الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

داعش في سوريا والعراق ـ عودة التهديد في ظل هشاشة الوضع السياسي

iraq isis
نوفمبر 05, 2025

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (25)

لا يزال تنظيم “داعش” يُشكّل تهديدًا مستمرًا في سوريا والعراق. ووفقًا للتقديرات، هناك أكثر من (4000) مقاتلٍ نشطٍ في سوريا والعراق، بينما يُحتجز آلاف من مقاتلي “داعش” في السجون السورية، مما يُشكّل خطرًا جسيمًا في حال إطلاق سراحهم، لا سيما من خلال عمليات الهروب من مراكز الاحتجاز. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال آلاف الأفراد التابعين لـ”داعش” في معسكرات الاعتقال، حيث يكونون عُرضةً للتطرف والتجنيد. وفي أعقاب سقوط النظام السوري السابق، فإن ضعف سيطرة الحكومة السورية الجديدة، إلى جانب “العنف الطائفي” المُستمر، قد يُعزّز قدرات “داعش” بشكلٍ أكبر، مما يسمح للجهاديين بإعادة تنظيم صفوفهم والحفاظ على وجودهم، وربما توسيع نفوذهم مرةً أخرى.

قدرات تنظيم “داعش” في العراق

تشير التقديرات إلى أن عدد عناصر “داعش” في العراق يتراوح بين (1000) إلى (2000) عنصر رغم انهيار الهيكل الإداري والعسكري العلني للتنظيم نهاية عام 2017، موزعين على شكل خلايا نائمة أو مجموعات صغيرة في مناطق نائية. يتواجد التنظيم بشكل خاص في مناطق “ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى” والحدود مع سوريا. ويحتفظ التنظيم بشبكة دعم لوجستي ومجتمعي محدودة، ويعتمد على التهريب والجباية المحلية لتأمين الموارد. لا يزال تنظيم “داعش” يحتفظ بقدرات مالية تمكنه من تنفيذ هجمات وتمويل خلاياه في العراق عام 2025، رغم خسارته للأراضي التي كان يسيطر عليها. وتعتمد مصادر تمويله على مجموعة من الأنشطة غير المشروعة والطرق السرية، أبرزها:

يواصل التنظيم فرض إتاوات على السكان المحليين، خاصة في المناطق الريفية والنائية، من خلال التهديد بالعنف أو تقديم “حماية” مزعومة. كما يقوم بابتزاز أصحاب الأعمال والتجار للحصول على أموال. كما ينخرط التنظيم في تهريب النفط والآثار والأسلحة، مستفيدًا من ضعف الرقابة على الحدود والمناطق الصحراوية. كما يشارك في الاتجار بالبشر والمخدرات لتمويل أنشطته. يستخدم “داعش” شبكات الحوالة غير الرسمية لتحويل الأموال بين أفراده وخلاياه، مما يصعب تتبعها من قبل السلطات. كما يستغل العملات الرقمية لنقل الأموال بسرية. ويتلقى التنظيم تبرعات من مؤيدين له في الخارج، سواء عبر تحويلات مالية مباشرة أو من خلال جمعيات خيرية تعمل كواجهة لجمع الأموال.

حققت جهود مكافحة الإرهاب للتحالف الدولي والحكومة العراقية نجاحًا ملحوظًا في إضعاف قدرات التنظيم ونطاقه داخل العراق. في معظم الأحيان، لم يعد تنظيم “داعش” يؤثر على الحياة اليومية داخل البلاد. تقع معظم هجماته الآن في المناطق الريفية أو قليلة السكان، وعندما يهاجم، يركز التنظيم في المقام الأول على قطاعات مختلفة من الأجهزة الأمنية العراقية بدلًا من المدنيين. وبينما كان العراق الأكثر نشاطًا وعنفًا بين ولايات تنظيم “داعش” لسنوات عديدة حتى عام 2022، عندما تجاوزت عمليات التنظيم في نيجيريا تلك التي في العراق، استمر التنظيم منذ ذلك الحين في الانخفاض في نشاطه العنيف مقارنة بولايات التنظيم الأخرى. فعلى سبيل المثال، كان “داعش” في العراق خامس أكثر الولايات تواترًا في إعلان مسؤوليته عن الهجمات عام 2024، بعد نيجيريا وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق.

تشير الإحصائيات إلى أن هجمات “داعش” منذ العام 2019 كانت كالتالي: (1252) هجومًا عام 2019، (1459) هجومًا عام 2020، (839) هجومًا عام 2021، (484) هجومًا عام 2022، (151) هجومًا عام 2023، و(61) هجومًا عام 2024. وقد عادل معدل الهجمات انخفاضًا بنسبة (49%) عن إجمالي عام 2023، وانخفاضًا بنسبة (94%) منذ عام 2019. فيما ادّعى التنظيم تنفيذ (4) هجمات في العراق خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025. أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مارس 2025 أن جهاز المخابرات في البلاد نجح في القضاء على نائب “الخليفة” في تنظيم “داعش”، “عبد الله مكي مصلح الرفاعي”. محاربة التطرف عبر الإنترنيت في العراق ـ الواقع والتحديات

قدرات تنظيم “داعش” في سوريا  

تشير أحدث التقديرات إلى أن عدد مقاتلي “داعش” النشطين في سوريا يتراوح ما بين (2500) و(3000) عنصر، ينشطون في مجموعات لا تتجاوز (10) أفراد، ويعتمدون على السرعة والحركة المتكررة للتهرب من المراقبة الجوية، إضافة إلى آلاف المؤيدين المنتشرين ضمن شبكات قبلية أو في مخيمات اللاجئين. رغم فقدانه السيطرة الإقليمية، لا يزال التنظيم يحتفظ بقدرات عملياتية لافتة، لا سيما في المناطق الصحراوية قليلة السكان. اتضح طوال العام 2025، أن “داعش” قد تطوّر من مجرد خلايا نائمة إلى شبكة صغيرة ومرنة تسعى لاستغلال الفوضى الأمنية التي أعقبت سقوط النظام السوري السابق لإعادة ترسيخ وجودها في شرق سوريا. تشير التقديرات إلى تصاعد ملحوظ في نشاط “داعش” بين يونيو وأكتوبر 2025، وخاصة حول “البصيرة وجبل البشري والسخنة وذيبان في دير الزور”، والتي يصفها المراقبون بـ”مثلث برمودا”، حيث نفّذت وحداته كمائن وزرعت عبوات ناسفة استهدفت دوريات تابعة لكلٍّ من قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية. ويزعم التنظيم في وثيقة مسرّبة أخرى أن (70%) من مقاتليه متمركزون في تلك المناطق.

يأتي تمويل التنظيم في سوريا من الابتزاز، والتجارة غير المشروعة، خاصة النفط والتهريب، وبعض التبرعات الخارجية. كما واصل التنظيم محاولة فرض ضريبة على الأفراد بنسبة (2.5%) من قيمة أرباحهم ومدخراتهم وبضائعهم في أجزاء مختلفة من شرق سوريا. يملك تنظيم “داعش” خلال شبكة من المخبرين الذين “يراقبون مواقع المبيعات، ويوثقون الكميات المباعة، ويحددون المستلمين”. وعلاوة على ذلك، يهدد تنظيم “داعش” ويبتز الأفراد عبر تطبيق واتساب لتأمين مثل هذه المدفوعات. يعتمد “داعش” على مخازن الأسلحة المتروكة وعمليات الكمائن . أما التجنيد فيتركّز على الشباب المهمّش، خصوصًا في “دير الزور والرقة”. يُشكّل تنظيم “داعش” تهديدًا أشدّ خطورةً في سوريا منه في أي دولة أخرى في المنطقة، بما في ذلك العراق. ويعود ذلك بالأساس إلى “العنف الطائفي”، والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في أنحاء مختلفة من البلاد، والأهم من ذلك، وجود آلاف “الجهاديين” من “داعش” سواء مقاتلين أو معتقلين.

انخفض عدد الهجمات التي يتبناها التنظيم في سوريا بشكل ملحوظ منذ أن فقد تنظيم “داعش” آخر ما تبقّى من سيطرته على الأراضي السورية في مارس 2019، إلا أن هذا الوضع تغيّر في عام 2024، حيث ازدادت هجمات التنظيم، على عكس الوضع في العراق. وكانت الاحصائيات كالتالي، (1055) هجومًا عام 2019، (608) هجومًا عام 2020، (368) هجومًا عام 2021، (297) هجومًا عام 2022، (121) هجومًا عام 2023، و(296) هجومًا عام 2024، ويعادل ذلك زيادة بنسبة (250%) تقريبًا عن العام الفائت، فيما نفّذت خلايا “داعش” (31) هجومًا في محافظتي الرقة والحسكة ما بين يناير وأكتوبر 2025.  مكافحة الإرهاب: أهمية التعاون الأمني بين العراق وسوريا في ملف عائلات داعش

مواجهة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، التحديات والعوائق

تتمثّل إحدى نقاط القوة اللوجستية للتنظيم في استغلال المناطق الهامشية التي يسودها فراغ في الحكم أو غياب للخدمات العامة. فالمناطق الريفية والجبال والأراضي المتحركة بين الحدود السورية والعراقية تبقى مصادر تهديد، لأن الخدمات الأمنية والاقتصادية فيها أضعف، مما يمكّن خلايا التنظيم من التشبث أو التنقل بحرية. وقد دعمت تقارير الأمم المتحدة الحاجة إلى استمرار التواجد المؤسسي ودعم التنمية المحلية لسد هذه الفجوات. على الرغم من بعض النجاحات الاستخباراتية المحدودة، يبقى جمع المعلومات الدقيقة والحديثة على مستوى القرى والبوادي صعبًا.

يتمثل جانب حاسم آخر من تهديد “داعش” في سوريا في سجن أكثر من (10000) مقاتل من التنظيم داخل شبكة من (28) مركز احتجاز تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب ما يقرب من (60000) من أفراد عائلاتهم المحتجزين في شمال شرق سوريا. وتُعد هذه المرافق “قنابل موقوتة”، منذ انهيار النظام السابق، أفادت التقاريرأن “داعش” حاول شن هجومين على السجون. وفي حال حدوث هروبٍ جماعي أو إطلاق سراح مقاتلي التنظيم وأفراد أسرهم المتطرفين، ستكون العواقب خطيرة، إذ ستُعزز صفوف “داعش” وتُعيد قدراته العملياتية، مما سيُزعزع استقرار ليس فقط الوضع في سوريا، بل المنطقة بأكملها. أصبحت معسكرات مثل “الهول” و”روج” مراكز للتطرف، وخاصة بالنسبة للأطفال الصغار، الذين يمثلون “قنبلة موقوتة” أعدّها التنظيم ضمن برنامج “أشبال الخلافة”. إن وجود أعداد كبيرة من المشتبه بانتمائهم للتنظيم في السجون ومخيمات الاعتقال، مع ضعف برامج إعادة التأهيل الفعّالة، يشكّل بؤر تجنيدٍ محتملة.

شهدت جهود مكافحة “داعش” في سوريا خلال عام 2025 تطوراتٍ لافتة على المستويين الدولي والمحلي، خاصة بعد سقوط النظام السوري وتولي الحكومة الانتقالية. أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تقليص عدد قواتها في سوريا من نحو (2000) إلى أقل من (1000) جندي، مع الإبقاء على القدرة على تنفيذ ضربات جوية ضد “داعش”. أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في الأول من أكتوبر 2025 أن القوات الأمريكية وقوات الحلفاء تخفض وجودها في العراق، في نهاية مهمة استمرت أكثر من عقدٍ ضد تنظيم “داعش”، كما كان مُخططًا له. إن خفض انتشار التحالف الدولي وإعادة تشكيل مهامه قد يزيد الضغط على القدرات العراقية في الدفاع عن الحدود وتنفيذ العمليات الاستباقية. وهذا يتطلّب رفع كفاءة قوات الأمن العراقية وإعادة النظر في خطط التعاون الدولي، لضمان استمرارية الدعم العملي في مجالات التدريب والاستخبارات والإسناد الجوي.  مكافحة الإرهاب ـ هل يستطيع  استغلال الفراغ السياسي والأمني في سوريا؟

تقييم وقراءة مستقبلية

ـ رغم تراجع عدد هجمات “داعش” في العراق إلى أدنى مستوياته منذ عام 2019، وغياب السيطرة الإقليمية في سوريا، لا يزال التنظيم يحتفظ ببنية خلايا نشطة وقدرة على التحرك في المناطق الحدودية والنائية. يُلاحظ تحوّل في طبيعة عمليات تنظيم “داعش”، إذ لم يعد يسعى للسيطرة على أراضٍ، بل يعتمد على الكمائن، والاغتيالات، والهجمات الليلية المحدودة لإثبات الحضور، خصوصًا في البادية السورية وريف ديالى وكركوك في العراق.

ـ يُموّل التنظيم عبر الابتزاز، والتهريب، والجباية، والعملات الرقمية، كما يستغل مخيمات الاعتقال وسجون الشمال السوري كمصدرٍ دائمٍ للتجنيد وإعادة التأهيل الأيديولوجي. وأدّى سقوط النظام السوري وتراجع التنسيق الأمني بين القوى المحلية والدولية إلى خلق فراغٍ يسمح بعودة نشاط “داعش”، خاصةً مع تقليص الوجود العسكري الأميركي والدعم الدولي للعراق وسوريا.

ـ من المتوقع إذا استمرت الهشاشة السياسية في سوريا وتراجع الدعم الدولي في العراق وسوريا، أن يشهد تنظيم “داعش” عودةً تدريجيةً على شكل لامركزي، مع تصاعدٍ محتملٍ للهجمات في البادية السورية ومحيط الحدود المشتركة. غير أن نجاح الحكومتين العراقية والسورية في توحيد الجهود الاستخباراتية، وإصلاح المناطق المهمشة، وتعزيز التنمية المحلية، يمكن أن يُحوّل مسار التنظيم نحو الانكماش النهائي بدلًا من التجدد.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=111291 

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

Without a Caliphate, But Far from Defeated: Why Da’esh/ISIS Remains a Threat in Syria in 2025
https://2u.pw/8bafiK

Countering Islamic State/Daesh in Africa, Syria and Iraq 2025
https://2u.pw/5D6b5H

Remaining, Waiting for Expansion (Again): The Islamic State’s Operations in Iraq and Syria
https://2u.pw/Zpicrx

The Islamic State in 2025: an Evolving Threat Facing a Waning Global Response
https://2u.pw/vBOxlO

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...