لماذا أوروبا تعتبر المقاتلين الأجانب خطر على أمنها القومي ؟ … فرنسا
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا- وحدة الدراسات والتقارير “4”
يشكل المقاتلون الأجانب الذين التحقوا بتنمظيم “داعش”في سوريا والعراق أحد أبرز المخاوف الأمنية في فرنسا . وحذرت أجهزة الاستخبارات الفرنسية من خطورة عودة المقاتلين الأجانب وذويهم من مناطق الصراعات فى سوريا والعراق . ودعتً إلى التعامل معهم بحذر، واتباع سياسة قائمة على التعامل مع كل حالة على حدى.
مقدمة
وفقا الى تقارير ودراسات اعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات، في
والقائمة على بيانات وتقارير اجهزة الإستخبارات الفرنسية وكذلك تقارير البنتاغون، فإن عدد الذين التحقوا في القتال الى جانب تنظيم داعش في العراق وسوريا من حملة الجنسية الفرنسية بلغ (2000) شخص. وأفاد تقرير تناول ” مرصد الأزهر” تحت عنوان” أطْفالُ “داعِش” الفَرَنْسيونَ بَيْنَ سَلامَةِ الوصولِ والمَصيرِ المَجْهولِ” الصادر خلال نوفمبر 2018 أن تنظيم داعش قام بتجنيد وتدريب هناك نحو ( 460 طفلًا) فرنسيًا . الأمر الذي يضع “فرنسا” على قمةِ ترتيب الدول المُصَدِّرَة للأطفالِ المجندين.نصح “فرنسوا مولان “مدعي عام الجمهورية الفرنسية فى نوفمبر 2018 وفقا لـ”سبوتنيك” ضرورة توخي الحذر في التعامل مع “الجهاديين” العائدين من سوريا والعراق. وأضاف “نحن نواجه أناساً خاب أملهم بتنظيم “داعش” لكن يجب توخي الحذر فذلك لا يعني بأنهم نادمون عن أفعالهم. إضافة إلى ذلك، فإن بعض النساء والأطفال تعلموا على استخدام الأسلحة وهذا أمر خطير”.ودافع “مولان”عن سياسة ” إيمانويل ماكرون” التي يتبعها في التعامل مع من أسماهم “الجهاديين” الفرنسيين وعائلاتهم الذين يعودون لفرنسا وهي سياسة قائمة على التعامل مع كل حالة على حدى.
كيف تتعامل الحكومة الفرنسية مع المقاتلين الأجانب
تناولت صحيفة “العرب اللندنية” خلال شهر فبراير 2018 تقريرا ً بعنوان “العائدون إلى فرنسا… معضلة تعامل باريس مع الملتحقين بداعش” مفاده أن النيابة العامة تطبق في باريس ذات السياسة الجنائية على الفرنسيات الملتحقات بالتنظيم مثل الرجال، إلا إذا ثبتَ أن إكراهاً مُورس عليهن. وبالتالي فإن من سافرن إلى سورية والعراق للالتحاق بالتنظيم،يقدمن للقضاء بشكل منظم وفقا لتقرير مجلس الشيوخ الفرنسي “نزع التأطير العقائدي وفك التعبئة وإعادة إدماج جهاديي فرنسا وأوروبا” الصادر في يوليو 2017.
ويظل البالغون العائدون منذ فترة طويلة، والذين لا يخضعون لمتابعات قضائية، محط متابعة من قبل دوائر الاستخبارات الفرنسية. كذلك مصالح الشرطة القضائية في أفق استجوابهم وتقديمهم إلى السلطة القضائية وفق ثلاثة اتهامات قانونية جنائية.
- الأولى: يدخل ضمن نطاق تهمة الإعداد لأعمال ذات طابع إرهابي والتي قد يصل الحكم فيها في حالة الإدانة إلى قضاء 10 سنوات في السجن.
- الثانية: تهمة تكوين عصابة إجرامية ذات طابع إرهابي تعدّ لاعتداءات على أشخاص (قتل وتعذيب)، أو تدمير بواسطة حرائق ومتفجرات، والتي يعاقب عليها بالسجن ما بين 20 عاماً إلى 30 عاما.
- الثالثة: تهمة إدارة مجموعة إرهابية، والتي يعاقب عليها بالسجن المؤبد.
أعلنت فرنسا وفقا لـ”روسيا اليوم ” فى أكتوبر 2018 أن أنها تريد إعادة قسم من حوالى (150) طفلا من أبناء جهاديين فرنسيين تم الابلاغ عن وجودهم في سوريا في المناطق الخاضعة لسيطرة الاكراد .وتستبعد فرنسا أي عمليات لإعادة راشدين أو مقاتلين أو زوجات يعتبرن ناشطات في تنظيم “داعش”. وأكد ممثلو الادعاء فى نوفمبر 2018 وفقا لصحيفة” الشرق الأوسط” إن محكمة فرنسية أصدرت حكماً بالسجن لمدة 10 سنوات ضد رجل سافَر إلى سوريا وانضم إلى تنظيم داعش الإرهابي. وخضوعه للتدريب العسكري والمشاركة في أنشطة التنظيم.
تقديم الدعم النفسى وإعادة التأهيل
أشارت دراسة تناولتها صحفية “العرب اللندنية” فى أغسطس 2018 أعدّها الباحثان “جورجيا هولمير” المختصة في شؤون الإرهاب والتطرّف والصراع في معهد السلام الأميركي، و”آدريان شتوني” وهو باحث في المعهد ذاته. إلى أن عملية إعادة تأهيل الأشخاص ودمجهم بالمجتمع تتطلب وقتاً وجهداً. ذلك لضرورة أن تكون البرامج متكررة ومستدامة، من أجل إزالة الأثر المتبقي للصدمات النفسية. وأضافت الدراسة إلى أن إعادة تأهيل المقاتلين الأجانب، الذين لا يزالون مرتبطين أيديولوجيّاً بالقضية سيكون أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة.ومن جهة أخرى هناك ضرورة للإبقاء على نوع من الترابط ما بين برامج إعادة التأهيل وإعادة الدمج، وبين خدمات إنفاذ القانون والاستخبارات، من أجل تقليص الأخطار التي قد تظهر في الحالات التي تعمل فيها الجهات المختصة مع أشخاص ما زالوا مرتبطين أيديولوجيّا، ومن الممكن أن يلحقوا الأذى بالآخرين.
قصة أحد المقاتلين الأجانب الراغبين فى العودة إلى فرنسا
نشرت ” فرانس 24″ فى يناير 2018 تقريرا عنوانه ” هل دور النساء في الحركات الجهادية أقل أهمية من الرجال؟ ” .تناولت من خلاله أشهر جهادية فرنسية تدعى ” ميلي كونيغ ” تبلغ من العمر 33 عاما. أدرجت الأمم المتحدة اسمها على قائمتها السوداء للمقاتلين الأكثر خطورة. كانت أول امرأة أدرجتها الولايات المتحدة ضمن قائمتها السوداء “للإرهابيين الدوليين” في 2015. اعتقلتها “وحدات حماية الشعب الكردي” في ديسمبر 2017 في سوريا. وتطلب “الجهادية” العودة إلى فرنسا.
الخلاصة
تعاني فرنسا كثيرا من هاجس عودة المقاتلين الاجانب، الى فرنسا، لذا هي تفضل قتلهم في سوريا والعراق اكثر من عودتهم، ربما فرنسا ترحب بعود الاطفال دون سن العاشرة، اما فمافوق فتعتبرهم خطر و “قنابل” موقوته. فرنسا تخضع العائدين الى احكام قانونية مشددة تصل الى احكام 15 سنة. علماء الاجتماع والنفس المعنيين بالارهاب، يجمعون على ضرورة استعادة دول اوروبا الى مقاتليها( هم ضحايا تنظيم داعش) خاصة الاطفال، ويجدر تقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية لهم ضمن برامج مزع التطرف.
الهوامش
الحياة
مرصد الأزهر
سبوتنيك
العربى اللندنية
https://www.alaraby.co.uk/investigations/df9a4225-eba8-4eb1-852f-48525d7010ff
الشرق الأوسط
روسيا اليوم
العرب اللندنية
فرانس 24
رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=49436
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات