بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات
يتناول الملف بالعرض والتحليل واقع تنظيم داعش وأنصاره في أوروبا، من حيث قدرات التنظيم الحالية بتنفيذ عمليات إرهابية ، ومخاطر تنظيم خراسان وتهديدات التنظيم الحالية، كما يستعرض الملف وجود الجماعات الجهادية كحماس وحزب الله في أوروبا، ومخاطر هذ الجماعات الاسلاموية المتطرفة على الأمن القومي لدول أوروبا، ويتطرق الملف إلى التدابير التي اتخذتها الحكومات الأوروبية لمواجهة الإرهاب والتطرف. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:
- داعش “والجهاديون” في تقارير الاستخبارات الألمانية والنمساوية
- داعش و”الجهاديون” في تقارير الاستخبارات الفرنسية والسويسرية
- داعش “والجهاديون” في تقارير الاستخبارات الهولندية والبلجيكية
- داعش “والجهاديون” في تقارير الاستخبارات البريطانية والاتحاد الأوروبي
1- داعش “والجهاديون” في تقارير الاستخبارات الألمانية والنمساوية
تفيد تقارير الأجهزة الاستخباراتية في ألمانيا والنمسا تزايد التهديد الناجم عن الجماعات الإسلاموية والمتطرفة لا سيما بعد حرب غزة في أكتوبر 2023. بالتزامن مع الدعوات المستمرة والمتكررة من تلك الجماعات لتنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية. ما دفع الأجهزة الأمنية في ألمانيا والنمسا لاتخاذ إجراءات وتدابير استباقية لمنع إي هجوم محتمل.
ألمانيا
تحذيرات من الجماعات المتطرفة
5 يوليو 2023 : ذكر تقرير جهاز الاستخبارات الداخلية بعد إلقاء الشرطة الألمانية القبض أشخاص يشتبه في كونهم أعضاء في تنظيم داعش خراسان، أن جميعهم من آسيا الوسطى ودخلوا ألمانيا من أوكرانيا في بداية حرب أوكرانيا، وأضاف التقرير أنهم خططوا لشن هجمات وحددوا بالفعل واستكشفوا أهدافا محتملة وقاموا بمحاولات لشراء أسلحة.
16 يونيو 2024 : أفادت هيئة حماية الدستور تزايد التهديد الناجم عن الإرهاب الإسلاموي ” بشكل أكبر” منذ 7 أكتوبر 2023، حيث من المتوقع أن يظل العدد المحتمل للمتطرفين الإسلاميين عند (27200)، ويأتي الخطر الأكبر من “الذئاب المنفردة” والخلايا الصغيرة، وكان “داعش” يضع أنظاره بشكل متزايد على الهجمات ضد الغرب.
11 يونيو 2024 : أكدت هيئة حماية الدستور أن خطر وقوع هجمات متطرفة أصبح أعلى مما كان عليه منذ فترة طويلة، وأوضحت أن سيطرة حركة “طالبان” على الحكم في أفغانستان عزز فكرة التطرف، بالإضافة إلى تزايد قوة فرع “داعش – ولاية خراسان”، وأن ألمانيا باتت في بؤرة تركيز المتطرفين أكثر من الدول الأوروبية الأخرى.
25 مايو 2024 : كشف تقرير أن أنصار حماس تخطط لشن هجمات في ألمانيا، وقد يكون الهدف هو السفارة الإسرائيلية وقاعدة عسكرية أمريكية في “راينلاند بالاتينات”واستنادا إلى الخرائط الموجودة على مشتبه به هاتف، أكدت السلطات أن التحقيقات أنه تجسس على هذه المؤسسات.
27 مارس 2024 : حذرت وزارة الداخلية الألمانية من أن “داعش”، يمثل أكبر تهديد للأمن في ألمانيا، وأن “مستوى التهديد لا يزال مرتفعا.
16 نوفمبر 2023 : اشتبهت الاستخبارات الداخلية الألمانية في أن بعض الجمعيات التي على صلة بحزب بالله “تمارس نفوذا قويا” على مساجد وجمعيات أخرى “إلى حد سيطرة تامة”، وهذه الأنشطة تهدف إلى نشر “المفهوم الثوري” لإيران الداعمة لحزب الله، وأن هذا المفهوم “يشتبه في أنه يتعارض مع النظام الدستوري في ألمانيا”.
تقول وزيرة الداخلية الألمانية “نانسي فيزر”، في إشارة إلى فرع “داعش خراسان” والذي أعلن مسؤوليته عن عدة هجمات إن “أوروبا، ومعها ألمانيا، تقع في مرمى المنظمات الجهادية، ولا سيما داعش وداعش خراسان”. الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات الألمانية والنمساوية
مخاطر الجماعات الاسلاموية على أمن ألمانيا
لايزال داعش خراسان يخطط لتنفيذ هجمات على كنائس ومعابد يهودية وعناصر شرطة باستخدام سكاكين وقنابل مولوتوف وخططوا لشراء أسلحة أيضا. نشر داعش العديد من مقاطع الفيديو الدعائية التي تدعو أنصارها إلى تنفيذ هجمات على “أهداف سهلة” في أوروبا تذكر بالهجمات التي وقعت في باريس في مسرح باتاكلان وما حوله في عام 2015، وعلى مطار بروكسل.
أكد “توماس هالدينوانج” رئيس وكالة المخابرات الداخلية الألمانية (BfV) أن السيناريو المحتمل هو هجوم منسق واسع النطاق من النوع الذي شهدناه مؤخرا في موسكو. كما يرى “هالدينوانج” إن داعش نجح في “إرسال أنصاره إلى أوروبا الغربية، تحت غطاء نزوح اللاجئين من أوكرانيا”.
حذر مسؤولون ألمان من أن ألمانيا قد تشهد هجوما إرهابيا بحجم الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو، أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة “هوهنهايم” أن (20 %) من المشاركين في الاستطلاع يعتزمون تجنب المشاهدة العامة لمباريات يورو 2024 خوفا من الهجمات الإرهابية.
يرى “بيتر نويمان ” الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب في 27 مارس 2024 أن هناك تهديدا إرهابيا كبيرا للغاية في ألمانيا وغرب أوروبا. فمنذ منذ بداية حرب غزة هناك تعبئة ضخمة للجماعات الإسلاموية في غرب أوروبا. تم إحباط (3 أو 4) هجمات في ألمانيا. أشار إلى أنه حدث تغيير في نهج الإرهابيين، حيث رُصدَ في السنوات الأخيرة تزايد في الذئاب المنفردة من أنصار “داعش” الذين تلقوا دعايا على الإنترنت، وأن هناك خطرا تنظيميا يتمثل في “داعش خراسان”، فهي قادرة على تنظيم شبكات، ما يزيد من مثل هذه المخاطر. الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات البريطانية والاتحاد الأوروبي
تدابير وإجراءات لمكافحة الجماعات الإسلاموية
27 يونيو 2024 : وافقت الحكومة الألمانية على مسودة قانون لطرد وترحيل أي شخص في حال تأييده لجرائم الإرهاب ـ ترحيل الخطرين الإسلامويين إلى أفغانستان وسوريا. كما افتتحت ألمانيا خلال العام 2024 “المركز الدولي للتعاون الشرطي” في مدينة “نويس غرب ألمانيا”.
يشمل القانون الإعجاب بمنشور مؤيد لمثل هذه الجرائم على وسائل التواصل الاجتماعي. معيار التأييد لا يقتصر فقط على مجرد نشر محتوى بالمعنى المشار إليه بل إنه يشمل أيضا على سبيل المثال وضع علامة “أعجبني” على منشور مؤيد.
7 يونيو 2024 : صوت البرلمان الألماني لصالح قانون يحظر استخدام رمز “المثلث الأحمر” الموجه للأسفل، الذي يعد شعارا لحركة حماس، في الأماكن العامة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مع فرض عقوبات على المخالفين.
5 يونيو 2024 : شهدت ألمانيا أول محاكمة لأعضاء محتملين في حزب الله اللبناني، وطالب الادعاء العام في مدينة هامبورغ بسجن رجلين يشتبه في انتمائهما للحزب، حيث هناك قرار حظر نشاط يسري على حزب الله منذ أبريل 2020.
2 نوفمبر 2023 : أعلنت وزارة الداخلية الألمانية حظر أنشطة حركة “حماس” وكذلك شبكة “صامدون”
16 نوفمبر 2023 : شنّت الشرطة الألمانية حملة مداهمات واسعة ضد “المركز الإسلامي في هامبورغ” وخمس مجموعات تابعة له للاشتباه في صلتها مع حزب الله.
النمسا
تحذيرات من الجماعات المتطرفة
16 مايو 2024 : حذر جهاز أمن الدولة فى النمسا من خطر وقوع هجوم إرهابى محتمل لتنظيم “داعش” فى البلاد. كما أبرز “جيرهارد كارنر ” وزير الداخلية النمساوى ورئيس الاستخبارات، عدة تحديات أمنية مركزية تواجهها البلاد؛ على رأسها “التطرف الدينى”. الإخوان المسلمون في أوروبا ـ تأثير الانشقاقات على تعامل الحكومات مع الجماعة
مخاطر الجماعات الاسلاموية على أمن النمسا
تشعر الأجهزة الأمنية في النمسا بالقلق من مجموعات لها صلة بـ”داعش” يُزعَم أنها مرتبطة بإمارة القوقاز، وهي جماعة إسلاموية متطرفة تعمل في إقليم القوقاز الروسي؛ اتُّهمت الجماعة أشخاص على وضع رسومات وكتابات دعائية مؤيدة لـ”داعش” على الجدران، وإلحاق مزيد من الأضرار في الممتلكات بمدينة “سانت بولتن” غرب العاصمة فيينا.
تضاعفت الأعمال المعادية للسامية في النمسا منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر ورفعت السلطات النمساوية مستوى التأهب ضد الإرهاب في البلاد إلى “مرتفع” منذ 18 أكتوبر وزادت من الحماية للمؤسسات اليهودية المحلية في 5 نوفمبر2023.
تدابير وإجراءات لمكافحة الجماعات الإسلاموية
اتخذت السلطات النمساوية قرارايهدف لتوسيع نطاق المراقبة الحدودية في محاولة لمكافحة الإرهاب في 20 نوفمبر 2023. عززت السلطات النمساوية في 11 ديسمبر 2023 الإجراءات الأمنية للمعابد اليهودية والمؤسسات اليهودية في أعقاب حرب غزة كما كثفت الشرطة النمساوية عمليات التفتيش، خاصة حول الكنائس والمناسبات الدينية وأسواق عيد الميلاد في فيينا، مشيرة إلى “تزايد المخاطر”.
حظرت النمسا في 14 مايو 2021 “حزب الله” بجناحيه السياسي والعسكري، متجاوزة بذلك سياسة الاتحاد الأوروبي، تعكس هذه الخطوة واقع حزب الله في أوروبا، واعتبرت النمسا أن “حزب الله يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار في النمسا.
وكانت قد اعتزمت الحكومة النمساوية إقامة مركز جديد مهمته، مراقبة المؤسسات والمنظمات المتطرفة في البلاد لتفادي أنشطة الجماعة المتطرفة للتمركز باستغلال المناخ الديموقراطي في البلاد، أو تحت غطاء المؤسسات الخيرية الإسلامية.
شرعت النمسا منذ منتصف عام 2020 في تنفيذ خطة شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف داخل البلاد وخارجها، وأقرت عدة إجراءات وتعديلات على القوانين لملاحقة الجماعات المتطرفة على أراضيها.
تدابير وإجراءات لمكافحة الجماعات الإسلاموية
عزّزت الأجهزة الأمنية في فيينا وكولونيا التدابير الأمنية في التاسع من يناير 2024 حول الكاتدرائيات وغيرها من المواقع بسبب “مخاطر متزايدة” من وقوع هجمات.
شددت الحكومة النمساوية من مراقبة الحدود الداخلية تساعد البلاد أيضًا في مكافحة الإرهاب، وتجري النمسا حاليا ضوابط حدودية مع سلوفاكيا والمجر وسلوفينيا بالإضافة إلى التدابير الموسعة مع تشيكيا.
تفرض السلطات الحكومية في النمسا ثانى أعلى مستوى للتحذير من الإرهاب بعدما تزايدت التهديدات الإرهابية خاصة عندما خطط إرهابيون لشن هجمات فى “كولونيا وفيينا” خلال عطلة عيد الميلاد في نهاية العام 2023.
فككت الأجهزة الأمنية في 5 سبتمبر 2023 خلية إرهابية يشتبه في ارتباطها بتنظيم “داعش”، تتكون من (9) شبان وامرأة في 5 سبتمبر2023، كانوا يُجندون عناصر لصالح “داعش”.
حماس ومحكمة العدل الدولية
طالبت محكمة العدل الدولية في 20 مايو 2024 إصدارات مذكرة اعتقال بحق قادة في حركة حماس في قطاع غزة، يقول “مارتن غريفيث “منسق الإغاثة في الأمم المتحدة في 15 فبراير 2024، إن حماس ليست منظمة إرهابية بل تُصنفها الأمم المتحدة رسمياً كحركة سياسية. وتنظر حماس أنها حركة سياسية شرعية تمثل حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ويقولون إن تصنيف حماس كمنظمة إرهابية له دوافع سياسية تتجاهل أسباب الصراع.
**
2- داعش و”الجهاديون” في تقارير الاستخبارات الفرنسية والسويسرية
تُشير تقارير المخابرات الفرنسية والسويسرية إلى أنّ تنظيم داعش، رغم خسارته للسيطرة على الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن الدولي، وخاصة في أوروبا. وقد شهدت فرنسا خلال فترة خلافة داعش المزعومة من عام 2014 إلى عام 2019، ذروة في الهجمات والمخططات الإرهابية، وتشمل بعض الهجمات الكبرى هجوم شارلي إبدو في 7 و8 و9 يناير 2015، وهجمات باتاكلان وستاد دو فرانس في باريس في 13 نوفمبر 2015، وهجوم شاحنة نيس في 14 يوليو 2016، وهجوم سوق عيد الميلاد في ستراسبورغ في 11 ديسمبر 2018. تشمل المؤامرات التي تم إحباطها أيضًا محاولة إطلاق النار في قطار تاليس في 21 أغسطس 2015 والمؤامرة الفاشلة لتفجير القنابل في نوتردام في 4 سبتمبر 2016. ولا تزال باريس تعد هدفًا للتنظيم خاصة مع استضافة الأولمبياد.
وقد أثارت العملية الإرهابية في أحدى متاجر موسكو يوم 22 مارس 2024، الكثير من الشكوك، بتحول داعش إلى ورقة ضاغطة ضد الحكومات، وفي سياق الأحداث دوماً يطل داعش برأسه مع التطورات السياسية، وهذا ما يثير الشكوك حول الجهات التي تقف وراء تنفيذ هذه العملية وغيرها من العمليات واحتمالات ان تأتي العملية ضمن سياق التطورات الميدانية في حرب غزة والتطورات الجيوسياسية مابين موسكو والناتو، ضمن فرضية “المؤامرة”. تنظيم داعش في العراق وسوريا، كان نموذجاً “لأستثمار داعش” في المنطقة.
داعش داخل فرنسا وسويسرا
يوجد أنصار داعش في العديد من الدول الأوروبية، مع تركيز خاص على فرنسا التي تُعد موطنًا لأكبر عدد من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم في سوريا والعراق. تُشير التقديرات إلى وجود ما بين 500 إلى 1500 من مقاتلي داعش في أوروبا، وهم قادرون على تنفيذ هجمات إرهابية “فردية” أو “ذئاب منفردة”. وتعد فرنسا موطنًا لأكبر عدد من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم في سوريا والعراق، ويُقدر عددهم بين 500 و 1500 مقاتل. زاد عدد الأفراد المتطرفين في فرنسا بشكل كبير طوال هذه الفترة ولن يُعرف العدد الدقيق أبدًا. ومع ذلك، كانت الاستجابة الفرنسية الأولية لهذه الهجمات من خلال التدابير الإدارية والقمع بدلاً من نهج منع التطرف العنيف ومكافحته. في أواخر عام 2015، بدأت فرنسا برنامجًا لإزالة التطرف، وبحلول عام 2017، بدأت فرنسا في تغيير نهجها في فك الارتباط وإزالة التطرف. ومع ذلك، كانت هذه الجهود تستهدف الأفراد المسجونين والعائدين من سوريا والعراق فقط. ولم تُبذل أي جهود، ولم يتم تطوير استراتيجية، تجاه أولئك الذين يحملون بطاقة إس، ولا بشكل عام.
هناك موجة أكثر حداثة من الهجمات التي شنتها تنظيمات “جهادية” مختلفة في فرنسا، والتي كانت مدفوعة إلى حد كبير بتنظيم داعش، أو ردًا على ما اعتبره الجناة أعمال “تجديف” ارتكبها مواطنون فرنسيون. على سبيل المثال، يأتي هجوم 13 أكتوبر 2023 بعد ثلاث سنوات من مقتل صمويل باتي، مدرس التاريخ والجغرافيا البالغ من العمر 47 عامًا. قُتل باتي ثم قُطع رأسه بساطور يحمله شاب يبلغ من العمر 18 عامًا خارج مدرسته في ضاحية كونفلان سانت أونورين الباريسية، في 16 أكتوبر 2020. وعلى هذا فإن هناك قلقا بشأن عدد كبير من الأشخاص المتطرفين في فرنسا الذين لم يتم التعامل معهم بشكل كاف، وربما أعطى هدوء الهجمات منذ سقوط ما يسمى بخلافة داعش فرنسا شعورا زائفا بالأمن في مواجهة الإرهاب الإسلامي.داعش ـ القٌدرات والهيكل التنظيمي من الداخل ( ملف)
داعش في تقارير الاستخبارات الفرنسية
تُعد بطولة كرة القدم الأوروبية، التي تقام في فرنسا عام 2024، هدفًا رئيسيًا لتنظيم داعش، حيث يمكن أن يستغل التنظيم التجمعات الكبيرة للناس لتنفيذ هجمات إرهابية أو عمليات خطف أو تفجيرات. وقد أعلنت السلطات الفرنسية عن اتخاذها لإجراءات أمنية مشددة لضمان حماية البطولة من أي هجمات إرهابية، وتشمل هذه الإجراءات نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن حول الملاعب وفي جميع أنحاء البلاد، واستخدام تقنيات متقدمة لمراقبة الجماهير، وتعزيز التعاون الاستخباراتي مع الدول الأوروبية الأخرى. من المتوقع أن يتم نشر ما يقارب 90 ألف من رجال الشرطة والحرس الوطني حول الملاعب وفي جميع أنحاء البلاد. كما سيتم استخدام كاميرات عالية الدقة وأجهزة التعرف على الوجه لمراقبة الجماهير.
وتعمل فرنسا عن كثب مع الدول الأوروبية الأخرى لمشاركة المعلومات الاستخباراتية وتحديد أي تهديدات محتملة. تشير تقارير الاستخبارات الفرنسية أن داعش رغم خسارته، لا يزال قادرًا على تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا، وذلك من خلال:
أولا الخلايا النائمة حيث تمتلك داعش شبكة من الخلايا النائمة في جميع أنحاء أوروبا، ويمكن لهذه الخلايا تنفيذ هجمات في أي وقت دون سابق إنذار.
ثانيا الذئاب المنفردة: يُشكل الأفراد الذين يتبنون أيديولوجية داعش ويتصرفون بمفردهم تهديدًا خطيرًا، حيث يمكنهم تنفيذ هجمات باستخدام أدوات بسيطة مثل السكاكين أو المركبات.
ثالثا الهجمات الإلكترونية: يُمكن لداعش شن هجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية أو نشر الدعاية على الإنترنت.
بحسب الإحصائيات التي أصدرتها وزارة القوات المسلحة في مارس 2021، واصلت الحكومة نشر 3000 عسكري في جميع أنحاء البلاد لدوريات المواقع المعرضة للخطر في إطار عملية سانتينيل . أنشأت فرنسا في عام 2022، وحدة معلومات الركاب الجديدة المشتركة بين الوزارات والتي تستخدم بيانات معلومات الركاب المتقدمة من الوكالة الوطنية لبيانات السفر لفحص بيانات الركاب القادمين والمغادرين مقابل قواعد بيانات الشرطة والإدارة الأخرى. عدلت فرنسا في عام 2022، سياستها القديمة ضد إعادة أفراد عائلات المقاتلين الأجانب الفرنسيين، حيث أعادت منذ يناير أكثر من 100 امرأة وطفل من مخيمات النازحين في شمال سوريا.
وقد تمت مقاضاة جميع المقاتلين الأجانب البالغين العائدين إلى فرنسا منذ عام 2016. ويواجه القاصرون، حسب أعمارهم، إجراءات قانونية إذا اشتبه في مشاركتهم في أنشطة إرهابية. ويتم وضع القاصرين الذين لا يُعتقد أنهم شاركوا في أنشطة إرهابية في خدمات حماية الطفل أو مع أفراد الأسرة الذين لا يشكلون تهديدًا بالتطرف العنيف ويتم تسجيلهم في برنامج إعادة تأهيل وإعادة إدماج مكثف. بموجب قانون دعم القيم الجمهورية لعام 2021، يُعاقب على أعمال خطاب الكراهية عبر الإنترنت بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة كبيرة. اعتمدت فرنسا في عام 2022 قانون مكافحة الإرهاب والاستخبارات الذي وسع أدوات مكافحة الإرهاب المتاحة للأجهزة الأمنية وجعل بعض التدابير المؤقتة التي فرضتها حالة الطوارئ في عام 2015 دائمة.
داعش في تقارير الاستخبارات السويسرية
تحذر الاستخبارات السويسرية من احتمال عودة المزيد من مقاتلي داعش إلى سويسرا، مما قد يشكل خطرًا أمنيًا. كما تُشير إلى خطر قيام “ذئاب منفردة” بشن هجمات. تتخذ سويسرا خطوات لمكافحة تهديد داعش، بما في ذلك، مراقبة الأفراد المشبوهين، تعزيز الأمن في المواقع الرئيسية، التعاون مع أجهزة الاستخبارات في الدول الأخرى، في عام 2017، أصدرت الاستخبارات السويسرية تقريرًا حذر من ازدياد احتمال وقوع هجمات إرهابية من قبل داعش أو مؤيديه. في عام 2019 نشرت سويسرا استراتيجية مكافحة الإرهاب الوطنية التي تحدد الخطوات التي ستتخذها لمكافحة هذا التهديد. داعش و”الجهاديون”ـ جدلية طالبان وخراسان في أفغانستان
حماس في تقارير الاستخبارات الفرنسية
وضعت فرنسا حركة حماس على قائمة التطرف والإرهاب وقد أدرج الاتحاد الأوروبي 16 يناير 2024، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار على قائمة “الإرهاب”. وكانت محكمة العدل الأوروبية قد أدرجت حماس على قوائم الإرهاب في يوليو 2017. وتروج فرنسا اتباع نهجًا شاملًا وأمنيًا وماليًا يشمل جميع قضايا العمل الدعائي في مواجهة حركة حماس.
وعقدت باريس اجتماعا في نوفمبر 2023، بعد الهجمات التي نفذتها الحركة في أكتوبر 2023 على إسرائيل، بشأن مكافحة حركة حماس حضره عدد كبير من الشركاء الدوليين، ويندرج في إطار مبادرة السلام والأمن للجميع التي استهلها رئيس الجمهورية. وأتاح الاجتماع الذي ترأسه المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية تناول العمل الفعلي الذي ينبغي الاضطلاع به لمكافحة الحركة وكذلك سبل تعاظم التنسيق الدولي في هذا الصدد.
وحُدد محوران أساسيان للعمل خلال الاجتماع:
المحور الأول : مكافحة تمويل حركة حماس من جهة، وتحادث المشاركون بشأن حشد جهودهم في المحافل المختصة وتعزيز الجزاءات التي تستهدف حركة حماس وأعضائها وتنفيذ معايير فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية على نحو ناجع يشمل درء المخاطر الناجمة عن استخدام العملات الرقمية.
المحور الثاني : معالجة المحتوى المتطرف الذي تبثه حركة حماس على الإنترنت. وذكّر المشاركون بأهمية استحداث آليات تنظيمية صارمة والحاجة إلى تعزيز التنسيق بشأن الآليات القائمة بغية التصدي لنشر المحتوى الإرهابي على الإنترنت، مع احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير السائدة في الدول التي تحكمها سيادة القانون.
حماس في تقارير الاستخبارات السويسرية
اقترحت الحكومة السويسرية فرض حظر لمدة خمس سنوات على حركة حماس الفلسطينيّة والجماعات التّابعة لها عقب هجومها الإرهابي على إسرائيل. وطرحت الحكومة الفدراليّة مشروع قانون بهذا الصّدد للتّشاور في 21 فبراير 2024. تأمل الحكومة السّويسرية أن يكون لحظر المنظّمة “أثر وقائيّ ورادع”، كما جاء في بيانها الصحفي. والهدف هو الحدّ من مخاطر استخدام حماس سويسرا ملاذ آمن. يُنتظر من هذا الحظر أيضاً أن يقلّل من التّهديد الإرهابيّ في سويسرا. ومن جهتها ترفض حماس الاتهامات الأوروبية بالإرهاب وتعرف نفسها بأنها “حركة مقاومة إسلامية”، كما تنفي الضلوع بأي عمليات داخل أوروبا.أمن دولي ـ محكمة العدل الأوروبية ـ الجدل حول وضع حماس على قائمة التطرف
حزب الله في تقارير الاستخبارات الفرنسية
بعد التحذيرات الأوروبية المتتالية من خطر حزب الله، وقد قامت كل من بريطانيا وألمانيا والنمسا وهولندا ودول أخرى بإجراءات حظر حزب الله ، إلا أن فرنسا وبالرغم من ضغوطات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية لم تفصل بعد في موقفها، كونها أنها تملك رؤية مغايرة تماماً. تتحفظ فرنسا بخيار الحظر للحزب كورقة ضغط يمكن بواسطتها مقايضة “جماعة حزب الله”، للإبقاء على استمرار التأثير الفرنسي في لبنان، الذي يسيطر على مجريات الأمور فيه الحزب سيطرةً كبيرة.
وبرغم محاولتها إبقاء نفسها بعيدة عن أي مواجهة ممكنة حفاظاً على مصالحها في لبنان، لم يمنعها هذا من التصويت سنة 2013 بالموافقة على وضع الجناح العسكري للحزب على قوائم الجماعات المحظورة في الاتحاد الأوروبي. تمارس فرنسا منذ 7 أكتوبر 2023 دور الوساطة لخفض التصعيد بين الحزب وإسرائيل، لمنع حرب مباشرة بين الطرفين. وفي نوفمبر 2022 قالت الحكومة السويسرية إنها لا تخطط لفرض حظر على الجماعة لأنها لا تشكل تهديدا إرهابيا كبيرا. أمن ألمانيا ـ تشديد القانون الجنائي ومحاكمة أعضاء في حزب الله اللبناني
**
3- داعش “والجهاديون” في تقارير الاستخبارات الهولندية والبلجيكية
تشهد بلجيكا وهولندا زيادة في التهديد الذي يشكله تنظيم داعش والجماعات الجهادية، حيث حذرت أجهزة الاستخبارات البلجيكية والهولندية من أن منظمات مثل داعش والقاعدة الحرب في غزة لحث المتعاطفين معها على تنفيذ هجمات في الغرب. كما تدعو هذه المنظمات إلى شن هجمات انتقامية على أعمال تدنيس القرآن الكريم في هولندا. ما دفع الأجهزة الأمنية في بلجيكا وهولندا لاتخاذ إجراءات وتدابير استباقية لمنع إي هجوم محتمل.
داعش والجهاديون في هولندا
تعتبر هولندا هدفاً للجماعات الجهادية و”داعش”، نظراً لانتشار حوادث حرق القرآن وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا، واستغلت الجماعات الجهادية هذه الحوادث لدعوة المؤيدين لفكر داعش عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتنفيذ هجمات داخل هولندا وضد مصالح هولندية في الخارج.
توجت الشبكات “الجهادية”أنشطتها في هولندا كرها خلال الأزمة السورية، عندما انتقل المئات من السلفيين “الجهاديين” من أصول عربية وإسلامية في عام 2013 إلى سوريا “للجهاد” في صفوف الجماعات المسلحة. إذ قدَّرت السلطات المحلية عدد حالات هؤلاء “الجهاديين” بأكثر من (300) مواطن، بمن فيهم (70) امرأة.
قدر عدد السلفيين “الجهاديين” في هولندا من (40-60) ألف في عام 2010. فيما ذكرت دائرة الاستخبارات والأمن العامة بهولندا (AIVD) في 2015 أنه لا يمكن تحديد الرقم بسبب التنوع الكبير والتداخل، والذي يعني غالبًا تداخل الحركات الإسلاموية فيما بينها وصعوبة التفريق بينها. تشير التقديرات إلى أن حوالي (500) رجل وامرأة في هولندا يعتنقون الفكر الجهادي. بينما تشير بيانات اللجنة الوطنية للأمن ومكافحة الإرهاب (NCTV) في2021 إلى أن عدد المساجد التي يديرها السلفيين ارتفع من (13) في 2014 إلى (27) مسجداً.التطرف في بلجيكا وهولندا ـ سياسات حكومية ساهمت بنشر التطرف
مخاطر الجماعات الجهادية على أمن هولندا
رفع المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب والأمن مستوى التهديد من (3) إلى (4) في 12 ديسمبر 2023، لأول مرة منذ عام 2019، وأشار إلى أن التهديد الإرهابي متزايد، نظراً لانتشار الخطاب المتطرف من قبل الجماعات الجهادية التي أعلنت استعدادها لارتكاب هجمات إرهابية في أوروبا، جراء تأزم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023، وحوادث حرق القرآن في أوروبا مؤخراً، واستخدمت تنظيمات مثل داعش والقاعدة حرب غزة، لكسب متعاطفين معها لتنفيذ هجمات.
تدابير وإجراءات لمكافحة الجماعات الجهادية في هولندا
تعكس استراتيجية مكافحة الإرهاب الوطنية الجديدة التي تغطي فترة أربع سنوات، 2022-2026، تقييم الحكومة بأن “الجهات الفاعلة المنفردة المتطرفة العنيفة” تشكل أكبر خطر إرهابي على هولندا. وتعطي الأولوية للكشف عن “المحتوى المتطرف والإرهابي العنيف” ومكافحته في المجال عبر الإنترنت وتولي اهتمامًا خاصًا لضمان إعادة دمج الأفراد في المجتمع بأمان بعد الاحتجاز. تسلط الاستراتيجية الضوء على الكشف عن تحركات سفر الإرهابيين، من خلال تحسينات في قابلية التشغيل البيني بين أنظمة الحدود والكشف مثل نظام معلومات شنغن ونظام معلومات السفر والتصاريح الأوروبي، مع مواصلة تطوير وتعزيز وحدة معلومات الركاب في هولندا.
ومن بين الإجراءات الهامة لإنفاذ القانون والإجراءات القضائية المتعلقة بمكافحة الإرهاب ومحاربة داعش داع ما يلي:
– حكمت محكمة هولندية، في 13 ابريل 2023 ، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بالإرهاب.
– أعلن مكتب الادعاء الوطني الهولندي في يناير 2023 اعتقال لاجئ سوري يبلغ من العمر (37) عاما بتهمة ارتكاب جرائم حرب بصفته مسؤولا أمنيا في تنظيم الدولة الإسلامية، وكشفت عن أنه لعب دورا قياديا في جهاز الأمن التابع لتنظيم داعش من عام 2015 إلى عام 2018. وأضافوا أنه لعب نفس الدور سابقا في جبهة النصرة، جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
– وفي أكتوبر 2022، أُدين رجل بتهمة التحريض على ارتكاب جرائم جنائية ضد السلطات العامة ونشر مواد إرهابية يمينية عبر الإنترنت.
– في أغسطس 2022 حُكِم على رجل بالسجن لمدة (30 ) شهرًا بتهمة تمويل الإرهاب. وقد أُدين بتحويل (107 )آلاف دولار إلى (25) امرأة هولندية وبلجيكية مؤيدة لتنظيم داعش في سوريا من خلال مصرف الحوالة، بما في ذلك مساعدة هؤلاء الأفراد على الهروب من المعسكرات.
– في 23 سبتمبر 2021، اعتُقِل تسعة أفراد من مدينة آيندهوفن للاشتباه في إعدادهم لجريمة إرهابية، والمشاركة في منظمة إرهابية، والمشاركة في تدريب الجهاديين أو تسهيله. ويُزعم أن المشتبه بهم ناقشوا خططًا لمهاجمة سياسيين هولنديين.
– حكمت محكمة مقاطعة لاهاي في يونيو 2021 على امرأة تبلغ من العمر (33) عامًا بالسجن لمدة ست سنوات بسبب دورها كمديرة لقناة دعائية لتنظيم داعش على تيليجرام. داعش ـ القٌدرات والهيكل التنظيمي من الداخل ( ملف)
داعش والجهاديون في بلجيكا
لا تزال مظاهر التطرف الجهادي تخيم على بروكسل رغم مرور نحو (8) سنوات على الهجمات الدامية التي شهدتها في مارس 2016، إذ تسعى داعش لتنفيذ هجمات داخل بلجيكا، وتتوسع جماعات ضمن السلفية “الجهادية” . وقد أفادت هيئة التنسيق البلجيكية لتحليل التهديدات (Ocam) في 27 مارس 2024 إلى خضوع (650) شخصاً يُعتبرون “متطرفين” أو “إرهابيين”، ويخضعون لمتابعة ذات أولوية، ويخضع (88%) من هؤلاء الأشخاص للمراقبة بسبب “التزامهم الفكر المتشدد بعدما شهد انخفاضًا بنحو (7%) مقارنة بالعام 2022.
رفعت بلجيكا مستوى التهديد الإرهابي في أكتوبر 2023 بعدما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن قتل سويديَّين في بروكسل في 16 أكتوبر 2023 جاءا لدعم فريقهما الوطني لكرة القدم، . وقتلت الشرطة البلجيكية المهاجم بالرصاص في صباح اليوم التالي، وتبنّى تنظيم داعش عملية الاغتيال. وقال وزير العدل البلجيكي فينسنت فان كويكنبورن ، إن المشتبه به في إطلاق النار هو متطرف تونسي يبلغ من العمر (45) عاماً يعيش على الأرجح في بلجيكا منذ عام 2016 ويقدم طلب لجوء في عام 2019.، موضحا إن الشرطة كانت على علم به منذ عام 2016 عندما صنفته خدمة شرطة أجنبية على أنه “متطرف”، ولكن لم يتم فعل أي شيء ملموس بشأن هذه المعلومات.
يعتبر جهاز أمن الدولة البلجيكي أن السجون داخل البلاد أصبحت مصدراً للتطرف “الجهادي”، فهناك ما يقرب من (5%) من جميع السجناء في بلجيكا شكلوا تهديدا جديا داخل المجتمع البلجيكي ويُعتقد أن “جهاديا” بلجيكيا واحدا على الأقل قد تطرف داخل سجن بلجيكي.
مخاطر الجماعات الجهادية على أمن بلجيكا
– قرر مركز تحليل التهديدات في أوروبا (OCAM) الحفاظ على مستوى التهديد في بلجيكا عند (3) من (4) . وقد ظل هذا المستوى قائما منذ هجوم بروكسل في 16 أكتوبر 2023. وأوضح مركز تحليل التهديدات أن هذا المعدل ظل ثابتا منذ ذلك الحين، ويرجع ذلك جزئيا إلى تصاعد الأوضاع في الشرق الأوسط وزيادة معاداة السامية.
– قالت الشرطة الفيدرالية البلجيكية، في 8 مارس 2023، إنها تظل “يقظة” بعد أن تلقت رسالة إلكترونية تهدد بشن هجوم إرهابي يستهدف شبكة مترو الأنفاق في بروكسل.
– اعتبارًا من عام 2022، أكدت بلجيكا أن الإرهاب المحلي الذي ينفذه أفراد منفردون يمثل أكبر تهديد إرهابي للبلاد. وشمل التهديد المحلي في المقام الأول أولئك المستوحون من التطرف الإسلامي.
تدابير وإجراءات لمكافحة الجماعات الجهادية في بلجيكا
– أعلنت النيابة العامة في بليجيكا أن الشرطة البلجيكية، اعتقلت في 4 مايو 2024 سبعة أشخاص يشتبه بتقديمهم الدعم لتنظيم “داعش” والتحضير لـ”هجوم إرهابي” غالبيتهم من الشيشان، وثلاثة منهم يحملون الجنسية البلجيكية، من بينهم نساء مشيرا إلى أن “الهدف المحدد للهجوم المخطط له لم يُعرف بعد”.
– أعلنت وزارة الدولة البلجيكي لشؤون اللجوء والهجرة عدم تجديد إقامة أئمة لاعتبارهم شديدي الخطورة على الأمن القومي البلجيكي، وتندرج تلك القرارات ضمن سياسة “مكافحة السلفية الجهادية” التي تعد “أولوية للحكومة البلجيكية”.
– أعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية في مدينة “أنتويرب” في شمال البلاد في الثامن من فبراير 2022 في إطار تحقيقات لمكافحة الإرهاب اعتقال (13) شخصاً ينتمون لجماعة “تتوسّع ضمن الحركة السلفية الجهادية” وذلك لـ “التعرف بشكل أفضل على أنشطة” هذه الجماعة السلفية “الجهادية”.
– عملت الحكومة على تدريب الأئمة الذين يعملون في السجون لتحديد علامات التطرف بين السجناء، وكذلك العناصر المحتمل أن يكون لها دور مؤثر في تطرف السجناء الآخرين واعتناق ” السلفية الجهادية”.
– أعطت السلطات البلجيكية الأولوية لمراقبة (64) شخصاً يعتنقون “السلفية الجهادية” ومراقبة خطب الدعاة التي تضم خطابات متطرفة في المساجد، وساهم ذلك في إغلاق ما لا يقل عن (5) مساجد ومدارس منذ عام 2016، كما زادت السلطات من عدد أنظمة المراقبة وعدد المسؤولين الذين يراقبون المتطرفين المشتبه بهم.
– بدأت السلطات البلجيكية عملية اختيار هيئة المحلفين في 30 نوفمبر 2022 قبل محاكمة (9) “جهاديين” مزعومين يُشتبه في تورطهم في الهجمات الإرهابية في بلجيكا عام 2016 . وواصلت بلجيكا عزل السجناء المتطرفين عن بقية نزلاء السجون وتضم المناطق المعزولة في سجن “هاسيلت وإيتر” حوالي (20) شخصاً. الجهاديون في بلجيكا.. مخاطر تنامي السلفية . بقلم بسمة فايد
**
4- داعش “والجهاديون” في تقارير الاستخبارات البريطانية والاتحاد الأوروبي
رغم ما حققته بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي من خطوات، بشأن مكافحة التنظيمات الجهادية وفي مقدمتها تنظيم “داعش” طوال السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أن حرب غزة جددت المخاوف من احتمالية عودة هذه التنظيمات للقارة الأوروبية، الأمر الذي دفع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في فبراير 2024، للتأكيد على مواصلة العمل مع الدول الأعضاء لمواجهة أي تهديد يشكله داعش للسلام والأمن الدوليين. لذا توالت التحذيرات من قبل الاستخبارات الأوروبية وخصوصاً البريطانية من محدودية النهج المتبع للتصدي لأي تهديدات إرهابية محتملة الفترة المقبلة.
داعش في بريطانيا
مازالت تقع بريطانيا في دائرة استهداف تنظيم “داعش”، وفي 18 يوليو 2023 كشف تقرير حكومي للمخابرات البريطانية “إم أي 5” أن تنظيمي “داعش” و”القاعدة” يخططان لهجمات إرهابية تستهدف المملكة المتحدة، لذا تركز المؤسسات الاستخباراتية في بريطانيا ثلاثة أرباع عملها لمواجهة مخاطر هذه التنظيمات، وقبلها أبلغت قوات الأمن العراقية أجهزة المخابرات البريطانية، من أن داعش يخطط لشن هجوم كبير على تجمع عام بالمملكة المتحدة. وفسرت الحكومة البريطانية وقتها وضع بلادها في قائمة أهداف داعش، لاندلاع حالة تنافس بين داعش والقاعدة.
اتضحت الأمور أكثر عبر خطابات التنظيم المتطرف المنشورة عبر صفحاته الرسمية، وتضمن غلاف مجلة “صوت خراسان” الصادرة في يناير 2024 والمرتبطة بتنظيم “داعش- خراسان”، تهديداً بهجوم مباشر على بريطانيا. وفي 29 مارس 2024 حرص تنظيما “داعش” و”القاعدة” على إرسال رسائل تفيد بأنهما يمتلكان قدرة التأثير على البريطانيين ودفعهم للتطرف إلى نطاق أوسع، بعد تبني داعش هجوم موسكو في الشهر نفسه. وفي 9 أبريل 2024 أعلنت الشرطة البريطانية أنها على علم بالتقارير المنتشرة عبر الإنترنت، حول دعوات داعش لاستهداف مباريات دوري أبطال أوروبا في لندن وجميع أنحاء أوروبا.
هذه التحذيرات ليست الأولى من جانب أجهزة الأمن البريطانية، خاصة وأن داعش مدرج على قوائم التنظيمات الإرهابية في المملكة المتحدة منذ أغسطس 2014. وبسيطرة حركة طالبان على أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي في أغسطس 2021، نوه المدير السابق لجهاز الاستخبارات الداخلية في بريطانيا جوناثان إيفانس، إلى خطورة داعش واستغلاله هذا الوضع لمنح أعضائه فرصة للتحرك داخل وخارج أفغانستان.
وأشار مؤشر الإرهاب لعام 2022، إلى أن التطرف الإسلاموي يمثل خطورة على بريطانيا، وتعد السلفية الجهادية والجماعات الإسلاموية أكثرهم تغلغلاً بالمجتمع، وتضمن مؤشر الإرهاب لعام 2023 نفس التحذير، إذ تعد هذه الجماعات التهديد الرئيسي لأمن بريطانيا بمسؤوليتها عن (67%) من الهجمات الإرهابية، وتخصص الاستخبارات (75%) من عملياتها للتصدي لها.مؤشر الإرهاب في بريطانيا والسويد عام 2023
حركة حماس في بريطانيا
تنظر بريطانيا إلى حركة حماس كتنظيم متطرف يمثل تهديداً لأمنها القومي، رغم أن سياسات المملكة المتحدة الخارجية طوال الـ (3) عقود الماضية كانت تتعامل مع حماس بأنها جزء من الساحة السياسية في فلسطين، وفي 26 نوفمبر 2021 أدرجت الداخلية البريطانية حركة حماس بشكل رسمي ضمن قائمة منظمات الإرهاب المحظورة في بريطانيا، وشمل القرار الذي حظي بموافقة البرلمان البريطاني الجناحين السياسي والعسكري للحركة، وبموجبه يواجه أعضاء حماس الذين يدعون للالتحاق بها عقوبة السجن لمدة تصل إلى (14) عاماً. واتخذت بريطانيا هذا القرار بناءً على مجموعة واسعة من المعلومات الاستخباراتية، التي تكشف عن امتلاك حماس أسلحة متطورة ومنشأة لتدريب عناصرها على أعمال عنف، وكانت الخطوة رسالة قوية لمؤيدين الحركة في بريطانيا.
استغلت حماس حرب غزة للعودة مرة أخرى إلى الساحة السياسية في بريطانيا، معتمدة على خروج مظاهرات في أكتوبر ونوفمبر 2023 داعمة لها بشوارع بريطانيا، وفي المقابل أكد وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون، في 12 مايو 2024، أن أي خطوة تتعلق بتغير نهج تصدير الأسلحة لإسرائيل يجعل حماس أقوى. وفي 18 مايو 2024، كشف استطلاع رأي أن أكثر من ثلث طلاب الجامعات البريطانية، يعتقدون أن هجوم السابع من أكتوبر 2023 عمل من أعمال المقاومة.
حزب الله في بريطانيا
أوضحت وثائق بريطانية نشرت في 29 ديسمبر 2023، أن حكومة توني بلير قبل (20) عاماً سعت لحل الجناح العسكري لحزب الله، عبر حوار مع أعضائه ورئيس الوزراء اللبناني وقتها رفيق الحريري، نظراً للمخاوف من إقدام حزب الله لاستهداف أهداف بريطانية وغربية. وتدريجياً حظرت بريطانيا منظمة “الأمن الخارجي” التابعة لحزب الله في فبراير 2001، وصنفت جناحه العسكري كمنظمة إرهابية في 2008. وفي فبراير 2019 عزمت بريطانيا على حظر حزب الله وتصنيفه كتنظيم إرهابي، وفي يناير 2020 تم إدراجه بكل أجنحته على قائمة التنظيمات الإرهابية، ما يعني تجريم التعامل معه وتبني أفكاره ورفع شعاراته، والتبرع له في بريطانيا.الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات البريطانية والاتحاد الأوروبي
مخاطر الجماعات الإسلاموية في بريطانيا
تعود خطورة الجماعات الإسلاموية إلى استراتيجية الانتشار وما ينتج عنها من إحداث انقسامات بالمجتمع، وفي أكتوبر 2022 توالت التحذيرات من خطر أيدلوجية هذه الجماعات، وقال الكاتب البريطاني جيمس فورسيث، إن الأيدلوجية الإسلاموية لديها تماسك وتغلغل أكبر من المتطرفين اليمينيين، ما يجعلها التهديد الأكبر الآن. وعلى سبيل المثال عمل حزب “التحرير الإسلامي” في بريطانيا ودول أوروبية أخرى، على إيجاد مساحة للحركة بعيداً عن الحظر منذ ثمانينيات القرن الماضي. وركز على استقطاب الجالية المسلمة وبالأخص الطلاب، بانتقاد سياسة الحكومات وصناعة الكراهية نحو باقي فئات المجتمع. وبهجمات لندن 2005 تصاعدت المطالب بضرورة إدراج الحزب على قوائم الإرهاب. وتردد اسم الحزب من جديد بتنظيمه مظاهرات مناهضة للحرب على غزة، وفي 19 يناير 2024 قدم وزير الداخلية السابق جيمس كليفرلي مشروع قرار حظر الحزب للتصويت في البرلمان، اعتراضاً على رفع شعار “الجهاد” في مظاهراته.
تكمن خطورة أنشطة الجماعات الإسلاموية، في تأسيس مجتمع موازي داخل المجتمع البريطاني، لترويج أفكارها المتطرفة، وفي 15 مارس 2024 أكد وزير المجتمعات المحلية السابق مايكل غوف، أن الانتشار الشامل للأيديولوجيات المتطرفة اتضح أكثر بعد هجوم السابع من أكتوبر، ما يشكل خطراً حقيقياً لأمن البريطانيين والنظام السياسي في المملكة المتحدة.
تدابير بريطانيا لمواجهة خطر الجماعات الإسلاموية
– 14 يناير 2022: أحبطت الأجهزة الأمنية البريطانية (32) مخططاً إرهابياً من بينها (18) على يد جهاديين.
– يوليو 2022: اعتقلت الشرطة البريطانية (169) شخصاً بسبب جرائم تتعلق بالإرهاب.
-17 يوليو 2023: أجرت شرطة مكافحة الإرهاب بالمملكة المتحدة، نحو (800) تحقيقاً مباشراً.
-19 يوليو 2023: حدثت بريطانيا من استراتيجية مكافحة الإرهاب “كونتيست” لعام 2023 لمواجهة التهديدات.
-11 أكتوبر 2023: أعلنت الداخلية البريطانية معاقبة القانون كل من يبدي تأييده لحركة حماس مهما كانت طبيعته.
-24 أكتوبر 2023: حصلت الشرطة البريطانية على إرشادات موضحة، حول جرائم الكراهية عقب خلاف في الحكومة بشأن تعامل شرطة لندن مع احتجاجات مؤيدة لفلسطين، تخوفاً من استغلال الجماعات المتطرفة هذه الاحتجاجات لإرسال رسائل تحرض على العنف.
-19 يناير 2024: صوت البرلمان البريطاني لصالح حظر حزب “التحرير” وتصنيفه كمنظمة إرهابية.
-24 فبراير 2024: رفضت محكمة الاستئناف ببريطانيا، طعن شميمة بيغوم التي جردت من جنسيتها البريطانية للالتحاق بداعش في سوريا.
-11 مارس 2024: تعهدت الحكومة البريطانية بتقديم (150) مليون دولار لحماية المجتمعات المسلمة من ظاهرة الإسلاموفوبيا ومعالجة التطرف.
– 1 مايو 2024: وجهت السلطات البريطانية، اتهامين متعلقين بالإرهاب إلى شرطي، نظراً لنشره صورة تدعم حماس.
مخاطر الجماعات الإسلاموية في الاتحاد الأوروبي
تصاعدت المخاوف في أوروبا من وقوع عمليات إرهابية بعد حرب غزة، وفي 27 أكتوبر 2023 حذرت وكالة إنفاذ القانون الأوروبية “يوروبول” من هجمات إرهابية على أوروبا وتجنيد الشباب من قبل التنظيمات المتطرفة، ما يجعل الذئاب المنفردة أكبر تهديد يواجه أمن أوروبا. ونوهت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي يلفا يوهانسون، إلى احتمال وقوع هجمات جراء الحرب. وحذر الاتحاد شركات التكنولوجيا من عقوبات قانونية إذا لم تحذف أي محتوى مؤيد لحركة حماس على منصات التواصل الاجتماعي، لأنه يعتبر أي محتوى متعلق بحماس غير قانوني أو متطرف، ويجب إزالته وفقاً لقانون الخدمات الرقمية واللائحة التنظيمية للتصدي لأي محتوى متطرف عبر الإنترنت، لاسيما وأن محكمة العدل الأوروبية أيدت إبقاء حماس على قوائم الإرهاب في 2021.
نوه تقرير أممي في مارس 2024، إلى أن انتقال أشخاص من شمال القوقاز وآسيا الوسطى نحو أوروبا، يمثل فرصة لتنظيم “داعش خراسان” لشن هجمات عنيفة في الغرب، مشيراً إلى دوافع تتعلق بوجود خلايا نائمة في أوروبا، والدعم المقدم لهم من الناطقين بالروسية المتواجدين في أوروبا، وصور الحرب في غزة. وتثير دورة الألعاب الأولمبية المقرر انعقادها في 26 يوليو 2024 في فرنسا قلق مسؤولي مكافحة الإرهاب، باعتبارها هدفاً لهذه التنظيمات.داعش “والجهاديون” في تقارير الاستخبارات الهولندية والبلجيكية
تدابير الاتحاد الأوروبي لمواجهة خطر الجماعات الإسلاموية
-22 مارس 2022: أقرت المفوضية الأوروبية تدابير حول أمن المعلومات والأمن السيبراني للتنسيق بين وكالات إنفاذ القانون.
– 20 أبريل 2023: أقر البرلمان الأوروبي استراتيجية تتبع عمليات نقل الأصول المشفرة ومنع غسل الأموال ومكافحة الإرهاب، وخصصت المفوضية الأوروبية (30) مليون يورو لحماية أماكن العبادة المعرضة للخطر بشكل خاص من جرائم الكراهية.
-18 أكتوبر 2023: أعلن الاتحاد الأوروبي تعاونه مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، لمعالجة الإرهاب على أساس العنصرية والتطرف العنيف.
– 14 ديسمبر 2023: أدرج المجلس الأوروبي القائد العام للجناح العسكري لحركة حماس محمد ضيف ونائبه مروان عيسى، على قائمة الإرهاب التابعة للاتحاد.
– 9 أبريل 2024، شددت بعض دول الاتحاد إجراءات أمنية بعد تهديدات داعش باستهداف بطولة دوري أبطال أوروبا.
**
تقييم وقراءة مستقبلية
– بات خطر الجماعات الإسلاموية المتطرفة مرتفعا خلال العام 2024 في ألمانيا والنمسا مقارنة بالسنوات السابقة، ويرجع ذلك جزئيا إلى حرب غزة.
– تراجع داعش في ألمانيا والنمسا بسبب التدابير، ويبقى خطر تنفيذ عمليات واسعة قائما ولا يستهان به لكنه ضعيف، وتظل عمليات الذئاب المنفردة والطعن تسود المشهد في أوروبا.
– تتزامن التحذيرات من الجماعات الإرهابية مع استضافة ألمانيا لبطولة اليورو 2024، وهو الحدث الذي يخشى منه السلطات أن يكون هدفا جذابا للجماعات المتطرفة.
– يمكن القول أن إن إبقاء المتطرفين الإسلاميين تحت المراقبة يمثل تحديا كبيرا للسلطات الأمنية في ألمانيا والنمسا خاصة لأنهم يخططون لأعمالهم في وقت قصير.
– من المرجح أن تعكف السلطات الألمانية على دراسة مدى إمكانية ترحيل الخطرين الإسلامويين عن طريق دول مجاورة؛ وأن تكون “أوزبكستان” على سبيل المثال من بين الدول المرشحة للتعاون الأمني مع الحكومة الألمانية في ذلك.
– لا يحاول داعش فقط الاستفادة من حرب غزة لتحفيز مؤيديها والمتعاطفين معها، بل يحاول أيضا تنظيم هجمات إرهابية في أوروبا لإثبات بقائه.
بات متوقعا أن تساهم القوانين التي أقرتها النمسا وألمانيا لحظر أنشطة حماس داخل البلاد، في السلطات الفدرالية الأدوات المناسبة لمكافحة أنشطة ودعايا أنصار حماس المحتملة.
– من المحتمل بعد رفع حكومة ألمانيا والنمسا مستويات التأهب الأمني لمواجهة المخاطر المحتملة، اتخاذ إجراءات وتدابير استباقية لمنع إي هجوم محتمل.كذلك اعتماد سياسات أكثر تشدد في موضوعات “حرية عمل هذه الجماعات”
**
لا تزال داعش تُمثل تهديدًا أمنيًا كبيرًا في أوروبا، على الرغم من خسارتها للسيطرة على أراضيها في سوريا والعراق، تستمر الجماعة في التخطيط والتحريض على هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في فرنسا وسويسرا.
هناك عوامل تُساهم في استمرار تهديد داعش، منها وجود شبكات واسعة من الخلايا النائمة في أوروبا، واستغلال الجماعة للأزمات الاجتماعية والاقتصادية لنشر خطابها المتطرف، واستخدام الإنترنت لنشر الدعاية والتجنيد، كذلك سهولة حصول الأفراد على الأسلحة والمواد المتفجرة.
يمكن أن تشمل السيناريوهات المستقبلية المحتملة هجمات كبرى من قبل داعش في أوروبا، أو تنفيذ هجمات “ذئاب منفردة” من قبل أشخاص متعاطفين مع الجماعة، أو استهداف أماكن مزدحمة مثل وسائل النقل العام أو الأحداث الرياضية.
يُواجه مكافحة داعش تحديات كبيرة، تشمل صعوبة تتبع الخلايا السرية، وصعوبة التصدي للتطرف العنيف والتطرف الإسلاموي على الإنترنت، والحاجة إلى تعاون دولي مكثف لمكافحة الإرهاب، لمكافحة داعش، تتخذ السلطات الأوروبية خطوات مثل تعزيز الأمن في المواقع الرئيسية، ومراقبة الأفراد المشبوهين، والتعاون مع أجهزة الاستخبارات في الدول الأخرى، ومكافحة التطرف العنيف والتطرف الإسلاموي على الإنترنت، ومعالجة الأسباب الجذرية للتطرف، مثل الفقر والتهميش.
**
– يظل التهديد بهجمات إرهابية في بلجيكا وهولندا من جانب “داعش” والجهاديون مستمرا ، خاصة في ظل توتر الامن الدولي مع استمرار حرب غزة ، والامن القومي بتواتر أعمال تدنيس القرآن الكريم في هولندا.
– تعد بلجيكا من أكثر الدول الأوروبية المعرضة لتهديدات إرهابية، نظراً لانتشار أعداد كبيرة من الإسلاميين المتطرفين هناك، ما يجعل حرب غزة فرصة للتنظيمات الجهادية لإعادة تموضعها في أوروبا، خاصة بعد تراجع الهجمات الإرهابية السنوات الماضية.
– تصاعد اليمين المتطرف في هولندا يعزز من تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، مع طول أمد حرب غزة، لذا ستصبح هولندا بؤرة حاضنة للمتطرفين الفترة المقبلة، ما يمثل تحدياً كبيراً أمام الحكومة لتحقيق التوازن في مواقفها تجاه إسرائيل ودعم المدنيين بغزة، لاسيما وأنها تواجه انتقادات مختلفة بين دعمها لإسرائيل وسياساتها في مواجهة خطاب الكراهية.
– يتمثل التهديد الرئيسي لداعش داخليا في هولندا وبلجيكا من “الذئاب المنفردة” حيث تربطهم علاقة مباشرة بالجماعات الجهادية. ويعكس مستوي التهديد الإرهابي في بلجيكا وهولندا الطبيعة المعقدة والمتقلبة وغير المتوقعة للتهديدات الإرهابية ضرورة تطوير استراتيجيات مكافحة الإرهاب
– من المتوقع أن يصبح المشهد الجهادي في بلجيكا وهولندا أكثر “خطورة”، وأن تشهد هجمات إسلاموية مُخطط لها في الخارج وتنفيذها بواسطة “خلايا نائمة أو ” الذئاب المنفردة ”.
– بات محتملاً في بلجيكا وهولندا اتخاذ تدابير وقائية واستباقية في الأماكن العامة للتصدي لهجمات الجهادين ووإجراء مراجعات مستقلة لاستراتيجيات مكافحة الإرهاب ومن المتوقع الإبقاء على مستوى التأهب الأمني والتهديد الإرهابي.
**
– تكمن خطورة الجماعات الإسلاموية في بريطانيا، على قدرتها على الانتشار عبر الإنترنت واستقطاب عناصر جديدة لها بالتجنيد الإلكتروني، ما يجعل عمليات الذئاب المنفردة الخطر الأكبر الذي يهدد أمن بريطانيا، خاصة وأن أغلب العمليات الإرهابية الأخيرة تبنتها ذئاباً منفردة، وهذا يفسر تراجع نشاط التنظيمات مثل داعش والقاعدة مؤخراً في بريطانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي، جراء الإجراءات الأمنية المشددة والتدابير الاستباقية التي تتبعها هذه الحكومة الأوروبية للتصدي لأي تهديدات إرهابية محتملة.
– إدراج حركة حماس وجماعة حزب الله وتنظيم داعش على قوائم الإرهاب في بريطانيا يعود لسنوات قبل حرب غزة، ما يعني أن أي إجراءات ستتخذها حكومة كير ستارمر بشأن تشديد الرقابة على هذه الجماعات الإسلاموية يجب أن تكون أكثر صرامة، خاصة وأن الجماعات المتطرفة استغلت حالة الانقسام في المجتمع البريطاني حول أزمة غزة، لتنشر أفكارها المتطرفة وتبث خطاب الكراهية المحرض على العنف.
– العمل على تطوير خطة دمج الجاليات المسلمة في بريطانيا، يمثل خطوة حاسمة للتصدي للتنظيمات المتطرفة، التي تعتمد على هذه الثغرة لاستقطاب الشباب بالترويج لخطاب عنصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
– تمثل المرحلة المقبلة تحدياً كبيراً أمام حكومة كير ستارمر، خاصة وأن حزب العمال أكد في تصريحات سابقة على أهمية مكافحة أنشطة التنظيمات المتطرفة، ومع تفاقم التوترات في منطقة الشرق الأوسط، تتزايد المخاوف من عودة تنظيم داعش واستغلاله هذه الصراعات وإعادة ترتيب وجوده بالمنطقة، ومن ثم وضع أوروبا وبريطانيا بالتحديد في دائرة استهدافه مرة أخرى.
– من المتوقع أن تكثف الاستخبارات البريطانية جهودها، لرصد أي تحركات محتملة للتنظيمات المتطرفة، والعمل على تتبع تواجدها على الفضاء الإلكتروني، إذ تعتمد عليه في تكوين شبكة قوية من المتطرفين عبر الحدود وداخل القارة الأوروبية.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=95254
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI
الهوامش
Germany warns of Moscow-style terror attacks
https://tinyurl.com/6j9wh2yj
Hamas plant offenbar Anschläge in Deutschland
https://tinyurl.com/2y6h6a3x
Austria Prolongs Border Controls With Czechia in Ongoing Fight Against Smuggling & Terrorism
https://tinyurl.com/355adpy4
Austria sees rise in anti-Semitic attacks against backdrop of Israel-Hamas war
https://tinyurl.com/ssv9xx49
**
The EU’s response to terrorism
https://bit.ly/3VUDvP2
Hamas global jihad – An impact in France?
https://bit.ly/3yqCBSt
France and the war in Gaza
https://bit.ly/4cAQFru
Fight against terrorism – Meeting on combating Hamas (Paris, 13 December 2023)
https://bit.ly/3xMmlLA
**
Terror threat level remains at 3 in Belgium
https://n9.cl/pi9lc
Netherlands raises terrorism threat level to ‘substantial’
https://n9.cl/gtbnb
Belgium: Extremism and Terrorism
https://n9.cl/n06i2
Belgium’s anti-terror agency keeping close eye on 650 suspected extremists
https://n9.cl/fmioj
**
إلى أي مدى يجب أن تقلق بريطانيا من عودة “داعش”؟
https://bit.ly/3xQtjiz
Hate crime law to be clarified after protest row
https://bit.ly/4eKGxxQ
Proscribed terrorist groups or organisations
https://bit.ly/3WcdBrr
إجراءات أمنية مشددة في باريس ولندن.. “داعش” يهدد دوري الأبطال
https://bit.ly/3zAVJ0E
Fight against terrorism: Council adds two individuals to the EU terrorist list in response to the 7 October attacks
https://bit.ly/4eXl5Wo