خريطة حواضن التطرف والإرهاب عام 2018 … سوريا
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “4”
تعاني التنظيمات الإرهابية في سوريا من أزمات كبرى بعد اتفاقات مناطق خفض التوتر، والتقدم الذي حققه الجيش النظام السورى ، ويحتدم الصراع بين الجماعات المتطرفة على الأراضي السورية في محاولة لفرض السيطرة على مناطق في شمال البلاد وخصوصا إدلب،كما أصبحت لتك التنظيمات غير متجانسة “ايدلوجيا”، فمثلاً “جيش الإسلام” الذي يحمل الايدلوجية السلفية المتشددة، لا ينسجم مع “فيلق الرحمن”، و”أحرار الشام” الذي يتبع “الإخوان المسلمين”.
“هيئة تحرير الشام”
- النشأة والتكوين : ظهرت جبهة النصرة في سوريا في عام2012 ، وفي عام 2013 رفضت جبهة النصرة الاندماج مع “داعش” وبايعت تنظيم “القاعدة” ،في يوليو 2016 ونتيجة ضغوط داخلية، أعلن الجولاني فض ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام” ، أعلن الجولانى فى عام 2017 وإثر اقتتال داخلي مع فصائل إسلامية في إدلب، عن اندماجها مع فصائل أخرى في “هيئة تحرير الشام”،,وتضم هيئة تحرير الشام في صفوفها حالياً نحو (25) ألف مقاتل وتسيطر الهيئة على عدة مدن رئيسية بينها مدينة إدلب، مركز المحافظة، وخان شيخون وجسر الشغور.
- القيادات : أمير عام الهيئة “أبو جابر الشيخ” وتم أعفاؤه من منصبه قائداً عاماً لها، وتكليف نائبه أبو محمد الجولاني مكانه.
- التمويل : قامت بتحويل شركة الوسيط للحوالات المالية والتي كانت تديرها إلى بنك مالي وأطلقت عليه اسم بنك الشام ، ويتمحور عمل البنك حول استقبال التحويلات المالية الخاصة بشركة المحروقات التي تديرها الهيئة ، بالإضافة إلى قيام البنك بشراء عملة الدولار والليرة السورية واستبدالها بالليرة التركية ،وتتنوع المصادر والطرق التي تتبعها “هيئة تحرير الشام” من خلال مكاتب السيارات والعقارات وإيجارات الأراضي والاستثمارات العقارية في المناطق القريبة من الحدود التركية وخاصة في بلدتي سرمدا والدانا، وتقدر قيمة إيرادات هذه المشاريع بأكثر من(150) مليون دولار سنويا. وكانت قطر متورطة بتمويل النصرة من خلال دفع الفدى وتقديم الاموال المباشرة الى الجولاني وسبق ان استضافت قناة الجزيرة الجولاني، زعيم النصرة.
جبهة فتح الشام فى سوريا
- النشأةوالتكوين: تأسس تنظيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) أواخر عام 2011 وبينما ترجح مصادر أن “النصرة” نشأت في مدينة حمص وسط سوريا، في يناير 2012،و أصدر أبو محمد الجولاني بيانا أعلن فيه عن تشكيل جبهة النصرة ،أعلنت جبهة النصرة لأهل الشام عن تشكيل “كتائب أحرار الشام” ، تركزت نفوذها في محافظتي درعا والقنيطرة، وريف دمشق وشمال البلاد، خاضت معارك مع القوات الحكومية السورية ومقاتلي حزب الله اللبناني لاسترداد بلدات في القلمون.
- التمويل : الضرائب والأتاوات في المناطق الخاضعة لسيطرتها بحجج “شرعية” في القائمة الأولى ، كما سيطرت على بنى تحتية للنظام كالمطارات وأنابيب النفط والغاز ومحطات إنتاج الكهرباء ومخازن ومحاصيل استراتيجي ، تنوعت التقارير المتحدثة عن تمويل “فتح الشام، أو “جبهة النصرة”، إذ ذهبت أحدهم إلى دعم قطري تقدمه الدوحة للحركة.
حركة أحرار الشام
- النشأة والتكوين : ظهرت حركة أحرار الشام فى نوفمبر 2011، تحت راية الجبهة الإسلامية ،قدر عدد مقاتليها بحوالي (25) ألف مقاتل ، للحركة عدد من الألوية والكتائب، ومن أنشطها لواء التمكين شمال مدينة إدلب، الذي يعتبر نواة تشكيل كتائب أحرار الشام،ومن الكتائب: أجناد الشام في طعوم، وأحفاد علي في تفتناز، والكتيبة الخضراء وعباد الرحمن في أريحا، وسارية الجبل في جبل الزاوية، والشيماء في معردبسية، والتوحيد والإيمان في معرة النعمان، وكتيبة الفرقان في سراقب، وجميعها في ريف إدلب، إضافة إلى لواء الإيمان وكتيبة صلاح بريف حماة.
- أبرز القيادات : حسان عبود (الملقب بأبي عبد الله الحموي) وشقيقه القائد العسكري أبو طلحة والمسؤول الشرعي للحركة أبو عبد الملك.
- التمويل : تعتمد علي على ثلاثة مصادر أساسية التمويل الذاتي والتمويل عبر الشبكات الجهادية العربية والعالمية والتمويل الإقليمي، قامت الحركة بالسيطرة على مقر البنك المركزي ، كما سيطرت على المعابر الحدودية مصدرًا أساسيًا من مصادر تمويلها، فالحركة تدير اثنين من المعابر الحدودية مع تركيا، معبر باب الهوى في إدلب ومعبر تل أبيض في الرقة، وتفرض رسومًا على الدخول وتسيطر عليها ،وأخر أنواع التمويلات فيتمثل بعلاقات مع الدول الكبري حيث كان لقطر وتركيا دورٌ كبيرٌ في تقديم الدعم العسكري النوعي للحركة.
- العمليات: من أهم المعارك التي خاضتها الحركة معركة تحرير مدينة الرقة، التي كانت أول مدينة تخرج عن سيطرة النظام السوري، ومعركة مطار تفتناز العسكري بريف إدلب.
هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر
- النشأة والتكوين : تشكل الجيش السوري الحر في أغسطس 2011 من المنشقين عن الجيش السوري في تركيا، وفي ديسمبر 2012، أعلنت بعض الألوية انضمامها لهيئة الأركان العامة، تتكون هيئة الأركان من ثلاثين عضو، بواقع ستة ممثلين عن كلٍ من الجبهات الخمس في سوريا؛ وهم الجبهة الشمالية في حلب وإدلب، الجبهة الشرقية في الرقة ودير الزور والحسكة، الجبهة الغربية في حماة واللاذقية وطرطوس، الجبهة الوسطى في حمص والرستن، والجبهة الجنوبية في دمشق ودرعا والسويداء.
- أبرز القيادات: اللواء سليم إدريس وتتواصل الألوية مع اللواء إدريس من خلال سلسلة القيادات داخل الجيش الحر، إلا أن دوره لا يعدو كونه متحدثاً رسمياً ووسيطاً لجلب الدعم الأجنبي والتسليح ، وبعضها يعمل مع الجماعات الإسلامية المتشددة التي تثير مثل أحرار الشام والجهاديين المرتبطين بالقاعدة مثل جبهة النصرة.
- التمويل :ارتبطت فصائل “الجيش الحر” بغرفتين للدعم هما “موك” و”موم”، “موك” هي غرفة تنسيق عسكرية تضم ممثلين عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والعربية، وتشكلت عام 2013، وتتخذ من الأردن مقرًا لها،وتقدم دعمًا عسكريًا لفصائل من “الجيش الحر”، وخاصة في المنطقة الجنوبية ،أما”موم” فهي غرفة لتنسيق دعم فصائل “الجيش الحر”، تجمع نفس الدول تقريبًا، لكنها تدعم الجبهات الشمالية في سوريا، وتتخذ من تركيا مقرًا لها.
جيش الإسلام
- النشأة والتكوين : تم الإعلان عن تشكيل “جيش الإسلام” في عام 2013 عبر اتحاد أكثر من (45) فصيلاً من “الجيش الحر” الذي كان يُعد أكبر تشكيل عسكري معارض، ويتكون “الجيش الاسلام” من مجلس قيادة و مكاتب ادراية مسؤولة عن مختلف جوانب نشاط الجماعة. ويقد عدد مقاتليه ما بين (10 إلى 15) الف مقاتل حاليا.
- أبرز القيادات : قائده ومؤسسه”زهران علوش”حيث شارك في عمليات عسكرية كثيرة، ولقى حتفه في غارات جوية روسية.
- التمويل : تنقسم مصادر السلاح الذي قاتلون إلي قسمين: الأول وهي الغنائم التي أخذوها من العمليات الارهابية،والثاني فيتمثل بالشراء المباشر من السوق السوداء.
- العمليات: وشارك جيش الاسلام في الكثير من العمليات العسكرية في مختلف المدن السورية، وخاصة في ريف دمشق حيث اتخذ من مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية منطلقا لعملياته العسكرية وتمكن من توسيع رقعة عملياته والسيطرة خلال فترة قصيرة على عدد كبير من المواقع الهامة للنظام
حركة نور الدين زنكي
النشأة والتكوين : تأسست الحركة في نهاية العام 2011 في ريف حلب على ، ويقدر عدد مقاتليها بقرابة (7) آلاف مقاتل ، انسحبت الحركة من الهيئة تحرير الشام أواسط 2017 بعد أن اندلعت معارك بين الهيئة وجناح حركة أحرار الشام الذي لم ينضم إلى الهيئة.
أبرز القيادات : مؤسسها توفيق شهاب الدين الذي لا يزال يرأس الحركة.
التمويل : تتلقى “الزنكي”تتلقى دعمًا غير محدود من غرفة عمليات “موك” والتي تديرها الولايات المتحدة وتركيا، وتعتبر من الجماعات التي تثق بها الإدارة الأميركية، وتسعى إلى تسويقها كمعتدلة في المؤتمرات الدولية، بتزكية تركية واضحة، بجانب ذلك تقول الحركة إنها أسست مكتب اقتصادي لتلقي التبرعات لتمويل تحركاتها إلا أن التقارير تشير إلى أن هذا المكتب شكلي في ظل المعدات الضخمة التي تمتلكها الحركة ولا يمكن تخيل إنها حصيلة تبرعات.
العمليات : شاركت في العديد من “غرف العمليات” لقتال القوات الحكومية، ومع انطلاق مفاوضات الأستانة بداية 2017 دخلت الحركة في تحالف مع “جبهة فتح الشام” وقسم من أحرار الشام وشكلوا سوية “هيئة تحرير الشام” والتي مثلت أكبر قوة عسكرية معارضة في شمال سوريا
تنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام :
- النشاة والتكوين ينحدرون من تركستان الشرقية (إقليم شينغيانغ، غرب الصين)،أعلن عن نفسه رسميًا فى سبتمبر 2015 ،وتتفاوت التقديرات حول حجم وجودهم في سوريا، وانخراطهم في العمليات. ففي وقت كانت التقديرات الدولية ، تشير إلى وجود (450) مقاتلاً، ظهر نحو (700) منهم في العمليات ضد جسر الشغور ، وتنتشر قوات “الحزب الإسلامي التركستاني” و”الفرقة الساحلية الأولى على جبهات ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي الغربي، في بيئة متداخلة مع انتشار قوات جبهة النصرة.
- أبرز القيادات : عبد الحق التركستاني وتولى زعامة التنظيم منذ بدايته وهو مقرب من الملا عمر.
- العمليات : لعب التنظيم إلى جانب المقاتيلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في تلك المنطقة ي شمال غرب سوريا
جبهة تحرير سوريا
- النشاة والتكوين : تأسست في سبتمبر 2012، قدر عدد مقاتليه بما بين (35000 و40000 ) مقاتل ،تضم الجبهة ألوية الفاروق الإسلامي، لواء التوحيد ، لواء الفتح، لواء الإسلام، صقور الشام، ومجلس ثوار دير الزور،نشطت الجبهة في أقاليم إدلب، حلب، دمشق، حمص، ودير الزور،وتقول الجبهة إنها “أكبر التحالفات الثورية” حيث تشكل كتلة كبيرة من القوة القتالية لهيئة الأركان العامة.
- أبرز القيادات : القيادى أحمد عيسى ( لواء صقور الشام)، أسامة جنيدي ، عبدالعزيز سلامة
الجبهة الإسلامية
النشأة والتكوين : تكوين عسكري، سياسي، اجتماعي، إسلامي شامل، يهدف إلى إسقاط النظام السورى في سوريا، إسقاطاً كاملاً وبناء دولة إسلامية، صنفت كأكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا،ضمت (6) فصائل ذات توجه إسلامي’وهي’حركة ‘أحرار الشام الإسلامية’، ألوية ‘صقور الشام’، كتائب ‘أنصار الشام’، ‘جيش الإسلام’، ‘لواء التوحيد’، ‘لواء الحق’، وانضمت إليها في وقت لاحق”الجبهة الإسلامية الكردية’.
أبرز القيادات : أبو عيسى الشيخ ،زهران علوش ، حسان عبود
ويرى الخبير الخبير العسكري الإستراتيجي العميد “محمد ملحم” فى أكتوبر 2018 “أن بكل الأحوال بات الجميع يعرف أن كافة المجاميع الإرهابية المسلحة وبمختلف تسمياتها وأشكالها هي عبارة عن جيش واحد يعمل بأمرة بعض أعوانه المحليين كتركيا مثلاً، هذه المجاميع لاتتحرك بمفردها أو بمعزل عن الأوامر التي تصدر إليها من قبل الأتراك حالياً وطبعاً من قبل الأمريكيين بشكل عام.
كشف تقرير فى يوليو 2018 أن قاعدة “رامشتاين” Ramstein Air Base جنوب غرب ألمانيا تثير الكثير من الجدل، حول أنشطتها، السرية، بالتدخل في مناطق النزاع، أبرزها سوريا، وتورطها، بتحويلها الى محطة “ترانزيت”إعادة تصدير المعدات والذخيرة إلى الجماعات المسلحة في سوريا ومناطق نزاع اخرى، رغم نفي الحكومة الألمانية ذلك. وكشفت صحيفة”زود دويتشه إن الجيش الأمريكي أرسل عبر قاعدته العسكرية في “رامشتاين” بجنوب غرب ألمانيا أسلحة وذخائر إلى معارضين سوريين.
تنظيم حراس الدين
وفقا لمعلومات موسوعية حرة، هي جماعة متمردة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتقاتل في الحرب الأهلية السورية. رئيس المجموعة، أبو همام الشامي، كان سابقا عضوا في جماعة هيئة تحرير الشام وفي السابق جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا بين عامي 2013 و2016. وقد غادر أبو جليبيب طوباس وأبو خديجة الأردني، أعضاء مجلس شورى حراس الدين، جبهة فتح الشام في عام 2016 بسبب ما تردد عن فك ارتباطها عن القاعدة. واعتقل طوباس والشامي وسامي العريدي من قبل تحرير الشام في نوفمبر 2017 في محاولة لدرء تشكيل جماعة تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا. وفي نوفمبر 2017 أيضا، تم تشكيل جيش البادية وجيش الملاحم.
في فبراير 2018، ذكرت الجماعة أنها تعارض القتال بين جبهة تحرير سوريا وتحرير الشام. وقال جيش الساحل إنه سيقاتل جبهة تحرير سوريا إذا هوجمت “محمبل وبسنقول وكفر شلايا“.في 26 أبريل 2018 قام تنظيم حراس الدين، جنبا إلى جنب مع أنصار التوحيد، وهو فصيل من جند الأقصى، وجيش العزة، بشن هجوم على قوات الحكومة السورية في ريف محافظة حماة الشمالي.فى 29 أبريل 2018 أعلن التنظيم عن إندماجه مع فصيل “أنصار التوحيد” (جند الأقصى سابقًا) تحت مسمى حلف نصرة الإسلام.
التوصيات
ضرورة إنهاء تواجد المجموعات المسلحة والإرهابية بسوريا وعلى رأسها تنظيم “داعش” الإرهابي ، التوصل مع النظام السوري وداعميه من جهة والمعارضة من جهة أخرى إلى حل ينهي الأزمة السورية، من خلال إطلاق عملية سياسية تحت إشراف الأمم المتحدة تشديد الإجراءات لوقف تمويل التنظيمات المتطرفة ، وقف كل عمليات العنف في سوريا، الالتزام بتنفيذ وقف لإطلاق النار في إدلب ، ضرورة الحفاظ على منطقة خفض التصعيد في إدلب.
الهوامش
رابط مختصر :https://www.europarabct.com/?p=48260
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات