعش” وجرى اعتقالهم في مناطق الصراعات. وفي نفس الوقت لم تستبعد الحكومة أن تتلقى مثل هذا الطلب في أي وقت وخاصة حول إعادة أرامل الدواعش أو حتى من المقاتلين الأجانب الأوروبيين. وأشار وزير الخارجية البلجيكي “ديديه رايندرس” إلى أن الحكومة على استعداد لتقديم المساعدة في هذا الصدد بناء على طلب من أفراد أسرة هؤلاء الأشخاص في بلجيكا لإعادة أطفالهم الأقل من عشر سنوات وأما بالنسبة للمرحلة السنية الأكبر من ذلك فسيتم فحص كل حالة على حدة».
الدنمارك : رفضت الدنمارك وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 17 فبراير 2019 طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من دول أوروبية استقبال مواطنيها الذين قاتلوا إلى جانب تنظيم “داعش” في سوريا، لمحاكمتهم في أوطانهم. وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الدنماركي”مايكل ينسن” رفض بلاده استقبال الدواعش قائلا إن “الحديث يدور عن أخطر أشخاص في العالم، ولذا لا ينبغي لنا أن نستقبلهم”.
الإجراءات التي اتخذتها دول أوروبا مابعد تصريحات ترامب
صرحت “ناتاشا بيرتو” ممثلة المفوضية الأوروبية وفقا لوكالة”سبوتنيك” فى 22 فبراير 2018 بأن أجهزة حماية القانون التابعة لدول الاتحاد الأوروبي تعتبر ملزمة بشكل مباشر بإقرار إمكانية عودة مواطنيها الذين شاركوا في العمليات العسكرية في سوريا بصفتهم عناصر في صفوف تنظيم ” داعش” ز وتابعت أنه وفقا للتشريع الجديد للاتحاد الأوروبي، قد أصبحت دول ومجتمعات الاتحاد الأوروبي منذ ديسمبر 2018، ملزمة بتسجيل جميع المعلومات المتعلقة بالأشخاص المرتبطين بالأنشطة الإرهابية في قاعدة بيانات نظام شنغن للمعلومات، بما في ذلك عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأصدرت بريطانيا وفقا لـ”العربية” فى 20 فبراير 2019 قراراً بإسقاط الجنسية ــ بعد تصريحات ترامب ــ عن مواطنة حاربت مع تنظيم “داعش” في سوريا، وهو القرار الأول من نوعه في تاريخ بريطانيا منذ أن برزت هذه الظاهرة وأثارت جدلاً واسعاً. وأصدر وزير الداخلية البريطاني “ساجدجاويد” قراراً بإسقاط الجنسية البريطانية عن المواطنة “شاميما بيجم” البالغة من العمر 19 عاماً والتي هربت في العام 2015 من شرق لندن إلى سوريا وانضمت إلى تنظيم “داعش” للقتال في صفوفه. وهو القرار الذي يعني أنه لن يصبح بمقدورها العودة إلى الأراضي البريطانية بعد الآن.
يعتزم ” هورست زيهوفر” وزير الداخلية الألماني وفقا ل”DW” فى 20 فبراير 2019 السماح بعودة جهاديي تنظيم “داعش” وعائلاتهم إلى ألمانيا وفق شروط وإجراءات صارمة. من خلال تحديد هوية الأشخاص المعنيين بشكل لا يقبل الشك ويجب ألا يمثلوا مستقبلاً أي خطر على أمن ألمانيا. يجب أن تحدد السلطات بدقة كل وثيقة شخصية وما إن كان الشخص من المطلوبين قضائياً لدول أخرى”.تعتمد طريقة التعامل مع العائدين من “داعش” في دول الاتحاد الأوروبي وفقا لصحيفة الشرق الأوسط فى 19 فبراير 2019 على التحقيق الجنائي وتقييم المخاطر. وقد تم إدخال برامج إعادة التأهيل وإعادة الإدماج داخل السجن وخارجه.وقد تشمل التدابير الأخرى التي تتخذها الدول، فرض قيود على التنقل، وسحب جواز السفر أو رفض إصداره.
الخلاصة
يطرح طلب الولايات المتحدة من دول أوروبية تسلم المئات من مقالتى تنظيم “داعش”، وإجراء محاكمات لهم إشكالية حول السبل التي تتعامل بها دول الاتحاد الأوروبي مع العائدين من مناطق الصراعات . ولم ترد دول التكتل الأوروبى بشكل موحد على المطلب الأميركي باستعادة دواعش من سوريا. حيث لكل دولة رؤيتها الخاصة فى كيفية تعاملها مع هذا الملف . لأن هناك دولاً لديها عدد كبير من المقاتلين وأخرى لديها عدد قليل جداً. وكل دولة من دول التكتل الأوروبى تتعامل مع مثل هذه الحالات في حدود إطارها القانوني الخاص بها. وتعددت تدابير الدول الأوروبية فى طرق التعامل مع العائدين من مقاتلى تنظيم “داعش” من رفض عدم عودتهم ومحاكمتهم خارج البلاد .كذلك فرض قيود على التنقل، وسحب الجنسية أو جواز السفر أو رفض إصداره.
رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=50274
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
الحياة … الأكراد يطالبون الأوروبيين بتحمل مسؤوليتهم تجاه قنابل داعش الموقوتة ”
يورونيوز … أوروبيون انضموا لصفوف “الدولة الإسلامية” ..ماذا تعرف عنهم؟
https://arabic.euronews.com/2019/02/20/europeans-have-joined-the-ranks-of-the-islamic-state
فرانس 24…الجهاديون الأجانب في سوريا: الأكراد يحذرون من قنابل موقوتة والأوروبيون منقسمون حول عودتهم
رويترز … وزيرة العدل: سويسرا تفضل محاكمة مقاتلي الدولة الإسلامية في أماكنهم
https://ara.reuters.com/article/worldNews/idARAKCN1Q821R
يورونيوز … فرنسا ترفض مطلب ترامب استعادة مقاتلي “داعش” من سوريا
DW … استعادة مقاتلي “داعش” ـ رفض فرنسي وتحفظ ألماني؟
سبوتنيك … السويد تدرس إمكانية عودة المواطنين الذين قاتلوا إلى جانب “داعش”
swissinfo … بريطانيا ترفض دعوة ترامب إعادة الجهاديين الأوروبيين إلى بلدانهم
الشرق الأوسط … بروكسل: لم نتلق طلباً أميركياً لإعادة «دواعش» اعتقلوا في مناطق الصراعات
روسيا اليوم … الدنمارك ترفض طلب ترامب استقبال رعاياهما من الدواعش
سبوتنيك …المفوضية الأوروبية تعلق على عودة مسلحي “داعش” الأوروبيين
العربية … لأول مرة.. بريطانيا تُسقط الجنسية عن داعشية
DW …زيهوفر: شروط صارمة لعودة جهاديي “داعش” الألمان
الشرق الأوسط … كيف تتعامل الدول الأوروبية مع مواطنيها من الدواعش العائدين؟