الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الناتو ـ كيف يقرأ الحلف تحركات موسكو على حدود أوروبا الشرقية؟

nato russ
سبتمبر 08, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI

الناتو ـ كيف يقرأ الحلف تحركات موسكو على حدود أوروبا الشرقية؟

يستخدم المراقبون الغربيون مناورات “زاباد 2025” لقياس مدى جاهزية الجيش الروسي، بعد ثلاث سنوات من هجومه على أوكرانيا في فبراير 2022. تستعد دول الجوار الروسي لمناورات “زاباد 2025” الحربية الروسية مع حليفته بيلاروسيا، وهي الأولى منذ حرب أوكرانيا في فبراير2022. تتضمن التدريبات، التي تُجرى في الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر 2025، بعض المناورات التي تُقام بالقرب من بولندا وليتوانيا، في إطار استعداد الكرملين لمواجهة محتملة مع قوات حلف شمال الأطلسي.

أكد نائب وزير الدفاع الليتواني، توماس غودلياوسكاس: “يجب أن نأخذ التدريبات قرب حدود الناتو والاتحاد الأوروبي على محمل الجد؛ فالدول المجاورة، وحلف الناتو يتعاملان معها بأقصى درجات الجدية”. أضاف توماس: “ليتوانيا وحلفاؤنا مستعدون ومتحدون، وسيراقبون التطورات عن كثب، وهم على أهبة الاستعداد للرد عند الضرورة”.

ما هو رد دول حلف شمال الأطلسي على المناورات الروسية؟

أجرت دول حلف شمال الأطلسي رداً على ذلك، المتاخمة لروسيا مناورات حربية خاصة بها. تشارك في مناورات “تاراسيس 25” 10 دول من شمال أوروبا الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، في حين ستُجري ليتوانيا مناورات الدفاع الوطني الخاصة بها “ضربة الرعد”.

تُجري بولندا مناوراتها “المدافع الحديدي 25″، بمشاركة 30 ألف جندي في سبتمبر 2025. وصرح نائب وزير الدفاع، سيزاري تومشيك: “ستستجيب بولندا لمناورات زاباد 2025 بالشكل المناسب من الجانب البولندي”.

تُجري روسيا مناورات “زاباد” كل أربع سنوات تقريباً منذ عام 1999، ويُعدّ القلق بشأنها أمراً شائعاً. ورغم أنها تُعتبر رسميًا مناورات دفاعية، إلا أن مناورة عام 2009 حاكت هجوماً نووياً على وارسو، وأدت مناورة عام 2021 إلى حشد هائل للقوات في بيلاروسيا، استُخدمت بعدها لمهاجمة أوكرانيا.

يرى توماس جانيليوناس، أستاذ في معهد العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة فيلنيوس: “مع تزايد القلق في حلف شمال الأطلسي من أن روسيا قد تُضيف إلى حربها المستمرة مع أوكرانيا بمهاجمة عضو في التحالف ربما في منطقة البلطيق يراقب الحلف عن كثب لمعرفة ما إذا كانت عملية “زاباد” تقدم أي أدلة حول هجوم روسي مستقبلي”.

كشف حلف شمال الأطلسي في بيان: “يراقب حلف شمال الأطلسي النشاط العسكري الروسي عن كثب. لا نرى أي تهديد عسكري وشيك ضد أي من حلفاء الناتو. ومع ذلك نبقى يقظين”. ويزعم منظمو مناورات “زاباد” أن عدد الأفراد المشاركين في تدريباتهم لن يتجاوز 13 ألف فرد، كما أعلنت بيلاروسيا أنها ستدعو مراقبين من دول حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ثلاث مناورات عسكرية منفصلة

ستتدرب القوات الروسية والبيلاروسية على التخطيط لاستخدام أنظمة الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية من طراز “أوريشنيك”. تُجري روسيا ثلاث مناورات عسكرية منفصلة أخرى مع دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مما يُخفي الحجم الحقيقي للتدريبات، وفقًا للمجلس الألماني للعلاقات الخارجية. تضم منظمة معاهدة الأمن الجماعي: “روسيا، وبيلاروسيا، وأرمينيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان”.

أضاف المجلس أن “سيناريوهات هذه التدريبات من المتوقع أن تشير إلى نوع الحرب التي تستعد روسيا لها ضد الغرب”. ستشمل مناورات “زاباد” المنطقتين العسكريتين الروسيتين: موسكو ولينينغراد، ومنطقة كالينينغراد، ومنطقة القطب الشمالي، وبحر البلطيق، وبحر بارنتس، وبيلاروسيا.

مخاوف أوروبية من مناورات زاباد 2025

تتخوف أوروبا من مناورات زاباد 2025 لعدة أسباب استراتيجية وأمنية متشابكة، تتعلق بالسياق الجغرافي، والتوقيت السياسي، والخبرة السابقة مع روسيا، وفيما يلي أبرز الأسباب:

القرب الجغرافي من حدود الناتو والاتحاد الأوروبي: تُجرى مناورات زاباد قرب دول البلطيق وبولندا، وهي مناطق تُعتبر “الخاصرة الرخوة” للناتو. هذا القرب يثير مخاوف من أن تتحول المناورات إلى تحركات عسكرية فعلية مفاجئة، كما حدث في الماضي مع أوكرانيا.

الخوف من التوسع الروسي: تعتقد دول أوروبية عديدة أن روسيا قد تستخدم زاباد 2025 لتقييم جاهزيتها للهجوم على إحدى دول أوروبا، خاصة دول البلطيق أو بولندا، استغلالًا لانشغال الحلف في دعم أوكرانيا. فرغم الطابع الدفاعي الرسمي لها، فإن مناورات زاباد غالبًا ما تضمنت سيناريوهات هجومية ضد دول أوروبية.

غياب الشفافية العسكرية: رغم إعلان موسكو أن عدد الجنود المشاركين أقل من 13 ألفًا، إلا أن المراقبين يشككون بذلك. كما تُجري روسيا تدريبات متزامنة مع دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مما يُخفي الحجم الحقيقي للقوات.

التدرب على استخدام أسلحة نووية: ستتدرب القوات الروسية والبيلاروسية خلال زاباد على استخدام أنظمة صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية تكتيكية، ما يزيد من المخاوف الأوروبية من التصعيد النووي.

تزامن المناورات مع التوتر الإقليمي: زاباد 2025 تُقام بينما الحرب في أوكرانيا مستمرة، والناتو يدعم كييف عسكريًا. هذا يجعل التوقيت حساسًا، ويثير تساؤلات حول ما إذا كانت المناورات مجرد تمرين، أم غطاء لمرحلة جديدة من التصعيد.

تأثيرها على استقرار أوروبا الشرقية: المناورات تثير القلق في دول مثل ليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا، التي تخشى أن تكون الخطوة التالية لموسكو، خاصة إذا قررت اختبار التماسك الدفاعي للناتو.

توظيف اقتصادي وسياسي داخلي: من وجهة نظر غربية، قد تستغل موسكو زاباد كوسيلة لدعم وتعزيز اقتصاد الحرب، مما يجعلها جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لإعادة تشكيل النظام الأمني الأوروبي.

النتائج

مناورات “زاباد 2025” تمثل محطة اختبار كبرى لمراقبة التحولات الجيوسياسية والعسكرية في أوروبا الشرقية، في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا. فمنذ اندلاع حرب أوكرانيا، باتت تحركات موسكو العسكرية محط أنظار الناتو، خاصة أن هذه المناورات تُجرى بالقرب من حدود الحلف، وتجمع بين روسيا وبيلاروسيا في سياق مشحون بالتوترات.

تشير هذه المناورات، من حيث النطاق والمواقع الجغرافية والتقنيات المستخدمة، إلى استعداد روسيا لحروب متعددة الساحات، بما في ذلك احتمالات اندلاع صراع في منطقة البلطيق أو حول كالينينغراد.

التحضير للتدرب على استخدام صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الردع الاستراتيجي، ويوحي بأن موسكو تراهن على سياسة استعراض القوة أكثر من مجرد الدفاع.

أما في المقابل، فإن رد الفعل السريع والمنسق من دول الجناح الشرقي للناتو يؤكد جاهزية التحالف واستعداده لسيناريوهات التصعيد. مشاركة عشر دول أوروبية في مناورات “تاراسيس 25″، ومناورات بولندا واسعة النطاق، تبرز تحولًا في العقيدة الدفاعية نحو التدريبات الواقعية والتنسيق المتقدم.

الناتو هنا لا يسعى فقط لردع روسيا، بل لبناء جبهة قوية أمام أي هجوم مفاجئ أو عملية هجينة كما حدث في أوكرانيا 2022. المراقبون الغربيون سيولون اهتمامًا خاصًا لقدرات روسيا اللوجستية والتنظيمية، ومستوى تعبئة الجنود، وكفاءة القوات في ظل ضغط حرب مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

حرب أوكرانيا أضعفت الجيش الروسي من جهة، لكنها عززت منظومة “اقتصاد الحرب” من جهة أخرى، وهذا التناقض سيُختبر ميدانيًا في زاباد 2025.

مستقبلًا، هناك مرحلة جديدة من سباق التسلح، وخاصة في شمال وشرق أوروبا، حيث باتت الحدود بين التمرين العسكري والاستعداد للحرب شبه منعدمة. كما أن إشراك مراقبين من الناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، رغم كونه خطوة تهدئة ظاهرية، إلا أنه لا يغير من حقيقة أن موسكو تُجري تدريبات تُقرأ على أنها تحضيرات هجومية محتملة.

في المجمل، تُعد “زاباد 2025” اختبارًا لمدى تماسك الناتو، ومؤشرًا على نوايا روسيا الاستراتيجية، ومقياسًا لتغير ميزان القوى شرق أوروبا. ويبقى السؤال المطروح: هل ستُفضي هذه التحركات إلى ردع متبادل أم إلى تصعيد يصعب كبح جماحه؟.

رابط مخصر..  https://www.europarabct.com/?p=108887

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...