الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الناتو وروسيا ـ أيّ تأثير سيكون لسياسات ترامب المحتملة على أمن أوروبا الشرقي؟

otan trump
أكتوبر 31, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الناتو وروسيا ـ أيّ تأثير سيكون لسياسات ترامب المحتملة على أمن أوروبا الشرقي؟

أعلن وزير الدفاع الروماني عن هذه الخطوة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أطلعت حلفاءها في الناتو عليها. ووصف الجيش الأمريكي القرار بأنه “إشارة إيجابية على زيادة قدرات أوروبا ومسؤوليتها”. وأكدت وزارة الدفاع الرومانية أن بعض القوات الأمريكية التي غادرت البلاد لن تُستبدل، إذ تخطط الولايات المتحدة لتقليص عدد الجنود المتمركزين على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي في أوروبا. وأضافت السلطات في بوخارست أن هذه الخطوة ستؤثر على القوات المنتشرة في قاعدة ميهايل كوغالنيتشيانو الجوية في رومانيا.

الهدف هو التحول نحو آسيا

جاء في بيان وزارة الدفاع: “القرار الأمريكي يتمثل في وقف تناوب لواء كان يضم عناصر في عدة دول تابعة للناتو داخل أوروبا”. وأشار وزير الدفاع الروماني، يونوت موستينيو، إلى أن العدد الإجمالي للقوات على الجناح الشرقي للناتو سيظل أعلى مما كان عليه قبل حرب أوكرانيا في فبراير 2022، حتى بعد هذه التغييرات. وتعد رومانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وتشترك في حدود طولها 650 كيلومتراً (حوالي 400 ميل) مع أوكرانيا، وقد واجهت خلال عام 2025 عدة حوادث لسقوط طائرات مسيّرة روسية داخل أراضيها. وأكد مسؤولون أمريكيون الخطط، مشيرين إلى أن هذه التغييرات تأتي في إطار سياسة واشنطن طويلة الأمد والمشتركة بين الحزبين، والتي تهدف إلى “التحول نحو آسيا”، فضلاً عن كونها مؤشراً على تحسن جاهزية الأوروبيين في مواجهة التهديد الروسي لأوكرانيا.

الجيش الأمريكي: الخطط إشارة إيجابية لزيادة القدرات الأوروبية

أكد الجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، ومقره في ألمانيا، في بيان له: “هذا لا يمثل انسحاباً أمريكياً من أوروبا أو إشارة على تراجع الالتزام تجاه الناتو والمادة الخامسة من ميثاقه”، في إشارة إلى بند الدفاع المشترك بين أعضاء الحلف. وأضاف البيان: “بل هو إشارة إيجابية على زيادة القدرات والمسؤولية الأوروبية”. وأوضح الجيش أن نحو 1000 جندي أمريكي سيبقون في رومانيا، مقارنة بحوالي 1700 جندي في أبريل من عام 2025. وأوضح السفير الأمريكي لدى الناتو، ماثيو ويتيكر: “إن هذه الخطط تُظهر كيف تعمل رومانيا وغيرها من حلفاء الناتو على تعزيز قدراتهم الدفاعية، بينما تسعى أوروبا إلى تطوير قدراتها في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا”. وأضاف ويتيكر: “على مدى أكثر من عشرين عاماً كحليف في الناتو، ظلت رومانيا شريكاً ثابتاً للولايات المتحدة لتحقيق أهدافنا الدفاعية المشتركة، وهذه الشراكة ما زالت أقوى من أي وقت مضى”.

وجاء في بيان صادر عن روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ومايك روجرز، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: “إن هذا القرار يرسل إشارة خاطئة إلى روسيا في الوقت نفسه الذي يمارس فيه الرئيس ترامب ضغوطاً لإجبار فلاديمير بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا”.

محللون: “لا داعي للقلق”

بحسب العمليات والتدريبات، تحتفظ الولايات المتحدة عادة بين 80 ألفاً و100 ألف جندي في أوروبا في أي وقت، من بينهم حوالي 9 آلاف جندي في مقر رامشتاين غرب ألمانيا. وقد لفتت التقارير المتعلقة بالقرار الأمريكي في أكتوبر 2025 انتباه محللي السياسات الدفاعية في ألمانيا، حيث أكد السفير الألماني السابق لدى الولايات المتحدة ورئيس مؤتمر ميونيخ للأمن السابق، فولفغانغ إشنغر: “إن الإعلان لا يدعو إلى القلق”. ورد عليه المحلل الدفاعي والكاتب كارلو ماسالا من جامعة بوندسفير في ميونيخ قائلاً: “أتفق مع تقييمك، لكن ما لا نعرفه نحن الاثنان هو: هل هناك ما هو قادم بعد؟”. وقد تحدثت إدارات أمريكية متعاقبة، منذ عهد باراك أوباما على الأقل، عن ضرورة نقل بعض الموارد العسكرية الأمريكية إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ كأولوية استراتيجية.

وأشار وزير الدفاع الإيطالي، غيدو كروزيستو، إلى هذا الأمر قائلاً: “الولايات المتحدة قلقة من التنافس مع الصين، وعلى أوروبا أن تبني دفاعها الذاتي”. غير أن تداول مثل هذه الخطط خلال إدارة ترامب يمكن أن يثير قدراً أكبر من القلق، نظراً لتصريحات الرئيس السابق المتقلبة والمتناقضة أحياناً حول الناتو، والإنفاق العسكري الأوروبي، وأوكرانيا، وروسيا.

وأوضح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، توماس رينيه، أن الإجراء لن يؤثر على خطط الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الجزء الأول من برنامج الدفاع عن الجناح الشرقي في عام 2026. المشروع مبادرةٌ لتعزيز الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي في مواجهة تهديدات روسيا وحليفتها الرئيسية بيلاروسيا، وسيُدمج أنظمة الدفاع الجوي والمراقبة والأمن البحري. وأشار رينيه إلى أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى إطلاق مشروع مراقبة الجناح الشرقي في الربع الأول من عام 2026، وبحلول نهاية العام نفسه، “ستكون الخدمات الأولية الأولى لهذا الجناح الشرقي جاهزة للتشغيل بالفعل”.

وقال جوزيبي سباتافورا، محلل الأبحاث في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية: “إنه رغم أن حجم الانسحاب الأمريكي الكامل لم يتضح بعد، إلا أننا نعرف الاتجاه العام، وهو عدد أقل من القوات والأصول الأمريكية، وتوقع بأن الأوروبيين سيسدّون الفجوة”. وعند سؤاله عن الخطوة، أجاب مسؤول في حلف الناتو أن “تعديلات تموضع القوات الأمريكية ليست أمراً غير معتاد”. وأضاف المسؤول: “حتى مع هذا التعديل الجديد، الذي تم إبلاغ الناتو به مسبقاً، فإن الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا لا يزال أكبر مما كان عليه منذ سنوات عديدة، مع وجود عدد أكبر بكثير من القوات الأمريكية في القارة مقارنة بما قبل عام 2022”.

النتائج

يُمثل القرار الأمريكي بتقليص الوجود العسكري في أوروبا نقطة تحول في توازن الأدوار داخل الناتو، إذ يعكس اتجاهاً واضحاً نحو تحميل الدول الأوروبية مزيداً من المسؤولية الدفاعية، مع تحوّل واشنطن الاستراتيجي نحو آسيا لمواجهة صعود الصين. هذا التوجه ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لاستراتيجية بدأت منذ إدارة أوباما وتكرّست خلال إدارات لاحقة، لكنه يأخذ الآن بعداً سياسياً أكثر تعقيداً في ظل الإدارة الأمريكية الحالية واحتمالات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

من منظور أوروبي، تُدرك العواصم الكبرى وخاصة برلين وباريس وبروكسل أن هذا الانسحاب الجزئي يضعها أمام اختبار جديد لبناء ما يمكن وصفه بـ”الاستقلالية الدفاعية التدريجية” دون فك الارتباط بالناتو. فالاتحاد الأوروبي أطلق بالفعل برامج دفاعية، مثل مشروع “مراقبة الجناح الشرقي”، الذي يُفترض أن يعزز قدراته الاستخبارية والعسكرية على الحدود الشرقية. هذا المشروع يُعد إشارة رمزية على نية الاتحاد ملء الفراغ الأمريكي في المجالات الدفاعية الحساسة.

لكن، رغم الطمأنات الصادرة عن الجيش الأمريكي وحلف الناتو، فإن الانسحاب يُثير قلق بعض الدول الشرقية، مثل بولندا ودول البلطيق، التي ترى في الوجود الأمريكي المباشر ضمانة حقيقية أمام التهديد الروسي. ويخشى بعض المحللين أن يؤدي تقليص القوات إلى خلق “منطقة هشّة” يمكن أن تستغلها موسكو في تعزيز نفوذها الاستخباري والهجين في شرق أوروبا.

في المقابل، يمكن النظر إلى القرار على أنه حافز لتسريع اندماج القدرات الأوروبية الدفاعية ورفع الإنفاق العسكري ضمن مبادرة “البوصلة الاستراتيجية” للاتحاد الأوروبي. فبدلاً من الاعتماد على المظلة الأمريكية، قد يؤدي هذا التحول إلى نشوء منظومة أمنية أوروبية أكثر استقلالية وتماسكاً.

مستقبلاً، سيُقاس نجاح هذا التحول بمدى قدرة الاتحاد الأوروبي على تنفيذ مشروعاته الدفاعية فعلياً، وتحقيق التكامل بين قدرات الدول الأعضاء. فإذا تمكن الأوروبيون من ملء الفجوة دون تراجع الردع العسكري، فسيُعتبر ذلك بداية مرحلة جديدة من “النضج الاستراتيجي” الأوروبي. أما إذا فشلوا، فقد تجد روسيا في ذلك فرصة لتكثيف الضغط العسكري والنفسي على الجناح الشرقي للناتو

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=111099

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...