تهديدات إيران إلى الأمن الأقليمي والدولي … التهديد الإيرانى لأمن الخليج
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “4”
تهدف إيران تصدير الى الثَّورة لدول الخليج، وقد استطاعت دول الخَلِيج إدارة الصِّراع مع إيران للحيلولة دون خروجه عن نطاق السيطرة، إلا أن التحوُّلات التي شهدتها دول الجوار الإقليميّ (سوريا – اليمن -العِرَاق) قد أتاحت الفرصة مجدَّدًا لتمدُّد النُّفُوذ الإقليميّ لإيران الأمر الذي مثل تهديدًا مباشرًا لأمن دول الخَلِيج.
احتلال الجزر الثلاث
جرى احتلال الجزر ( أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى ) من قبل حكومة الشاه في عام 1971، أي قبل فترة قصيرة من استقلال سبع إمارات (أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، ورأس الخيمة، وأم القيوين، والفجيرة) عن بريطانيا،وبعد سقوط الشاه طالبت الإمارات إيران بإعادة الجزر، لكن الجمهورية الإسلامية في إيران رفضت ذلك،ويشير المحللون إلى وجود إشكالية في”أن إحدى الجزر كانت تابعة لإمارة الشارقة، فيما كانت الجزر الأخرى تابعة لإمارة أبو ظبي، والإشكالية تكمن في أن إيران طلبت تأجير الجزر، ثم قامت باحتلالها”.
وتعتبر جزيرة أبو موسى أكبر الجزر المتنازع عليها، إذ تبلغ مساحتها 4 أميال مربعة، ويسكنها 2000 من صيادي السمك، يتكلمون الفارسية والعربية منذ ولادتهم،وقد تصاعد التوتر بشأن الجزر في ظل تنامي الدور الإيراني في سياسات المنطقة وفي ظل صفقات الأسلحة التي تشتريها السعودية والإمارات. وطبقا لمذكرة موقعة بين إيران وبين إمارة الشارقة عام 1971 فإن الجزيرة ومصادرها المنتجة للطاقة يجب أن تقسّم بين الجانبين.
وتحث الإمارات طهران على التفاوض، أو قبول إحالة النزاع إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، بينما تصر إيران على أن سيادتها على الجزر ليست محل نقاش، وتدعو الطرف الإماراتي إلى “تفهم الموقف”
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد ذكرت في مقال نشرته فى وقت سابق أن دولة الإمارات العربية قد رفعت في عام 1980 مطالبها بحقوق السيادة على الجزر إلى مجلس الأمن الدولي، الذي رفضها، دون ذكر أسباب الرفض. لكن الصحيفة الأمريكية أفادت أن إيران هي التي زودت الجزيرة بالبنية التحتية ( مثل الطرق والمياه والطاقة والمدارس) وأن محافظ الجزيرة إيراني الجنسية.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الايرانية مارس 2017 ، بهرام قاسمي، ما جاء في البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية، بشأن الجزر الثلاث، وصفه بـ “المزاعم الواهية”، مضيفا أن ذلك أمر مرفوض. وفى المقابل أعلن وزير الخارجية الأردني مارس 2018 ، تأييده لحق دولة الإمارات في الجزر الثلاث التي تحتلها إيران.
تحركات عسكرية
اوضح قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي للدفاع الجوي، اللواء غلام علي رشيد “سياسة إيران في الخليج تتبع ثلاثة أركان أساسية هي التعاطي والتعاون النشط مع بلدان الجوار والدفاع عن الأمن والاستقرار في المنطقة والمواجهة الحازمة لأية تدخلات للقوى من خارج المنطقة”.
ويقول رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالجيش الإيراني فى مايو 2018 ، العميد أحمد رضا بوردستان إن بلاده لديها إشراف استخباراتي على القواعد العسكرية في أربع دول عربية،وأشار إلى أن “القوات المسلحة الإيرانية تشرف على جميع تحركات الأعداء وتمتلك القدرة الاستخباراتية الجيدة”، مضيفا: “نحن نعرف ما الذي يجري في القواعد العسكرية في الأردن والإمارات وقطر والسعودية، وعدد سفن العدو في الخليج الفارسي وتصرفات الأعداء أيضا”.
أكد الحرس الثوري في اغسطس 2018 أنه أجرى مناورات عسكرية في الخليج خلال الأيام الماضية مضيفا أنها استهدفت ”مواجهة تهديدات محتملة“ من الأعداء،وأكد محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري على الحاجة للتدريبات البحرية الناجحة للحفاظ على التأهب الدفاعي وتعزيزه وكذلك على أمن الخليج ومضيق هرمز لمواجهة التهديدات والمغامرات المحتملة للأعداء“.
أعلنت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي أنها رصدت تكثيفا للنشاط البحري الإيراني. وامتد النشاط إلى مضيق هرمز وهو ممر مائي استراتيجي لشحنات النفط هدد الحرس الثوري بإغلاقه،لكن مسؤولين أميركيين تحدثوا إلى رويترز وطلبوا عدم الكشف عن أسمائهم قالوا إن الحرس الثوري الإيراني يجهز على ما يبدو أكثر من 100 سفينة للتدريبات. وربما يشارك مئات من أفراد القوات البرية.
وأضافوا أن المناورات قد تبدأ في الساعات الثماني والأربعين القادمة لكن ليس واضحا متى سيكون ذلك تحديدا.وقال مسؤولون أمريكيون إن توقيت المناورات يهدف على ما يبدو إلى توصيل رسالة إلى واشنطن التي تكثف الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على طهران لكنها حتى الآن لم تصل إلى حد الاستعانة بالجيش الأميركي للتصدي لإيران ووكلائها.
تصريحات قادة ايرانيين ضد الخليج
الجيش الإيراني : أعلن فى ابريل 2018 عن رصده لكافة التحركات والنشاطات في منطقة الخليج وبحر عمان، مؤكدا الاستعداد لأي رد فعل دفاعي أو هجومي إذا اقتضت الضرورة ، وفى مايو صرح أن لديه اطلاع استخباراتي على القواعد العسكرية في المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والأردن، وأنه مستعد للرد على أي تهديدات.
قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي للدفاع الجوي، اللواء غلام علي رشيد : أعلن أن القوات المسلحة الإيرانية تدافع بقوة عن مصالحها في الخليج وستتصرف بيقظة وحزم مع أية ممارسات تثير الاضطرابات وتزعزع الاستقرار في المنطقة.وحذر رشيد من اختبار قوة إيران الاستراتيجية والرهان على صبرها في الدفاع عن مصالحها.
قائد البحرية الإيرانية الأميرال حسين خانزادی : حذر من أن مضيق هرمز لن يكون آمنا لمن وصفهم بأنهم “يستخدمون أموال النفط المار عبره لتهديد أمن إيران”. أن الحظر الذي تهدد واشنطن بفرضه على النفط الإيراني، سيتسبب في تعطيل التعاون على الساحة الدولية، كما سيؤثر في المهمة التي تتولاها البحرية الإيرانية لضمان أمن مضيق هرمز.
وقال: “إذا كانت أموال النفط في هذه المنطقة تذهب إلى جيوب من يهددون شعب إيران فهذا سيؤثر بالتأكيد على طريقة تشغيل مضيق هرمز”. وردا على هذه التهديدات ذكر وزير النفط والكهرباء والماء الكويتي، بخيت الرشيدي، أن دول الخليج مستعدة لاحتمال إغلاق مضيق هرمز من قبل إيران.
مساعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية العميد مسعود جزائري : حذر فى 2016 من “أي خطة طائشة” في مياه الخليج، متوعدا برد عسكري عاصف على أي تهديد لأمن بلاده، وفقا لوكالتي أنباء “إرنا” و”تسنيم” الإيرانيتين. وتابع: “الأوضاع الأمنية والعسكرية السائدة في الخليج أصبحت تجعل قوات وإمكانيات العدو في مرمى نيران العسكريين الإيرانيين بشكل كامل”.
قائد القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، علي فدوي: أعلن أن إيران تريد تحديد ممر مائي للملاحة في الخليج العربي وبحر عمان، ما يوحي بنيتها لخلق توتر جديد يهدد سلامة تردد السفن في هذه المنطقة. وتأتي هذه التصريحات الإيرانية بعد زيادة الاحتكاك بين سفن وزوارق تابعة للجيش والحرس الثوري الإيراني بالسفن والطائرات الأميركية في الخليج العربي، خلال الأشهر الماضية، ما ينذر بخطر حدوث اشتباكات ومواجهات بين الطرفين.
رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان : أكد أن “القوات المسلحة الإيرانية تشرف اليوم على جميع تحركات الاعداء وتمتلك القدرة الاستخباراتية الجيدة”.وأضاف: “نحن نعرف ما الذي يجري في القواعد العسكرية في الأردن والإمارات وقطر والسعودية وعدد سفن العدو في الخليج وتصرفات الأعداء أيضاً، وفقا لما نقلته وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية المقربة من الحرس الثوري.
اللواء سيد يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي : هدد فى يونيه 2018 ، بقصف القصور الملكية السعودية إذا أراد السعوديون “ارتكاب خطأ”، على حد قوله، معتبراً أن بلاده هي “القوة الأولى في المنطقة” ، محذراً السعوديين من أنهم “إذا أرادوا ارتكاب خطأ ففي اليوم الأول سيتم قصف قصورهم الملكية في الرياض بـ1000 صاروخ، وطبعاً أستبعد أن يرتكبوا مثل هذه الحماقة”.
علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي : صرح إن “حسرة تغيير اسم الخليج الفارسي والسيطرة عليه ستبقى في قلوب المستعمرين إلى أبد التاريخ مضيفا ان “. قضية تغيير الاسم أو تحريفه هو إثارة فتنة وعليهم أن يعلموا بأن مسعاهم دون جدوى”.ولفت ولايتي إلى أن “الوثائق والتاريخ وخلفية الإيرانيين وكتابات المؤرخين من الفرس والعرب جميعها أوردت عبارة البحر الفارسي أو الخليج الفارسي وهذا هو الحال بالنسبة للخرائط الموجودة في المتاحف العالمية والإيرانية”.
الخلاصة :
- اجبار احترام ايران على احترام سيادةجيرانها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية
- الطلب من ايران ان تعلن عن رغبة حقيقية للتحول من مفهوم الثورة الي الدولة مما يغير نظرتها بشكل جذرى الي دول مجلس التعاون الخليجى
- يجب على ايران التوقف عن سياسية الحرب البادرة واستنزاف الوقت واستغلال ذلك لمصالحها.
- ايجاد الية تلزم ايران لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليها مع جميع الاطراف الاقليمية .
هوامش
رابط مختصر : https://www.europarabct.com/?p=47401
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات