بلجيكا … المخاوف والأستعدادات بأستقبال عناصر داعش العائدين من سوريا والعراق
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا- وحدة الدراسات والتقارير “3”
تواجه الحكومة البلجيكية بقلق عودة مواطنيها الذين قاتلوا في سوريا والعراق بجانب تنظيم “داعش” الإرهابي، تخشى بروكسل عودة مئات النساء مع أطفالهن، بعد فرارهن من مناطق التوتر في كل من العراق وسوريا ، وشددت السلطات البلجيكية على أنها لن تسعى لإعادة هؤلاء الذين سافروا عن عمد إلى تنظيم” داعش”، وسبق لهن أن هاجمن الدولة البلجيكية.
عديد عناصر داعش من المقاتلين الأجانب
أعلنت السلطات البلجيكية فى مارس 2018 أنه يبلغ عدد الأطفال الذين ولدوا في سوريا والعراق من آباء سافروا للقتال في صفوف “داعش”، هم ما بين (70) إلى( 80 )طفلا، وأن هناك (14) بلجيكيا معتقلا في سوريا والعراق منهم بلجيكيين في العراق، مقابل (12) في سوريا منهم (5) رجال لدى قوات سوريا الديموقراطية و(7) نساء معهن (6) اطفال تم توزيعهن في مخيمات مختلفة للاجئين، وأوضح تقرير فى فبراير 2018 أن عدد العائدين تناقص تدريجياً ما بين عامى 2014 – 2017، مشيراً إلى أن (115) بلجيكياً من مقاتلي “داعش” عادوا بالفعل إلى البلاد، ومنهم (44) داخل السجون حالياً و(80) تحت المراقبة، وكشف تقرير فى أكتوبر 2017 أن عدد المقاتلين البلجيكيين المتواجدين في سوريا والعراق، فيقدر عددهم بـ(177)شخصاً، منهم نحو (30) تحت سن الثامنة عشرة.
مشاركة الحكومة البلجيكية بالحرب ضد عناصر داعش في العراق وسوريا
مددت الحكومة البلجيكية فى يونيو2017 مشاركة قواتها الجوية في العمليات العسكرية ضمن قوات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، وأكد ” شارل ميشيل” رئيس الوزراء البلجيكي ، إن تمديد مشاركة بلاده يعد إشارة قوية باتجاه شركائها مبينا أن “بلجيكا ستخصص (17) مليون يورو للعمليات العسكرية ضد التنظيم المتطرف،ونوه إلى أنه سوف تتمركز أربع مقاتلات بلجيكية بالإضافة إلى (100) جندي في قاعدة بالأردن لضرب أهداف للتنظيم في سوريا والعراق.
كيف تعاملت الحكومة البلجيكية مع المقاتلين الأجانب العائدين من عناصر داعش
أكد “شارل ميشيل” رئيس وزراء بلجيكا فى مارس 2018 أنَّ بلادَهُ لن تتفاوض مع أيِّ مقاتلٍ بلجيكي، أو من أيِّة جنسيةٍ أخرى، يرغب في العودة من صفوف “داعش” إلى بلجيكا، قائلًا “ليس هناك مكان لهؤلاء وسط المجتمع البلجيكي”،وأغلق البابَ أمام احتمالية التعاون أو التعاطف مع العائدين من” داعش”، قائلًا “لا مفاوضات مع هؤلاء الأشخاص”، وأضاف ليس هناك مكان لهؤلاء وسط المجتمع البلجيكي، ويجب أن نحترم القانون الدولي، ولا مجال للتراخي، وسوف ننتهج نهجًا صارمًا للغاية.
أعلن كلٌّ من وزير العدل البلجيكي “كوين جيين” ووزير الخارجية البلجيكية “ديدييه ريندرز” فى مارس 2018 أنَّ الأطفال البلجيكيين ممن تقل أعمارهم عن عشرة أسابيع، والذين ولدوا في سوريا لآباء بلجيكيين رحلوا من بلجيكا من أجل القتال في صفوف تنظيم “داعش” سيحصلون على تصاريح مرور للعودة إلى بلجيكا،كما سيتم بحث حالة الأطفال الذين تزيد أعمارُهم عن 10 سنوات كل حالة على حدة، آخذين في الاعتبار مدة بقائهم في سوريا، واحتمالية انضمامهم لمعسكرات التدريب القتالي، وأنَّ الغالبية العظمي من هؤلاء الأطفال ولدوا في سوريا، وليس لديهم وثائق تُثْبِتُ جنسيتَهم البلجيكية؛ لذا ستتم الاستعانةُ باختبارات الحمض النووي لتحديد هويتهم.
يقول ” بيتر ديروفر” عضو البرلمان البلجيكي من كتلة التحالف الفلاماني فى مارس 2018 لن نسعى لإعادة هؤلاء الذين سافروا عن عمد إلى تنظيم” داعش”، وسبق لهن أن هاجمن الدولة البلجيكية عبر وسائل التواصل الاجتماعي،كشفت السلطات الفيدرالية البلجيكية فى فبراير 2018 أنها بصدد العمل لاستعادة بعض الأطفال الذين وُلِدوا في سوريا والعراق لآباء بلجيكيين متشددين، ولكن الأمر يصطدم بعقبات أمنية وإدارية وعملية تعرقل عملية التنفيذ السريع ، وأكدت على ضرورة الرقابة الصارمة على الحدود لمواجهة تطور التهديد الإرهابي في أوروبا، بعد خسائر “داعش” في سوريا والعراق
ردود فعل الشارع البلجيكى منتهديدات داعش
يؤيد نسبة (64%) من البلجيكيين في النصف الشمالي من البلاد الناطق بالهولندية، استمرار بقاء القوات الأمنية في الشوارع وفقا للاستطلاع للرأى فى أكتوبر 2017، بينما عارض ذلك (25%) ، في حين وصلت انسبة التأييد إلى (69%) في الجزء الفرنكفوني الناطق بالفرنسية، بينما وصلت النسبة إلى (67%) بمنطقة بروكسل العاصمة.
المعايير التي تتخذها الحكومة البلجيكية تجاه المقاتلين الأجانب .
أصدرت محكمة بلجيكية قرارا فى مارس 2018، بالسجن 30 عاما على مقاتل بلجيكي في صفوف تنظيم “داعش” ، وهي أقصى عقوبة في القانون البلجيكي،وذلك بتهمة ارتكاب عمليات إعدام وقتل إرهابية،عاقبت محكمة بلجيكية فى مارس 2018 ثلاث سيدات من “داعش”غيابيا بالسجن لمدة خمسة أعوام وغرامة مالية 8 آلاف يورو، لوجود نشاط ملحوظ لهم في جماعة”داعش”؛ من خلال الزواج من مقاتلين في صفوف تنظيم داعش، وتربية أطفال في هذا المحيط .
أوضح تقرير فى مارس 2018 إن البعض من المقاتلين الذين شاركوا في القتال في سوريا وهم الآن داخل السجن سيختارون عن عمد عدم الإفراج المبكر عنهم وسيفضلون البقاء داخل السجن حتى اكتمال فترة السجن التي تتراوح للبعض منهم بين 5 و10 سنوات، حتى يتفادوا بذلك أي شروط صارمة تتعلق بمراقبتهم، لأن الإفراج المبكر، من وجهة نظر بعض المتخصصين في بروكسل، يتطلب وضع الشخص الذي يطلق سراحه تحت المراقبة بطرق مختلفة؛ منها وضع إسورة إلكترونية حول قدمه لمراقبة تحركاته.
طالب “هانس بونتي” القيادي في الحزب الاشتراكي البلجيكي فى مارس 2018 بفرض نظام مراقبة صارم على الإرهابيين الذين أنهوا فترة السجن، وقال إنه يجب إخضاعهم للمراقبة من جانب السلطات الحكومية ،يقول “جان جامبون” وزير الداخلية البلجيكي فى أكتوبر2017 إن السلطات المختصة تُخضع هؤلاء المقاتلين العائدين من “داعش” للمراقبة، وتقدم للقصّر المساعدات النفسية والاجتماعية اللازمة، وأن بعضهم يبلغ من العمر أقل من ست سنوات، أي أنهم ولدوا في أرض المعركة، فـ “هؤلاء لا يشكلون أي خطر حقيقي على المجتمع ولكن يتعين احتواؤهم والتعاطي معهم بطرق خاصة”.
التوصيات :
- تشديد الرقابة الصارمة على الحدود لمواجهة تطور تهديدات العائدين.
- حصر الأعداد الحقيقية للرعايا البلجيكيين من عائلات مقاتلي “داعش”.
- جمع أكبر قدر من المعلومات عن المقاتلين وذويهم ، ودراسة كل حالة على حدة،لمعرفة كيفية التعامل معهم
- إجراء فحوصات وتحاليل على الأطفال للتأكد من نسبهم، ويمكن لهم الرجوع بعدها إلى بلجيكا.
- منح الأطفال العائدين بطاقات هوية لحين صدور الرأي القضائي.
- تقديم المساعدات النفسية والاجتماعية اللازمة للاطفال.
- تبادل المعلومات الأمنية مع دول أخرى لمنع تسلل الجهاديين إلى بلجيكا.
- تحديد هويات العائدين من سوريا والعراق وتكثيف المراقبة عليهم.
- إقناع هؤلاء العائدين بالتحدث أمام الرأي العام عن اندماجهم لتفادي أن يلجأ آخرون لاختيار هذا الدرب.
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
رابط مختصر:https://wp.me/p8HDP0-bQL