خطر التهديدات الإرهابية مازال قائما في أوروبا
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “3”
مازال مستوى التهديدات الإرهابية في دول الأتحاد الأوروبى عند مستوى مرتفع، و الخطر الأكبر هو أن يشن أفراد أو جماعات صغيرة تستلهم فكر “داعش” هجمات في المدن الأوروبية، أواتخاذها قاعدة للتخطيط لهجمات أخرى،ودفعت تلك المخاوف دول التكتل الأوروبى إلى توسيع سلطات أجهزة الاستخبارات وزيادة التنسيق بينها ، حتى تشمل مراقبة الحركة على الإنترنت ونشر الطائرات دون طيار واختراق أنظمة كمبيوتر أجنبية.
صدر تقرير لمركز بحوث تسلح الصراعات فى يناير 2018 مفاده أن” ثلث أسلحة تنظيم داعش المكوّنة من بنادق آلية وقاذفات الذخائر صُنِعت في الاتحاد الأوروبي في عدة دول، مثل رومانيا والمجر وبلغاريا، وأن آلاف المقاتلين الأجانب قد لاذوا بالفرار من مناطق الصراع، وعدد كبير منهم يقبع في دول البلقان في انتظار الفرص المناسبة للتغلغل في بقية الدول الأوروبية”.
أوروبا فى مواجهة تهديدات ارهابية داهمة
الدنمارك
أكد مسؤولون في الاستخبارات الدنماركية فى يناير 2018 أن القاعدة “لا يزال لديها طموح في مهاجمة الغرب”، وأضافوا أن الدعم الذي تتلقاه الشبكة الإرهابية يزداد مع ضعف تنظيم داعش.أشار “فين بورك أندرسن” رئيس جهاز الأمن و الاستخبارات في الدنمارك، إلى إن إمكانات تنظيم “القاعدة” تكمن بشكل أساسي في شمال وغرب وشرق إفريقيا وفي اليمن، لكن للشبكة أيضا “تواجد قوي” في سوريا قد يمثل تهديدا للغرب،وأن المقاتلين الأجانب الذين غادروا سوريا والعراق يمثلون “تهديداً إرهابياً”، مضيفاً أن الدخول إلى أوروبا “تقيده الإجراءات الأمنية المتزايدة”، مثل الضوابط الحدودية داخل الاتحاد الأوروبي.
ولم يستبعد ” جيل دو كيرشوف” منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي ، إمكانية حصول نوع من الاندماج بين تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، ولجوء هاتين المنظمتين إلى شكل جديد من العمل الإرهابي.
ألمانيا
أكد “هانز جورج ماسن” رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألماني فى 31 يناير 2018 “إن مسؤولي الأمن يتأهبون لعودة مقاتلين من تنظيم “داعش”مع أطفالهم الذين يحتمل أن يكونوا تعرضوا لغسيل المخ، إن على ألمانيا أن تراجع القوانين التي تقيد مراقبة القُصر تحت سن 14 سنة تحسبا لزيادة خطر أن ينفذ أطفال هجمات إرهابية”. حذر”كلاوس كاندت” رئيس شرطة برلين فى يناير 2018، المدن الألمانية الكبيرة على وجه الخصوص من التعرض للإرهاب، ودعا للاستعداد لمواجهة هذه المشكلة.
وأوضح “كاندت” أن من أسباب استمرار التهديد الإرهابي الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش من ناحية، وحث المتطرفين الخطيرين أمنياً على العودة إلى أوطانهم في أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية من ناحية أخرى، مؤكداً استهداف الإرهابيين المدن الألمانية الكبيرة.
ويرى “كاندت” ضرورة مواجهة هذا الخطر باستراتيجيات مختلفة، وقال: “ستُتخذ خلال العام الجديد إجراءات حماية جديدة ومختلفة للغاية. أعتقد أنه يتعين علينا في برلين حماية أماكن محددة بواسطة إجراءات (بنيوية) جديدة”.
بريطانيا
أشار “غافن ويليامسون” وزير الدفاع البريطاني إلى أن مخاطر تنظيم “داعش” لم تنتهِ بعد رغم هزيمته في العراق وسوريا،وإن الحرب ضد تنظيم داعش تدخل مرحلة جديدة، وأضاف أن حكومته مصممة على كسب الحرب على الإنترنت ومنع دعايتهم من تجنيد المزيد من المقاتلين المتطرفين.
أقرّ وزير الأمن البريطاني “بن والاس” فى يناير 2018، بعدم معرفة السلطات بمكان مئات البريطانيين الذين سافروا إلى الشرق الأوسط لدعم الجماعات المتطرفة، أو القتال في صفوفها، وعاد نحو (50%)من عدد الأشخاص البريطانيين، الذين يقدر عددهم بـ (850) ممن ذهبوا إلى سوريا والعراق وأن الحكومة لا تعرف مكان الذين لم يغادروا المنطقة بعد.
وأفاد تقرير لمؤسسة (I. H .S) للتحليلات ومقرها بريطانيا فى يناير 2018، بأن الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها زادت قليلا في 2017 إلى أكثر من (4500) هجوم رغم خسارته لأراض، ولكن عدد القتلى جراء هذه الهجمات تراجع بمقدار (50%) مقارنة بعام 2016 إلى قرابة (6500) قتيل.
فرنسا
وكشفت السلطات الأمنية في فرنسا فى ديسمبر2017 أن البلاد في حالة تأهب إزاء تهديد ارهابي “مستمر” رغم تراجع عدد الهجمات في البلاد خلال عام 2017، وذلك بعد توقيف شخصين يشتبه بتخطيطهما لتنفيذ اعتداءات وتعبئة كبيرة لقوات الامن تحضيرا لليلة رأس السنة، وأكد ” ميشال ديلبويش “مفوض شرطة باريس مستوى الانذار الإرهابي لا يزال مرتفعا”.
كشفت الشرطة الأوروبية “يوروبول” في بيان لها فى يناير 2018 عن تمكنها من ضبط 2068 تعليقًا ذا محتوًى إرهابيٍّ، بعدة لغات مختلفة على عدد من مواقع الانترنت المختلفة، خلال 48 ساعة فقط.
وأشار تقرير الشرطة الأوروبية إلى أن تلك العملية تمت بالتعاون بين قوات الأمن في بلجيكا واليونان وبولندا والبرتغال والولايات المتحدة؛ حيث استطاعت الكشف عن الحسابات ذات المحتوى الإرهابي، التي يستخدمها المتطرفون في عملية التجنيد والتحريض على العنف، وكذلك الدعاية لتنظيمي “داعش” و”القاعدة”.
بلجيكا
دعا تنظيم داعش أنصاره فى ديسمبر 2017، لشن هجمات إرهابية جديدة على بلجيكا، ضمن مجموعة دول غربية أخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا، وإيطالياويقول”بيتر فان أوستاين” الخبير الأمنى فى بلجيكا “غادر العديد من مقاتلي داعش بلادنا، وكانت هناك تفجيرات في بروكسل وباريس، وبلدنا لا يزال لديه الكثير من أنصار داعش”.
كشف تقرير بـ”شبكة التوعية بالراديكالية” لوكالة “ATS” السويسرية فى أغسطس 2017 أن ” زهاء (3000) مسلح من تنظيمي “داعش” و”النصرة” الإرهابيين قد يصلون إلى أوروبا في وقت غير بعيد”. يتراوح تعدادهم من (1200 إلى 3000)شخص، سيعودون إلى أوروبا، وأشار التقرير إلى “أن 30% منهم قد رجعوا إلى دول الاتحاد الأوروبي ،و أن من بين هؤلاء العائدين عددا كبيرا من النساء والأطفالجاء أكثر من (5000) من الدول الأوروبية: بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، والنمسا، والدنمارك، وفنلندا، وإيطاليا، وهولندا، وإسبانيا والسويد.
هولندا
حذرت أجهزة الاستخبارات الهولندية فى نوفمبر 2017من الاستهانة بالتهديد الذي تشكله المرأة التي يزداد دورها نشاطا وعنفا في تنظيم داعش في العراق وسوريا.وأفاد تقرير لجهاز الاستخبارات بأن “دور المرأة في الجماعات الإرهابية لا ينبغي التقليل من شأنه (…) فهي ملتزمة بالإرهاب مثل الرجل وتشكل تهديدا لهولندا”. وأضاف التقرير أن الإرهابيات تحت سن الثلاثين “يستطعن حمل السلاح” الذي يتركه الرجال الذين قتلوا في المعارك بحسب الجهاز الذي يسعى الى تدمير “القوالب النمطية”.
وتابع جهاز الاستخبارات الهولندي “يقال إنهن فتيات ساذجات يسعين وراء الحب او وجدن أنفسهن عن طريق الخطأ في صفوف الخلافة، لكنهن أكثر نشاطا وعنفا من ذي قبل”. أعلنت وكالة الاستخبارات السويسرية، فى مايو 2017، إن مستوى التهديد الإرهابى و خطر وقوع هجمات لمتشددين في سويسرا لا يزال مرتفعا، وإنه من المتوقع أن يشن تنظيم “داعش” والمتعاطفون معه المزيد من الهجمات في أوروبا.
أتخذ الأتحاد الأوروبى خطوات مهمة نحو تعزيز الرقابة على الحدود الخارجية لمنطقة شنغن، التي تسمح بحرية التنقل والحركة للمواطنين من دون تفتيش بين الحدود الداخلية ، وتحسين التعاون بين السلطات الأمنية المختلفة، والتأكد من إمكانية الوصول إلى البيانات التي نحتاج إليها لوقف الإرهابيين عن ارتكاب الهجمات الإرهابية،كذلك مساعدة السلطات الأمنية على تتبع التدفقات المالية بشكل أفضل وتعطيل تمويل الشبكات الإرهابية ، وإزالة الدعاية المتطرفة على الإنترنت
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
رابط مختصر https://wp.me/p8HDP0-bgp