بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات
يتناول الملف بالعرض والتحليل نشاط الاخوان المسلمون في أوروبا، ويستعرض الملف تحذيرات الاستخبارات الأوروبية من مخاطر الإخوان المسلمين على المجتمعات الأوروبية والديمقراطية، كما يتطرق الملف إلى التدابير والإجراءات التي اتخذتها الحكومات الأوروبية لمحاربة تطرف جماعة الإخوان المسلمين ورقابة أنشطتها، ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:
- الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات الألمانية والنمساوية
- الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات الفرنسية والسويسرية
- الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات الهولندية والبلجيكية
- الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات البريطانية والاتحاد الأوروبي
1- الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات الألمانية والنمساوية
تدير جماعة الإخوان المسلمين العديد من المنظمات، وتنظم أيضا العديد من الأنشطة وتتمتع أعضاء الجماعة بالعديد من الروابط بالجمعيات الإسلامية والأحزاب الألمانية، وبهذه الطريقة، تمكنت جماعة الإخوان المسلمين من نشر أيديولوجيتهم وتوسيع نفوذهم. أدركت السلطات الألمانية حجم مخاطر جماعة الإخوان حيث أنها اصبحت تمثل تهديداً من خلال استثمار التظاهرات في أعقاب حرب غزة، واستغلال صعود اليمين المتطرف لتوسيع عمليات الاستقطاب والتجنيد.
تحذيرات استخباراتية من تنامي الإخوان المسلمين
16 يونيو 2024 : رصدت الاستخبارات الداخلية في النمسا عن تحركات الإخوان منذ بداية 2023، لتحقيق أهداف الجماعة، وأكد ت في النمسا منظمات إسلاموية راديكالية، لكن جماعة الإخوان المسلمون أكثر خطورة سعت الإخوان والمنظمات المرتبطة بها للتأثير واسع النطاق في قطاع التعليم والتدريب
13 مايو 2024 : أشار تقرير مكتب حماية الدستور إلى تصنيف جماعة “مسلم إنتراكتيف” بأنها متطرفة، ويرجع ذلك من بين أمور أخرى إلى أن الجماعة ترفض الديمقراطية ونظامها الأساسي الدستوري في ألمانيا. تعتبر هذه الجماعة “مسلم إنتراكتيف” (MI) ضمن قائمة مراقبة السلطات الأمنية، وهي مذكورة في تقرير مكتب حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية الألمانية”. ويعتبر التقرير الأمني، أنها مقربة من “حزب التحرير”، الذي تم حظره عام 2003 الذي يعد فرع من جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا.أمن قومي ـ الجيش الألماني نقطة إرتكاز الناتو في أوروبا
20 يونيو 2023 : تشعر هيئة حماية الدستورية بالقلق في من أن جماعة الإخوان المسلمين أرادت إقامة نظام اجتماعي مواز يحرض ضد القيم والمجتمعية والدستور الألماني، ويُنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين على أنها رائدة الجماعات الإسلاموية في ألمانيا.
15 يونيو 2023 : أشار تقرير مكتب حماية الدستور أن فرع جمعية “DMG” في “براونشفايغ” كانت لها روابط مع الدعاة السلفيين. وإن عروض هؤلاء الدعاة السلفيين المعروفين على المستوى الوطني متاحة لعدد كبير من المشاهدين عبر قنوات “DMG raunschweig” المختلفة على الإنترنت وتشير الإحصائيات إلى قناة DMG” Braunschweig ” على “YouTube” وحدها حوالي (70) ألف مشترك في مايو 2023.
30 يناير 2023 : جاء في تقرير هيئة حماية الدستور أن جمعية “DMG” تعتبر جزءا من الشبكة العالمية للإخوان المسلمين، وذلك بناء على التشابكات والصلات الوثيقة في الهياكل والمناصب مع الإخوان المسلمين.
24 فبراير 2022 : رصدت أجهزة الاستخبارات الألمانية تزايد عدد عناصر الإخوان القيادية في العاصمة برلين، بشكل كبير، محذرة من نشاط هذه المجموعة وتأثيرها على ألأمن المجتمعي في ألمانيا.
10 يناير 2022 : حذرت هيئة حماية الدستور من خطر انتشار جماعة الإخوان المسلمون بعد رصد زيادة الأعضاء المنتمين للتنظيم، جيث ارتفع عدد أعضاء وأنصار تنظيم الإخوان من (1350) في عام 2019 إلى (1450) في 2020، وظل عدد القيادات في ولاية ساكسونيا ثابتا عند (25) شخصا.
16 ديسمبر 2021 : كشفت الأجهزة الأمنية عن تأسيس جماعة “الإخوان المسلمين” في برلين بؤرة تطرف بتمويل مباشر من فرع التنظيم في بريطانيا واستحوذت منظمة “Europe Trust” مقابل ( 4) ملايين يورو على عقار في منطقة “فيدنغ” ببرلين، وأن العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تخضع لرقابة هيئة حماية الدستور لارتباطها بجماعة الإخوان انتقلت إلى العقار
25 أغسطس 2021 : يقول مكتب حماية دستور ولاية شمال الراين وستفاليا إن “واقع الإسلام السياسي” يثير “المخاوف وعدم الثقة في الدولة الدستورية” ويشجع على الابتعاد عن القيم الديمقراطية، كما أنه يُظهر القرب الأيديولوجي من جماعة محظورة في ألمانيا مقربة من تنظيم الإخوان المسلمين في العام 2003 .
18 فبراير 2021 : كشف تقرير لهيئة حماية الدستور الألمانية، بولاية بادن “فورتمبيرغ”، عن إدارة تنظيم الإخوان لمخطط “سيرة” لزرع الأيديولوجية المتطرفة لدى الشباب والقصر، من خلال دورات تدريبية.
23 يونيو 2020 : حذر المكتب الاتحادي لحماية الدستور من خطورة موقف الإخوان المسلمين وتهديده للمجتمعات. حيث تعتمد جماعة الإخوان على استقطاب النخب، و أشخاص مدربين أكاديميا لتوسيع النفوذ.
هل يتم حظر جماعة الإخوان في ألمانيا؟
يدرس البرلمان الألماني في مايو 2024 مشروع قرار لحظر الجماعة والمنظمات المرتبطة بها في البلاد ومصادرة أصولها. وتدعو المجموعة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا، الحكومة الاتحادية، إلى أن تقدم للبرلمان الألماني (البوندستاغ) على الفور صورة محدثة عن طبيعة ومدى الأنشطة الحالية، للمنظمات الإسلاموية في ألمانيا. تقول وزيرة الداخلية الفيدرالية “نانسي فيزر” في 12 يونيو 2024 إن “الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات تعمل بشكل حاسم ضد الجماعات المتطرفة”. ولذلك فإن المشهد الإسلاموي يخضع للمراقبة عن كثب، وأضافت “لن نتسامح مع الجماعات التي تدفع الشباب إلى التطرف وتنشئ إسلاميين جددا”. أمن ألمانيا ـ استراتيجية تعزيز التسلح وسد الثغرات
ماهي أساليب جماعة الإخوان لتوسيع النفوذ؟
أقدمت ألمانيا على حظر جماعة “أنصار الدولية” المعروفة بعلاقتها القوية بالإخوان المسلمين في 6 مايو 2021، لتمويلها الإرهاب ولقيامها بدور الوسيط بين الإخوان والمتطرفين في ألمانيا، وتشير هذه الروابط إلى احتمالية اكتساب الإخوان مهارات تجنيد الشباب من الجماعات المتطرفة، واعتماد أساليب التخفي عن أعين الأجهزة الأمنية لذا تعد خطوة حظر هذه الجماعات بداية لحظر الإخوان في ألمانيا. وكان قد استبعد المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا جمعية صنفها جهاز حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية” على أنها تابعة لشبكة الإخوان المسلمين.
يقول “نافيد والي” وهو موظف تربوي في المنظمة غير الحكومية “شبكة منع العنف” Violence Prevention Network في 13 مايو 2024 أن “الحركات الإسلاموية لا تطمح بشكل رئيسي إلى تجنيد أتباع محتملين فقط، بل أنها تريد بداية أن تكون معروفة ومتابعة إعلاميا بشكل جيد. ويوضح والي بعد شهرة المجموعة سيتم تنفيذ الخطط في وقت لاحق على أي حال من قبل دائرة صغيرة يتم البدء بها”.
لماذا يتم استهداف جماعة الإخوان في باقي الدول الأوروبية؟
قدم حزب اليسار للبوندستاغ في 19 يوليو 2022 طلب إحاطة يتعلق بتمدد الإخوان داخل ألمانيا وعبر الحدود مع النمسا، وتشابه هذا الطلب مع ما كشفته الاستخبارات الألمانية من وجود روابط بين إخوان النمسا وإخوان ألمانيا وتورطهما في تنفيذ هجمات إرهابية على أوروبا خلال عام 2020 و 2021، بعد رصدها لتزايد أعضاء الجماعة في ألمانيا خلال عام 2020. استهدف السلطات الألمانية في 24 نوفمبر 2023 المتعاطفين مع منظمات متطرفة من جماعة الإخوان، في خطوة يرجح مراقبون أن تتوسع لتشمل باقي الدول الأوروبية، واستهدفت الشرطة الألمانية (15) موقعا لأعضاء ومتعاطفين مع حركة ”صامدون” وجماعات أخري محظورة في البلاد.
إجراءات لمكافحة الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين
أعدت المجموعة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي في 16 مايو 2024 ورقة من أربع صفحات تتضمن إجراءات لمكافحة الإسلام السياسي في ألمانيا. محاكمة كل من يدعو علناً إلى إلغاء النظام الديمقراطي، بالإضافة إلى ذلك، سحب الجنسية الألمانية من أي شخص يحمل جنسية مزدوجة. كذلك وينبغي طرد طالبي اللجوء الذين يطالبون بإقامة مجتمع مواز، وعدم حصولهم على المزايا حتى يتم ترحيلهم. بالإضافة إلى ذلك، يجب حظر أي جمعيات ومنظمات “تريد إنشاء نظام إسلاموي في ألمانيا”. يوضح “كريستوف دي فريس” السياسي في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أنهم قدموا من خلال هذه الورقة “خطة عمل واسعة ضد الإسلاموية مع تدابير وخطوات ملموسة” تهدف إلى حماية الشباب المسلمين على وجه الخصوص من الإسلاموية”.
أشار تقرير في السابع من مايو 2024 إلى أنه بخلاف أحزاب اليسار والخضر الذين يركزون انتقاداتهم على اليمين المتطرف ويعتبرونه خطرا على الديمقراطية، اعتبر “فريدريش ميرتس” زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي أن الخطر الأكبر يأتي من جماعات الإسلام السياسي ـ وعلى رأسها الإخوان المسلمين ـ وبهذا الموقف فإن توجه الحزب يتشدد أكثر ويصبح أكثر صرامة ضد أنشطتهم وجمعياتهم، لا سيما أنه دعا لإجراءات صارمة ضد الإسلاميين الذين يطالبون بتطبيق التفسير المتشدد للشريعة. وكانت قد كانت هناك دعوات لتخصيص السلطات الألمانية من الأموال المعتمدة في الميزانية الاتحادية ، والمتاحة لمحاربة الإسلام السياسي في ميزانيتها، و تقديم تقرير سنوي إلى “البوندستاغ حول تمويل المنظمات الإسلاموية في ألمانيا. أمن قومي ـ الجيش الألماني وتحديات التحديث والتسلح
أقيم منتدى “فيينا الثاني لمكافحة التطرف” في 5 ديسمبر 2022، بتنظيم وزارة الاندماج ومشاركة نحو (150) سياسياً ودبلوماسياً من أوروبا، بعد أن حظرت النمسا شعارات الإخوان في الأماكن العامة في 2021، وفي التاسع من ديسمبر 2022 شدد مركز ” توثيق الإسلام السياسي” من مراقبة أنشطة الإخوان داخل المجلس الإسلامي ومسجد الهداية بفيينا. و وبصفة عامة، تملك “الإخوان” وجودا كبيرا في النمسا، خاصة في فيينا وجراتس، وتتمثل ذراعها الأساسية في رابطة الثقافة أو Liga Kultur، والعشرات من الجمعيات والمساجد والمراكز الثقافية مثل النور في جراتس، والهداية في فيينا.
**
2- الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات الفرنسية والسويسرية
بدأت فرنسا وسويسرا مؤخرًا في إقرار العديد من الإجراءات لمواجهة خطر انتشار تنظيمات الإسلام السياسي وفي القلب منها جماعة الإخوان، وذلك بعد تزايد التحذيرات الاستخباراتية من مخاطر انتشار التطرف الإسلاموي بالبلاد. تُعدّ جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا من أكثر المنظمات الإسلامية تأثيراً في البلاد، حيث تمتلك شبكة واسعة من المساجد والجمعيات والمؤسسات الخيرية. أثارت الجماعة جدلاً واسعاً في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تصنيفها كجماعة “غير مرغوب فيها” من قبل بعض الدول العربية.
خريطة تواجد الإخوان في فرنسا وسويسرا
بدأت جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا نشاطها في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، مع وصول موجات من المهاجرين العرب والمسلمين. تأسست أول جمعية تابعة للجماعة عام 1983، وهي “اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا”. تتواجد جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء فرنسا، لكنّ تركّزها الأكبر في المدن الكبرى مثل باريس وليون ومرسيليا. تمتلك الجماعة شبكة واسعة من المساجد، وتُقدّر أعدادها بـ 200 مسجد على الأقل. كما تمتلك الجماعة العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، بالإضافة إلى مراكز ثقافية ومدارس إسلامية. وفي حين لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا. تُقدّر بعض المصادر عدد أعضاء الجماعة بـ 50 ألف عضو، بينما تُقدّر مصادر أخرى العدد بـ 200 ألف عضو. تعتمد جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا على مصادر تمويل متعددة، تشمل، التبرعات من الأعضاء، حيث تُعدّ التبرعات من أعضاء الجماعة المصدر الرئيسي لتمويلها، التمويل الخارجي، تتلقى الجماعة تمويلًا من دول ومؤسسات خارجية، كما تمتلك الجماعة العديد من الشركات والأعمال التجارية التي تُدرّ عليها أرباحًا، وتُواجه جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا العديد من الانتقادات، خاصة من قبل الحكومة الفرنسية. تُتهم الجماعة بالترويج لأفكار متطرفة، وبدعم الإرهاب، والتدخل في السياسة الفرنسية. في عام 2021، صنّفت الحكومة الفرنسية جماعة الإخوان المسلمين كجماعة “غير مرغوب فيها”. أدى ذلك إلى إغلاق العديد من مساجد الجماعة وجمعياتها. كما تمّ تجميد أرصدة بعض أعضاء الجماعة.الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات الألمانية والنمساوية
تضم فرنسا من أكبر عدد من الجاليات المسلمة في أوروبا حيث يقدر عدد المسلمين الذين يعشون في المجتمع الفرنسي بحوالي (6) مليون مسلم، وهو العدد الأكبر بين دول أوروبا، ومن الجدير بالذكر أن الغالبية الساحقة من مسلمي فرنسا هم من دول المغرب العربي ونسبتهم(82%) من مجمل مسلمي فرنسا (43.2 %) من الجزائر، (27.5 %) من المغرب و(11.4%) من تونس و(9.3%) من إفريقيا جنوب الصحراء و(8.6%) من تركيا و(0.1%) فرنسيون تحولوا إلى الإسلام نحو (70,000) متحول للإسلام. وعملت جماعة الإخوان على تكوين إمبراطورية مالية وفكرية، منذ عام 1978، بهدف تعميق تواجدها وتعزيز نفوذها في المجتمع الفرنسي، كما ارتبط التنظيم بعلاقة مصالح مع عدد من الأحزاب السياسية داخل فرنسا.
تُشير التقديرات إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين تمتلك شبكة واسعة من التواجد في جميع أنحاء سويسرا، بما في ذلك المدن الكبرى مثل زيورخ، جنيف، بازل، برن، لوزان، والمناطق الريفية، حيث تتواجد الجماعة أيضًا في العديد من القرى والبلدات الصغيرة. تسعى جماعة الإخوان المسلمين لتوسيع نفوذها داخل سويسرا وخاصة بين الجالية المسلمة ، و تسريع عمليات الاستقطاب بين اللاجئين من خلال خطابات الاعتدال وتقديم المساعدات ، يأتي هذا في وقت بدأت السلطات السويسرية الشعور بالقلق من تمدد الجماعة بين الجالية، ومن شبكاتها المالية واستثماراتها، فضلا عن أفكارها المتشددة.
تقارير الاستخبارات الفرنسية والسويسرية
أجرت الحكومة الفرنسية في مايو 2024 تحقيقًا موسعًا بأنشطة الإخوان، بينما تتزايد المخاوف من التهديد المحتمل للجماعة على القيم الأساسية للجمهورية الفرنسية المتمثلة في العلمانية والتماسك الاجتماعي. وأقدمت الحكومة الفرنسية، في عام 2021 على خطوة هامّة بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة “غير مرغوب فيها”. اعتمد هذا القرار على تقارير استخباراتية تُشير إلى مخاوف من تدخل الجماعة في السياسة الفرنسية، تُشير التقارير إلى أنّ جماعة الإخوان تسعى للتأثير على الانتخابات الفرنسية، ونشر أفكارها المتطرفة، والترويج لأجندتها السياسية الخاصة. كما تُشير التقارير إلى وجود علاقات وثيقة بين جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا وبين جهات خارجية متطرفة، ممّا يُثير قلق السلطات الفرنسية. وأشارت التقارير إلى أنّ بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا يُروّجون لأفكار متطرفة، ممّا يُهدّد الأمن القومي الفرنسي.
كشفت الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية في عام 2022 أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم المنظمات غير الحكومية المعترف بها من قبل الدولة في فرنسا للترويج للأفكار المتطرفة في البلاد. وأنها تسللت إلى المنظمات غير الهادفة للربح من خلال تقديم الدعم النقدي وتنصيب قادتها في مجموعات المجتمع الفرنسي. تحت ستار ما يبدو أنها منظمات غير حكومية تمثل مصالح مسلمي فرنسا، واتهمت جماعة الإخوان المسلمين بالترويج لأفكار الإسلام السياسي في البلاد. قالت مرشحة الرئاسة الفرنسية عن حزب التجمع الوطني مارين لوبان خلال مناظرتها مع إيمانويل ماكرون في 20 ابريل 2022 قبل جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة الفرنسية: “إن إيديولوجيا الإسلام السياسي في فرنسا تسبب في وقوع هجمات إرهابية والسياسة التي اتبعتها باريس ضد الإسلام السياسي لم تكن نافعة”. وأضافت لوبان أن هناك (4500) أجنبي في فرنسا مسجلون على قوائم التطرف، و (570)مسجداً يدعون للتطرف في فرنسا.
تُشير تقارير الاستخبارات الفرنسية إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين تُمثل تهديدًا محتملًا على أمن البلاد واستقرارها، وذلك لعدة أسباب، أبرزها الترويج للإسلام السياسي حيث تسعى الجماعة إلى نشر الإسلام السياسي في فرنسا، ممّا يُمكن أن يُؤدّي إلى تقويض قيم الجمهورية الفرنسية، مثل العلمانية والمساواة بين الجنسين. تُشير بعض التقارير إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين تُقدّم الدعم اللوجستي والمالي للجماعات المتطرفة، ممّا يُمكن أن يُساهم في ازدياد خطر وقوع أعمال عنف في فرنسا.
كشفت تقرير عن صحيفة “لوتمب” السويسرية فى يناير 2018 أن الاستخبارات السويسرية بدأت تحقيقات موسعة لكشف دعم منظمات سويسرية للتنظيمات الإرهابية عبر شبكة من الشخصيات بينهم من هو متواجد فى سويسرا. وحصلت الاستخبارات السويسرية على معلومات، من ضمنها قائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب ، إضافة إلى مجموعة من الناشطين الليبيين المنفيين فى سويسرا منذ التسعينيات، وكانت تقارير أوروبية قد غمزت في السنوات الأخيرة من السرية التي تحظى بها الحسابات المصرفية في سويسرا لتأمين شبكة تمويل سرية قد تكون قد استخدمت من قبل تنظيمات إرهابية.الإخوان المسلمون في أوروبا ـ الواقع التنظيمي (ملف)
تدابير للحد من أنشطة الإخوان
كلفت الحكومة الفرنسية في 7مايو 2024 مسؤولين كبارًا بإطلاق تحقيق استقصائي حول الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين في فرنسا. وقد عينت الحكومة وزيري الداخلية والخارجية، إلى جانب وزير الدولة للشؤون الأوروبية السفير فرانسوا جيان، والحاكم باسكال كورتاد، لتقييم حركة الإخوان المسلمين في فرنسا وعلاقاتها مع فروعها الأوروبية الأخرى، وكشفت عن دورها المهم في نشر هذه المنظومة الأيديولوجية. وفي بيان لها، أكدت الحكومة أن هذه مهمة رسمية أوكلت إلى وزير داخلية الدولة الفرنسية للتحقق من وجود جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، بما في ذلك خطابها وارتباطاتها وهياكلها وأنشطتها، وسيتم تقديم التقرير إلى رئيس الجمهورية الخريف المقبل. وستكون البعثة مسؤولة عن إصدار تقرير في الخريف لتقييم تأثير الإسلام السياسي في فرنسا، وتحليل الأهداف والأساليب التي تستخدمها جماعة الإخوان المسلمين في هذا السياق، ومواءمة الأساليب الحالية مع السياسة المناهضة للانفصال لمعالجتها.
أجرى جيرالد دارمانين – وزير الداخلية الفرنسي – مقابلة مع إحدى الصحف 18 مايو 2024، كان الموضوع هو جماعة الإخوان المسلمين، التي وصفها دارمانين بأنها “منظمة شريرة”. وكما أوضح، فإن جماعة الإخوان المسلمين لا تشن جهادًا عنيفًا، لكنها تستخدم “أساليب أكثر لطفًا … لجلب جميع قطاعات المجتمع تدريجيًا إلى المصفوفة الإسلامية”. من الواضح أن تصريحات دارمانين جاءت بموافقة ماكرون. فقد فوض الرئيس وزارة الداخلية بإعداد تقرير عن التهديد الذي يشكله الإخوان المسلمون. وفي بيان أعلن عن هذه المهمة، ذكرت الوزارة أن “الانفصالية الإسلامية هي مشروع سياسي ديني نظري … يهدف إلى بناء مجتمع مضاد. وتلعب جماعة الإخوان المسلمين دورًا رئيسيًا فينشر مثل هذا النظام الفكري”.
ويهدف دارمانين إلى أن يكون التقرير بمثابة “جرس إنذار” لأساليب الإخوان المسلمين. وقال دارمانين: “إنهم يهاجمون جميع مجالات المجتمع ويشكلون شبكة: الرياضة والتعليم والطب والعدالة والمنظمات الطلابية والنقابية والمنظمات غير الحكومية والسياسة والجمعيات والثقافة”. “إنهم يعطون تعليمات التصويت، ويدعمون الشركات المجتمعية، ويستخدمون الخطاب المناهض للفرنسيين، ويطلقون العرائض، ويحاصرون الممثلين المنتخبين المحليين، ويوقعون شراكات اقتصادية مع العلامات التجارية الكبرى”. وقد لاقت تصريحات دارمانين ترحيبا من جانب المتخصصين في مجال جماعة الإخوان المسلمين. ومن بينهم فلورنس بيرجود- بلاكلر، التيتدرس الحركة منذ ثلاثة عقود، ونتيجة لذلك فهي تحتاج إلى حماية الشرطة. وفي كتابها الصادر عام 2023 عن الإخوان المسلمين، كتبت أن “هدفهم ليس تكييف الإسلام مع أوروبا، بل تكييف أوروبا مع الإسلام”.
جمدت السلطات الفرنسية في19 مايو 2023 نحو 25 مليون يورو من أموال جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا للحد من أنشطة الجماعة، أوقفت السلطات ثمانية من أصل عشرين صندوقا تابعا لجماعة الإخوان المسلمين، بعد أن رصدت المديرية العامة للأمن الداخلي أموالا مشبوهة مرتبطة بالإسلام السياسي في فرنسا، وفق ما ذكرت مصادر لصحيفة “لو باريزيان”. وتأسست الصناديق عام 2008 لتوجيه الأموال إلى أنشطة ذات نفع عام، إلا أن أموال الصناديق استخدمت بشكل غير قانوني في تشغيل وصيانة المساجد المعروفة بقربها من جماعة الإخوان المسلمين، بحسب المصادر. وعثرت السلطات الفرنسية على أدلة قانونية تستوجب حل أربعة من هذه الصناديق، بما في ذلك الصندوق الأوروبي للمرأة المسلمة، والصندوق الكندي، وصندوق أوجي. وفي عام 2019، قالت أجهزة الاستخبارات الفرنسية إن هناك نحو 50 ألف عضو في جماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها مصر كمنظمة إرهابية منذ عام 2013، يعيشون على الأراضي الفرنسية.الإخوان المسلمون في أوروبا: الهيكل التنظيمي والخلايا
كشفت السلطات السويسرية فى أكتوبر 2017 عن خطة من أجل وقاية الشباب من التطرف، و تتضمن(26) تدبيرا مختلفًا، أبرزها تشديد العقوبات والإجراءات الأمنية، وتعزيز صلاحيات الشرطة الاتحادية، وصياغة قانون استخبارات جديد. كذلك أجرى جهاز الاستخبارات السويسرية تحقيقات سرية بشأن التمويل الذى حصل عليه جماعة الإخوان المسلمين من الدوحة . كذلك حصول تنظيمات وشبكات الإرهابية تختبئ تحت ستار المساعدات الإنسانية ومنظمات إسلامية . وحصلت الاستخبارات على معلومات تتعلق بقائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب.كما بدأت الاستخبارات السويسرية في جمع معلومات دقيقة في محاولة لفهم طبيعة الجماعات المتطرفة وتحركاتهم.
**
3- الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات الهولندية والبلجيكية
استطاعت جماعة الاخوان المسلمون استغلال مناخ الديمفراطية والحرية في دولتي بلجيكا وهولندا كملاذ آمن لأنشطتها، ونسج شبكة هائلة من العلاقات داخل المجتمع ومفاصل الدولة، عن طريق المساجد والمراكز الثقافية والجمعيات “الخيرية” التي تشترك جميعها في كونها عبارة عن واجهات لتنفيذ أهداف المشروع الإخواني في أوروبا. وقد حذرت أجهزة الاستخبارات الهولندية والبلجيكية من أن تنظيم الإخوان بات يشكل خطراً على المؤسسات الأوروبية باتباعها استراتيجية طويلة المدى لاختراق المجتمعات والقيم الأوروبية. وبدأت حكومتي هولندا وبلجيكا بانتهاج سياسة أكثر صرامة فيما يتعلق بالتعامل مع أنشطة الإخوان، بفرض رقابة صارمة على نشاطها، وتتبع مصادر التمويل.
تواجد الإخوان في هولندا
أقام الإخوان المسلمون موطئ قدم وطيداً في هولندا، وتوسّع نفوذهم في السياسة المحلية والوطنية. وحظي دخولهم معترك السياسة بتسهيل الأحزاب السياسية اليسارية الهولندية مثل حزب الخضر وحزب العمل.
كما لعب القيادي في التنظيم الدولي “إبراهيم الزيات” دوراً كبيراً في ترسيخ وجود شبكات الجماعة بهولندا، حيث شغل منصب “سكرتير شركة تعمير المساجد في هولندا”، كما شغل منصبًا في مجلس إدارة شركة (slm) للاستثمار العقاري التي تمول بناء المساجد في أوروبا، بالشراكة مع منظمة “ميلي غوروش” التركية التي ساهم الزيات أيضاً في تأسيسها. أصبح للإخوان المسلمين على الأرض اليوم عدة مراكز إسلامية ومساجد خاضعة لسيطرتهم المباشرة. وتشمل في روتردام مركز السلام الإسلامي الثقافي (EIIC)؛ ومركز الوسطية، الذي يشير اسمه إلى وسطية يوسف القرضاوي؛ ومبنى مدرسة سابقة اشترته مؤسسة المركز الثقافي الاجتماعي في هولندا، وهي الذراع الاجتماعية والثقافية لحركة النهضة التونسية.
أما في لاهاي، تمتلك مؤسسة المركز الثقافي الاجتماعي عقاراً كبيراً يحمل اسم مركز محمد عبد المحسن الخرافي الإسلامي، نسبة للعائلة الكويتية التي قدّمت التمويل الرئيس. وفي يونيو 2021، انضمت جمعية تسمى المشرق تنشط في لاهاي الهولندية، لعضوية منتدى المنظمات الشبابية والطلابية في أوروبا “فيميسو” المتهمة باختراق المنظمات الأوروبية لصالح الجماعة .
إضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى سيطرة الفكر الإخواني على (60%) من المساجد في هولندا والتي تقدر أعداها بنحو (453) مسجداً، ويتبع الإخوان في أمستردام “المسجد الأزرق. الإخوان المسلمون في أوروبا ـ الهيكل التنظيمي، المخاطر والتحديات
مخاطر الإخوان في هولندا
كان قد خلص جهاز المخابرات الهولندي عام 2011 بعد إجراء تحقيق إلى أن الإخوان المسلمين لا يشكّلون تهديدًا مباشرًا للأمن القومي في ذلك الوقت. لكنه اعترف بأن الإخوان في هولندا يمكن أن يشكّلوا خطراً في المستقبل. ولاحظ جهاز المخابرات الهولندي على وجه التحديد أن محاولة الإخوان المسلمين جعل الإسلام المرجعية الرئيسة في كل مناحي حياة .
ولاحقاً، أصدرت الحكومة الهولندية في سبتمبر 2019 تقييمًا للتهديدات، أكدت فيه أن تنامي تأثير المجموعات الإسلاموية والمتذرعة بأنها إسلامية على حين أنها متطرفة هو التهديد الأكثر خطورة على الإطلاق في البلاد.
فيما أشار البرلمان الهولندي في يونيو 2020، إلى أن عدد من المساجد والمنظمات الإسلامية مدعومة مالياً من بعض الدول الخارجية التي تمارس تأثيراً عليها، ويتراوح الدعم المالي للمسجد الواحد ما بين (10) آلاف من اليورو إلى الملايين. وشدد على أن تلك الدول تنشر تعاليم أصولية عبر تمويل وتأسيس مدارس ومؤسسات غير رسمية وإرسال دعاة لإدارة المساجد بهولندا.
كشف تقرير للاستخبارات الهولندية (AIVD) في 22 بونبو 2024 للتهديدات الأمنية للعام 2023 أن تأثير وحجم جماعة الإخوان المسلمين في هولندا محدودة للغاية من حيث التأثير والحجم في عام 2023، ولا يبدو أن الحركة تنشر أفكاًرا متطرفة. ولذلك، فهي لا تشكل أي تهديد مباشر على المدى القريب للنظام القانوني الديمقراطي. فيما نظر الجهاز أيضا في ما إذا كان التهديد الذي تشكله “حماس” على الأمن القومي الهولندي قد يتغير، نظرًا للصراع الأخير في غزة وعدد من الاعتقالات في ألمانيا والدنمارك و هولندا. وسيستمر هذا التحقيق في عام 2024.
تدابير هولندا لمواجهة الإخوان
تتبنى هولندا استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب للفترة (2022- 2026) بالتنسيق بين الوكالات الاستخباراتية والأجهزة الأمنية، لمحاربة التطرف مجتمعياً من الداخل، ورصد كافة حالات التطرف، وتتولى وحدة الاستخبارات المالية الهولندية مكافحة غسيل الأموال وفقاً لقوانين منع تمويل الإرهاب . وقد وضعت وزارة العدل والأمن الهولندية والمنسق الوطني لمكافحة الإرهاب، في أكتوبر 2023، استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف للفترة من (2024-2029) استكمالاً للاستراتيجية السابقة، لحماية النظام القانوني ومكافحة تجاوزات التطرف.
فيما أجرت البلديات في مايو 2024، مشاورات لاتخاذ تدابير لمنع أن يصبح الإنترنت بيئة محفزة لخطاب الكراهية، عبر محاسبة المنصات التي لا تتعامل مع القنوات الدولية، وحظر المتحدثين المتطرفين عبر الإنترنت ومنع دخولهم إلى هولندا
أوقفت السلطات الهولندية في 26 يونيو 2023، شخصين بتهمة إرسال (5,4 ) مليون دولار إلى حركة “حماس” في خرق لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
قررت وزيرة التعاون الإنمائي الهولندية في 16 يونيو 2022 وقف الدعم المالي الذي تقدمه إلى منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية. وبعد تقارير إعلامية مقلقة عن علاقات المنظمة بجماعة الإخوان المسلمين، قررت وزيرة الحزب الديمقراطي عدم توجيه أي أموال ضريبية هولندية إلى المنظمة.
فيما كشف تقرير صحفي في أكتوبر 2021 أن المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب كلف شركة (NTA )، وهي شركة استشارية تقدم معلومات للحكومة حول التطرف ، بالتحقيق سرا في المساجد والمؤسسات الإسلامية من خلال شركات خاصة. وذكر التقرير أن ما لا يقل عن (10) بلديات في البلاد تحقق مع مساجد وأئمة ومسؤولي جمعيات المساجد.، وروتردام، ودلفت، وألميري، وهويزن، ولايدشندام-فوربورغ، وزوترمير، وفينينداال، وإيدي. وذكر التقرير أنه تم إنفاق نحو (300) ألف يورو على التحقيقات السرية. محاربة التطرف في هولندا ـ مخاطر الخطاب الإسلاموي واليميني المتطرف على الأمن المجتمعي
تواجد الإخوان في بلجيكا
تعتبر بلجيكا دولة بالغة الأهمية بالنسبة لحركة الإخوان المسلمين وخاصةً عاصمتها بروكسل، فهي عاصمة الاتحاد الأوروبي، وتضم عدداً لا يحصى من جماعات الضغط والشركات الاستشارية، والمنظمات غير الحكومية، وبالتالي فإن وجود حركة الإخوان المسلمين في بروكسل ليس وليد الصدفة، بل هو هدف مقصود، يسمح للأخوان المسلمين بالضغط على المؤسسات الأوروبية، وكذلك الانضمام إلى العديد من المنظمات غير الحكومية البلجيكية والأوروبية، مثل الشبكة الأوروبية للدين والمعتقد (ENORB) أو المركز الديمقراطي الإنساني ( HDC).
وتؤكد تقارير أن ثلاثاً من المنظمات الأوروبية الست التابعة للإخوان تقيم مقرات لها في بروكسل، هي منتدى المنظمات الشبابية والطلابية المسلمة الأوروبية (FEMYSO) ، المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة (EFOMW) والشبكة الإسلامية الأوروبية (EMN).
وبالإضافة إلى النشاط الإخواني الذي يستهدف التأثير العلني والخفي على الاتحاد الأوروبي والمنظمات التي تعمل معه، هناك الشبكات المحلية البلجيكية، ويقع المقر الرئيسي لرابطة المسلمين في بلجيكا (LMB) في العاصمة وهي موجودة في أربع مدن أخرى: لييج وأنتويرب وغينت وفيرفييرس. تأسست LMB عام 2005 ، وسرعان ما أثبتت نفسها على أنها أكثر المنظمات تمثيلا لجماعة الإخوان المسلمين في بلجيكا، يترأسها حاليًا كريم عزوزي.
أما القطب الرئيسي الثاني للإخوان المسلمين البلجيكيين هو المجمع الإسلامي التربوي والثقافي في فيرفيرس (ECICV)، الذي أنشأه الإسلامي الألماني حسن سويد عام 2004.
ويدور حول هذين القطبين الرئيسيين للإخوان المسلمين البلجيكيين ، العديد من المنظمات التابعة، وأكثرها نفوذاً هي التجمع المناهض للإسلاموفوبيا في بلجيكا (CCIB) ، ومقرها بروكسل ويرأسها مصطفى شيري. و جمعية تمكين المسلمين البلجيكيين (EmBeM) ، ومقرها جينك بقيادة فاطمة زيبوح، وأيضاً هنالك الرابطة البلجيكية للمهنيين المسلمين (ABPM) وغيرها.
وحددت المخابرات البلجيكية حوالي (40) جمعية تنتمي إلى هذه الحركة، تعمل في مجالات مختلفة، اجتماعية وتعليمية ودينية وإنسانية ومدنية، ويديرها غالبا شباب مؤهلون ومتعددو اللغات، وهم يتبادلون بانتظام المواقع ويخلقون باستمرار هياكل جديدة.
مخاطر الإخوان في هولندا
يصنف جهاز المخابرات (GISS) البلجيكي حركة الإخوان المسلمين على أنها “خطر”. أما بالنسبة لجهاز أمن الدولة البلجيكي (VSSE) ، فقد تم اعتبار الحركة على أنها تشكل “تهديدًا ذا أولوية قصوى فيما يتعلق بالتطرف لأن استراتيجيتها قصيرة المدى يمكن أن تخلق مناخًا من الاستقطاب والفصل العنصري داخل المجتمع البلجيكي، وبالتالي تشكل عاملًا موجهاً للتطرف”، وفقا لتقرير نشرته في مارس 2022.
بالرغم من ذلك، خلص مدير هيئة مراقبة أجهزة الاستخبارات (R) في تقرير نشاط مؤسسته لعام 2023 الذي نشره في 30 ابريل 2024، إلى أن المخاطر المرتبطة بتعزيز جماعة الإخوان المسلمين في بلجيكا لا تؤخذ تؤخذ في الاعتبار دائمًا.
فيما كشف تحقيق فرنسي نشر في فبراير 2024، أن مظاهر الإسلام السلفي والمُتطرّف الشكلية تضاءلت في بروكسل، لكن بالمقابل تنامى التطرّف من خلال ازدياد حركات الإسلام السياسي. وأشار إلى أنّ الديكور لم يتغيّر في بعض الأحياء البلجيكية المتشددة، فأرفف المكتبات نفسها لا زالت ممتلئة بكتب الزعيم الروحي لتنظيم الإخوان يوسف القرضاوي، والتي تدعو لتطبيق الشريعة في الغرب.
كشفت الاستخبارات البلجيكية في 18 نوفمبر 2022 عن الأنشطة والتمويلات السرية لتنظيم الإخوان المسلمين والتي تهدف لاستقطاب وتجنيد الجاليات المسلمة وخلق مجتمع مواز مُحذّرة من تطرّف بعض أئمة المساجد و أعضاء تنظيم الإخوان. ووصفت الاستخبارات البلجيكية، جماعة الإخوان المسلمين بأنها المنظمة الرئيسية التى أنطلق منها جميع الجماعات المتطرفة مُحذّرة من أنّ لدى الإخوان تاريخ معروف في إخفاء معتقداتهم ودوافعهم المتطرفة.
وسبق أن حذر رئيس لجنة مكافحة الإرهاب في البرلمان البلجيكي، كوين ميتسو، في نوفمبر 2021 من خطر تمدد جماعة الإخوان في مفاصل الدولة البلجيكية، عبر أذرع تسعى للحصول على ترخيص وتمويل خارجي، لنشر أفكارها المتطرفة، وتقويض ديمقراطية الدولة البلجيكية.وكشف السياسي البلجيكي عن “منظمة بروكسل” التي تزعم أنها غير الربحية، متهماً إياها بأنها مرتبطة بتيار الإخوان الدولي. وذكر أنه أشار مسبقاً إلى ارتباط “منظمة بروكسل” بأخرى فرنسية، جرى حلها من قبل وزير الداخلية الفرنسي، بعد ربطها بالهجوم على المعلم الفرنسي صمويل باتي، ضحية الإرهاب.
وكان كشف الجهاز الأمني البلجيكي في إحدى تقاريره الذي صدر عام 2021 أن الفرع الأوربّي لجماعة الإخوان المسلمين “يهدف إلى أسلمة تقدمية طويلة الأمد للمجتمع الأوربّي بكل مكوناته. وعلى المدى القصير فإن هدفهم الرئيسي هو حماية الهوية الإسلامية وتعزيزها وترسيخ المجتمع للإسلام، والتي يفسرونها بطريقة أرثوذكسية. وتحقيقًا لهذه الغاية تحاول جماعة الإخوان المسلمين تقديم نفسها على أنها صوت المسلمين والمتحدث باسمهم لدى السلطات.
تدابير بلجيكا لمواجهة الإخوان
أعلنت الحكومة الفدرالية البلجيكية في فبراير 2022 بدء إجراءات سحب الاعتراف بالهيئة التمثيلية للديانة الإسلامية في البلاد، والمعروفة بالسلطة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، مما يعني وقف الإعانات المالية لهذه الهيئة ونهاية دورها التمثيلي. مما يعني وقف قرابة (600) ألف يورو من الإعانات ونهاية الدور التمثيلي للهيئة المقربة من الإخوان.
وطلبت حكومة بروكسل في 26 مارس 2022 من (لجنة مراجعة وكالات الاستخبارات الدائمة) التحقيق في وجود الإخوان المسلمين في بلجيكا، وإعداد تقرير بعد الجدل الذي أحاط بترشيح إحسان حواش العام الماضي من قبل حزب الخضر السياسي (Ecolo) لعضوية البرلمان، واضطرار حواش إلى الإستقالة من الحزب آنذاك بعد الكشف عن صلات مختلفة مباشرة وغير مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين. وقد دعت اللجنة البلجيكية المسؤولة عن مراقبة مختلف أجهزة الشرطة والأمن والاستخبارات في بلجيكا إلى ضرورة مراقبة أنشطة جماعة الاخوان المسلمين في البلاد.
صادق مجلس الدولة في ديسمبر 2022 على طرد الإمام المغربي حسن إيكوسن المُقرّب من تنظيم الإخوان المسلمين -وهو من مؤسسي حركة الشباب المسلمين في فرنسا- إلى المغرب، بعد لجوءه إلى بلجيكا إبان طرده من فرنسا في 30 أغسطس 2022 بتهمة معاداة السامية ونشر الخطاب المتطرف. التطرف في بلجيكا وهولندا ـ سياسات حكومية ساهمت بنشر التطرف
**
4- الإخوان المسلمون في تقارير الاستخبارات البريطانية والاتحاد الأوروبي
مازالت تمثل جماعة الإخوان المسلمين مصدر تهديد لأوروبا بشكل عام وبريطانيا بالتحديد، كونها ملاذاً أمناً للجماعة منذ عقود طويلة، وحاضنة لأفكارها منذ تأسيسها في 1928، ومع تصاعد حدة التوترات العالمية وتفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر 2023، وتصدر تيارات اليمين الشعبوي المشهد السياسي في عدد من الدول الأوروبية مؤخراً، تجد جماعة الإخوان بيئة خصبة للتغلغل أكثر داخل المجتمع والمؤسسات البريطانية، ما يدفع صانعو القرار لاتخاذ تدابير استباقية للتعامل مع تداعيات المرحلة الحالية.
تواجد الإخوان في بريطانيا
تمتلك جماعة الإخوان نفوذاً قوية داخل بريطانيا، ولديها نحو (60) منظمة تعمل في العمل الخيري والمجالين الاقتصادي والإعلامي، ونجحت في تكوين ثروات مالية تتراوح ما بين (8- 10) مليارات دولار عبر الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، ما جعلها تحتفظ بمكانة مهمة في المجتمع البريطاني، ومصالح سياسية واجتماعية على مدار الحكومات المتعاقبة، وتتمتع أغلب المؤسسات التابعة للجماعة بوضع قانوني. وأسست (39) مؤسسة تعليمية وإعلامية وسياسية و(13) جمعية خيرية وأيضاً اقتصادية تركز على قطاعي التجارة والأموال.
يتوغل الإخوان في بريطانيا عبر الرابطة الإسلامية (MAB)، التي أسسها العضو السابق بمكتب الإرشاد للإخوان المسلمين بمصر كمال الهلباوي، ومنظمة الإغاثة الإسلامية التي تمتلك فروعاً في أكثر من (20) دولة، وهي تعد أول جمعية خيرية إسلامية حصلت على تمويل من الحكومة البريطانية، لتخترق دوائر السياسة والإعلام وصناع القرار. واستغل الإخوان المجلس الإسلامي في بريطانيا (MCB)، نظراً لأنه جامع لأكثر من (500) مؤسسة إسلامية، ووضعته بريطانيا تحت الرقابة لدعمه عمليات عنف، إضافة إلى الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية الذي أسسه عصام يوسف في تسعينيات القرن الماضي، ولديه (11) فرعاً في بريطانيا، ويعد جزءاً رئيسياً للبنية التحتية للإخوان وحركة حماس، ومؤسسة قرطبة (TCF) التي يديرها المتحدث الرسمي للإخوان في بريطانيا أنس التكريتي.الإخوان المسلمون في أوروبا ـ الواقع التنظيمي (ملف)
مخاطر الإخوان في بريطانيا
– تعالت التحذيرات من خطر الإخوان في بريطانيا خلال السنوات الماضية، نظراً لرصد تنامي غير مسبوق لنشاط الجماعة المتطرفة، تحت مظلة قانونية بغطاء العمل الإنساني والخيري، وفي 10 مايو 2021 حذرت تقارير أمنية واستخباراتية نشرت في دوريات بريطانية، من استغلال الإخوان منصات مواقع التواصل الاجتماعي والمؤسسات الإسلامية للترويج لسياساتهم، بعد الكشف عن حوادث إرهابية في 2020.
– نوه رئيس الاستخبارات البريطانية “إم آي 5” كين مكالوم في يوليو 2021، إلى تصاعد مخاطر الإرهاب في السنوات المقبلة، لتجري شرطة مكافحة الإرهاب (800) تحقيقاً مباشراً و(169) عملية اعتقال في قضايا متعلقة بالإرهاب في 2022.
– انتقد وليام شوكروس الذي تم تعيينه مراجعاً مستقلاً لبرنامج “مكافحة الإرهاب البريطاني بريفنت” في يناير 2021، عمل البرنامج بشأن مواجهة تطرف الجماعات الإسلاموية، مؤكداً أن دوره لا يجب أن يقتصر على التصدي للمنظمات المصنفة إرهابية فقط، لذا تم إحالة (6406) شخصاً إلى برنامج بريفنت في مارس 2022، من بينهم (16%) ذات صلة بالتطرف الإسلاموي.
– وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في 6 سبتمبر 2021، الإسلام السياسي بتهديد أمني من الدرجة الأولى، محذراً من وصول الأفكار الراديكالية من الإخوان إلى بريطانيا. ووصلت نسبة إحالة التطرف المتعلقة بالإسلام السياسي لبرنامج بريفينت، نحو (22%) في أكتوبر 2021.
– جدد رئيس الاستخبارات البريطانية “إم آي 5” كين مكالوم في نوفمبر 2022، تحذيره من أن الإسلامويين يمثلون تهديداً.
-في 29 ديسمبر 2022، كشفت مراجعة لبرنامج بريفينت، أن أموال دافعي الضرائب البريطانيين استخدمت لتمويل جماعات متطرفة.
– في نوفمبر 2023، توصل برنامج بريفينت، إلى مراجعة تخص التهديد القادم من الجماعات الإسلاموية، مشيراً إلى أن التهديد الأكبر خلال الـ (20) عاماً الماضية نبع من التطرف الإسلاموي.
تدابير بريطانيا لمواجهة الإخوان
– استحدثت بريطانيا قوانين في أبريل 2021، من بينها قانون “منع التطرف بهدف الحد من تورط الأفراد والمجموعات في الإرهاب”، وشددت الرقابة على أنشطة جماعة الإخوان والتصدي للآلة الدعائية والإعلامية لها، ووضعت قيوداً صارمة ضد أنشطتها الاقتصادية ومصادر تمويلها.
– سنت بريطانيا في 10 يناير 2022، مشروع قانون بشأن تطبيق التدابير الأمنية بالأماكن العامة ومتابعة التزامها بما يسمى “واجب الحماية” للتصدي للأفكار المتطرفة والتهديدات الإرهابية.
– حدثت بريطانيا في 30 أكتوبر 2022، استراتيجية مكافحة الإرهاب “كونتست”، لإشراك خبراء الأمن في المملكة المتحدة وخارجها، في مراجعة السياسات الأمنية بشأن التصدي للإرهاب.
– انتهجت السلطات البريطانية استراتيجية داخل السجون في 27 أبريل 2022، لعزل الإرهابيين المحتملين عن باقي السجناء، منعاً من انخراطهم في التطرف، بتخصيص (1.2) مليون جنيه إسترليني لاستهداف السجناء الذين يجب عزلهم، وفي الشهر نفسه اعتزمت إجراء إصلاحات لبرنامج “بريفنت” لمواجهة التطرف.
– أشار تقرير مجموعة العمل المالي ” فاتفFATF ” التي تضع المعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في 17 يونيو 2022، إلى أن النظام المتبع في بريطانيا يعد الأقوى بين أكثر من (100) دولة.
– أعلنت الحكومة البريطانية في 18 يوليو 2023، عن تحديث لاستراتيجية مكافحة الإرهاب “كونتست” وهي الوثيقة الأولى من نوعها منذ (5) سنوات، نظراً لأن التهديدات باتت أكثر تنوعاً وديناميكية، ما جعل التحديث يركز على تطرف الجماعات الإسلاموية كونها التهديد الرئيسي لبريطانيا، وتتجه لاستخدام التكنولوجيا وسيلة لنشر أفكارها.
– وضعت بريطانيا في 15 مارس 2024، الإخوان على قائمة التطرف وفقاً لمقاييس التعريف الحكومي الجديد للتطرف، لوجود رابط مباشر مع حركة حماس، وما نتج عنه من وجود انشقاقات مجتمعية بعد حرب غزة، مؤكدة أن منظمة “الرابطة الإسلامية في بريطانيا” واحدة من المنظمات ذات الصلة بالإخوان وتثير الشهبات. ويستهدف الإجراء وضع المنظمات المعنية على لائحة سوداء وحرمانهم من الأموال العامة.الإخوان المسلمون في أوروبا ـ تأثير الانشقاقات على تعامل الحكومات مع الجماعة
تواجد الإخوان في الاتحاد الأوروبي
عملت جماعة الإخوان على مدار عقود، على توطيد علاقاتها بالمؤسسات الأوروبية ما مكنها من الحصول على دعم وإعانات غير مباشرة، وحصلت الجمعيات التابعة للإخوان على أكثر من (52) مليون يورو من الأموال العامة بين عامي (2007- 2020) وفقاً لنظام الشفافية المالية بالمفوضية الأوروبية. وحصلت على نحو (80) مليون يورو على شكل تمويل من الحكومات الأوروبية خلال العقد الماضي في هيئة تبرعات من قبل مجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي وبعض الحكومات. وعبر هذه العلاقات أصبح الإخوان متواجدين بقوة بالمجتمعات الأوروبية، على شكل منظمات مناهضة للعنصرية والإسلاموفوبيا.
أشارت مجلة “لوبوان” الفرنسية إلى أن بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي باتت بيئة خصبة للإخوان، مستغلين القوانين وما تمنحه من مساحة حرية، بالانتشار عبر جماعات الضغط المتخفية في هيئات ومراكز أبحاث وشركات استشارية ومنظمات غير حكومية. وتغلغلت جماعة الإخوان في باقي دول أوروبا عبر شبكة علاقات بين هذه الهيئات التابعة لها، خاصة وأنه بعد هجمات باريس وبروكسل الإرهابية في عامي 2015 و2016. اتبعت الجماعة سياسة التخفي من بعدها في أوروبا للتحرك وممارسة أنشطتها. ويقول مدير برنامج البحث حول التطرف في جامعة جورج واشنطن لورنزو فيدينو، إن الأزمة تتعلق باعتراف المؤسسات الأوروبية الضمني الكامن بالإخوان بتوفير مخصصات مالية لهم، وهذا الأمر أثار الانقسام في المجتمعات الأوروبية وتحديداً في بلجيكا وفرنسا.
مخاطر الإخوان في الاتحاد الأوروبي
– وصفت الاستخبارات الألمانية الإخوان بـ “الذئاب في ثياب الحملان” في يناير 2022، لارتفاع أعداد الجمعيات الإسلامية إلى (960) جمعية واختراقهم للمؤسسات الألمانية.
– اعتبر جهاز أمن الدولة البلجيكي”VSSE” في مارس 2022، أن تنظيم الإخوان يشكل تهديد ذا أولوية قصوى، فيما يتعلق بالاستقطاب ونشر العنصرية بالمجتمع.
– كشفت وثيقة استخباراتية ألمانية في يوليو 2022، مخاطر الإخوان وتوسعهم عبر الحدود خاصة بين النمسا وألمانيا.
– تدرك الاستخبارات الأوروبية خطورة الإخوان منذ 2014، وقالت رئيسة وحدة دراسات الشرق الأوسط في المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط لورديس فيدال في أغسطس 2022، إن خطورة الإخوان في أوروبا تتمثل في العمل الدائم على صنع أيدلوجية تتبنى الأفكار المتشددة، دون ممارسة العنف في العلن كما الحال بالشرق الأوسط.
– أشار المتخصص البارز في شؤون الإخوان المسلمين في الغرب لورينزو فيدينو، في أكتوبر 2023، ضمن برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، إلى أن السرية المحيطة بالإخوان لحد كبير في أوروبا، حيت لا تصنف كمنظمة إرهابية وتعمل بحرية في إطار ديمقراطي، فرضت على أجهزة الاستخبارات الأوروبية مراقبة أنشطة الجماعة لفترة طويلة. وقررت المفوضية الأوروبية اعتماد تدابير أمنية أكثر سرعة ومرونة بشأن التهديدات الأمنية جراء نشاط الإخوان.
– كشفت الأجهزة الأمنية في النمسا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد، في الأعوام الـ (3) الماضية، عن شبكة الإخوان السرية التي تعمل بأوروبا عبر اتحاد المنظمات الإسلامية، وأهدافها المعادية للديمقراطية وحقوق الإنسان. محاربة التطرف في أوروبا ـ دور المؤسسات الإسلامية في الاندماج الاجتماعي (ملف)
تدابير الاتحاد الأوروبي لمواجهة خطر الإخوان
– لجأت الحكومات الأوروبية خلال الـ (3) سنوات الأخيرة إلى برامج التوعية، لمكافحة تطرف الإخوان ودعم فرص اندماج الجاليات المسلمة بالمجتمعات، وتعد السويد نموذجاً في هذه البرامج لمواجهة ما تسميه بـ “المجتمع الموازي” للإخوان.
– اعتمد الاتحاد الأوروبي في أبريل 2021، لائحة بشأن معالجة المحتوى المتطرف عبر الإنترنت، لاعتماد الإخوان على شبكات التواصل لاستقطاب أعضاء جدد لها.
– أصدر البرلمان الأوروبي في نوفمبر 2021، تقريراً يشرح حجم تنظيم الإخوان في (10) دول أوروبية، والمرجعية التي يعتمدون عليها في استغلال القوانين ونشر التطرف.
– اعتمد مجلس أوروبا في فبراير 2023، استراتيجية لمكافحة الإرهاب في الفترة (2023-2027) بتوفير أدوات حديثة والاستجابة للتحديات الحالية.
**
تقييم وقراءة مستقبلية
– تسعى جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا والنمسا إلى إقامة مجتمع مواز يعتمد على التفسير المتشدد للشريعة، وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين لاعبا رئيسيا في الحركة الإسلاموية وتحتفظ بشبكة واسعة من المنظمات والأندية ولا تظهر باسمها الخاص، وهذا يسمح لمسؤوليها االعمل بعيد عن أعين الأجهزة الأمنية.
– تحاول جماعة الإخوان المسلمون التسلل إلى المجتمع والتقرب إلى السياسيين والتأثير عليهم، كذلك التأثيرعلى القيم والمجتمع الألماني والنمساوي، فجماعة الإخوان المسلمين لا تريد توسيع النفوذ على المدى القصير، بل على المدى الطويل.
– يمكن القول كان تقييم الأجهزة الاستخباراتية لأنشطة جماعة الإخوان المسلمين مختلفا لسنوات عديدة، وأصبح الإخوان المسلمون في ألمانيا معضلة للأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ويرجع ذلك أساسا إلى أن الجمعيات والمنظمات التابعة للجماعة تتسلل إلى النظام الديمقراطي لخلق مجتمع موازٍ.
– أدركت ألمانيا والنمسا حجم مخاطر جماعة الإخوان حيث أنها اصبحت تمثل تهديد إلى الأمن المجتمعي من خلال استثمار التظاهرات في أعقاب حرب غزة. فضلا عن استغلال صعود اليمين المتطرف والأحزاب اليمينية الشعبوية لكسب أنصار جدد والحصول على التمويل.
– من المرجح أن يؤدي تنامي أنشطة الإخوان المسلمين في ألمانيا والنمسا له تأثير سلبي على المنظمات الإسلامية ذات الفكر المعتدل وعلى الشباب، ما قد يسرع من وتيرة حظر الجماعة في ألمانيا.
– بات متوقعا أن تعمل الحكومة الألمانية والنمساوية على المزيد من التدقيق في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، وإجراء دراسات واسعة حول تأثيرات إيديولوجية الإخوان على المجتمع على المدى البعيد.
**
– أصدرت العديد من الجهات الأمنية والاستخباراتية في فرنسا تحذيرات من مخاطر جماعة الإخوان المسلمين، مُؤكّدة على خطر التطرف حيث تُشير التحذيرات إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين تُروّج لأفكار متطرفة تُهدّد قيم المجتمع الفرنسي. وتنبه التحذيرات إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين تسعى للسيطرة على الجاليات المسلمة في فرنسا، ممّا يُعيق اندماجها في المجتمع. كما تُشير التحذيرات إلى أنّ بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين قد يُشكلون تهديدًا للأمن القومي الفرنسي.
– تواجه جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا وسويسرا تحديات كبيرة في الوقت الحاضر، ويرجح أن تستمر هذه التحديات في المستقبل. في عام 2021، صنّفت الحكومة الفرنسية جماعة الإخوان المسلمين كجماعة “غير مرغوب فيها”. أدى ذلك إلى إغلاق العديد من مساجد الجماعة وجمعياتها، وتجميد أرصدة بعض أعضاء الجماعة. كما تُواجه الجماعة ضغوطًا أمنية متزايدة من قبل السلطات الفرنسية، ممّا يُعيق حرية عملها ونشاطها.
– تُعاني الجماعة من انشقاقات داخلية، ممّا يُضعف وحدتها وقوتها، ويُرفض العديد من الفرنسيين أفكار جماعة الإخوان المسلمين، ممّا يُصعّب عليها كسب التأييد الشعبي.
– تُراقب الحكومة السويسرية جماعة الإخوان المسلمين عن كثب، ممّا يُعيق حرية عملها ونشاطها، تُواجه الجماعة انتقادات من قبل وسائل الإعلام السويسرية، ممّا يُضرّ بسمعتها، وتُواجه الجماعة صعوبات في جمع التبرعات من أعضائها، ممّا يُؤثّر على قدرتها على تمويل أنشطتها، كما تُواجه الجماعة صعوبات في الاندماج في المجتمع السويسري، ممّا يُحدّ من قدرتها على التأثير على المجتمع.
– من المرجح أن تستمر التحديات التي تواجهها جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا وسويسرا في المستقبل، ممّا قد يُؤدّي إلى، انحسار نفوذ الجماعة، وقد تفقد الجماعة بعض نفوذها في المجتمعين الفرنسي والسويسري، قد تنقسم الجماعة إلى فصائل أصغر وأضعف، وتتراجع أنشطة الجماعة بشكل كبير، وربما تختفي الجماعة تمامًا من فرنسا وسويسرا.
**
ـ رصدت أجهزة الاستخبارات الهولندية والبلجيكية تزايدا ملحوظا في نفوذ جماعة “الإخوان المسلمون” داخل مجتمعاتهم. حيث استغلت جماعة “الإخوان المسلمون” المنظمات والجمعيات والمساجد لتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسي وتمويل أعمالهم وأنشطتهم واستغلال التعليم للترويج لأفكاروتفسيرات متشددة عن الشريعة الإسلامية وذلك لخدمة مصالحهم فى أوروبا.
ـ تبذل السلطات الهولندية والبلجيكية جهودا حثيثة لمكافحة خطر التهديدات والفكر المتطرف على أراضيها. ونجحت أجهزة الاستخبارت الهولندية فى إدراك مخاطرالإسلام السياسى خاصة تنظيم الإخوان على مجتمعاتها. حيث أصدرت أجهزة الاستخبارات الهولندية تقاريرا عدة اعتبرت الإخوان يشكل خطرا على المجتمع الهولندى على المدي الطويل. وأن وجودهم في أوروبا خطر على أمنها وعلى ديمقراطيتها. ولكن رغم تلك الدلائل والبراهين على التى تكشف خطورة جماعة الإخوان لم تقم بلجيكا وهولندا على حد سواء بحظر جماعة الإخوان، رغم اتخاذهما بعض الخطوات الإيجابية ضدها.
ـ تتعامل حكومتي أمستردام وبروكسل وفقاً للمنطق القائل بأن حركة الإخوان لا تشكل في الوقت الراهن تهديداً مباشراً ضد مؤسسات الدولة ذلك أن الإخوان لا يدعون إلى العنف بشكل مباشر، على الرغم من تحذيرات الأجهزة الأمنية إلى خطرها اللاحق على المجتمع والأمن في الدولة. لذلك من الأهمية أن تكثف أجهزة المخابرات جهودها لرفع الوعي في الأوساط السياسية والإدارية بالتهديدات المرتبطة بوجود الإخوان المسلمين في الدولة الأوروبية.
ـ بعد أن أصبحت مصادر الدعم المالى لجماعات الاسلام السياسي والجمعيات الخيرية الاسلامية مكشوفة لدى الدولة الأوروبية ، ينبغى بذل المزيد من الإجراءات ضد جماعات الإسلام السياسى واذرعها من منظمات مجتمع مدني، من خلال اعتماد آليات لوقف الدعم المالي للجماعات المتطرفة التي بات يتصدّرها تنظيم الإخوان. وتشديد الرقابه على النشاطات والمؤسسات التابعة لتلك الجماعات والجمعيات.
ـ تحتاج مواجهة الإخوان على مستوى الأمن والاستخبارات إلى دعمها بمواجهة فكرية، لمواجهة التدفق الفكري للتطرف داخل المجتمعات الأوروبية ومراجعة عمليات “غسل الدماغ” التي مارستها الجماعة عن طريق عناصرها الفاعلين داخل المجتمعات، خاصة في محيط أبناء الجاليات الإسلامية.
ـ يتوجب على السلطات الأوروبية تعزيز ترسانة القوانين والتشريعات أيضاً من أجل تحقيق مواجهة أكثر شمولاً مع تنظيمات الإرهاب والتطرف، دون مساس بالحريات العامة.
**
– تتعامل جماعة الإخوان مع بريطانيا كالراعي الرسمي لها والحاضنة الآمنة لقياداتها وأنشطتها، ما منحها الفرصة لتأسيس جمعيات ومؤسسات تعليمية وثقافية وكيانات اقتصادية، كستار لأنشطتها ولجذب أبناء الجالية المسلمة إليها، مستغلة أي ثغرات بشأن اندماجهم بالمجتمع البريطاني. وساعدت سياسات الحكومات المتعاقبة ببريطانيا الإخوان، على الحصول على مساحة في الدوائر السياسية والمؤسسات التشريعية والأمنية، ما يمثل اختراقاً مباشراً للمجتمع البريطاني وأوساط صناع القرار، الأمر الذي ينعكس على طبيعة التشريعات والقوانين، ويعيق جهود المؤسسات المنوطة في مواجهة تطرف الإخوان.
– لم تدرك السلطات البريطانية سريعاً خطورة الإخوان إلا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تراجع نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط، وتصاعد حدة الهجمات الإرهابية في أوروبا عقب ظهور تنظيم “داعش” في 2014. ومن هنا واجهت بريطانيا تحديات جسيمة لتحجيم أنشطة جماعة الإخوان وتمويلها من قبل المؤسسات الحكومية، نظراً لعلاقاتها القوية بالأحزاب البريطانية والسياسيين، والمصالح الخفية بينها وبين تيارت اليمين الشعبوي وعلاقة التخادم بينهما، إضافة إلى تمدد نفوذها لعقود طويلة بين المؤسسات الدينية والجمعيات الخيرية.
– تفسر الإجراءات الأخيرة التي أعلنت عنها بريطانيا بوضع الإخوان على قائمة التطرف، مخاوف المملكة المتحدة من تداعيات حرب غزة في زيادة الانقسام المجتمعي، لاسيما وأن الشارع البريطاني انقسم إلى فريق مؤيد للقضية الفلسطينية وآخر مؤيد لإسرائيل، لذا سارعت في اتخاذ تدابير صارمة ربما تفرض قيوداً على جماعة الإخوان في تمويلهم وأنشطتهم، ما يدفعها للبحث عن وسائل ضغط على الحكومة البريطانية المقبلة، وربما تصبح حرب غزة أداة الإخوان للحصول على مزيد من المكتسبات على المستويين السياسي والمجتمعي.
– تولي حزب العمال برئاسة كير ستارمر الحكومة البريطانية الجديدة، يجدد آمال الإخوان في استعادة وضعهم ما قبل 2014، ويرتبط الأمر بالعلاقة القوية التي تربط الإخوان بحزب العمال على مدار سنوات، حتى أن زعيم الحزب السابق جيريمي كوربين أظهر دعمه علناً للجماعة آنذاك، وفي الوقت نفسه ما تمتلكه الإخوان من نفوذ اقتصادي، يدفع حكومة ستارمر لتحسين العلاقات من أجل دعم الاقتصاد في ظل الأزمة الراهنة، هذا يعني أن المصالح المتبادلة بين العمال والإخوان تصب في صالح الأخير بشكل أوضح.
-كما لجأت جماعة الإخوان في السابق إلى سياسات التخفي، ستبحث عن التحالفات الخفية مع الأحزاب اليسارية واليمينية، معتمدة على صعود نفوذ بعض الأحزاب اليمينية مثل “إصلاح بريطانيا” ووصول العمال إلى السلطة، ما يثير المخاوف من تأثير هذه التحالفات على الإجراءات المتوقع اتخاذها لتحجيم أنشطة الإخوان.
– ينبغي على بريطانيا والاتحاد الأوروبي تشديد الرقابة على المؤسسات التي تعمل تحت مظلة العمل الإنساني، ومراجعة انشطة الجمعيات الخيرية والمساجد، بجانب مراقبة العلاقة بين الأحزاب السياسية وجماعة الإخوان، لتحجيم عمل ونفوذ الجماعة في المجتمعات الأوروبية.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=95106
رابط إعادة نشر https://www.europarabct.com/?p=104618
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI
الهوامش
Muslimbruderschaft soll hinter Moscheeprojekt in Frankfurt stecken
https://tinyurl.com/5u2c6ah5
«Die Zukunft gehört Allah!»: Das islamistische Netzwerk «Muslim Interaktiv» drängt in die Öffentlichkeit
https://tinyurl.com/3bs4sxvm
Caliphate protests in Hamburg: What is Muslim Interactive?
https://tinyurl.com/3t8ev7h2
EU finanziert Projekt von deutsch-muslimischem Hilfswerk mit Verbindungen zu Islamisten
https://tinyurl.com/24s43yy5
**
France launches extensive investigation into Muslim Brotherhood activities
https://bit.ly/3zAVbb2
France is waking up to the threat of the Muslim Brotherhood. Is Britain?
https://bit.ly/3LheNDA
The French brotherhood burying the dead – rich or poor – since 1188
https://bit.ly/3LgGpsw
France on Edge as Muslim Brotherhood Makes Stealthy ‘Entry’ Into National Politics
https://bit.ly/45Y462d
**
AIVD Annual Report 2023
https://n9.cl/mk4hi
Bruxelles, capitale européenne de l’islam politique
https://n9.cl/bb4547
“Les risques liés au renforcement des Frères musulmans en Belgique ne semblent pas toujours pris à leur juste mesure”
https://n9.cl/jee6oh
‘Unlawful’ mosque probe conducted by Dutch municipalities
https://n9.cl/jy02b
Belgique : l’imam Iquioussen jugé indésirable “sur le sol européen”
https://n9.cl/6trk4
**
MCB’s Impact
https://bit.ly/40cSfu0
لوبوان: هل الاتحاد الأوروبي مغرم بالإخوان المسلمين أكثر من اللازم؟
https://bit.ly/4cLpHxc
How the Muslim Brotherhood threatens Europe’s security
https://bit.ly/3LbuNqI
Political correctness allowed Islamist extremism to go unchecked in UK, British home secretary says
http://bitly.ws/H73t
Government response document
https://bit.ly/3WgFVZC