موقف دول أوروبا من التطورات في إدلب السورية … المجموعات المتطرفة في إدلب
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “4”
تنتشر مجموعة من الفصائل المسلحة في محافظة إدلب حالياً تتوزع ما بين جهادية ومعارضة تقاتل القوات النظامية السورية ، توصل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح لتجنب الحرب في أدلب ،وأعلن الاتحاد الاوروبى أنه يأمل بإسهام اتفاقية إدلب بين تركيا وروسيا بحماية المدنيين ، ويواصل الاتحاد الاوروبى فى دعم الجهود بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل وموثوق ومستدام في سوريا.
الجماعات المتطرفة
- هيئة تحرير الشام : كانت تسمى بـ”جبهة النصرة” فرع تنظيم القاعدة سابقاً تعد القوة الأكثر نفوذاً في إدلب بعد أن أقصت شركاءها من الفصائل المعارضة في يوليو 2017، تنفرد بالسيطرة في المحافظة، وتضم حوالى (8) آلاف مقاتل تقريبا ، وقدرللمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أن قدر عدد مقاتلي “هيئة تحرير الشام” في إدلب بما يصل إلى (1000) مقاتل،تسيطر على بعض قرى ريف إدلب الجنوبي كذلك قريتي الرابية والخريبة .
- الحزب التركستاني الإسلامي : جماعة موالية لتنظيم القاعدة،نشط هذا الحزب في سوريا ونال احترام كل من الجهاديين والمعارضة في سوريا، وقاتلت مع الأطراف الجهادية و المعارضة على حد سواء وابتعدت عن الصراع بين اطراف المعارضة،لديها وسائل إعلامها الخاصة مثل قناة خاصة على تلغرام تبث عبرها المنشورات التي تروج لأنشطتها في سوريا ، ويضم “الحزب الإسلامي التركستاني” في سوريا يضم ما يزيد على (1500) مقاتل.
- تنظيم “داعش” : شارك التنظيم في الحرب ضد قوات الحكومة السورية في إدلب، واستولت على بعض القرى والبلدات على الحدود بين حماه وإدلب وانتزعتها من قبضة “هيئة تحرير الشام” التي كانت قد طردتها من إدلب قبل سنوات،وساتهدف التنظيم فى يناير 2018 القوات الحكومية في جنوب إدلب ، ومن المحتمل ألا يتجاوز عدد مقاتليه (300) مقاتل.
- جيش البادية والملاحم : هما فصيلان جهاديان ولاؤهما لتنظيم القاعدة الأم، انشقا عن هيئة تحرير الشام في أواخر عام 2017، بسبب انفصالها عن تنظيم القاعدة ،وفي يناير 2018، أصدر “جيش الملاحم” بيانا قال فيه إنه يقاتل في جنوب إدلب إلى جانب جيش البادية.
- جيش ادلب الحر: تم تشكيل المجموعة عام 2016 في أعقاب دمج الفروع الثلاثة للجيش السوري الحر وهي الفرقة 13، الفرقة الشمالية، ولواء صقور الجبل، وكان الغرض من التشكيل هو إقامة تحالف بين المجموعات المسلحة الثلاث التابعة للجيش الحر شمال غرب سوريا.
حركة نور الدين الزنكي: تأسست الحركة أواخر يوليو 2011 في ريف حلب من قبل شخص يدعى توفيق شهاب، وعديدها 7000 عنصر في بداياتها، شاركت في عملية ضد الجيش السوري في محافظة إدلب شكلوا مع فتح الشام جبهة تحرير الشام وأصبحوا أكبر وأقوى مجموعة عسكرية في ادلب.
صقور الشام: أنشأها أحمد أبو عيسى، الملقب بأبو عيسى، وعدد عناصرها يتجاوز (6000) عنصر، انضمت إلى جيش الفتح الذي يعتبر أحرار الشام أيضاً أحد أعضائه،
جيش العزة: جماعة سورية تابعة للجيش السوري الحر تنشط شمال غرب سوريا، وخاصة في سهل الغاب شمال حماة والمناطق المحيطة به.
كشفت الحكومة الألمانية فى أكتوبر 2018 عن معلومات تشير إلى وجود أكثر من (10) آلاف مقاتل في صفوف الجماعات المسلحة في محافظة إدلب السورية، وقدر الحكومة نحو (1000) مقاتل لتنظيم “حراس الدين” ، الجماعات غير المرتبطة بتنظيم “القاعدة” لديها ما لا يقل عن (55000) مقاتل في منطقة إدلب ، و”جبهة التحرير الوطني” التي تضم ما يصل إلى (50) ألف مسلح .
كشف تقرير فى أكتوبر 2018 أن العلاقة بين الجماعات المتطرفة تجلت مع السلطات والمخابرات التركية، بعد أن سهلت الأخيرة عملية قدومهم إلى سوريا، فضلا عن الدعم الذي تقدمه السلطات التركية لهم ماديا ومعنويا، بالإضافة لوجودهم ضمن مناطق حدودية مع تركيا بجبال الساحل وغرب إدلب، وفي المقابل يرافق “التركستان” بآليات مزودة برشاشات متوسطة ومسلحين كثر، كما يعمل “التركستان” على حماية بعض من النقاط التركية الاثني عشر التي أنشأها الاحتلال التركي بذريعة تطبيق اتفاق “خفض التصعيد”.
أفاد تقرير فى سبتمبر 2018 إن تركيا تكثف إمدادات السلاح لمقاتلي المعارضة السورية لمساعدتهم على التصدي لهجوم من المتوقع أن يشنه الجيش السوري وحلفاؤه بالشمال الغربي قرب الحدود التركية، وساندت تركيا مجموعة من المعارضين من الجيش السوري الحر ، وعن طريق الدعم التركي المكثف، بدأت مساع لتنظيم جماعات الجيش السوري الحر شمالي حلب تحت قوة موحدة تعرف باسم ”الجيش الوطني“ قوامها نحو (30) ألف مقاتل.
اتفاق وقف اطلاق النار برعاية روسيا وتركيا.
توصل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان فى أكتوبر 2018 بمنتجع سوتشي، إلى اتفاق يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس عند أطراف إدلب، وأجزاء من ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي، وأكد وزير الدفاع الروسي أنه لن يكون هناك أي هجوم على إدلب في ضوء هذا الاتفاق ، أن “وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية ستسيطر” على هذه المنطقة المنزوعة السلاح. مؤكدا أهمية إخلاء هذه المنطقة من السلاح الثقيل التابع “لجميع فصائل المعارضة” ومن أهم بنود الإتفاق
1- الإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتحصين نقاط المراقبة التركية واستمرار عملها.
2- اتخاذ روسيا جميع الإجراءات اللازمة لضمان تجنب تنفيذ عمليات عسكرية وهجمات على إدلب، والإبقاء على الوضع القائم.
3- إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كيلومتراًداخل منطقة خفض التصعيد.
4- إقرار حدود المنطقة منزوعة السلاح سيتم بعد إجراء مزيد من المشاورات.
5- إبعاد جميع الجماعات الإرهابية الراديكالية عن المنطقة منزوعة السلاح
وقامت بعض الفصائل المسلحة التى تدعمها أنقرة فى أكتوبر 2018 بسحب أسلحتها الثقيلة من المنطقة المنزوعة السلاح المتفق عليه بين روسيا وتركيا في محافظة إدلب،ونفت جماعة فيلق الشام فى سبتمبر 2018 بدء انسحاب مقاتليها من المنطقة منزوعة السلاح حول محافظة إدلب شمال سوريا، التي تم الاتفاق عليها ،وأكدت إن كل أسلحته الثقيلة بعيدة عن الخطوط الأمامية،وتعد فيلق القدس أول جماعة تذعن لطلب مغادرة المنطقة منزوعة السلاح التي أقامتها تركيا وروسيا لتفادي هجوم لقوات النظام السوري المدعوم من موسكو.
وأعلن “جيش العزة” فى سبتمبر 2018 رفضه للاتفاق الروسي التركي حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في مناطق سيطرة الفصائل في محافظة إدلب ومحيطها، في أول رفض علني يصدر فصيل للمعارضة ، وأكد جيش العزة الذي ينشط تحديداً في ريف حماة الشمالي، رفضه أن “تكون المنطقة العازلة فقط من جانب المعارضة”، مطالباً بأن تكون “مناصفة”، أي أن تشمل أيضا مناطق تحت سيطرة قوات النظام ،ويقول قائد جيش العزة الرائد جميل الصالح “نحن ضد هذا الاتفاق الذي يقضم المناطق المحررة .
موقف الاتحاد الأوروبى
حذّر الاتحاد الأوروبي، من مغبة عواقب مدمّرة ، في حال شن عملية عسكرية عليها ، وهددت السلطات التركية الاتحاد الأوروبي بفتح الطريق من تركيا إليه أمام اللاجئين السوريين حال عدم تدخل دول أوروبا لوقف هجوم القوات الحكومية السورية على محافظة إدلب ، ويشكل مصير الجهاديين وبينهم المقاتلون الأجانب الأكثر تشدداً فى أدلب مصدر قلق لدول الاتحاد الاوروبى .
ويرى العميد محمد عيسى الخبير العسكري إن الخيارات أمام الجماعات الإرهابية في إدلب باتت محدودة ،وأن أعداد الأجانب في صفوف الجماعات في إدلب قد تصل إلى 50 ألف، وهو رقم لا يمكن استيعابه في أي دولة، وأن تركيا وبعض دول الاتحاد الأوروبى كفرنسا أو الولايات المتحدة لن يقبل أي منهم استيعابهم على أراضيها، خاصة بعد أن حسمت سوريا أمرها تجاه هذا الشأن، إلا أنها ستضطر للتعامل مع المقاتلين السوريين بأي طريقة يمكن التوصل إليها .
كشف “جان ايف لودريان” وزير الخارجية الفرنسي عن السبب الحقيقي لخشية أوروبا من معركة تحرير إدلب، ويعتبر أن المعركة ستتسبب بانتقال المتطرفين إلى أوروبا، ويهدد بعدوان عسكري على سوريا في حال استخدام السلاح الكيميائي.
ويقول” لودريان” إن “الهجوم على إدلب قد يهدد أمن أوروبا جراء انتقال المقاتلين من هناك إليها”، مشيراً إلى أن “الخطر الأمني قائم ما دام هناك الكثير من الجهاديين المنتمين إلى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة، ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفاً”.
التوصيات :
بدء”عملية انتقالية سياسية شاملة” تهدف إلى وقف وقف العمليات العسكرية ، تضافر الجهود في المفاوضات السورية تحت رعاية الأمم المتحدة ، تقديم الدعم والحماية الدولية لمناطق الشمال السوري ، إجراءات قنصلية واستخباراتية مع الموقوفين من عناصر وعائلات الدواعش في سوريا والعراق، والأهم في شمال سوريا ” الإدارة الذاتية للأكراد” من أجل التحقق من هويات الموقوفين جنائيا ومعلوماتيا، إنشاء شبكة افتراضية لتبادل المعلومات بهدف تقوية العمل الاستخباراتي فيما بينها، لتعزيز مكافحة الإرهاب .
هوامش
رابط مختصر :https://www.europarabct.com/?p=48075
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات