بالتفاصيل منصات داعش على الإنترنيت و انعكاساتها على أوروبا
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “3”
نقلت وكالة “بلجا” عن “إريك فان دير سيبت” المتحدث باسم الادعاء العام البلجيكى قوله: “تمكنا من إغلاق عدد كبير من الحسابات وسلسلة مواقع إلكترونية”.وأوضحت يوروبول، في بيان، أنها عملت مع(9) من أكبر منصات الإنترنت للتصدي لعمليات الدعاية لتنظيم داعش، من بينها غوغل وتويتر وإنستغرام وتليغرام. وذكرت يوروبول، على موقعها الإلكتروني أنها فحصت “فيديوهات دعائية وإصدارات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعم الإرهاب والتطرف العنيف”.وأضافت أن “تليغرام كان منصة الخدمة الإلكترونية” التي وجدت بها معظم المواد المخالفة للقوانين وفقا لـ”سكاى نيوز” فى 25 نوفمبر 2019 .
منصات داعش الإعلامية
“وكالة أعماق للأنباء ومركز الحياة الإعلامي” : صنفت الولايات المتحدة ، أجهزة تنظيم “داعش” الإعلامية، مؤسساتٍ إرهابيةً ، فى 23 مارس 2019 .و هما جناحان إعلاميان لتنظيم داعش ، ويعدان جزءاً من جهاز الدعاية الخاص بالمنظمة الإرهابية . الجهتان الإعلاميتان كانتا تعملان من سوريا والعراق، وتدعمان التنظيم بنشر الرسائل الإرهابية عبر الإنترنت، والتجنيد. و ركّز “مركز الحياة الإعلامي” متعدد اللغات على أغراض التوظيف والنشر الإعلامي للتنظيم بعدة لغات عالمية.
“صحيفة النبأ” : أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق وفقا لـ”سبوتنيك” فى 11 أبريل 2019 عن تدمير موقع صحيفة “النبأ” التابعة لتنظيم “داعش” في تلال حمرين. وقالت الخلية في بيان: “تمكن جهاز مكافحة الإرهاب من العثور على أحد مكاتب صحيفة النبأ الداعشية في إحدى المغارات التي تحتوي على طابعات وحاسبات وإعداد للصحيفة، أثناء العملية العسكرية في تلال حمرين”.
“قريش للإعلام” : تعد إحدى المنصات “المختصة بترويج بيانات وأخبار تنظيم “داعش” وفقا لـ”لعربية” فى 29 أكتوبر 2019 .
“ناشر نيوز” : توعد تنظيم “داعش” من خلالها بالثأر للهجوم الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا في رسالة مسجلة مدتها 44 دقيقة وأكد التنظيم أن الرسالة”ستوقظ الجهاديين النائمين وستحفز أنصار الخلافة على الثأر”. دشنت قناة “رسمية” في 29 نوفمبر2019 على منصة ” تام تام”، بعد أسبوع من تضييق الخناق على منشوراتها.
تطبيقات داعش “BCM”
يسعى تنظيم “داعش” للاستفادة من تطبيق “BCM” الذي أصدره لمتابعيه ومناصريه ، بهدف الترويج للأفكار والاستقطاب وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 15 ديسمبر 2019. وأنشأ التنظيم حوالى نحو (10) قنوات وصفحات عبر هذا التطبيق، بعضها يضم ما يفوق (100) ويتيح التطبيق يتيح إمكانية جمع الأموال عبر عملة “البتكوين” الرقمية.ويضمن التطبيق السرية التامة للمستخدمين ويضع الكثيرمن لاحتياطات أمام محاولات الاختراق المتوقع حدوثها من قِبل العديد من الأجهزة الأمنية، كما يؤمن لعناصر التنظيم التواصل الآمن وعدم القدرة على التتبع، إضافة إلى أن له القدرة على تخزين مقاطع الفيديو ونقل المعلومات المشفرة في أي مكان بالعالم، وقد تمكن تنظيم “داعش” من إتاحته عبر متجر “غوغل بلاي” و”متجر آبل”.
منصات داعش الإعلامية على مواقع التواصل الإجتماعى
نُشِرَ على قناة تابعة إلى “داعش” في تطبيق “تليغرام ” مقاطع فيديو ورسائل مكتوبة بالألمانية والعربية والإنكليزية من نساء يدّعين أنهن محتجزات في مخيمات الأكراد ويريدون الفرار .وعملت المجموعة على مشاركة رسائل وصور فوتوغرافية يُزعم أنها التقطت داخل المخيم، عبر الانترنت. وظهر في إحدى اللافتات عبارة “حرروا السجينات. أخواتكن في مخيم الهول”. و شارك المساهمون في الحملة روابط إلكترونية آتية من حسابات عدة لتجميع الأموال على “باي بال”، وتم جمع أكثر من (3) آلاف يورو . وفي محاولة واضحة لتجنب إزالة “باي بال” تلك الحسابات، استُخدِمَتْ رسائل مشفرة لتمويه الهدف من جمع الأموال. وفقا لـ”اندبندنت” فى 30 يوليو 2019 .
واقتصرت حسابات أنصار “داعش” عبر تطبيق “التليغرام” الذي سبق أن تحولت إليه أنشطة التنظيم وباتت وسيلته الإعلامية الرسمية مع نهاية العام 2015 . شدد فيها على عدم تداول أي أنباء صادرة عن غير مؤسسات التنظيم الإعلامية الرسمية وهي “الفرقان” ومؤسسة “ناشر” ووكالة “أعماق” الإخبارية.
حلل مؤشر الفتوى العالمي عدداً من القنوات والمواقع التابعة للتنظيمات الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضح أن «(تليغرام) ما زال الوجهة التي يفضلها (الإرهابيون) للتواصل وتناقل الأخبار، لافتاً إلى «استحوذ (تليغرام) على (45%) من قنوات وحسابات أعضاء التنظيمات الإرهابية، فيما جاءت برامج (اللايف شات) في المرتبة الثانية بنسبة (30%) في المائة، و(تويتر) ثالثاً بنسبة (15%) و(فيسبوك) بنسبة (10%) … فضلاً عن (داعش) الذي وجد عبر (تليغرام) بنسبة (30 %).
تصنيف استخدام داعش لمواقع التواصل الاجتماعى
صنفت دراسة بعنوان “استراتيجيات وآيديولوجيات الجماعات الإرهابية في تجنيد الشباب عبر الإنترنت” استغلال “داعش” للإنترنيت لـ”صحيفة الشرق الأوسط” فى 13 مايو 2019 ، حيث أكدت أن (فيسبوك) يساعد التنظيم في تجنيد (الذئاب المنفردة) بسهولة عبر استدراج الشباب وتجنيدهم بطريقة غير مباشرة… أما (تويتر) فيستخدم لنشر الأخبار الترويجية للأفكار المتطرفة… و(تليغرام) للمساهمة في نشر أدبيات التنظيم وكتاباته وروابط تقاريره المصورة والمرئية لترويج نجاحه المزيف في ساحات القتال… في حين يستغل التنظيم قنوات (يوتيوب) لتمكين مشاركيه من تحميل الفيديوهات قبل الحذف .
تراجع دعاية داعش على الإنترنيت
تقول السيدة “ريتا كاتز”، المتخصصة في شئون الإرهاب، والعضو المؤسس في “رابطة البحث عن الكيانات الإرهابية الدولية” , وفقا لـ”مرصد الأزهر” فى 14 سبتمبر 2019 ، أنّ “المنصات الرئيسية مثل “فيسبوك”، و”تويتر”، و”يوتيوب”، و”تيليجرام”، أصبحت تستقبل عددًا قليلًا من نشطاء “داعش”، ولذلك أعاد تنظيم “داعش” التركيز على تطبيقات المراسلة الخاصة بالشركات، وألعاب الإنترنت المباشرة. كما حاول التنظيم تدشين صفحات ثابتة على مواقع “تمبلر” “Tumblr”، و”وردبريس دوت كوم” “Wordrpress.com”، ولكن دون جدوى.
مخاوف من خلافة سيبرانية
حذر ” توماس هالدنفانج” رئيس الهيئة الاتحادية لحماية الدستور في ألمانيا من الاستهانة بتنظيم “داعش” وفقا لـ”العرب اللندنية” فى 15أبريل 2019 . وأضاف هالدنفانج أن “داعش لا يزال قائما بالنسبة إلى أوروبا، لاسيما بمفهوم وجود خلافة سيبرانية افتراضية تحرض على هجمات، ولا يزال بإمكانها السيطرة على أتباع لشن هجمات”.
الخلاصة
فتح تنظيم “داعش” العديد من الحسابات حساب على مواقع التواصل الاجتماعي خلال ومنذ إنشائه اعتمد التنظيم على شبكة الإنترنت لنقل أخباره .وامتلك العديد من الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي وعددا من المواقع على شبكة الإنترنت منها “شبكة شموخ الإسلام” و”منتدى الاعتصام” و”السحاب” و”الملاحم”، كما أصدر التنظيم مجلة “دابق” باللغتين العربية والإنجليزية، وبنسختين إلكترونية وأخرى ورقية، ومجلة “رومية” الإلكترونية وغيرها.
اعتمد تنظيم داعش في تنفيذ عملياته الإرهابية واستقطابه وتجنيد وتوجيه مناصريه على فتاوى وتعليمات لقادتهم نشرت عبر أدوات و”جروبات” اتصال مشفرة تشبه الغرف المغلقة بين أعضائه . ولم يتوقع داعش الهجوم على منصاته الإلكترونية على الإنترنت وإغلاق معظمها ، وسيتطلب منه جهدا لإعادة بناء عملياته بعد غلق العديد من حساباته على الإنترنيت .
و بالرغم من فقدان تنظيم “داعش” لصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي فإنه بات يراهن على استخدام وتطوير تطبيقات و برامج لكى يتمكن من العودة يتيح له القدرة على إرسال كل البيانات الخاصة به إلى متابعيه ومناصريه والقدرة على الانتشار على مواقع التواصل الأجتماعى بتكتيكات وأشكال جديدة والتخفى عن أعين الأجهزة الأمنية .
لذلك ينبغى فرض ضوابط تنظيمية على المحتوى المتطرف على الإنترنت ، حظر حسابات شخصيات ومنظمات تروج للخطاب المتطرف والإرهاب . زيادة الضغط على شركات التكنولوجيا لإزالة المحتوى غير القانوني من منصات وسائل التواصل الاجتماعيا لذي يتم تداوله عبر الشبكة العنكبوتية.
رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=56738
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات