الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ ما مدى تأثير الأزمة الاقتصادية على التحولات السياسية؟

afd
سبتمبر 14, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ ما مدى تأثير الأزمة الاقتصادية على التحولات السياسية؟

أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة “إنسا” لصالح صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” أن حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) يواصل تحقيق مكاسب شعبية غير مسبوقة، مسجّلًا بذلك أفضل نتيجة له على الإطلاق في هذه الولاية المعروفة تقليديًا بميولها المحافظة. يعد ذلك تطورًا لافتًا على الساحة السياسية في ولاية بافاريا الألمانية،

قفزة كبيرة مقارنةً بنتيجة الانتخابات

بحسب بيانات معهد فورسا لاستطلاعات الرأي، فقد حصل الحزب اليميني الشعبوي، الذي يثير جدلًا واسعًا على المستوى الفيدرالي بسبب مواقفه من الهجرة والاتحاد الأوروبي، على 19% من نوايا التصويت في بافاريا. وهذا يمثل قفزة كبيرة مقارنةً بنتيجته في انتخابات الولاية الأخيرة عام 2023، حين حصل على 14.6% من الأصوات. تم إجراء الاستطلاع بين الأول والعاشر من سبتمبر 2025، وشمل عينة مكونة من 1012 مشاركًا

لا يزال حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU)، يحتل المرتبة الأولى بنسبة تأييد تبلغ 37%، غير أن غياب أي تقدم في شعبيته قد يُعتبر مقلقًا لبعض قياداته، خاصة في ظل صعود منافسين مثل حزب البديل. في ظل هذه المعطيات، يُتوقع أن يحتفظ الائتلاف الحاكم، بأغلبية ضئيلة في برلمان الولاية

أداء متفاوت لأحزاب المعارضة

في الطرف المقابل من الطيف السياسي، حافظ حزب الخضر على موقعه كثالث أقوى حزب في بافاريا، بنسبة تأييد بلغت 15%، مرتفعًا بشكل طفيف عن نتيجته السابقة البالغة 14.4%. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، الذي يُعاني من تراجع مستمر في شعبيته على المستويين المحلي والوطني، فقد سجل نسبة تأييد متواضعة عند 8% فقط، ليواصل أداءه الضعيف مقارنةً بتاريخه كحزب كبير.

وفي مفاجأة نسبية، حقق حزب اليسار (Die Linke) نتيجة بلغت 5%، ما يجعله على أعتاب دخول برلمان الولاية، بعد أن فشل في تحقيق ذلك في انتخابات 2023 التي حصل فيها على 1.5% فقط. هذا الارتفاع قد يُعزى إلى تراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إضافة إلى تصاعد قضايا العدالة الاجتماعية في الخطاب السياسي بعد الأزمات الاقتصادية والضغوط التضخمية التي واجهتها ألمانيا مؤخرًا.

أما حزب سارة فاغنكنيخت الجديد، الذي أُطلق مؤخرًا بوعود بتقديم بديل “عقلاني” عن الشعبوية اليمينية واليسارية، فقد حصل على 1% فقط، ما يشير إلى تحديات كبيرة في ترسيخ وجوده داخل المشهد البافاري، رغم الاهتمام الإعلامي الكبير الذي رافق إطلاقه.

تقدم متسارع لحزب البديل

النتائج الحالية ليست مفاجئة تمامًا، إذ أظهرت استطلاعات سابقة في أكتوبر 2024 أن حزب البديل من أجل ألمانيا كان قد بلغ بالفعل 18% من نوايا التصويت. ويبدو أن الحزب، الذي يُعارض بشدة سياسات الهجرة والتعددية الثقافية، يستفيد من تصاعد حالة عدم الرضا الألماني عن أداء الحكومة الفيدرالية، إلى جانب القلق من تراجع الأمن والطاقة والتكاليف المعيشية.

يُرجح بعض المحللين أن استمرار الحزب في تبني خطاب يربط بين الأزمات المحلية والسياسات “الفاشلة” للنخب الحاكمة في برلين، يُساهم في جذبه لشرائح جديدة من الناخبين، خاصة في المناطق الريفية وشبه الحضرية من بافاريا.

النتائج

يشير استطلاع الرأي إلى تحوّل نوعي في المشهد السياسي في بافاريا، قد تكون له انعكاسات على المستوى الفيدرالي. إن صعود حزب البديل من أجل ألمانيا إلى نسبة 19% من نوايا التصويت، في ولاية تُعد معقلًا تقليديًا لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، يعكس تحولًا في المزاج الشعبي العام. هذا التحول لا يُفسّر فقط بالقلق من السياسات الاقتصادية والهجرة، بل بعدم الرضا عن أداء الأحزاب التقليدية، التي لم تنجح في استعادة ثقة الناخبين منذ انتخابات 2023.

في المقابل، ورغم احتفاظ حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي بموقعه الأول، إلا أن جمود شعبيته يُثير تساؤلات حول قدرته على الاستمرار كقوة مهيمنة. ومن جهة المعارضة، يبدو أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يواصل الانحدار، ما يفتح المجال أمام أحزاب أصغر مثل “اليسار” لتعزيز مواقعها، خصوصًا إذا نجحت في بناء سردية اقتصادية بديلة.

تشير الأحداث إلى أن حزب البديل مرشّح لمزيد من التقدم، إذا استمر في استثمار ضعف الأحزاب التقليدية، وتصاعد الاستياء الشعبي. ومع بقاء أكثر من ثلاث سنوات حتى الانتخابات المقبلة، فإن المشهد لا يزال مفتوحًا على مفاجآت. كما أن صعود “اليسار” إلى حافة 5% قد يُغيّر المعادلات البرلمانية إذا ثبت حضوره في الاستطلاعات المستقبلية.

تشهد بافاريا تغيرًا تدريجيًا في خريطتها السياسية، ما يتطلب من الأحزاب التقليدية إعادة تقييم خطابها وسياساتها، إن أرادت استعادة المبادرة، وكبح زحف اليمين الشعبوي الذي لم يعُد ظاهرة هامشية، بل خيارًا فعليًا لفئة متزايدة من الناخبين.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=109160

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...