المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا
إعداد وحدة الدراسات والتقارير “2”
داعش ـ هل يتخذ من أفغانستان نقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية دولياً؟
أكد الاتحاد الأوروبي إن تهديد تنظيم داعش والقاعدة وفروعهما الإقليمية مازالت قائمة والتي تصاعدت مع عودة حركة طالبان إلى كابول عام 2021. وتبنّى الاتحاد الأوروبي مجموعة واسعة من التدابير الشاملة لمكافحة الإرهاب. ومازال الاتحاد الأوروبي ملتزما باتخاذ إجراءات حاسمة لمحاربة تنظيم داعش ـ ولاية خراسان و منع تمويله الى جانب تنظيم القاعدة.
عديد مقاتلي داعش “ولاية خراسان” في أفغانستان
تضاعف عدد مقاتلي تنظيم “داعش” منذ وصول “طالبان” إلى السلطة (3) مرات في 28 يوليو 2022. حيث وصل عددهم التقريبي إلى (6000). فبعد وصول طالبان إلى السلطة، كان عددهم حوالي (2000). وتتباين الأرقام الخاصة بعدد مقاتلي ولاية خراسان. فقد قدرت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي مقاتلي الفصيل بما بين (1500 و2200 ) لكن ذلك التقدير صدر قبل سقوط كابل مباشرة في 16 فبراير 2022.
توسع وتمدد تنظيم داعش
توسع تنظيم داعش “ولاية خراسان” في “باكستان”، وصعّد هجماته هناك في 11 أبريل 2022. و لا يزال من أكثر الجماعات دموية في المنطقة التي أفرزت العديد من المنظمات المتطرفة. حيث شهدت باكستان (52) هجوماً من قبل متطرفين، مقارنة بـ(35 ) في نفس الفترة من العام 2021. وخلال عام 2021 ، نفذ تنظيم “داعش” (365) هجوماً إرهابياً في أفغانستان.
وبالرغم من تراجع هجمات “داعش” في أفغانستان خلال السنوات الماضية بعد ظهوره في شرق البلاد لأول مرة عام 2014. بفعل الهجمات الجوية للجيش الأميركي، إلا أن انسحاب واشنطن بعد وصول “طالبان” إلى الحكم في أغسطس 2021، أعاد تنظيم “داعش” للصورة، وأصبح تهديد تنظيم “داعش” في أفغانستان أصبح أكثر صعوبة في السيطرة عليه.
أكدت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة في 25 فبراير 2022 إن التهديد الذي يشكله تنظيم “داعش” لا يزال قائماً وأن الجماعة “تتوسع وتستغل” أفغانستان. ويحتاج التنظيم إلى “المراقبة عن كثب” بعد مقتل زعيمها ، محمد المولى. يأتي هذا التحذير في الوقت الذي أعلن فيه جهاز المخابرات الداخلية البريطاني، إن أفغانستان تتحول إلى بؤرة للإرهاب. وهناك أدلة على تجمعات الجماعات الإرهابية في أفغانستان والمجندين يسافرون للانضمام إليهم. مكافحة الإرهاب ـ التحالف الدولي لمحاربة داعش،تنامي الإرهاب في إفريقيا
أسباب تنامي داعش في أفغانستان
يقول ” كونراد شتر” الخبير بشؤون أفغانستان ، عضو مجلس إدارة مجموعة العمل الأفغانية (AGA) في 26 فبراير 2022 إن غالبية المقاتلين يتم تجنيدهم من بين صفوف الأفغان، وخاصة أولئك الذين كانوا ينتمون إلى طالبان حتى وقت قريب. وأضاف تعود تقوية شوكة تنظيم “داعش” فرع خراسان بشكل أساسي إلى مقاتلي طالبان السابقين، الذين انضم كثيرون منهم إلى “الجهاديين”. وتأبع هنالك حدثًا آخر أدى إلى انتشار تنظيم “داعش” فرع خراسان في أفغانستان. “إنه يتزامن مع الوقت الذي بدأت فيه مفاوضات السلام في الدوحة وانتهت باتفاق السلام في فبراير 2020، عندما أشارت طالبان أنها مستعدة للتحدث مع الأمريكيين (..) نمت داعش في أفغانستان”. وتقول ورقة الأمم المتحدة إنه لا يمكن استبعاد أنه “إذا انزلقت أفغانستان في حالة من الفوضى، فإن المتطرفين الأفغان والأجانب سينضمون إلى تنظيم داعش في خراسان”.
جهود أوروبية ودولية لمحاربة داعش
قرر المجلس ألأوروبي في 22 فبراير 2022 إضافة مجموعتين وشخصين مرتبطين بالقاعدة وداعش الناشطين في أفغانستان والمنطقة المجاورة إلى نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي. أدرجت واشنطن في نوفمبر 2021 “ثناء الله غفاري” على لائحة الإرهاب، وهو المعروف أيضا باسم شهاب المهاجر، وهو أمير “داعش في خراسان”، والذي تم تعيينه لقيادة التنظيم في أفغانستان ويعد “غفاري” هو المسؤول عن الموافقة على جميع عمليات “داعش” في جميع أنحاء أفغانستان، وتأمين التمويل اللازم لإجراء العمليات2020. وعرضت الولايات المتحدة، في 7 فبراير 2022، مكافأة قدرها (10) ملايين دولار لمن يقدّم أيّ معلومة تتيح “التعرّف على أو تحديد مكان” وجود زعيم تنظيم داعش – ولاية خراسان.
يعتبر الاتحاد الأوروبي، أكبر جهة مانحة دوليا، حزمة مساعدات لأفغانستان قيمتها حوالى (300) مليون يورو في 21 سبتمبر 2021. وعلى الرغم من اتفاق الاتحاد الأوروبي على (5) أهداف على “طالبان”، إلا أن أغلب الجهود الدبلوماسية الأوسع تركز على دول جوار أفغانستان، وهي باكستان وإيران وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، وتعتبر تلك الدول ذات دور أساسي في منع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا لاسيما أن الاتحاد الأوروبي قد عاني استغلال مقاتلي داعش هذه الظروف للتسلل داخل موجات اللاجئين ليشكلوا فيما بعد خطرا أمنيا على أوروبا. مكافحة الإرهاب ـ التحالف الدولي في العراق وسوريا، قراءة مستقبلية.
رفع معنويات الجماعات المتطرفة في أفغانستان
حذر مدير المخابرات الداخلية البربطانية “MI5″ من أن تؤدي سيطرة حركة طالبان على أفغانستان إلى ارتفاع معنويات الجماعات المتطرفة. وأكد” كين ماكولم” في سبتمبر 2021 في إن “التهديد الإرهابي لن يتغير بين ليلة وضحاها ولكن التطورات في أفغانستان قد ترفع معنويات المتطرفين”. ودعا إلى أن تتوخى بريطانيا “الحذر والحيطة” من تصاعد “الأعمال الإرهابية المتأثرة” بما حدث في أفغانستان. وأشار إلى أن الحكومة تقول إنها “ستحكم على طالبان بناء على أفعالها، ولكن الأجهزة الأمنية مطالبة بالاستعداد للمزيد من المخاطر المحتملة تزحف نحونا”. “التهديدات الإرهابية لا تتغير بين ليلة وضحاها، فيما يخص التخطيط ومراكز التدريب التي كانت تتوفر عليها القاعدة في أفغانستان، في زمن هجمات 11 سبتمبر”. وأضاف “أخشى أن تكون طالبان، مهما قال قادتها، تحت تأثير جماعات متطرفة أخرى. عواقب الإنسحاب الأميركي على دول أوروبا داخل التحالف الدولي … بريطانيا
حذرت الاستخبارات الألمانية في 30 أغسطس2021 من ارتفاع مخاطر الإرهاب في ألمانيا بعد تطورات التي شهدتها أفغانستان ,ان هناك ثمة خطر الآن في فتح ملجأ للإرهاب مجددا في أفغانستان أن تنظيم القاعدة على الأقل سيعيد تنظيم صفوفه. وأشارت إلى أن وضع التهديد حاليا مرتفع لأن “تنظيم داعش أعاد تنظيم نفسه في شكل خلايا على مستوى العالم ويحاول العودة للظهور عبر شن هجمات إنه في حال أقام التنظيم الجهادي دولة خلافة فلن يكون هناك “سنت واحد” من مساعدات التنمية الألمانية، والتي تبلغ حاليًا نحو (430) مليون يورو سنويً.
داعش ترسيخ سيطرته في أفغانستان
يبدو أن داعش خراسان يركز بشكل خاص على تعزيز دعمه داخل أفغانستان بدلا من الاستعداد لضرب الأعداء في مناطق أبعد. وتم تقييم تنظيم داعش “خراسان” أنه يعطي الأولوية للهجمات داخل أفغانستان على العمليات الخارجية. أظهرت التقييمات الصادرة عن القيادة المركزية الأميركية ووكالة استخبارات الدفاع وأجهزة أخرى في 16 فبراير 2022 أن تنظيم داعش ليس مستعد لاستخدام أفغانستان كنقطة انطلاق للهجمات ضد الغرب، وتتفق التقييمات الجديدة على أن النية لا تزال موجودة، لكن قادة التنظيمين الإرهابيين لديهم أولويات أخرى. وتتعارض التقيمات مع المخاوف التي أعرب عنها كبار مسؤولي البنتاغون، منذ أكتوبر2021، إذ حذروا من أن تنظيم داعش في خراسان قد يكون جاهزا لضرب الغرب والولايات المتحدة في أقل من ستة أشهر، مع استعادة القاعدة نفس القدرة في أقل من عام.
التقييم
شهدت أفغانستان ارتفاعًا حادًا في العمليات الإرهابية التي خطط لها داعش منذ وصول طالبان على السلطة ، ولا سيما استهداف الأقليات في البلاد. تضاعف حجم تنظيم داعش خراسان في أقل من عام ، حيث ارتفع من (2000) إلى ما يقرب من (4000) عنصر فمازال تهديد داعش مستمر.
يواصل التنظيم والجماعات التابعة له إعادة ضبط مقارباتهم الاستراتيجية والعملياتية. وأصبح تنظيم داعش يعتمد على اللامركزية، وتوسيع عملياته القتالية واستغلال التطورات الأخيرة والأزمات الاقتصادية.
يمثل فرع تنظيم داعش في أفغانستان، تهديدا متزايدا وبالرغم من إضعاف تنظيم داعش ولاية خراسان في عام 2021 بسبب عمليات مكافحة الإرهاب والإزمات الداخلية داخل التنظيم وخسارة قياداته لكن الانسحاب الأمريكي سمح له بالظهور والعودة مرة أخرى.
اعتمدت الحكومات الأوروبية والغربية تشديد إجراءات مكافحة الإرهاب وتحسين إجراءات الأمن الداخلي ومسك الحدود الخارجية لها. فضلا عن تفكيك خلايا داعش، فمن غير المرجح أن ينجح داعش في تنظيم هجمات إرهابية على غرار هجمات بروكسل وباريس.
رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=83247
*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
الهوامش
الخارجية الروسية: تضاعف عدد مقاتلي “داعش” في أفغانستان منذ وصول “طالبان” إلى السلطة
https://bit.ly/3zZhfty
Islamic State, Al-Qaida Building Support in Afghanistan, Report Says
https://bit.ly/3vG9N41
تقرير: «داعش» يتمدد في باكستان وأفغانستان
https://bit.ly/3JyFlhZ
UN’s counter-terror committee warns ISIS is expanding and exploiting Afghanistan
https://bit.ly/3bxT6Rq
“داعش خراسان” – محنة أفغانستان تزيد من خطر الإرهاب
https://bit.ly/3d6Z1xc
الخارجية الأمريكية: مكافأة 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن زعيم داعش خراسان
https://cnn.it/3d2xTzr
Countering a Resurgent Terrorist Threat in Afghanistan
https://on.cfr.org/3zrt22k
ISIL/Da’esh and Al-Qaida: two groups and two individuals added to the EU sanctions list over terrorism
https://bit.ly/3So23xr