المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
العميد الركن الدكتور وليد الراوي باحث في شؤون الجماعات الاسلامية
أقتبس تنظيم داعش مفهوم الصدمة والترويع الذي اعتبر استراتيجية القوات الامريكية الغازية للعراق عام 2003 , في نشاطاته الاعلامية , حيث استخدم هذا المفهوم بشكل مميز , فبينما استخدم الامريكان هذه الاستراتيجية في مجال شدة ونوع القصف الجوي وحجم الثقل الناري الهائل , نفذ تنظيم داعش مفهوم ” الصدمة والرعب” في الجانب الاعلامي ليحقق نتائج خطيرة و كبيرة.
من خلال بث الرعب في اعدائه بل في عموم الشعوب في مختلف مناطق عمل تنظيم داعش من العراق وصولا الى افريقا وشرق اسيا.
ان تشغيل العجلة الاعلامية بالشكل الذي بث به تنظيم داعش عبر مواقعه الالكترونية ومنشوراته المطبوعة و عرضه للافلام ولقطات سينمائية تم اخراجها بشكل فني مشابه لما تخرجه ستويوهات هوليوود السينمائية , عزز من تطبيق الصدمة والترويع لدى التنظيم .
ان الافلام التي عرضها تنظيم داعش عبر النوافذ الاعلامية الموزعة في المدن التي احتلها والتي تظهر تفننه في اساليب القتل , التي فاق بها الاجرام حدا لايوصف. تنظيم داعش واقع الترتيبات الميدانية
مبادئ استخدام الاعلام لدى داعش
1.يجب ان يستند الاعلام الى معلومات ذات قيمة.
2.يجب ان تتسق تماما مع الاتجهات العسكرية والثقافية والاقتصادية والعاطفية للدولة والسكان الهدف , ان الخطاب الاعلامي الموجه للعراقيين يختلف عن الخطاب الموجه لافريقا او خراسان.
3.يدار الاعلام الداعشي عادة بسيطرة مركزية تتولى الاشراف على الماكنة الاعلامية الا ان الاسلوب والوسيلة يجب ان يتركا لاؤلائك الذي ينفذون.
4.يجب ان يستخدم الاعلام كل التسهيلات الممكنة وخاصة مواطني الدولة الهدف التي يوجه الاعلام اليها والسعي لاتجنيده والاشتراك فيه.
- لايصح ان يظهر الاعلام وكانه يخلق موضوعات جديدة , بل يجب ان يعني بدل ذلك بالموضوعات القائمة فعلا وأن يعالجها .
سياق تنفيذ الخطة الاعلامية
1.أ ن تنتفع باثارة العواطف ولاتكتفي بالتوجه لخطاب العقول.
- أن تستخدم بتكرار وبلا انقطاع آيات قرآنية وأحاديث صحيحة وحسب المنهج السلفي وحكما مأثورة.
- أن يكون الاعلام ذا طابع هجومي خشن اذ ” ليس الاعلام والرعب أمرين متضادين ” بل ان العنف يمكن ان يكون مكملا للدعاية .
4.اظهار القوة والنجاح والنصر , اكثر تاثيرا من الوعود بكسب النصر.
5.التجديد المستمر في الخطاب الاعلامي , فلا تنجح دعاية هي عبارة عن عمل روتيني , ولو تكرر اسلوب الاعلام باستمرار لكان من السهل المتابعة والملاحقة .
- استغلال الفرص والمناسبات والمفاجئات .
- البساطة في اسلوب الاعلام وعرض الفكرة المناسبة بطريقة مناسبة وفي وضوح تام.
8, التناسق والتناغم في عمل اجهزة الاعلام الداعشية .
- اجراء التجارب قبل العمل الاعلامي النهائي وهو مايطلق عليه في الاعلام ” منطاد الاختبارات ” او جس نبض الراي العام.
اهداف اعلام داعش
1.بث الياس من النصر في نفوس الاعداء , وخفض قوة العدو القتالية باضعاف روحه المعنوية والتشكيك في قدراته على النصر وبث الرعب في قلوب القوات المسلحة والتذمر في اوساط الجنود وذلك عن طريق المبالغة في وصف القوة وفي وصف الانتصارات والمبالغة في وصف هزائم العدو حتي يشعر العدو انه امام قوة لايمكن ان تقهر .
2.تغيير الفكرة والقيم والمعتقدات تغييرا من شانه ان يحقق الكسب لمن يوجه الحرب النفسية والخسارة لمن تمارس عليه. https://www.europarabct.com/?p=47147
3.تشجيع افراد القوات المعادية على الاستسلام وذلك عن طريق توجيه ندائات الى القوات المحاربة تدعوهم الى الاستسلام وعدم المقاومة وتوزيع منشورات مختلفة تحتوي على عبارات مختلفة لتشجيع الاستسلام.
4.زعزعة ايمان العدو بمبادئه واهدافه وذلك عن طريق اثبات استحالة تحقيق هذه المبادئ او الاهداف وتصويرها على غير حقيقتها وتضخيم الاخطاء التي تقع عند محاولته تحقيق تلك المبادئ.
5.اضعاف الجبهة الداخلية للعدو واحداث تغرات داخلها وذلك عن طريق اضهار عجز النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عن تحقيق آمال الجماهير والضغط الاقتصادي , وتشجيع بعض الطوائف على مقاومة الاهداف العامة وتشكيك الجماهير في ثقتها بقيادتها السياسية وتشكيك الجماهير في قدرة قواتها المسلحة على مواجهة الاعداء وايجاد التفرقة بين القوات المسلحة وباقي قطاعات الشعب المدنية في الجبهة الداخلية والدس والوقيعة بين طوائف الشعب المختلفة.
6.اضعاف المعنويات , اذ ان الهدف الحيوي من الحرب هو تحطيم الطاقات المادية والمعنوية للعدو , فاذا انتصر عليه في ميدان الحرب واستطاع ان يحطم طاقاته المادية , فلا بد من جهود اخرى لتحطيم طاقاته المعنوية ليكون النصر كاملا يؤدي الى الاستسلام , وهنا تبدا الحرب النفسية التي تستهدف الطاقات المعنوية بالدرجة الاولى .
7.ارباك صانعي السياسة والقيادات العسكرية وذلك في الجهود التي تبذل لتضليل او ارباك صانعي السياسة ومتخذي القرارات العسكرية .
8.تفتيت وحدة الامة واحداث التفرقة بين صفوفها واشاعة المخاوف بين اجزاء الامة , بعضهم من بعض.
9.التشكيك في القيادة وكفائتها واخلاصها.
وقد كان لسقوط مدينة الموصل نوذجا عمليا لتنفيذ تنظيم داعش اهدافه الاعلامية التي تم تطبيقها بدقة عالية , ادت الى سقوط ثلث مساحة العراق .
المؤسسات الاعلامية لتنظيم داعش
لتنظيم داعش العديد من المؤسسات الاعلامية .. هي :-
1.مؤسسة الفرقان
تعد مؤسسة الفرقان اهم منبر اعلامي لتنظيم داعش، يشرف عليها السعودي ناصر الغامدي وتعمل انطلاقا من سوريا بعد تفكيك مقرها في العراق عام 2010.
تاسست المؤسسة بعد أعلان تاسيس الدولة الاسلامية في العراق في 15/10/2006، حيث اقترح القيادي السابق في القاعدة الدكتور محارب عبداللطيف الجبوري (ابوعبدالله)[1]، الذي قتل في العراق بانشاء مؤسسة خاصة على غرار المؤسسات الإعلامية لتنظيم طالبان وتنظيم القاعدة وفروعه الأخرى.
ساعده في إدارة هذه المؤسسة كل من ناصر الغامدي وهو سعودي من أهالي مدينة جدة/ حي المنتزهات الذي تولى عملية الإشراف على مؤسسة الفرقان بعد مقتل الدكتور محارب الجبوري.
جميع من عمل في المؤسسة امتلكوا خبرة فنية كبيرة في المونتاج والإنتاج الفني والإعلامي وتشغيل البرامج والتطبيقات الالكترونية المختصة بإنتاج الصوتيات والمرئيات.
من أبرز إصداراتها، وثائقيات أمة الخير, صليل الصوارم (أربعة اجزاء) وبشرى للمؤمنين, قوافل الشهداء (جزءان), ودولة الاسلام باقية وغزوة الثأر لأسرانا في الفلوجة، وغزوة أبي حفص المشهداني، وغزوة ربعي بن عامر، وغزوة فكوا العاني، وفرسان الشهادة (خمسة أجزاء)، وحصاد المنهزمين في بلاد الرافدين، وعامان لدولة الإسلام، وكتائب كردستان في دولة العراق الإسلامية، وان القوة الرمي، وفيلم العودة إلى الجبال، وفرحة المسلمين بقيام دولة الموحدين، وصيادوا الكاسحات.
2.مؤسسة الاعتصام للانتاج الاعلامي
أنتجت المؤسسة إصدارات كثيرة مثل رسالة مجاهد أبو سعيد البريطاني
(باللغة الإنجليزية ومترجم للغة العربية ) الحق بالقافلة (موجهة لبلاد ما وراء النهر ومسجل باللغة الأوزبكية، مترجم للغة العربية) سلسلة نوافذ على أرض الملاحم
( أنتج منها 50 حلقة، بعضها بلغات مختلفة ومترجمة للعربية) صمود الأسود، رسالة إلى أهل تونس، رسائل حية من مدينة بيجي العصية، عزم الأباة من داخل عين الإسلام – كوباني، فشرّد بهم من خلفهم وغيرها وقد تجاوزت إصدارات المؤسسة 90 إصداراً مختلفاً.
3.مؤسسة أجناد الأرض للانتاج الاعلامي
تعنى بانتاج وإذاعة الأغانى والأناشيد الدينية
4.صحيفة النبأ
يصدر عن ديوان الاعلام المركزي، صحيفة النبأ، صحيفة أسبوعية، حيث صدر العدد الاول منها في شهر جمادي الاخر 1431 هجرية، المصادف شهر تموز 2010، تتضمن الصحيفة تفاصيل عن العمليات العسكرية لولايات تنظيم داعش ومناطق نشاطه في مختلف دول العالم، وعمليات المفارز الامنية ومواقف العمليات والحصاد السنوي للعمليات بالاضافة إلى نشاطات الولايات بمختلف المجالات كما تنشر نشاطات الدواوين ” الوزارات”و ينشر التنظيم إنفوغراف إخباري يلخص خسائر عدوهم في ساحات القتال المختلفة وكذلك لقاءات مع أمراء وقيادات التنظيم وكذلك التعريف بسير قتلى التنظيم ” شهداء التنظيم” كما تنشر مقالات دينية وتوعوية.
يطبع التنظيم منها مايزيد عن 6000 نسخة توزع بعد صلاة الجمعة من كل اسبوع في النقاط الاعلامية وفي الاماكن العامة والاسواق وعلى المقاتلين في جبهات القتال ومقرات تنظيم داعش ومكاتب دواوينها , وبعد دحر تنظيم داعش وفقدان المدن والتسهيلات الطباعية, بات التنظيم يصدرها الكترونيا حيث تصدر كل يوم جمعة , وقد صدر أخرعدد يوم الجمعة الموافق 16 اكتوبر 2020 تحت تسلسل 256.
5.مركز الحياة للاعلام
تصدر عن مركز الحياة عدة مجلات موجهة للعالم الغربي، ينشر بها تقارير ومقالات بالاضافة إلى أخبار تنظيم دولة داعش وصورا عن بعض العمليات وعلى وجه الخصوص العمليات التي تنفذها ” الذئاب المنفردة ” في الدول الاوربية .
وان من احد اهم اهداف المجلات هي توضيح حقائق الدين ودوافع قيام الدولة الاسلامية للمسلمين الناطقين باللغات غير العربية.
كما أصدر المركز” مجلة دار الاسلام ” باللغة الفرنسية وكذلك ” مجلة المنبع ” الناطقة باللغة الروسية .
بالاضافة إلى ” مجلة القسطنطينية” الناطقة باللغة التركية .
كما أصدر تنظيم داعش “مجلة دابق ” وهي أول مجلة يصدرها التنظيم، حيث صدر منها العدد الاول في يوليو 2014 وهي تصدر باللغتين العربية والانكليزية . تنظيم داعش هل مازال فاعلا
- اذاعة البيان
اسس تنظيم داعش اذاعة (اف ام ) في منتصف عام 1436 هجرية، المصادف عام 2015، تتضمن برامج الاذاعة، القرآن الكريم وخطب ودروس شرعية وفتاوى، بالاضافة إلى الاخبار وحوارات مع المقاتلين وقضايا الساعة، تستقبل ولايات التنظيم في العراق وسوريا وكذلك ليبيا بث الاذاعة.
7.مؤسسة أجناد للإنتاج الإعلامي
مؤسسة إعلامية تتبع لتنظيم الدولة الإسلامية، تأسست
في يناير 2014[1]. تتخصص المؤسسة في إنتاج الأناشيد الجهادية
والصوتيات الدعائية.
8.مؤسسة البتار للانتاج الاعلامي
في 4 مايو 2016 أطلقت مؤسسة البتار الإعلامية تطبيقا على
الأندرويد تحت مسمى “أجناد” يتيح لمستخدميه الإستماع إلى أناشيد مؤسسة أجناد على هواتفهم المحمولة.
9.النقاط الاعلامية …..النافذة الداخلية لتنظيم داعش
النقاط الاعلامية, مشروع اعلامي، دعوي غايته تقديم المعلومات بأشكالها كافة إلى الناس وجعلهم يتداولونها بوسائل متنوعة كالجوالات والفلاشات والاقراص المدمجة والنشريات الصادرة عن داعش من صحف ومجلات وكتب ومطويات، فضلا عن قيامها بعرض مشاهد وافلام مرئية عن عملياتهم ومعاركهم .
بدأت الفكرة في ولاية حلب سدا للنقص الحاصل في وسائل الاعلام لدى تنظيم داعش حيث كان التنظيم يعتمد على توزيع (سي دي) لعملياته، صممت اول نقطة اعلامية في بلدة حريتان شمال مدينة حلب، ونتيجة لانحياز داعش عن المنطقة فقد توقف العمل بها ليعاد العمل مرة اخرى في مدينة الباب ومن ثم افتتحت النقطة الثانية في مدينة منبج، كما تم تطبيق المشروع في العراق في محافظة نينوى وفي مدينة الموصل ومن الجدير بالذكر، بلغ عدد النقاط الاعلامية في ولاية نينوى 60 نقطة قبل ان يطرد التنظيم في معارك تحرير الموصل[2].
صنفت لجنة الاعلام المركزي، النقاط العلامية إلى ثلاث تصنيفات
هي ( أ – ب – ج) حسب عدد السكان حيث بدا في المناطق الكبيرة كحمام العليل والشرقاط والكيارة وغيرها, لقد كان للنقاط الاعلامي الدور الرئيس في نشر المعلومات وما يدعيه التنظيم ( الحقائق) عن دولة داعش حيث قادهم
الى التطوع في صفوف التنظيم.
تم تزويد النقاط الاعلامية بارشيف اعلامي متكامل وبمختلف اللغات, العربية والانكليزية والفرنسية والكردية والتركية والفارسية والبنغالية وغيرها من اللغات,كما تعرض النقطة الاعلامية الرقم (3) والكائنة في المجموعة الثقافية” الجامعة” في مدينة الموصل، الاصدارات المرئية على شاشاتها بمختلف اللغات, لقد كانت النقاط الاعلامية، أهم وسيلة لتجنيد المقاتلين المحليين عبر ما تقوم به من دور اعلامي متنوع موجه للسكان, حيث قال أبو عائشه وهو مقاتل من مدينة الموصل انه كان زائرا للنقاط الاعلامية في الموصل قبل ان يتطوع في صفوف التنظيم بل ان والده هو الاخر سلك درب” الجهاد” متاثرا بما رآه عبر النقاط الاعلامية[3].
10.مواقع التواصل الاجتماعي.
مع اتساع دور مواقع التواصل الاجتماعي كأحد أبرز أدوات التجنيد, استغل تنظيم “داعش” تلك المواقع خاصة “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب” بهدف جذب وتجنيد المقاتلين للانضمام إليه وذلك عبر الاعتماد على آلية النشر المتواصل وليس فقط البيانات الصادرة عن التنظيم التي تتسم بأنها شديدة اللهجة وحاسمة التوجه وإنما أيضًا لمقاطع الفيديو التي تتسم بقدر كبير من الوحشية، في محاولة لتوجيه رسالة للمشاهدين عن قدرة تنظيم دولة داعش والذي بات قادرًا على مواجهة الدول والجيوش النظامية في المنطقة العربية مثل الجيش العراقي والجيش السوري ويبدو أن التنظيم قد تمكن من خلال تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي من استقطاب عناصر شبابية جهادية كانت تنتمي إلى تنظيم “القاعدة” سابقاً.
كثف تنظيم داعش نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يمتلك ما يزيد على 90 ألف صفحة على شبكات التواصل الاجتماعى، يدير تلك الصفحات متطوعون على قناعة بأن عملهم يصب في خدمة إقامة الدولة الإسلامية، يعملون بنظام ” الشفتات” ولمدة 12 ساعة، مهمة العاملين هي نشر البيانات التي يكتبها قادة التنظيم بالإضافة إلى متابعة كل ما يكتب عن التنظيم في المواقع والصحف المختلفة حول العالم والرد على أى حملات هجومية تنال منه، إضافة إلى تحليل ردود الأفعال المصاحبة لنشر فيديوهات الذبح والقتل المروعة، قدر عدد حسابات المؤيدين العلنيين لـ “داعش” على “تويتر” بحوالي 46000.[4].
فضلا عن ذلك، طور التنظيم أدوات جديدة لنشر أفكاره بين الفئات الشبابية المختلفة وفي هذا السياق ووفقًا لتقرير نشره موقع ” المصري” الصباح الالكتروني في 2 نوفمبر 2014، عن إقدام التنظيم على تدشين إنتاج خط أزياء خاص بمقاتلى تنظيم داعش وأن الموقع الإلكترونى للتنظيم يعرض ملابس على هيئة قمصان وقبعات تحمل توقيع التنظيم ورسومات لأسلحة وشعار الجماعة، حيث يوجد في تركيا متجر مخصص لبيع هذه المنتجات وترويجها على الإنترنت.
بالإضافة إلى هذا المحل التركى، هناك شركة إندونيسية تدعى ( زيرا مسلم) اشتهرت مؤخراً بأنها الشركة الرائدة في تصنيع المنتجات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، وهى تفكر جديًا في فتح فروع لها بجانب المحل التركى الذى صرح صاحبه أيضًا عن نيته في فتح فروع في دول عديدة لبيع هذه الملابس ” الداعشية” من خلال شبكة الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
كما أطلق التنظيم لعبة إليكترونية جديدة أطلق عليها “صليل الصوارم”[5]، وذلك على غرار ألعاب الحرب التي اخترعتها بعض القوى الكبرى، للترويج لبعض البطولات, حيث تضم اللعبة العديد من التكتيكات العسكرية التي يعتمد عليها التنظيم في المواجهات التي يشارك فيها ويبدو أن اعتماد “داعش” على فكرة الألعاب الإليكترونية يأتي في سياق سياسة “غسيل العقول” للشباب، بهدف ضم بعضهم إلى صفوفه.
ولغرض منع المواطنين في مختلف ولايات داعش والمناطق المسيطر عليها من الاستماع أو مشاهدة القنوات الفضائية التي يصفها داعش بالمعادية وحصر الوسائل الاعلامي لداعش فقط، اصدر امرا بعدم السماح للاستماع للقنوات الفضائية وفي حالة القاء القبض على اي مواطن يملك الصحن اللاقط ” الدش” أو يشاهد هذه القنوات فانه سيعرض نفسه لحساب قاسٍ .
لقد رصد تنظيم داعش 3 مليارات دولار لتمويل أذرعه الإعلامية، التى تروج لفكر التنظيم[6]، بما يزيد على 12 لغة ومن المعلوم فإن هذه الاموال الطائلة والمخصصة للماكنة الاعلامية لتنظيم داعش، جاءت من الموارد التى استولى عليها في كل من سوريا وليبيا والعراق التى تعد أهمها على الإطلاق آبار البترول.
ان الاحداث الجسام التي حدثت في مسيرة تنظيم داعش منذ عصر قيام ” دولة العراق الاسلامية ” وحتى انحياز التنظيم عن المحافظات والمدن التي كان يسيطر عليها بعد نجاح مشروع الصحوات برعاية امريكية عام 2008 ومن ثم اندفاع التنظيم مرة اخرى وسيطرته على مساحات شاسعة في العراق وسوريا التي اطلق عليها التنظيم مرحلة التمكين, كان للذراع الاعلامي لتنظيم داعش الدورالساند والداعم للجهد العسكري بل هما صنوان يترافقان سوية في كل مفاصل عملهما العسكري والدعوي.
لقد شكل خطاب التنظيم الاعلامي صدمة للراي العام، اذ قدم اداء متطورا على الصعيد التقني والفني والانتاجي ومرعبا على الصعيد النفسي والمجتمعي وانتج اشرطة مصورة غير مألوفة أو مسبوقة حتى من قبل تنظيم القاعدة المركزية نفسه, فهنالك طفرة كبيرة في استخدام التنظيم للاعلام والوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي[7].
الخاتمة
كان للاعلام المرئي والمسموع والمقروء لتنظيم داعش الارهابي دورا اساسيا في تطوير قدرات التنظيم على التجنيد وقبل ذلك قدرته على اثارة حالة الرعب والفزع في اعدائهم نتيجة قيامه بتوثيق جرائمه واخراجها بشكل فني متطور ا اثرت بشكل مباشر على معنويات اعدائهم في مختلف الساحات التي يقاتل فيها التنظيم ومن اهم النتائج , كان مبايعة تنظيمات ارهابية متنوعة في دول متعددة لقيادة هذا التنظيم دون وجود تماس مباشر بين الطرفين مستندين الى ما يروج له التنظيم في وسائل اعلامه.
رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=72423
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
[1]محارب بن عبد الله الجبوري الناطق الرسمي باسم دولة العراق الاسلامية ولد في محافظة صلاح الدين في مدينة الضلوعية وهو أول وزير أعلام في دولة العراق الإسلامية, قتل في شهرتموز عام 2007
[2]صحيفة النبأ, العدد21, ص12
[3]المصدر نفسه، ص13
[4]مرصد الازهر, 4 ديسمبر 2015
[5]صحيفة عاجل الالكترونية. 4 اكتوبر 2015
[6]موقع قناة العربية الالكتروني، 11 سبتمبر 2018
[7] محمد أبو رمان، سر الجاذبية والتجنيد لدى داعش، بحث منشور في اوراق مؤتمر ( سر الجاذبية، داعش، الدعاية والتجنيد,) اصدار مؤسسة فريدريش ايبرت, عمان 2014، ص9