عواقب الانسحاب الأميركي على دول أوروبا .. موقف بريطانيا من اجتياح منبج
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “3”
هددت أنقرة التي تخشى حكماً ذاتياً كردياً قرب حدودها على غرار كردستان العراق، بالهجوم على كافة المناطق الكردية المحاذية لحدودها من منبج (شمال) وصولاً إلى القامشلي، إثر سيطرة القوات التركية على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا.مما أثار ردود فعل الدول الغربية ومنها بريطانيا.
ردود افعال سياسية حول الانسحاب الأميركي و التحركات التركية في سوريا
اعتبر “مولود تشاووش أوغلو” وزير الخارجية التركي فى 24 يناير 2019 ، أن بلاده تمتلك حق مكافحة التنظيمات الإرهابية داخل الأراضي السورية بموجب “اتفاقية أضنة”. ولفت “أوغلو” إلى أن “النظام السوري” يدرك جيدا أن تنظيم “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا متحالفا مع “حزب العمال الكردستاني”، يسعى إلى تقسيم البلاد.وذكر ” أوغلو” أن تركيا قادرة على إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري بمفردها، لكنها لا تستبعد التعاون في هذا الشأن مع الولايات المتحدة وروسيا وأي طرف آخر يرغب في ذلك، حسب وكالة “رويترز”.
أعلن “إدوين سموأل” المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى 19 يناير 2019 وفقا ً لـ””CNN ، إن بريطانيا تتواصل مع حلفائها الأتراك والأمريكيين من أجل ضمان سلامة الأكراد وقوات المعارضة السورية شرقي سوريا.وأصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب الكردية فى 28 ديسمبر 2018 وفقا ً”بى بى سى” في بيان عنها ” بأننا بعد أن انسحبنا من منطقة منبج، تفرغنا للحرب ضد داعش و المجموعات الإرهابية الأخرى في شرق الفرات و مناطق أخرى ، لهذا ندعو الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضاً وشعباً وحدوداً إلى إرسال قواتها المسلحة لاستلام هذه النقاط وحماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية”.
استجابت الحكومة السورية لدعوة وحدات حماية الشعب الكردية في إرسال قواتها المسلحة إلى منطقة منبج التابعة لمحافظة حلب وحمايتها من “التهديدات التركية”.وأعلن الجيش السوري، فى 28 ديسمبر 2018 وفقاً لـ “سكاى نبوز”، دخول قواته إلى منطقة منبج ورفع العلم السوري هناك.وشككت تركيا بذلك وقالت إن “قوات الأسد تدير حربا نفسية”حتى لا يتم تقسيم سوريا.طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” فى 15 ديسمبر 2018 من تركيا “الامتناع عن أي تحرك أحادي الجانب” في سوريا ضد الأكراد.
العلاقات البريطانية التركية
وقع وزيرا داخلية بريطانيا وتركيا وفقا للجزيرة فى 15 مايو 2018 على هامش زيارة أردوغان للمملكة المتحدة على اتفاقية لتعزيز التعاون الأمني، وأشار الرئيس التركي أن بلاده تعطي أولوية كبيرة لعلاقاتها مع المملكة. وأشارت إلى أنهما دخلا مرحلة جديدة من التعاون العسكري بين البلدين، وقالت إن أهمية الشراكة بينهما تتجلى في علاقتهما التجارية المتنامية.وأعرب “اوردوغان” فى منتدى لسان العذب فى 13 مايو 2018 وفقاً لـ”العربيه” عن استعداد أنقرة للتعاون مع لندن في جميع المجالات عقب انسحاب الأخيرة من الاتحاد الأوروبي لاسيما أن المملكة المتحدة شريك استراتيجي لتركيا. وأضاف أن أوجه التعاون بين أنقرة ولندن في مكافحة الإرهاب متقدمة على الآليات التي أسستها تركيا مع باقي شركائها بالمجال نفسه.
وذكر موقع “ميدل إيست آي” أنّ بريطانيا باعت أسلحة بما يزيد عن مليار دولار إلى أنقرة . وشملت الصفقات عربات مسلّحة وصواريخ وطائرات من دون طيّار ومقاتلات ومروحيّات إضافة إلى أسلحة خفيفة وذخائر. كما شملت صفقات مع شركة “بي آي إي سيستم” البريطانيّة كي تبني تركيا مقاتلة محلّيّة الصنع.
موقف بريطانيا من الوضع في سوريا والانسحاب الأميركي
أعلن” مارتن لونغدن” المبعوث البريطاني الخاص إلى سورية وفقا للعربى اللندنية فى 9 يناير 2019 إن النظام السورى فقد شرعيته. مؤكدًا أن لندن لا تخطط لفتح سفارتها في دمشق.وأضاف لونغدن أن “نظام الأسد فقد شرعيته بسبب مجازره ضد الشعب السوري. لهذا السبب أغلقنا السفارة البريطانية بدمشق في 2012، ولا نخطط لفتحها”.
عبر “جيريمي هانت” وزير الخارجية البريطاني فى 3 يناير 2019 وفقا ً لـ”روسيا اليوم” عن اعتقاد لندن بأن “بشار الأسد” الرئيس السوري سيبقى في السلطة لبعض الوقت بسبب الدعم الذي يتلقاه من روسيا،و أن موسكو تتحمل مسؤولية ضمان السلام في سوريا لكونها تدعم دمشق.وشدد على أن لندن لا تزال تعتقد أن الأسد يمثل عقبة أمام إحلال السلام في سوريا. ويقول “موقف بريطانيا يكمن في أننا لن نحقق سلاما دائما في سوريا مع هذا النظام الذي يقوده الأسد”.
وذكرت “تيريزا ماى” رئيسة الوزراء البريطانية فى 15 مايو 2018 أنها التزمت مع الرئيس التركي بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وأنهما اتفقا على الحاجة لضمان وصول المساعدات الإنسانية في سوريا، وأهمية الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين من جميع الأطراف.
العلاقات البريطانيه السورية
تزايدت الدعوات البريطانية لفتح السفارة في دمشق فى 3 يناير 2018 وفقا لوكالة “سبوتنيبك ” . حيث اعتبر اللورد” كوينسبيريس كارولين كوكس” العضو المستقل في مجلس اللوردات، أن على بريطانيا إعادة فتح سفارتها في دمشق، لأن هذا يمنحها فرصة الحصول على المعلومات من مصدرها “المباشر”. وفي تصريحات سابقة له، قال اللورد كوكس “إن التوصية التي لم تقبلها الحكومة بعد هي إعادة فتح السفارة في دمشق، والتي من خلالها ستتلقى بريطانيا معلومات عما يحدث في سوريا مباشرة من مصادرها، وليس من مصادر أخرى، سواء أكانت تركية أو غيرها”.
زرا وفد بريطاني يضم أعضاء في البرلمان عن حزب العمال المعارض فى 4إبريل 2018 وفقا ًلـ” مونت كارلو” شمال سوريا لتأكيد الموقف الداعم للأكراد الذين حاربوا تنظيم “داعش” ويواجهون تهديدات تركية. وفى أعقاب ذلك يقول”موريس غلاسمان” العضو في مجلس اللوردات البريطاني “نحن هنا من أجل علاقة طويلة الأمد معكم، لندعمكم ضد كل من يريد أن يدمر حريتكم وديموقراطيتكم”. وأضاف “نحن هنا للتعبير عن تضامننا النابع من القلب معكم”.
الخلاصة
تتبنى دول أوروبا مواقف متضاربة ضد اجتياح تركيا شمال سوريا وتهديد الأكراد.وتعتبر تركيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، تنظيما إرهابيا متحالفا مع “حزب العمال الكردستاني”، يسعى إلى تقسيم البلاد.ويشعر أكراد سوريا بأن الدول الغربية تخلت عنهم نتيجة الهجوم التركي على “عفرين” ، والتهديدات بالتوسع أكثر في مناطق سيطرتهم. ويكمن موقف بريطانيا في أنهم لن يستطيعوا تحقيق سلاما دائما في سوريا مع النظام الذي يقوده”الأسد” بالرغم من نشر بريطانيا عسكريين في سوريا. وطالب الاتحاد الأوروبي من تركيا “الامتناع عن أي تحرك أحادي الجانب” في سوريا ضد الأكراد.
رابط مختصرwww.europarabct.com/?p=49853
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
الهوامش
روسيا اليوم
روسيا اليوم
بى بى سى
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-46693868
سكاى نيوز عربية
سى إن إن
SWI
الجزيرة
http://www.aljazeera.net/news/8f054585-9daa-4a4e-bc5b-4ef710d25777
العربية
العربى اللندنية
https://www.alaraby.co.uk/politics/2c30dbd3-8c17-4768-9ca7-524800e280af
الجزيرة
http://www.aljazeera.net/news/8f054585-9daa-4a4e-bc5b-4ef710d25777
روسيا اليوم
سبوتنيك
مونت كارلو