الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تنظيمات جديدة وأساليب تجنيد مبتكرة

bnd
أكتوبر 09, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تنظيمات جديدة وأساليب تجنيد مبتكرة

كشفت بيانات رسمية عن تنامي خطير في عدد الجرائم ذات الدوافع اليمينية المتطرفة المرتكبة من قِبل المراهقين والشباب في ألمانيا، حيث سُجّل في السنوات الأخيرة ما يزيد عن ضعف عدد هذه الجرائم مقارنةً بعام 2020. وتُحمّل الحكومة الفيدرالية الألمانية مسؤولية هذا التنامي لعوامل عدة، من أبرزها ظهور جماعات جديدة متطرفة تُخاطب الشباب بلغة عصرية وجذابة، إضافةً إلى التأثير المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي وخدمات المراسلة السريعة، والتي أصبحت منصات رئيسية لنشر الفكر المتطرف والتجنيد والتعبئة السريعة.

أرقام مقلقة تكشف تصاعد الظاهرة

ووفقًا لرد رسمي من الحكومة الاتحادية الألمانية على استجواب برلماني قدّمه حزب الخضر، فإن عدد الجرائم المرتكبة من قِبل أشخاص دون سن الرابعة والعشرين والتي تنطوي على دوافع يمينية متطرفة قد ارتفع بشكل واضح. ففي عام 2020، سجّلت السلطات ما يقرب من 3200 جريمة من هذا النوع. أما في عام 2024، فقد ارتفع العدد إلى أكثر من 7100 جريمة، ما يُمثل تضاعفًا مقلقًا خلال أربع سنوات فقط. وتشير المعطيات إلى أن معظم مرتكبي هذه الجرائم هم مراهقون ذكور تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا، أي في مرحلة عمرية حرجة يكون فيها الفرد أكثر قابلية للتأثر بالأفكار المتطرفة.

تنظيمات جديدة وأساليب تعبئة مبتكرة

يرى الخبراء أن الجماعات اليمينية المتطرفة استطاعت، خلال العقد الأخير، تحسين استراتيجياتها في استقطاب الشباب، بالاعتماد على تقنيات حديثة وأساليب أكثر مرونة في التنظيم. وأشارت الحكومة إلى أن هذه التنظيمات غالبًا ما تكون غير مركزية، ولا تتبع تسلسلًا هرميًا تقليديًا كما في الجماعات المتطرفة التقليدية. وبدلًا من ذلك، تعتمد على شبكات مرنة وغير رسمية، تنشط من خلال تطبيقات المراسلة مثل “تلغرام”، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” و”إنستغرام”، مستغلة هذه المنصات لتقديم رسائل مُصاغة خصيصًا لتناسب ذائقة الشباب ولغتهم اليومية.

ذكرت الحكومة الألمانية تحديدًا بعض الجماعات الناشطة على المستوى الوطني، مثل مجموعة “شباب أقوياء”، و”شباب ألمانيا إلى الأمام”. وقد داهمت الشرطة الألمانية مؤخرًا مقارًا وأفرادًا تابعين لهذه الجماعات في ولايات برلين وبراندنبورغ وميكلنبورغ-فوربومرن، ما يشير إلى مستوى الخطر الذي تمثّله هذه الكيانات على الأمن الداخلي.

تحريض وعنف وتعطيل

تُتهم هذه الجماعات ليس فقط بنشر الكراهية والتحريض على العنف، وإنما بتنظيم فعاليات تهدف إلى تعطيل النظام العام وتهديد الديمقراطية. فقد أشار مكتب حماية الدستور في ولاية ساكسونيا أنهالت إلى أن هذه المجموعات باتت تُنظّم نفسها منذ عام 2025 بأساليب جديدة، وتُطلق دعوات مباشرة إلى ممارسة العنف، مع استهداف واضح للتجمعات السياسية والاجتماعية التي لا تتوافق مع أيديولوجياتها المتطرفة. ومن هنا، صنّفت الحكومة الفيدرالية التحريض على المجتمع كواحد من أبرز التهديدات التي يجب التعامل معها ضمن أولويات الأمن الداخلي.

دور الأحزاب والتنظيمات اليمينية  

لكن الأمر لا يقتصر على الجماعات غير الرسمية. فهناك منظمات شبابية تابعة رسميًا لأحزاب يمينية متطرفة لا تزال تلعب دورًا مؤثرًا في تشكيل وعي الشباب. من أبرز هذه التنظيمات “دي هيمات” (Die Heimat)، وهو الاسم الجديد للحزب الوطني الديمقراطي (NPD) بعد إعادة تسميته، بالإضافة إلى “الطريق الثالث” (Der Dritte Weg)، وهو تنظيم يميني متطرف يُعرف بعدائيته للمهاجرين واللاجئين وللديمقراطية الليبرالية.

كما سلّطت الحكومة الضوء على “البديل الشبابي” (Junge Alternative)، وهو الجناح الشبابي لحزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD)، الذي تمّ حلّه لاحقًا، بعدما اعتبره المكتب الفيدرالي لحماية الدستور تنظيمًا يمينيًا متطرفًا، نظراً لنشاطه في نشر الكراهية العرقية والدعوة إلى سياسات إقصائية.

انتقادات حادة لسياسات الحكومة الفيدرالية

عبّرت النائبة البرلمانية عن حزب الخضر، شاهينا جامبير، التي قدّمت الطلب البرلماني بالمشاركة مع زميلتها مارلين شونبرغر، عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بـ”تباطؤ الحكومة الفيدرالية في التعامل الجاد مع هذا التهديد المتصاعد”. صرحت جامبير: “بينما يطوّر اليمين المتطرف أدواته، ويُضفي على استراتيجيته طابعًا احترافيًا عصريًا لاستهداف الشباب بشكل مباشر، تفشل الحكومة في وضع خطة واضحة ومتماسكة للتعامل مع هذا التهديد”.

ولم تكتفِ النائبة بالتحذير من الفراغ الاستراتيجي، بل انتقدت الاتجاه نحو خفض التمويل المخصص لبرامج مكافحة الإرهاب والتطرف والتوعية، معتبرة أن هذا التوجه يعاكس تمامًا متطلبات المرحلة، ويمنح الجماعات المتطرفة مساحة أكبر للتغلغل في أوساط الشباب، من خلال منصات تُظهر قصور السلطات في مواجهتها.

الخلفية الاجتماعية والثقافية للظاهرة

يرى باحثون في علم الاجتماع أن تصاعد التطرف بين الشباب في ألمانيا لا يمكن فهمه بمعزل عن التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها المجتمع الألماني في السنوات الأخيرة. فمع تزايد الإحساس بالتهميش بين بعض الفئات الشبابية، وارتفاع نسب البطالة في بعض المناطق الشرقية تحديدًا، وضعف انخراط بعض الشباب في مشاريع التعليم والتكوين المهني، يصبح هؤلاء عرضة لاستغلال المشاعر القومية والدعوات العنصرية التي تروّج لها الجماعات المتطرفة.

إن التحول الرقمي، رغم فوائده، ساهم في توفير بيئة خصبة لنشر التطرف، خاصة في ظل ضعف الرقابة على بعض المنصات التي يستخدمها المراهقون. ويُعتبر المحتوى الرقمي المتطرف أكثر جاذبية من أي وقت مضى، إذ يأتي في شكل مقاطع فيديو قصيرة، ورسائل مشفّرة، وشعارات مُضلّلة تُقدّم تحت غطاء “استعادة الهوية” أو “حماية الأمة”.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=110386

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...