إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “2”
أكدت الاستخبارات البريطانية إحباط (4) هجمات إرهابية من تدبير عناصر تنتمي لليمين البريطاني،وأعلنت خضوع (600) شخص للتحقيق من قبل أجهزة الاستخبارات البريطانية، مقدرا عدد هذه العناصر التي تعتمد العنف في ممارساتها بأكثر من (3000) آلاف شخص،ويعد ذلك تحول نوعي في النشاط الإرهابي الذي يكشف النقاب عنه لأول مرة في المجتمع البريطاني.
أبرز الأحزاب والحركات الشعبوية
حزب الاستقلال البريطاني
تأسس حزب الاستقلال البريطاني في عام 1993 وحدّد لنفسه هدفاً واحداً، يتمثّل بانسحاب المملكة البريطانية من الاتحاد الأوروبي ومن المؤسسات الأوروبية،ويشكك حزب الاستقلال البريطاني بالاتحاد الأوروبي ويعترض على توسّعه،وأطلق حزب الاستقلال البريطاني صفّارة الإنذار حيال حق الناس بالتنقل بحرّية ضمن الاتحاد الأوروبي بحثاً عن عمل، فقام شعار الحزب خلال الانتخابات الأوروبية على مقولة “استعيدوا السيطرة على بلادنا وصوّتوا لحزب الاستقلال البريطاني”.
وتعهد حزب استقلال المملكة المتحدة بحظر النقاب ضمن برنامجه للانتخابات العامة في بريطانيا ، وأعلن فى برنامج الاندماج أن “ارتداء البرقع والنقاب خارج المنزل عائق للتوافق المجتمعي وخطر أمني” ،وكان بروز حزب استقلال المملكة المتحدة ، أحد الأسباب الهامة التي شكلت ضغطا على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ودفعته إلى أن يعد بتنظيم الاستفتاء للمرة الأولى عام 2013.
حصل الحزب الذي قاد حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، على (4) ملايين صوت في انتخابات 2015 أي (12.5%)من الأصوات لبرنامجه المناهض للاتحاد الأوروبي مما يضعه في صدارة الساحة السياسية البريطانية رغم حصوله على مقعد واحد في البرلمان،تعثر حزب الاستقلال منذ عام 2015 ، فتضرر من صراعات داخلية بشأن توجهات الحزب في المستقبل، وفي انتخابات يونيو 2017 حصل حزب استقلال المملكة المتحدة على (1.8%) من الأصوات ومن أبرز قيادات الحزب :
نايجل فاراج : ولد فاراج عام 1964 لعائلة ثرية في منطقة كنت في انجلترا، كان ان فاراج مؤيدا لحزب المحافظين منذ أيام دراسته، لكنه انضم عام 1993 لحزب استقلال المملكة المتحدة كعضو مؤسس، وانتخب عضوا في البرلمان الأوروبي عام 1999 عندما كان في الـ 35 من عمره،وأصبح فاراج زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة عام 2006 وترك زعامته عام 2009 ، وأُعيد انتخابه مرة أخرى ،وفشل فاراج عدة مرات في دخول البرلمان ،وأعلن فاراج استقالته من منصبه كرئيس لحزب الاستقلال البريطاني قى يوليو 2016.
هنري بولتون : تولى رئاسة حزب الاستقلال ، وأصبح رابع زعيم خلال عام واحد يتولى رئاسة حزب الاستقلال الذي ساعد في الوصول إلى إجراء استفتاء على خروج بريطاني .
جيرارد باتن : انتخب جيرارد باتن النائب الاوروبي البالغ من العمر 64 عاما بدون اي معارضة في غياب اي مرشح آخر، وكان باتن يتولى الرئاسة الاتنقالية للحزب ،واعلن باتن فور انتخابه انه ينوي الاستقالة فى عام 2019 لاجراء انتخابات جديدة بوجود اكثر من مرشح واحد.
أظهرت إحصائيات لوزارة الداخلية البريطانية فى يونيو 2017 أن ما لا يقل عن (33%) من الخاضعين للمراقبة بموجب برنامج “تشانيل” 2016 – 2017، يؤيدون الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة ومعرضون للتطرف وذلك مقابل نسبة (25%) في برنامج 2016/2015،وخلصت الإحصاءات الرسمية إلى أن (91) شخصا من إجمالي (260) شخصا تم القبض عليهم للاشتباه بهم في جرائم إرهابية كانوا من البيض، أي ما يزيد (20) شخصا عن عام 2015 ويسجل العدد الأكبر منذ عام 2003،كما أظهرت إحصاءات وزارة الداخلية أن (41%) ممن تم توقيفهم وتفتيشهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب في الفترة من 2009 إلى 2016 كانوا من البيض أيضا.
حركة “بريطانيا أولا”
دشنت حركة “بريطانيا أولا” في عام 2011 من أعضاء سابقين لحزب “التحالف الوطني” البريطاني، والتي باتت في فترة وجيزة أكبر تجمع لليمين المتشدد في البلاد،وتهدف مفاهيم الحركة اليمينية المتشددة إلى إعادة التقاليد البريطانية من جديد، وإنهاء “الأسلمة” في المجتمع البريطاني، إضافة إلى أنها حركة مناهضة للهجرة الجماعية إلى البلاد بغض النظر عن لون البشرة أو العرق.
وذكرت الحركة أن عدد أعضاءها نحو (6000)عضو، وتسعى لبناء جيش إلكتروني على الإنترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، فيما وصل عدد متابعي صفحة “بريطانيا أولا” إلى (1.4) مليون متابع، وهو رقم يعد الأكبر بين الأحزاب البريطانية السياسية الأخرى،تبنت الحركة هجوما على بعض المساجد، وأطلقت عليها اسم “الدوريات المسيحية”، فيما مسيرة بمشاركة (120) عضوا رافعين الصلبان والأعلام في بلدة “بيرستال” شمالي إنجلترا، ومن أبرز القيادات :
بول جولدنج : زعيم حركة بريطانيا أولا وتم الحكم عليه بالحبس (18) أسبوع فى مارس 2018 ، قد أدين بارتكاب مضايقات دينية معادية للمسلمين.
جيدا فرانسين : نائبة رئيس حركة بريطانيا أولا ، وتم الحكم عليه بالسجن (36) أسبوعا فى مارس 2018 ، بعد سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين.
اعلن وزير الداخلية البقريطانى “ساجد جاويد” فى يونيو 2018 ان “ارهاب اليمين المتطرف يشكل ايضا تهديدا متزايدا”، معلنا عن استراتيجية جديدة لمكافحة الارهاب،انه خلال السنوات الخمس الماضية، وقعت (4) هجمات ارهابية في المملكة المتحدة ارتكبها “افرادا مدفوعين بدرجات متفاوتة من ايديولوجيات يمينية متطرفة”.
جماعة “ناشونال آكشن”
تعد أول جماعة يمينية متطرفة تحظر فى بريطانيا، حيث منعت منذ ديسمبر 2016، ومددت الشرطة البريطانية فى سبتمبر 2017 فترة احتجاز (3) شبان منها في إطار التحقيق في “مؤامرة النازيين الجدد الإرهابية” في بريطانيا،وأطلقت الشرطة سراح رجلين كانا اعتقلا للاشتباه بأنهما على صلة بمؤامرة إرهابية للنازيين الجدد يشتبه في ضلوع ضابطين في الجيش البريطاني فيها دون أن توجه لهما اتهامات،والاثنان من بين (5) اشخاص، اربعة ضباط ومدني، أعتقلوا بشأن مؤامرة لجماعة “ناشونال آكشن” اليمينية المتطرفة، وتواصل مجموعة “ناشونال اكشن” عملها في الظلوأبرز القيادات
جاك رينشو : احد عناصرها البارزين (23 عاما) الذي يحاكم في لندن بانه مذنب في التخطيط لاغتيال نائب عمالية.
أكدت منظمة “هوب نات” هايت” التي تكافح العنصرية فى يونيو 2018 ، أن (3) من كل (5) بريطانيين من “دعاة الكراهية” في العالم يحظون باكبر نسبة متابعة مع اكثر من مليون شخص لكل منهم في شبكات التواصل الاجتماعي، وهؤلاء هم
- ستيفن لينون: المعروف باسم تومي روبنسون وهو مؤسس “ديفينس ليغ” الانكليزية التي استقال منها في 2013.
- وبول جوزيف واتسون: الشاب الانكليزي الذي تحظى مقاطع الفيديو التي ينشرها بمئات الآف المشاهدات،
- كاتي هوبكنز: التي صدمت الرأي العام من خلال وصف المهاجرين ب “الصراصير” في صحيفة “ذي صن”.
مجموعات “بريتن فيرست” او “فيرست جينيريشن ايدتنتي”
كان اليمين المتطرف قبل سنوات يقتصر على جماعات صغيرة مناهضة للهجرة لا تعرض الامن القومي لمخاطر جدية وفقا للسلطات، لكن ظهرت مجموعات جديدة كـ مجموعات “بريتن فيرست” او “فيرست جينيريشن ايدتنتي” بالاضافة الى جيل جديد من المتطرفين الشبان.
كشف ” مارك رول” كبير ضباط مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة فى فبراير 2018 ، إن بريطانيا تواجه تهديدا جديدا وكبيرا من الإرهاب اليميني المتطرف المنظم ، ويشارك جهاز المخابرات الداخلية (MI5) الآن في التحقيق في أمر اليمين المتطرف وحذر من أن جماعات بريطانية تسعى لإقامة علاقات مع متطرفين دوليين.
حملة “3 أبريل”
حملة أطلقها مجموعة يمينية متطرفة فى ابريل 2018 ، ونشرت رسائل مجهولة تدعو لمهاجمة المسلمين في بريطانيا، وتعذيبهم عن طريق الهجمات بالأحماض والحرق بالنار في المساجد ، وفتحت السلطات البريطانية في وقت سابق من الأسبوع تحقيقا موسعا ، وبينت الرسائل أن العنف اللفظي يمنح لمنفذه (10) نقاط، وهتك الحجاب عن المسلمة (25) نقطة، أما الإقدام على حرق مسجد، فيوفر للجاني (1000) نقطة، ناهيك عن نقاط أخرى لم تتضح ماهيّتها.
ويرى “مجلس مسلمي بريطاني” الذي يمثّل عشرات الجمعيات المسلمة في المملكة المتحدة، إنه “لطالما تحدّث عن الارتفاع المثير للقلق في نزعة الإسلاموفوبيا”، مسلطاً الضوء على حوادث وقعت مثل اعتداءات حرق المساجد، ودعوة ناشطين يمينيين إلى يوم لمعاقبة المسلمين، وإرسال خطابات بها مسحوق أبيض إلى كثير من المسلمين ومن بينهم نواب، واعتبر المجلس أن هذا ليس سوى قدر يسير من مجموعة جديدة مثيرة للقلق من جرائم الكراهية الأخرى ضد المسلمين.
الخلاصة
ينبغى على الحكومة البريطانية اتخاذ الحكومة قرارًا واضحًا بالوقوف فى وجه التطرف اليمينى الذى يوجه جرائمه تجاه اللاجئين والمسلمين،كذلك خضوع التعليقات العدائية على منصات التواصل الاجتماعى للفحص فى خلال أربع وعشرين ساعة من تاريخ نشرها، والاستعانة بخبراء مؤهلين للقيام بعملية الفحص ، وتقديم إمكانيات أكثر سهولة للتبليغ عن هذه التعليقات العنصرية.
الهوامش
رابط مختصر : https://www.europarabct.com/?p=47296
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات