المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
إعداد : جاسم محمد، باحث في قضايا الإرهاب والإستخبار ـ بون
اجتاح فيروس “كورونا التاجي” العالم، ولم يتنبه له العالم والمجتمع الدولي، الا بشكل متأخر، حتى منظمة الصحة الدولية لم تعلن ان “فيروس كورونا COVID-19” المستجد وباءا الا منتصف شهر مارس 2020 .
وفي مراجعة الى السياسات والأجراءات التي اتبعتها دول العالم ومنها الولايات المتحدة وأوروبا، نجد ان دولة الإمارات العربية المتحدة قد تعاملت، مع فبروس كورونا التاجي بإجراءات إستباقية شاملة، وبإستراتيجية متكاملة، تضمنت الجوانب الصحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بإعتبارها الواحدة مكملة الاخرى.
أعتمدت الإمارات الذكاء الاصطناعي ايضا في جمع المعلومات حول المصابين وتشخيص المصابين ودائرة علاقاتهم، من خلال البيانات الرقمية وشبكة الانترنيت. الحكومة الالكترونية، اصلا هي متاحة في دولة الامارات، توفر على المواطن، جهد وكلف التنقل، وهذا ما ظهرت اهميته الان في محاربة كورونا المستجد، بمنع الاحتكاك والتواصل مابين المؤسسات والمراجعين لانجاز معاملاتهم، كذلك سهلت دولة الامارات الكثير من وسائل الاتصالات عبر تطبيقات الهاتف الذكي والانترنيت، من اجل التواصل، لاغراض العمل الو التواصل الاجتماعي.
وتصنيف دولة الإمارات الأولى في محاربة فيروس كورونا التاجي المستجد،جاء بعد ماقامت به من أجراءات سريعة، في إجراء الفحوصات المختبرية ومعالجات الى آثار كورونا. وأشارت وسائل اعلام دولية، بان دولة الإمارات فعلا، تعاملت مع فيروس كورونا المستجد على نحو مثالي. لقد اتخذت الامارات خطوات دقيقة ومدروسة لاحتواء الفيروس وحماية دورها كمركز رئيسي للأعمال. واشاد وزراء الصحة في دول الخليج العربي بالاستجابة السريعة للإمارات في مواجهة فيروس كورونا المستجد وأن الإمارات نجحت في تطبيق مجموعة من التدابير لمحاربة وباء كورونا التاجي المستجد.
اتباع الارشادات الصحية
دعت وزارة الصحة في دولة الإمارات، المواطنين إلى الالتزام بالإرشادات والتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي واحترام المسافات بين الافراد والبقاء في المنزل ، والعزل الذاتي، من اجل الحد من انتشار فيروس كورونا. وقد وفرت الحكومة مطهرات اليد في جميع الفنادق ، وتم حث الإدارات الحكومية وشبه الحكومية على الحد من الاجتماعات المباشرة وعقد اجتماعات عبر الإنترنت بدلاً من ذلك.
وفي هذا السياق، قال النائب العام لدولة الإمارات، إن أي شخص ينتهك فترة الحجر الصحي الإجباري لمدة 14 يومًا “يخاطر باتخاذ إجراء قانوني”، مضيفًا أن تجاهل الإجراءات الاحترازية “جريمة يعاقب عليها القانون”.
فقد اتبعت الإمارات التدابير الفنية، منها الكشف المبكر عن المصابين، وترتيب غرف الحجر الصحي، داخل المستشفيات،وهذا عمل بالفعل على خفض الحاالات الخطرة للمصابين وتماثلهم للمصابين، وعدم انتشار العدوى.
التوقف مؤقتًا عن توزيع جميع الصحف والمجلات
المجلس الوطني للإعلام في الإمارات قرر التوقف مؤقتًا عن توزيع جميع الصحف والمجلات والمواد التسويقية منذ 24 مارس 2020 ، في خطوة لمكافحة انتشار الفيروس التاجي. يتضمن القرار المواد المطبوعة التي يتم توزيعها في الأماكن التي من المحتمل أن يتواصل فيها العديد من الأشخاص مع نفس المنتج ، ويتضمن إعلانات في المناطق السكنية والمطاعم والفنادق والمراكز الصحية والعيادات وقاعات الانتظار في القطاع العام وشركات القطاع الخاص. المنشورات المعتمدة من السلطات الصحية معفاة من الحظر.
أجراء الفحوصات
وفي خطوة إستباقية، نفذت وزارة الصحة الإماراتية فحوصات لأي شخص ربما يكون قد تعرض للفيروس وحثت على اتخاذ خطوات وقائية مثل غسل اليدين بالصابون والمياه النظيفة وتغطية الفم عند السعال أو العطس. وأصدرت وزارة الصحة أيضًا توجيهًا يقضي بتغطية جميع حالات التشخيص والقبول والعلاج لحالات COVID-19 المشتبه بها من خلال خطة الصحة الوطنية للبلد.
حزمة دعم للشركات وللبنوك
لم تاتي جهود دولىة الإمارات هذه، بسبب توفر الاموال والقدرة الاقتصادية، بل في رؤية الإمارات الإستباقية، في مواجهة التهديدات الى امنها، بكل انواعه، وهذه المرة، هي تواجه وباء كورونا التاجي.
وكانت دولة الإمارات قد وضعت سلامة مواطنيها في الاولوية، اكثر من اي حسابات اقتصادية، فقد اغلقت الشركات والمدارس والصالات الرياضية وأماكن العبادة والحدائق العامة. السياحة والضيافة ، بالإضافة إلى الترفيه والتجزئة والنقل وصناعات الأغذية والمشروبات.
وأعلنت الحكومة في الاسابيع الاولى عن حزمة اولى، تحفيز بقيمة 27 مليار دولار في محاولة لدعم الشركات والبنوك التي تضررت من تراجع النشاط الاقتصادي مع توقف السياحة وتحث السلطات السكان على البقاء في منازلهم.وأعلنت الإمارات عن حوافز اقتصادية لدعم شركات القطاع الخاص.
ويقول احد المسؤوليين من دائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي ، إن حكومة الإمارات تضع خططها التنموية “على التنشيط” على الرغم من انخفاض أسعار النفط وتفشي فيروسات التاجية العالمية.
وقال “أبو ظبي لديها الموارد ، حتى في هذه المستويات من أسعار النفط الخام ، لمواصلة التقدم المخطط لها”.
وقد صعدت بعض الشركات الكبيرة في الإمارات ورجال الأعمال لتقديم يد العون في مكافحة الدولة للفيروس التاجي. منها مجموعة الفنادق ومجموعات الأعمال إلى التبرعات الفردية ، وأعلن الإماراتيون ورجال الأعمال مساهمات لدعم السياسات والاجراءات الحكومية في محاربة الوباء.
الإستباق من أجل الحماية
إن سياسات دولة الإمارات الإستباقية، في محاربة فيروس كرونا المستجد، تأتي ضمن إستراتيجية دولة الإمارات ، التي تقوم على “الإستباق” من أجل حماية امنها وثرواتها البشرية والاقتصادية. فقد اعطت دولة الامارات الاولوية الى المواطن، وحصلت على ثقة مواطنيها وكذلك ثقة الوافدين، من خلال اعتمادها المعايير المهنية الدولية.
وعندما تتوفر الرؤية الإستراتيجية السليمة مع القدرات والامكانيات الاقتصادية، بدون شك، تعطي نتائج ايجابية بالتعاطي مع الازمات وربما مع التهديدات، وهذا يعني ان دولة الإمارات قادرة بالفعل على الاستمرار بسياستها هذه في محاربة فيروس كورنا، في ضوء الحقائق والمعطيات. و هذا يشجع الدول الاخرى من اعتماد تجربة دولة الإمارات أقليميا ودوليا في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وكذلك في مواجهة الازمات ومصادر تهديد امنها القومي.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=64325
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
[1]Abu Dhabi acts to cushion the blow of coronavirus on UAE companies
[2]Commentary: UAE fights COVID-19 while the rest of the Middle East drags its feet
[3]Coronavirus latest UAE announces 50 new Covid-19 cases
[4]Coronavirus: the UAE companies and businessmen helping fight Covid-19
[5]UAE bans its citizens from traveling, bars entry to residency visa holders for two weeks, suspends work permit issuance
[6[UAE stops distribution of print publications to combat coronavirus spread