خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
بعد تأييد من إيلون ماسك وخمسة ملايين يورو من التبرعات المالية خلال العام 2025 وحده، بالإضافة إلى دعوة للقاء رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف الذي كان معزولا ذات يوم أصبح لديه عدد متزايد من الحلفاء.
أعلن أوربان، الذي يعتبر موقفه المناهض للهجرة ودعواته لاستعادة العلاقات الأوروبية في مجال الطاقة مع روسيا نداً أيديولوجياً لحزب البديل لألمانيا القومي، عن زيارة زعيمة الحزب أليس فايدل إلى المجر على وسائل التواصل الاجتماعي.
صرح أوربان: “كانت برلين دائما مدينة الأسوار. حان الوقت لهدم جدار آخر”. وأضاف “إن المبادرة جاءت من فايدل نفسها”. يقول أوربان: “قد يحصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 20% من الأصوات في الانتخابات الوطنية التي ستجري في ألمانيا في 23 فبراير 2025. إذا كان رئيس الحزب يريد التحدث معي، فلماذا أقول لا؟”.
ورغم التقارب الأيديولوجي بينهما، كان أوربان حريصاً حتى الآن على الحفاظ على مسافة بينه وبين حزب البديل من أجل ألمانيا، حيث قال مسؤولون إنه لا يريد إثارة عداوة الأحزاب الألمانية السائدة التي يعتبر حزب البديل من أجل ألمانيا حزباً مكروهاً. وتراقب أجهزة الأمن الألمانية حزب البديل من أجل ألمانيا للاشتباه في كونه “يمينياً متطرفاً”.
ولكن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، المرشح المفضل لدى أوربان وحزب البديل لألمانيا، وقوة الحزب المتنامية في استطلاعات الرأي داخل ألمانيا، يبدو أنها غيرت الحسابات التي جعلت كثيرين في الماضي مترددين في الاتصال العلني بالحزب. ويشارك حزب فايدل أوربان رغبته في إعادة بناء علاقات أوروبا مع روسيا على الرغم من الحرب الدائرة في أوكرانيا، فضلاً عن نفوره الشديد من الهجرة، وخاصة من الدول الإسلامية.
التبرعات
كشف البرلمان الألماني أن حزب البديل لألمانيا تلقى تبرعًا بقيمة 2.3 مليون يورو في الأول من فبراير 2025، وهو أكبر تبرع يتلقاه الحزب على الإطلاق، من سياسي نمساوي من أقصى اليمين. وجاء ذلك بعد تبرعين منفصلين في يناير 2025 من رجال أعمال ألمان بلغ مجموعهما نحو 2.5 مليون يورو. وكان كل منها أكبر بشكل فردي من إجمالي التبرعات المعلنة التي تلقاها الحزب في أي عام من تاريخه الممتد لعشر سنوات.
كان ماسك، الذي يقود الآن الجهود الرامية إلى تقليص حجم الحكومة الفيدرالية الأميركية، قد أيد حزب البديل لألمانيا قبل تنصيب ترامب في 20 يناير 2025. وكتب ماسك على موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي “إكس” قائلا: “حزب البديل من أجل ألمانيا وحده قادر على إنقاذ ألمانيا”.
ويحتل حزب البديل لألمانيا حاليا المركز الثاني في استطلاعات الرأي في سباق الانتخابات في ألمانيا، خلف كتلة فريدريش ميرز المحافظة، رغم أن فرصته في الفوز بالسلطة ضئيلة طالما استمرت الأحزاب الأخرى في استبعاد دعوته إلى محادثات الائتلاف.
ولكن هذا “الجدار” تعرض لضربة قوية في يناير 2025عندما تم تمرير اقتراح برلماني لأول مرة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية بفضل أصوات حزب يميني متطرف. وقد أدى هذا إلى اندلاع احتجاجات على مستوى البلاد واستقالات من حزب ميرز، الذي قدم ودعم الاقتراح بشأن الهجرة.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=100562