الناتو ..ارتباطات وثيقة بين حلف الناتو والتعاون الدفاعي لدول الشمال الأوروبي
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “3”
تؤكد اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي “الناتو” على ضرورة إيجاد طرق لمواجهة تبني روسيا لتقنيات “الحرب الهجينة” ، ولكن منذ عام 2017 الخلافات مابين ضفتي الاطلسي حول الإنفاق العسكري بدئت تظهر للسطح.
حلف الناتو
تأسس الحلف العسكري عام 1949 بعضوية 12 دولة أوروبية وأميركية شمالية وتم توقيع اتفاقيته للوقوف أمام حلف وارسو الذي ضم عضوية الدول الشرق أوروبية الشيوعية تحت مظلة الاتحاد السوفييتي ، ويضم حلف “الناتو” (28) سفارة لدول الناتو،(1550) مندوبا لدول الناتو،(1700) موظف دولي يعملون ضمن الناتو “مدنيون وعسكريون”،(800) موظف تابع لوكالات الناتو، وتبلغ الكلفة العامة للمشروع (1100000000)يورو.
الدول المؤسسة للحلف هي الولايات المتحدة الأميركية، وكندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال والنرويج والدنمارك وأيسلندا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وانضمت إليهم كل من اليونان وتركيا وألمانيا الغربية وإسبانيا بين أعوام 1952 و1982،وتلخص المادة الخامسة من اتفاقية تكوين الحلف عمله وأولوياته فى ان”أي هجوم عسكري على أي دولة عضوة سيعتبر هجوماً على بقية دول الحلف”.
الإنفاق العكسرى داخل الناتو
الولايات المتحدة تعد المساهم الأكبر في حلف شمال الأطلسي بلا منازع، من حيث نسبة الإنفاق من إجمالي الناتج المحلي (3.50% في 2018 مقابل 3.57% في 2017)، وكذلك من حيث قيمة النفقات الإجمالية، بحسب أرقام الحلف .
وتحتل اليونان المرتبة الثانية مع نسبة نفقات عسكرية تصل إلى 2.27% تليها استونيا (2.14%) والمملكة المتحدة (2.10%) ولاتفيا (2%)، وهي الدول الأوروبية الوحيدة التي بلغت نسبة ال(2% )من اجمالي الناتج المحلي، وصلت بولندا إلى 1.98% وليتوانيا إلى( 1.96% )ورومانيا إلى( 1.93%)
وبلغت فرنسا من جهتها نسبة( 1.81%)، ولم تحقق ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، إلا( 1.24%)، وهي هدف رئيسي لانتقادات ترامب، وتنفق كندا من جهتها (1.23% )من إجمالي ناتجها المحلي، ومن المفترض أن تتمكن هذه الدول الثلاث من تحقيق الهدف في نهاية عام 2018.
خلافات اوروبا مع الأدارات الأمريكيةحول الناتو.
تعهد “دونالد ترامب” الرئيس الأميركي فى يوليو 2018 بعدم السماح للاتحاد الاوروبي باستغلال الولايات المتحدة، وهو يشير باستمرار إلى أن الاتحاد لا يقوم بما هو كاف لدعم الحلف الأطلسي ويستفيد “بشكل غير عادل” من التجارة مع الأميركيين ، ذكر “ترامب” قبل مغادرته إلى أوروبا فى يوليو 2018 أن”دول حلف الأطلسي يجب أن تدفع أكثر، الولايات المتحدة يجب أن تدفع أقل “.
وأكد أن “ألمانيا دولة غنية، يمكنها زيادة مساهمتها اعتبارا من الغد بدون اي مشكلة”، ورأى “ستولتنبرغ” الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن “الحلفاء يجب ألا يزيدوا انفاقهم لإرضاء الولايات المتحدة بل لأن ذلك يصبّ في مصلحتهم”، وأعلن أن الحلف يزيد من مستوى اعداد قواتهم في الخاصرة الشرقية ويتخذ قرارات لتقديم تعزيزات بسرعة عند الحاجة كل ذلك يساهم في جعل ردعهم موثوقا به”.
وتقول المستشارة الألمانيه السابقة “أنغيلا ميركل” عند وصولها إلى قمة حلف الأطلسي فى يوليو 2017 ردا على انتقادات الرئيس” ترامب” لألمانيا، إن بلادها تبذل الكثير لحلف الاطلسي،وأنهم ثاني اكبر مزود بالقوات ويضعوا غالبية قدراتهم العسكرية في خدمة حلف شمال الاطلسي”.
التواجد العسكري للناتو عند الحدود الشرقية لأوروبا مع روسيا
صعد حلف شمال الأطلسي منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014 أثناء مناوراته العسكرية في شرق أوروبا ويقول زعماء الحلف إن الهدف من ذلك هو طمأنة أعضاء الحلف الذين يخشون اعتداء روسيا،وقد أغضب ذلك روسيا التي تقول إن حلف شمال الأطلسي أصبح يمثل عبئا على فنائها الخلفي وشبه الكرملين ذلك بنشر روسيا صواريخ في المكسيك.
ازداد عدد الطائرات الحربية لحلف الناتو في أوروبا الشرقية خلال السنوات الـخمس الأخيرة، ليبلغ (101) طائرة، واستمر زيادة قوات الناتو في أوروبا الشرقية من قوات الدول الواقعة خارج المنطقة، ومنذ عام 2014 ارتفع عدد العسكريين من (2000) إلى (15000).
ومنذ بداية عام 2018 جرت أكثر من (100) من التدريبات العسكرية، وشارك فيها ما يصل إلى (80000) عسكري، وازداد عدد القوات التي تشارك فيها خلال خمس سنوات بـ (10) أضعاف، كما ازداد عدد الطائرات الحربية من(11) طائرة إلى (101) طائرة، وأشار إلى أن تكثيف تدريبات قوات الحلف مستمر.
أن الحلف سيكون غير قادر على صد هجوم روسي على جناحه الشرقي في حال حصوله، وردا على ذلك، أبلغت “أوانا لونغيسكو”، المتحدثة الرسمية باسم الناتو، وكالة تاس الروسية، أن “قوات حلف شمال الاطلسي هي الآن أكثر استعدادا وقادرة على الانتشار أسرع من أي وقت مضى خلال العشر سنوات الماضية”.
أضافت “أوانا لونغيسكو”، “أن حلف شمال الأطلسي الآن يعزز دفاعه الجماعي لأقصى حد منذ نهاية الحرب الباردة، وهو يضع أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في جناحه الشرقي، بما في ذلك في ليتوانيا، تحت قيادة ألمانيا ، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ضاعف حلف شمال الاطلسي ثلاث مرات عدد قوة الرد السريع حوالي (25000) شخص تقريبا ومنها لواء قوامه (5000) عنصر من قوة الرد الفائق السرعة”.
وشكل حلف شمال الأطلسي فى عام 2016 قوة للرد السريع في دول شرق أوروبا، كما قرر الإبقاء على حضور دائم في المنطقة،واتخذت هذه القرارات، التي قدمت خصوصا باعتبارها ردا على سلوك روسيا في أوكرانيا، من قبل مجلس الحلف الأطلسي في قمة نيوبورت في ويلز ببريطانيا،ويأتي القرار لتخفيف قلق الدول الأعضاء القريبة من الحدود الروسية، ولردع تحرشات الكرملين بأوكرانيا، ومنع تكرارها في أماكن أخرى بالمنطقة.
الكتائب العسكرية للناتو
وتشهد منطقة بحر البلطيق توترا متزايدا بين موسكو والغرب، وزادت موسكو قدراتها العسكرية في جيب كالينينجراد التابع لها في منطقة بحر البلطيق وانتقدت حلف شمال الأطلسي لنشره الدرع المضاد للصواريخ في شرق أوروبا، والنرويج والدنمارك وأيسلندا أعضاء بحلف الأطلسي في حين تظل السويد وفنلندا، اللتان تشتركان في حدود مع روسيا لمسافة 1340 كيلومترا، على الحياد عسكريا، وقالت فنلندا إنها تنوي إجراء مناورات عسكرية على نطاق كبير مع دول الشمال والولايات المتحدة وحلفاء آخرين خلال عام 2020.
أن الترتيبات والأنشطة العسكرية التي يقوم بها الحلف عند حدود روسيا تهدف إلى “ردع العدوان الروسي” حيث أعلن حلف الناتو أن (30) كتيبة مشاة آلية و(30) سربا من الطائرات و(30) سفينة حربية ستكون موجودة في حوزة أعضاء الحلف بحلول عام 2020، وهذا يعني أن جيش مشاة آلية نحو (30000) عسكري و(1000) آلية عسكرية مدرعة وجيش طائرات نحو (500) طائرة ومروحية، وأسطولاً كاملاً من السفن الحربية ستكون موجودة عند حدود روسيا.
علق “أوليغ جولتونوجكا” الخبير العسكري في تصريحات الى جنرالات حلف شمال الأطلسي التي تعتقد أن البلطيق هدفا محتملا لضرب روسيا، وأنها بعد ذلك، ستتمكن من استخدام البلطيق كجسر لشن هجوم على دول أخرى وقال أن دول البلطيق ليست موقع جيد للاستيلاء على روسيا، وختم قائلا إن حتى مجموعة تتألف من (200) ألف أو (500) ألف لن تساعد ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، لذلك دول البلطيق ستصبح “مقبرة” حلف الناتو.
التوصيات
- تسهيل تنقل القوات العسكريه عبر أراضي دول الحلف.
- تعزيز القدرات في مجال أمن تكنولوجيا المعلومات.
- زيادة ميزانية الحلف.
- استمرار تدريبات قوات الحلف .
رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=75070
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
هوامش
france24 ـ sputniknews ـ euronews ـ dw ـ dw ـ aawsat ـ rt ـ sputniknews ـ skynewsarabia ـ sputniknews