خريطة حواضن التطرف والإرهاب عام 2018 … الصومال
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “2”
تشهد خارطة التطرف فى الصومال حالة من التنوع وتعدد التحالفات بين التنظيمات المتطرفة ، وتتمتع “حركة الشباب” بقوة تنظمية بين مقاتليها ، كما تسعى الحركة دائما إلى تغير استراتجيتها القتالية ، وتزايدت المخاوف من أن تصبح الصومال معقلا جديدا لتنظيم “داعش” بعد خسارة معظم معاقله فى سوريا والعراق ، وذلك من خلال تسلل مقاتلى تنظيم “داعش” وانضمامهم إلى مقاتلي “داعش” المتواجدين في الصومال ، وفيما يلى أبرز التنظيمات الجهادية الصومالية :
“حركة الشباب الإسلامية الصومالية”
- النشاة والتكوين : هي حركة سلفية صومالية ظهرت في عام 2006 كذراع عسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي كانت تسيطر على مقديشو وتهدف إلى فرض الشريعة،وهى ذات توجه إسلاموي سلفي هدفها إقامة دولة على أسس الشريعة،وارتبطت بتنظيم القاعدة من خلال وساطة بعض مسؤولي خلايا التنظيم الدولي في شرق أفريقي ،واستمرت الصلة بين الشباب والقاعدة لغاية 2009 حين أعلنت الحركة الصومالية الولاء للقاعدة بشكل رسمي ،وتضم الحركة الصومالية بين صفوفها ما بين (5) إلى (9) آلاف مقاتل بينهم صوماليون ومقاتلون أجانب أغلبهم عرب إضافة إلى باكستان، وعددهم حوالي (800) مقاتل.
- القيادات : زعيمها السابق أحمد عبدي “غودان” الذي لقي مصرعه في ضربة جوية أمريكية ، أحمد عمر أبوعبيدة ، يرأسها حاليا أبو بكر على عدن.
- التمويل : تعتبر ارتيريا الداعم الأول للشباب في منطقة القرن الافريقي وشرق افريقيا ، كذلك دعم بعض القبائل الصومالية المستمر، والتي ينتمي إليها بعض قادة الحركة، وتوفر لهم المناخ والجو الملائم للتجارة وتربية المواشي والإنتاج الزراعي ،إضافة لذلك أموال التي تتلقاها الحركة من الجمعيات الخيرية والأفراد المتعاطفين معها والجماعات الإرهابية الأخرى ،وتقوم الحركة بعمليات قرصنة على السفن العابرة لمضيق باب المندب بالساحل الأفريقي، إلى جانب أموال الفدية مقابل الإفراج عن رهائنها، والشبكات الإجرامية التى تستخدم إيران كنقطة عبور لصادرات فحم صومالية غير مشروعة، وتحقق تل العمليات مكاسب ضريبية لحركة الشباب بملايين الدولارات سنويا.
- العمليات : في 13 إبريل 2018، تبنت حركة الشباب الصومالية تفجير أحد ملاعب كرة القدم المتواجدة في جنوب الصومال، في 23 فبراير 2018 ، في 14 أكتوبر 2017، حملت السلطات الصومالية حركة الشباب مسئولية الهجوم باستخدام شاحنة مفخخة فى وسط مقديشو، في 31 مارس 2016 تبنت حركة الشباب الصومالية تفجيرا كبيرا في فندق بمدينة ” جالكعيو” وسط الصومال.
“تنظيم داعش في الصومال”
- النشاة والتكوين : تعود بداية تواجد التنظيم إلى سبتمبر 2014، ظهر فرع “داعش” الوليد في الصومال سنة 2015 إثر خلافات داخلية لـ”حركة الشباب” وتحديدا عقب اغتيال أحمد عبدي غوداني زعيم حركة الشباب بواسطة غارة أمريكية ، سيطرالتنظيم على بلدة “قندلة” في إقليم “باري” في “البونت لاند” في أكتوبر عام 2016، معلنة إياها مقر “الخلافة الإسلامية” في الصومال قبل أن تطردها قوات البونت لاند ، يضم الفصيل نحو (200) مقاتل بعد أن كان العدد لا يتجاوز بضع عشرات.
- القيادات : عبدالقادر مؤمن الذي كان واعظاً دينياً في جامع في لندن أعلن بيعته لشبكة “القاعدة” وولاءه لتنظيم “داعش”، المواطن السوداني “أبو فارس” المدرج على لائحة الإرهاب الأميركية لتجنيد المقاتلين الأجانب من حركة الشباب.
- التمويل : حصل على تمويل من قادة المجموعة في سوريا والعراق ، تلقي التنظيم دعماً مالياً ولوجستياً عبر سواحل اليمن، إضافة إلى سعيه إلى السيطرة على منافذ بحرية صومالية، لاستقطاب مقاتلين أجانب، لتعزيز نفوذه في المنطقة ، ويحصل المقاتلون غير المتزوجين على رواتب فيما يحصل المتزوجون على (50) دولارا كل شهر، إضافة إلى (10) أو (20) دولارا عن كل طفل بحسب العمر .
- العمليات : نفذ هجمات في منطقة البونت لاند (أرض اللبان) في شمال شرقي الصومال ، استهداف شاحنة تابعة لقوات حفظ السلام الأفريقية في أحد ضواحي العاصمة مقديشيو في عام 2016 .
“المحاكم الإسلامية الصومالية”
- النشاة والتكوين : يعود تاريخ انشاء المحاكم الاسلامية في الصومال الى بداية 1991 عقب انهيار الحكومة المركزية لكنها لم تعمر سوى اشهر قليلة بسبب الحرب الاهلية التي اندلعت اواخر عام 1991، وعادت الى الظهور ثانية عام 1994 وكانت قد سيطرت عام 2006 على طرتها على مدينة بور هكبة الواقعة على الطريق بين العاصمة الصومالية مقديشيو ومدينة بيداوة بجنوب الصومال ،ويعد ذراعها العسكرى هو حركة الشباب المجاهدين .
- القيادات : ترأس المحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد ، الشيخ طاهر عويس الذي كان يقود واحدة من المجموعتين المسلحتين داخل الاتحاد والذي تم اختياره رئيسا لمجلس شورى المحاكم.
- التمويل : يساهم رجال الاعمال والمؤسسات التجارية في تكاليف تسيير هذه المحاكم،ولا يربط جهاز اداري واحد بين هذه المحاكم، الا انها تعمل لغرض واحد على الرغم من من طابعها القبلي، اذ ان كل محكمة تعمل في منطقة تقطنها قبيلة محددة.
“الحزب الإسلامي الصومالي”
- النشاة والتكوين : تحالف لأربع جبهات إسلامية صومالية توحدت عام 2009 ، تأسس الحزب في جنوب الصومال في فبراير 2009 ، تشكل من تكتل أربعة فصائل مسلحة هي المحاكم الإسلامية (جناح أسمرا)، ومعسكر رأس كامبوني، والجبهة الإسلامية، ومعسكر الفاروق عانولي ، وأكد الحزب على ضرورة قتال حكومة الشراكة الصومالية التي تم تشكيلها في جيبوتي بقيادة شيخ شريف، وإعلان الحرب ضد القوات الإثيوبية على أراضي الصومال وكل الفصائل الصومالية التي تتحالف معها ، أعلن الحزب الإسلامي انشقاقه عن حركة الشباب فى سبتمبر 2012.
- القيادات : الشيخ محمد معلم المتحدث باسم الحزب الإسلامي.
“جماعة رأس كمبوني”
- النشاة والتكوين : تعد جماعة رأس كمبوني من أقدم الجماعات الإسلامية الصومالية المسلحة، واكتسبت اسمها من معقلها الشهير في منطقة “رأس كمبوني” الساحلية في أقصى جنوب الصومال ، وكانت معسكراً للإسلاميين في جنوب الصومال، وتدرب فيها مئات من الشبان، بينهم مقاتلو حركة “الشباب” ،أعلنت كل من جماعة “رأس كمبوني” و”حركة الشباب المجاهدين” عن اندماجهما تحت اسم حركة “الشباب المجاهدين”، وتضمن الإعلان عن إقامة دولة إسلامية في الصومال.
- القيادات : عمر أحمد ديري كنيته أبو عبيدة ، عضواً بارزا في جماعة “رأس كمبوني” ،قبل أن يتولى زعامة حركة الشباب الصومالية.
“الجبهة الإسلامية الصومالية”
- النشأة والتكوين : برزت كذراع عسكرية لجماعة الاعتصام السلفية عام 2008 منشقة عن قوات المحاكم الإسلامية، وشدّدت على تبني الخط الجهادي ، كذلك العمل على إقامة دولة إسلامية، وتنفي الجبهة ارتباطها بأي جهة خارجية على عكس حركة الشباب، وفي 2 فبراير 2009 أصبحت الجبهة الإسلامية عضوا في ائتلاف الحزب الإسلامي.
- العمليات : تبنت العديد من العمليات، وفيها عمليات تفجير وهجمات، ونصب كمائن والاستيلاء على مدن،
التوصيات
لابد من تركيزسياسات مكافحة الإرهاب على الأداة العسكرية والأمنية دون غيرها من الأدوات لمكافحة تنامي حركة الشباب ، بذل جهود مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية ، وتعزيز قدرات تبادل المعلومات والاستخبارات حول المقاتلين الأجانب ، كذلك تسوية الخلافات بين العشائر، فهزيمة حركة الشباب تعتمد على عزلها عن المحركات العشائرية داخل المجتمع الصومالي ، الحاجة إلى حماية المجال السياسي حيث يتمكن الصوماليون من بناء الدولة، وتحقيق السلام وحل التحديات المختلفة التي تواجه الاقتصاد الاجتماعي والسياسى.
الهوامش
رابط مختصر : https://www.europarabct.com/?p=48400
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات