الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الناتو ـ مصادر الطاقة الروسية “سلاح جيوسياسي” يُربك الحلفاء

putin
سبتمبر 16, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI

الأمن الدولي ـ مصادر الطاقة الروسية “سلاح جيوسياسي” يربك الحلفاء

صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على روسيا ما لم توقف جميع دول الناتو وارداتها من النفط والغاز الروسيين، معتبرًا أن استمرار هذه الواردات يُضعف موقف الحلف في حرب أوكرانيا. ودعا إلى فرض رسوم جمركية شاملة على الصين، زاعمًا أنها ستنهي الصراع. ورغم تشكيك الأوروبيين في جدية تهديداته، وضعت تصريحاته المجر وسلوفاكيا، اللتين تعتمدان على الطاقة الروسية، في موقف دفاعي، في ظل جهود أوروبية لإقناعهما بالامتثال للعقوبات. وتُعد مواقف ترامب ضغطًا إضافيًا على التكتل الأوروبي، وسط انقسام في المواقف والالتزامات.

المجر وسلوفاكيا تحت الضغط

يرى إيان بوند، نائب مدير مركز الإصلاح الأوروبي، وجود فجوة بين خطاب ترامب وأفعاله. أضاف بوند: “الاتحاد الأوروبي قلّص بشكل كبير اعتماده على النفط والغاز الروسيين”. متابعًا: “يبذل البلدان قصارى جهدهما لعدم التخلص التدريجي من اعتمادهما على روسيا، وهما ليسا صديقين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فحسب، بل وأيضًا لترامب”. موضحًا: إذا أراد ترامب من الاتحاد الأوروبي التوقف عن شراء النفط من روسيا، فمن المرجح أن يكون الاعتماد على أصدقائه المقربين خطوة جيدة. مع ذلك، لم أرَ أي مؤشر على أنه يفعل ذلك.

مساعي المفوضية الأوروبية لتنويع مصادر الطاقة

حاولت المفوضية الأوروبية دفع الحكومتين المجرية والسلوفاكية إلى تنويع مصادر الطاقة بعيدًا عن روسيا. كان التقدم بطيئًا، إذ أعاقه إصرار الحكومتين على رفع التكاليف وإقامة بنية تحتية راسخة. ودافع أوربان، على وجه الخصوص، عن المشاريع المدعومة من روسيا، مثل محطة “باكس 2” النووية في جنوب المجر، رغم الطعون القانونية في بروكسل. يقول بوند: “أن رسالة ترامب تحاول إبعاد المسؤولية عن البيت الأبيض”، مضيفًا: “يبدو لي أن ترامب يبحث عن ذريعة للاستمرار في التقاعس، لقد مررنا بمرحلة (سأمنحه أسبوعين آخرين)، وبعد أشهر، لم يوقف بوتين الحرب بعد. الآن وصلنا إلى مرحلة (سأفعل هذا، لكنني بحاجة إلى حلفائي للتحرك أولاً)”.

تركيا لا تزال خارج سيطرة الاتحاد الأوروبي

يتفق الكثيرون في بروكسل على أن مطالبة ترامب لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بوقف شراء الطاقة الروسية، أصعب تحقيقًا. فمنذ عام 2023، أصبحت أنقرة ثالث أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين والهند. لم تُبدِ أنقرة أي إشارة إلى قطع هذه العلاقات، على عكس دول الاتحاد الأوروبي، لا تتمتع بروكسل بنفوذ يُذكر. بالنسبة للدبلوماسيين الأوروبيين، تُجسّد تركيا الفجوة بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. فشروط ترامب، التي تشمل جميع أعضاء الحلف، أكثر طموحًا مما تستطيع بروكسل تقديمه واقعيًا.

خلافات إدارة ترامب مع الاتحاد الأوروبي

يوضح بوند: “أن ترامب، بوضعه هذا المستوى المرتفع من العقوبات الأمريكية، والذي يُلزم جميع أعضاء الناتو بوقف وارداتهم من النفط والغاز الروسي، ربما يكون قد خلق ظروفًا يستحيل تلبيتها، مُلقيًا باللوم على الأوروبيين. وهذا يُهدد بتأخير انسجام إدارة ترامب مع الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تُنهي فيه بروكسل حزمة العقوبات التاسعة عشرة ضد روسيا”.

يشير بوند إلى أن: “تهديدات ترامب الاقتصادية لا ترتبط دائمًا باستراتيجية حقيقية، بل بالابتزاز أيضًا”. أضوح بوند قائلًا: “من اللافت للنظر أن روسيا هي الدولة الوحيدة تقريبًا في العالم التي لم يفرض عليها ترامب رسومًا جمركية. لقد نجح ترامب في فرض رسوم جمركية في أبريل 2025، لذا لا أرى أي سبب يمنعه من فرض رسوم جمركية على روسيا”.

طرق أخرى للضغط على روسيا

يرى بوند أن أوروبا لا تزال تملك المزيد من الأدوات لكبح جماح الكرملين، مثل ملاحقة ما يسمى بـ”أسطول الظل” من ناقلات النفط القديمة التي تزعم روسيا أنها تستخدمها للتحايل على العقوبات النفطية. أوضح بوند: “أن زيادة الضغط على الأساطيل الروسية سيكون أمرًا جيدًا. فقد فرضت المملكة المتحدة عقوبات على 70 سفينة خلال سبتمبر 2025”. يرغب بوند في أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطًا أكبر على الولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بخدمات حقول النفط. حيث واصلت شركة SLB، الاستثمار في روسيا. وهذا يساعد موسكو على الحفاظ على قدرتها الإنتاجية في وقتٍ ينبغي فيه السعي لخفضها.

نهاية مفتوحة

لا تُظهر روسيا أي بوادر لإنهاء حرب أوكرانيا، لا سيما بعدما أفادت رومانيا بأن طائرة روسية بدون طيار اخترقت مجالها الجوي، وهو ثاني انتهاك لحلف الناتو خلال أسبوع، بعد توغلات في بولندا. يرى محللون في بروكسل أن مثل هذه الحوادث تُبرز كيف تُقرّب موسكو الحلف من التورط المباشر في الصراع. قد ترحب أوروبا بتوافق ترامب المفاجئ بشأن العقوبات نظريًا، لكن الأسس تبقى كما هي: المجر وسلوفاكيا تقاومان، وتركيا لا تزال خارج سيطرة الاتحاد الأوروبي، وروسيا لا تُظهر أي بوادر تسوية. بالنسبة لصانعي السياسات في بروكسل، يُمكن اعتبار تصريحات ترامب وسيلة ضغط داخل التكتل، لا ضمانًا لدعم الولايات المتحدة.

يرى بوند أنه يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية أن تواصل بذل كل ما في وسعها، خفض عائدات روسيا، وسد الثغرات، ودفع البيت الأبيض إلى المضي قدمًا. ستتأثر حرب أوكرانيا بقدرة أوروبا على الحفاظ على تعزيز وحدة الصف الأوروبي، وإقناع الرئيس الروسي بوتين أن مرور الوقت ليس في صالحه، أكثر من الانتقادات الموجهه لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

النتائج

هناك تداخلاً كبيرًا بين التصريحات الأمريكية ومواقف الدول الأوروبية تجاه العقوبات على روسيا، في خضم الحرب المستمرة في أوكرانيا. تعكس تصريحات ترامب، وإن بدت تصعيدية، محاولة لنقل المسؤولية عن اتخاذ خطوات حاسمة إلى حلفائه، في حين يفتقر خطابه إلى إجراءات فعلية أو خطة واضحة.

من الواضح أن ترامب يحاول التأثير على الرأي العام الأوروبي من خلال الضغط غير المباشر على حكومات مثل المجر وسلوفاكيا، اللتين لم تنجح بروكسل بعد في إخراجهما من دائرة التبعية الطاقوية لروسيا. لكنّ المشكلة الأعمق تكمن في أن بعض هذه الدول ليست فقط حليفة ضعيفة في إطار العقوبات، بل تحتفظ بعلاقات إيديولوجية مع ترامب نفسه، ما يضعف منطق الضغط الأمريكي.

أما تركيا، فتمثل حالة خاصة في هذه المعادلة، كونها دولة عضوًا في الناتو لكن خارج نفوذ الاتحاد الأوروبي. وهذا يُظهر التناقض الهيكلي بين الناتو كتحالف عسكري والاتحاد الأوروبي كمشروع سياسي اقتصادي. فقدرة بروكسل على التأثير على أنقرة شبه معدومة، ما يجعل شروط ترامب غير قابلة للتطبيق فعليًا.

مستقبليًا، من غير المتوقع أن تحدث تصريحات ترامب تحوّلًا جذريًا، لكنها قد تُستخدم كوسيلة ضغط داخلية في أوروبا لتعزيز وحدة الصف ضد روسيا. في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، قد تتسم العلاقة مع أوروبا بالمزيد من الابتزاز الاقتصادي والضغط السياسي، خاصة إذا تكررت المطالب الجماعية التي تُحمِّل أوروبا كامل العبء.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=109284

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...