المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا
إعداد: وحدة الدراسات والتقارير
يمكنكم الأطلاع على الملف نسخة pdf على الرابط التالي :ملف : أزمة أوكرانيا احتمالية استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية
ملف: أزمة أوكرانيا، احتمالية استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية
المقاتلون الأجانب في أوكرانيا ـ التهديدات والمخاطر
أنشأت أوكرانيا فيلقاً “دولياً” للمتطوعين القادمين من الخارج، وحثت السطات الأوكرانية الأجانب علنا على القتال جنباً إلى جنب مع الأوكرانيين ضد روسيا لإظهار الدعم لبلاده. وشجعت العديد من الدول الأوروبية مواطنيها على “التطوع” من أجل القتال. بالتزامن مع لجوء الجماعات اليمينية المتطرفة بجمع الأموال وتجنيد المقاتلين عبر الإنترنيت وتدريب المدنيين على حمل السلاح ضد روسيا وحث الجماعات الجهادية أنصارها للقتال ضد روسيا، والذي بدوره أثار مخاوف كبيرة بشأن التهديدات الأمنية في جميع أنحاء أوروبا.
المدنيون الأوكرانيون ودعوات أوروبية للتطوع للقتال
يتركز الدفاع الأوكراني على قوات الجيش والاحتياط، وتدفق المدنيون على مراكز استلام الأسلحة. حيث دعت السلطات الأوكرانية المدنيين والأجانب، للانخراط في القتال ضد روسيا. وشهدت مراكز توزيع الأسلحة إقبالاً كبيراً من المدنيين. وهو الدور الذي كانوا يستعدون له على مدار سنوات، منذ التوغل الروسي في عام 2014.
هناك توقعات من وزارة الدفاع الأوكرانية بتسجيل أكثر من (11) ألف متطوع للخدمة في صفوف قوات الدفاع الشعبي. ففي 22 يناير 2022 أجرت السلطات الأوكرانية برنامجا تدريبيا عسكريا للمدنيين، إذ أبدى (50%) منهم استعدادهم للمقاومة. فهناك (500) ألف أوكراني لديهم خبرة عسكرية في بلد يبلغ عدد سكانه (40) مليون نسمة. ومنعت “المقاومة” الأوكرانية القوات الروسية من السيطرة على المدن الرئيسية، ونحو (75%) من القوات الروسية التي احتشدت على الحدود الأوكرانية، دخلت البلاد، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق نصر حاسم. المقاتلون الأجانب
عرضت الحكومات الغربية والأوروبية الدعم للذين يرغبون في الانضمام إلى الجانب الأوكراني. وسمحت دول أوروبية لمواطنيها وشجعتهم على التطوع بمفردهم. وكانت الدنمارك أول من فعل ذلك في 27 فبراير 2022 وعندما أعلنت أن التطوع كان “خياراً يمكن لأي شخص اتخاذه”. تبع ذلك تأييد أكبر من حكومة لاتفيا، عبر تقديم مشروع قانون يسمح لللاتفيين بالتطوع. كما أعلنت جمهورية التشيك، 3 مارس 2022 أنّ مواطنيها الذين يرغبون في التوجه إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال ضدّ “الغزو” الروسي لن يتعرّضوا لأية عقوبات. وتم بالفعل تقديم حوالي (300) طلب ترخيص إلى الرئيس و(100) طلب إلى وزارة الدفاع. أزمة أوكرانيا، نقطة تحول لقواعد الغرب في مكافحة الإرهاب. بقلم اكرام زيادة
دور المقاتلون الأجانب والفيلق الدولي في الأزمة الأوكرانية
يقاتل الأجانب في أوكرانيا منذ عام 2014، عندما استولى “الانفصاليون” المدعومون من روسيا على أجزاء من منطقة دونباس. لكن الخبراء الذين يتتبعون المقاتلين الأجانب يقولون إن هذه خطوة أبعد من ذلك بكثير في الطموح. في الوقت ذاته يوفر موقع ويب Fightforua تعليمات لأولئك الذين يرغبون في التجنيد من أماكن بعيدة مثل العراق وماليزيا والأرجنتين. يُطلب من المتطوعين، الذين يجب أن تكون لديهم خبرة مثبتة في الجيش أو إنفاذ القانون، التقدم بطلب للحصول على الفيلق في السفارة الأوكرانية في بلد إقامتهم، وهم مسؤولون عن شق طريقهم الخاص إلى الحدود البولندية الأوكرانية. هناك، سوف يوقعون عقدًا ويتم تعيينهم في وحدة. تشير تقارير متعددة إلى أن بعض المتطوعين، مع ذلك، يعبرون ببساطة الحدود الأوكرانية بمفردهم ، ويأملون في الاستفادة منها.
تشارك السفارات الأوكرانية بشكل علني في تجنيد المقاتلين. وأنشئت وزارة الدفاع الأوكرانية في 8 مارس 2022 وحدة خاصة “للمتطوعين الأجانب”، بدأت بالفعل في تنفيذ مهام قتالية ضد القوات الروسية. وهناك أكثر من (20) ألف متطوع ومحارب سابق من (52) دولة أعربوا عن رغبتهم في الانضمام للفيلق الدولي”. كما تقدم للتطوع (70) يابانياً، بينهم (50) عضواً سابقاً في قوات الدفاع الذاتي اليابانية إلى جانب (2) من قدامى المحاربين في الفيلق الأجنبي الفرنسي. وهناك العشرات من الولايات المتحدة وكندا تطوعوا
تقوم أوكرانيا بتجنيد “مرتزقة ” لتنفيذ عمليات داخل البلاد، تشمل مواجهة المرتزقة التي يرسلها الكرملين وجهاً لوجه، مقابل مبالغ تصل إلى (2000) دولار يومياً. ويبدو أن دعوة أوكرانيا المقاتلين الأجانب إلى المشاركة في القتال إلى جانبها تلقى إقبالاً في دول أفريقية. ففي السنغال تم الإعلان عن تجنيد (36) شخصاً للمشاركة في الحرب ضد روسيا. وفي نيجيريا وصل هذا العدد إلى (115) شخصاً. فيما خلص تقييم أميركي إلى أن روسيا جندت مقاتلين سوريين، على أمل أن تساعد خبراتهم في القتال في المناطق الحضرية في السيطرة على العاصمة كييف و”توجيه ضربة مدمرة الأوكرانية”. المقاتلون الأجانب
دور اليمين المتطرف والجماعات “الجهادية” في تجنيد المقاتلين – المقاتلون الأجانب
أثارت الأزمة الأوكرانية موجة من النشاط بين قادة ميليشيات اليمين المتطرف الأوروبية. حيث لجأوا إلى جمع الأموال وتجنيد المقاتلين عبر الإنترنيت من خلال PayPal” “، وكذلك من خلال عملات Bitcoin و Ethereum و Tronالمشفرة. وحثت الميليشيات اليمينية المتطرفة بفرنسا وفنلندا وأوكرانيا في 25 فبراير 2022 أنصارهم على المشاركة في القتال للدفاع عن أوكرانيا. ويقتصر وجود اليمين المتطرف على تنظيمات محدودة، من أبرزها حزبا “الجبهة الشعبية” و”الحزب الراديكالي”. الناتو يرفض اقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ـ الأسباب والتداعيات.
أسهمت “كتيبة آزوف”، التي تندرج تحت الحرس الوطني الأوكراني وجناحها السياسي حزب “الفيلق الوطني”، في تدريب مدنيين على حمل السلاح ضد روسيا. ودعا زعيم الجناح السياسي لكتيبة آزوف إلى “تعبئة كاملة” للمجموعة، ووجه المتطوعين نحو موارد التوظيف عبر الإنترنت. ترى “ريتا كاتز” مديرة موقع سايت في 25 فبراير 2022 ، إن العديد من الجماعات القومية النازية الجديدة واليمينية المتطرفة في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية قد أعربت عن تدفق الدعم لأوكرانيا، بما في ذلك من خلال السعي للانضمام إلى وحدات شبه عسكرية في قتال روسيا.
ولاتزال الجماعات الإسلاموية المتطرفة و”الجهادية” تحث أنصارها عبر مواقعها الإلكترونية على حمل السلاح ضد روسيا. فتريد الجماعات الجهادية محاربة روسيا غالبًا، فهي تستغل اشتراكها في الحرب السورية وغيرها من أراضي القتال للدخول إلى أوكرانيا في أثناء الحرب الروسية الأوكرانية لإعادة إشعال الصراع الجهادي ضد روسيا،
قرارات مجلس الأمن اتجاه المقاتلين الأجانب – المقاتلون الأجانب
اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عددًا من القرارات، لا سيما القرار 2178 (2014) و2396 (2017)، وكذلك ما يسمى بـ”مبادئ مدريد التوجيهية” في عام 2015، وهي أداة عملية لمساعدة الدول الأعضاء في وقف تدفق المقاتلين الأجانب. بينما اعتمد المجلس في ديسمبر 2018، “ملحق لمبادئ مدريد التوجيهية”، والذي يقدم إرشادات مستكملة للدول الأعضاء لمعالجة التهديد المتطور الذي تشكله ظاهرة المقاتلين الأجانب، ولا سيما فيما يتعلق بعودتهم وإعادة توطينهم وأفراد أسرهم. ويقوم مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بتيسير مساعدة بناء القدرات في شكل نهج “جميع الأمم المتحدة”، للدول الأعضاء من خلال خطة الأمم المتحدة لتنفيذ بناء القدرات لمواجهة تدفق المقاتلين الأجانب، والتي تتناول الدورة الكاملة لظاهرة المقاتلين الأجانب. ويعرض الإطار القانوني الدولي الذي ينظم اليوم ظاهرة “المقاتلين الأجانب” في الصراعات المحلية والإقليمية هؤلاء المتطوعين للملاحقة القانونية الدولية بتهمة الإرهاب.
***
المقاتلون الأجانب في أوكرانيا ـ النشأة، القيادات، الأيدلوجيا والمخاطر الأمنية
كتيبة ” أزوف ” الأوكرانية – المقاتلون الأجانب
النشأة والتأسيس وأهم القيادات: نشأت كتيبة “آزوف” في مايو 2014، وكانت عبارة عن منظمة شبه عسكرية تضم مجموعة من الشباب، يقدر عددهم بـ (900) – من القوميين المتطرفين وأكثر من (50%) من أعضائها من ناطقين بالروسية، وكثير منهم من “دونيتسك ولوغانسك” شكلت “آزوف” واحدا فقط من أكثر من (50) مجموعة متطوعين تحارب في شرق اوكرانيا.
ظهرت في مدينة “ماريوبول” على ساحل بحر “آزوف”، وتألفت عند نشأتها من مجموعة من مشجعي كرة القدم المتطرفين وضمت مجموعة” باتريوت” أوكرانيا القومية المتطرفة، ومجموعة الجمعية الوطنية الاجتماعية النازية الجديدة (SNA). شاركت في القتال في شرق البلاد عام 2014 إلى جانب الجيش الأوكراني ضد الانفصاليين الموالين لروسيا. في 12 نوفمبر 2014 دمجت الوحدة رسمياً في الحرس الوطني الأوكراني وأصبحت هذه الوحدة التطوعية جزءاً من الاحتياط العسكري للحرس الوطني لأوكرانيا وتمت ترقيتها إلى فوج، وأعيد هيكلتها كأي وحدة رسمية للجيش الأوكراني بتدريب رسمي.
أهم القيادات “أندريه بيلتسكي”: قاد الوحدة الذي تم انتخابه نائباً في البرلمان في عام 2014 وظل نائباً حتى عام 2019. و “كوروتكيخ” و”فاديم ترويان”: من كبار قادة “آزوف” وعضو فعال في “وطنيو اوكرانيا”، وعُين قائداً لشرطة منطقة كييف.
الدعم والتمويل: تلقت الوحدة دعماً من وزارة الداخلية الأوكرانية في عام 2014 وتم تمويل هذه القوات بشكل خاص من قبل “الأوليغارشية” وأشهرهم “إيغور كولومويسكي” الملياردير في مجال الطاقة ثم حاكم منطقة “دنيبروبتروفسكا”. كما تلقت تمويلاً ومساعدة من “سيرهي تاروتا” الملياردير حاكم منطقة “دونيتسك”.
الإيديولوجية والأهداف: تبنى مؤسسها الأيديولوجية النازية وكان ينتمي إلى منظمة تفوق البيض. تصف نفسها بأنها منظمة قومية متطرفة. ويصب تركيزها بشكل أساسي على الصراع الدائر والمستمر بين روسيا وأوكرانيا، وتسعى “لتحقيق استقلال الأمة وكرامتها”. تنتشر الرموز النازية مثل الصليب المعقوف وشعارات قوات الأمن الخاصة على أزياء وأجساد أعضاء آزوف. صنف فيسبوك كتيبة آزوف على أنها “منظمة خطيرة” وتم حظر “Azov” من منصاتها في عام 2019. ووضعت المجموعة تحت تصنيف “Facebook Tier 1”. وفي 24 فبراير 2022 رفع موقع “فيسبوك” عنها الحظر. أزمة أوكرانيا ـ مابعد أعتراف روسيا بإقليمي “دونيتسك ولوغانسك”، هل من حرب محتملة ؟
الأنشطة والمهام: اتهم تقرير صادر عن مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OCHA) في عام 2016 “آزوف” بانتهاك القانون الإنساني الدولي. وتحدث التقرير بالتفصيل عن حوادث وقعت في الفترة الممتدة من نوفمبر 2015 إلى فبراير 2016، حيث زرعت “آزوف” أسلحتها وقواتها في مبان مدنية، وشرد السكان بعد نهب ممتلكات المدنيين. كما اتهم التقرير الكتيبة باغتصاب وتعذيب معتقلين في منطقة “دونباس”. في يناير 2018، أطلقت “آزوف” وحدة دورية في الشوارع تسمى ” National Druzhyna ” من أجل استعادة النظام في العاصمة كييف. وفي عام 2016 عملت ” آزوف” على تجنيد عدد من نشطاء اليمين المتطرف في بريطانيا للقتال في أوكرانيا ضد روسيا، وعملت على تمويل نفسها عبر مجموعات على منصة فيسبوك. أعلنت روسيا أن هناك تهديدات من الكتيبة بشن هجوم على مختبر نووي تابع لمعهد أبحاث في خاركيف، شمال شرقي أوكرانيا في 7 مارس 2022.
اليمين المتطرف في أوكرانيا – المقاتلون الأجانب
–حزب “الفيلق الوطني” القومي المتطرف: تأسس في العام 2016، بقيادة “أندري بيليتسكي” من قبل كتيبة “آزوف” من الحرس الوطني الأوكراني وأعضاء من فيلق آزوف المدني، ويدعو الحزب إلى توسيع سلطات وصلاحيات رئيس الدولة من خلال منحه السلطة ليكون القائد العام للقوات المسلحة ورئيساً للحكومة. نظم حزب “الفيلق الوطني” اليميني المتطرف في أوكرانيا تدريبات عسكرية لمتطوعين من صفوفه في العاصمة كييف، في 6 مارس 2022، وتضمّنت التدريبات التي نظمها “الفيلق الوطني” التعرّف على المبادئ الأساسية في استخدام السلاح الفردي، ومعرفة الأمور اللوجستية والأمنية المتعلقة بتوفير الحماية للمدنيين، إضافة إلى الإحاطة بكيفية تقديم الإسعافات الأولية للمصابين.
– جماعة “القطاع الأيمن” أو “برافي سيكتور”: نشأت في عام 2013 تشكلت من المتطرفين القوميين وأنصار اليمين المتطرف. بلغ عدد أعضائها في عام 2014 نحو (10) آلاف مقاتل. أصبحت دعامة أساسية في القتال ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا. فشل جناحها السياسي خلال الانتخابات البرلمانية الأوكرانية عام 2019 في الحصول على مقعد داخل البرلمان. دعمت الحكومة الأوكرانية ” القطاع الأيمن” بشكل كبير منذ عام 2014 واعترفت بمقاتليه كأبطال قوميين وجزء لا يتجزأ من الدفاع عن أوكرانيا، وهي تنسق على أعلى مستوى مع الجيش الأوكراني. شاركت في المراحل الأولى من الصراع الأوكراني، عندما تدخلت لملء الثغرات التي تقاتل الانفصاليين المدعومين من روسيا.
المقاتلون الأجانب في أوكرانيا
تجاوز عدد المتطوعين (16) ألفاً ينتمون إلى جنسيات عدة، من المملكة المتحدة إلى أستراليا وبولندا وإيطاليا واليابان، وتستعد أوكرانيا بتزويدهم بأسلحة أوتوماتيكية وتدريب الذين لا يملكون خبرة قتالية سابقة. وكشفت عن منح الجنسية للأجانب الذين سافروا إلى أوكرانيا للمشاركة في الحرب ضد روسيا حيث يتم تجنيد “مرتزقة ماهرين” لتنفيذ عمليات داخل البلاد، تشمل مواجهة المرتزقة التي يرسلها الكرملين وجهاً لوجه، مقابل مبالغ تصل إلى (2000) دولار يومياً.
الجهاديون في أوكرانيا: أعلنت الاستخبارات الروسية في 4 مارس 2022 أن واشنطن تستخدم قاعدة “التنف” في سوريا، باتت معسكرا لتدريب “داعش” قبل إرسالهم إلى دونباس شرق أوكرانيا لمؤازرة النازيين الجدد. قام الأمريكيون نهاية عام 2021 بتحرير عشرات الإرهابيين التابعين لتنظيم “داعش” من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، وتم إرسالهم إلى قاعدة “التنف” التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، حيث خضعوا لتدريب خاص على تنفيذ الأعمال الإرهابية، قبل إرسالهم إلى منطقة دونباس”. وأن الولايات المتحدة تواصل تشكيل زمر جديدة من الإرهابيين وتعتزم إرسالهم إلى أوكرانيا عبر بولندا.
المرتزقة: اتهمت وزارة الدفاع الأمريكية روسيا بتجنيد مرتزقة سوريين وأجانب آخرين للقتال في أوكرانيا. وخلصت التقييمات الأمريكية إلى أن روسيا جندت مؤخراً مقاتلين سوريين، على أمل أن تساعد خبراتهم في القتال في المناطق الحضرية في السيطرة على العاصمة كييف. لا يقتصر تجنيد مرتزقة عرب للقتال في أوكرانيا على سوريا فقط، إذ انتشرت أنباء عن محاولات لتجنيد عراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل المشاركة في الحرب الأوكرانية. كذلك هناك تأكيدات حول عمليات تجنيد لرعايا تونسيين موقوفين في السجون الأوكرانية للمشاركة في الحرب ضد القوات الروسية. وتستفيد روسيا وأوكرانيا من الظروف الاقتصادية الصعبة في أفريقيا لجذب المقاتلين الأجانب ففي السنغال تم الإعلان عن تجنيد (36) شخصاً للمشاركة في الحرب ضد روسيا. وفي نيجيريا وصل هذا العدد إلى (115) شخصاً وممن مالي حوالي (400).
مقاتلون تابعين لمجموعة “فاغنر”: أرسلت مجموعة “فاغنر” الأمنية الروسية إلى أوكرانيا مقاتلين لمساندة الجيش الروسي.
تشير التقديرات في 6 مارس 2022 أن هناك (3) آلاف متطوع أميركي سيشاركون في كتيبة دولية لمقاومة القوات الروسية. وأنه بالفعل تم دخول حوالي (1600) مقاتل أميركي إلى أوكرانيا. وأن هناك نحو (70) متطوعاً يابانياً بمن فيهم (50) فرداً سابقا في قوات الدفاع الذاتي عبروا عن رغبتهم في الاستجابة لدعوة السلطات الأوكرانية للمحاربة في أوكرانيا. قدرت المصادر الصحافية. وأن هناك عدد من الجنود البريطانيين بالزي العسكري جاؤوا للقتال ضد الجيش الروسي. وعدداً من الفرنسيين والفرنسيين من أصول أوكرانية قدموا ملفاتهم إلى السفارة الأوكرانية ضد الجيش الروسي.
النازيون الجدد واليمين المتطرف: تم استقطاب مقاتلين من اليمين المتطرف ودعا زعيم الجناح السياسي لكتيبة آزوف إلى “تعبئة كاملة” للمجموعة، ووجه المتطوعين نحو موارد التوظيف عبر الإنترنت. كما شجع مستخدمو Telegram من النازيين الجدد والبيض من فنلندا زملائهم الفنلنديين على الانضمام إلى القتال إلى جانب الأوكرانيين من جميع أنحاء العالم لفت “هاجو فونكي” أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين في 5 مارس 2022 إلى أن هذه التشكيلات الشعبوية اتخذت لمرة موقفاً يتوافق مع موقف الأحزاب الأخرى، وينسجم خصوصاً مع “التضامن الهائل” الذي يبديه الرأي العام في جميع أنحاء العالم حيال الأوكرانيين. أزمة أوكرانيا ـ “غزو” القوات الروسية إلى شرق أوكرانيا ـ هل من مواجهة محتملة مع الناتو؟
قرارات مجلس الأمن المعنية بالمقاتلين الأجانب
اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عدداً من القرارات والخطط المعنية بكيفية التعامل مع ظاهرة المقاتلين الأجانب وذويهم من أبرزها
– القرار 1373 (2001): وينص على أن جميع الدول الأعضاء كفالة تقديم أي شخص يشارك في تمويل أعمال إرهابية أو تدبيرها أو الإعداد لها أو ارتكابها أو دعمها إلى العدالة.
– القرار 2178 (2014): الدول الأعضاء منع وقمع تجنيد أو تنظيم أو نقل أو تجهيزهم ، وكذلك منع وقمع تمويل أو سفر هؤلاء الأفراد. ويتم إدراج في القائمة اسماء الأفراد بموجب القرار 2161 (2014). وتقديم تقارير إلى اللجان المختصة إلى اللجنة عن آخر المستجدات المتعلقة بالتهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب.
– القرار 2396 (2017): يدعو إلى تعزيز التعاون القضائي وتنفيذ الاستراتيجيات المناسبة لملاحقة المقاتلين الإرهابيين الأجانب قضائياً، وكذلك إعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم ومن يرافقهم من أفراد أسرهم. وتتضمن مبادئ مدريد التوجيهية لعام 2015 وإضافتها لعام 2018 أيضاً توجيهات إضافية بشأن مسألة المقاتلين الإرهابيين الأجانب عملية لمساعدة الدول الأعضاء في وقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
– برنامج: “goTravel 2019” يرصد ويتتبع ويعطل سفر الأشخاص الذين قاتلوا في صفوف جماعات متطرفة مثل “داعش” و”القاعدة”.
– نشرت الأمم المتحدة في أبريل 2019 مجموعة “المبادئ الأساسية للحماية والإعادة إلى الوطن والمحاكمة والتأهيل وإعادة الإدماج للنساء والأطفال الذين لهم صلات بالجماعات الإرهابية المدرجة أسماؤها في قائمة الجزاءات الصادرة عن الأمم المتحدة”“، التي تهدف إلى ضمان الاتساق والتنسيق في الدعم الذي تقدمه منظومة الأمم المتحدة للدول الأعضاء في مواجهة هذه التحديات.
***
الأسلحة البيولوجية في النزاعات والحروب ـ أزمة أوكرانيا أنموذج
اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 11 مارس 2022 بناء على طلب روسيا لمناقشة مزاعم موسكو بأن الولايات المتحدة تمول “أنشطة بيولوجية عسكرية” في أوكرانيا وتطوير سراً أسلحة بيولوجية في المعامل الأوكرانية. ومضت موسكو في الادعاء بأنها عثرت على وثائق تتعلق بالعملية الأمريكية السرية في مختبرات في مدينتي “خاركيف وبولتافا” الأوكرانيين فيما نفت كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل قاطع أنهما تطوران أي أسلحة بيولوجية داخل البلاد بينما أعلنت الأمم المتحدة عدم وجود دلائل على امتلاك كييف برنامج أسلحة بيولوجية.
اتفاقية الأسلحة البيولوجية
فتح باب التوقيع على اتفاقية الأسلحة البيولوجية في 10 أبريل 1972، وهي أول معاهدة متعددة الأطراف لنزع السلاح تحظر استحداث وإنتاج وتخزين طائفة بكاملها من أسلحة الدمار الشامل. ودخلت هذه الاتفاقية حيز النفاذ في 26 مارس 1975. اتفق مؤتمر الاستعراض الثاني (1986) على وجوب أن تنفذ الدول الأطراف عددا من تدابير بناء الثقة لمنع أو تقليل حدوث أي لبس أو شك أو ارتياب، ولتحسين التعاون الدولي في ميدان الأنشطة البيولوجية السلمية. وتوسّع مؤتمر الاستعراض الثالث (1991) في تدابير بناء الثقة. وبموجب هذه الاتفاقات، تعهدت الدول الأطراف بتقديم تقارير سنوية عن أنشطة محددة تتعلق باتفاقية الأسلحة البيولوجية، ومنها:
- بيانات عن المراكز والمختبرات البحثية؛ ومعلومات عن مرافق إنتاج اللقاحات
- معلومات عن البرامج الوطنية لبحوث وتطوير الدفاع البيولوجي
- الإعلان عن الأنشطة السابقة في برامج البحث والتطوير البيولوجية الهجومية أو الدفاعية
- معلومات عن انتشار الأمراض المعدية والأحداث المماثلة الناجمة عن السموم
- نشر النتائج وتشجيع استخدام المعرفة والاتصالات؛ ومعلومات عن التشريعات والأنظمة وغير ذلك من التدابير. أهمية الوحدات البايلوجية و الكيميائية و النووية داخل أجهزة الاستخبارات
المعامل البيولوجية في أوكرانيا
اتهمت وزارة الدفاع الروسية، الولايات المتحدة وفقاً لـ”سكاي نيوز عربية” في 10 مارس 2022 بإقامة (30) مختبراً بيولوجيا في أوكرانيا، تنتج فيروسات تسبب أمراضاً خطيرة. وأنفقت واشنطن أكثر من (200) مليون دولار على أعمال المعامل البيولوجية في أوكرانيا، وشاركت مختبرات المديرية المركزية للصحة والأوبئة، التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية، في البرنامج البيولوجي العسكري الأميركي. وأكدت وزارة الدفاع الروسية وفقاً لـ”روسيا اليوم”، القبض على طيور مرقمة تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا. وأعلن “إيغور كوناشينكوف” المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تمولها واشنطن في أوكرانيا إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة. وباتت معروفة تفاصيل لدى موسكو مشروع ” P-4″، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات في “كييف وخاركوف وأوديسا” خلال فترة حتى عام 2020.
وكان هدف المشروع، دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة، بما في ذلك إنفلونزا “H5N1” شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى (50%) وكذلك مرض “نيوكاسل”. وهناك أيضاً تطوير لمشروع . (R-781) وأن مواد المشروع (UP-8) لدراسة فيروس “حمى القرم-الكونغو النزفية”، وفيروسات “هانتا” في أوكرانيا تدحض التأكيد العام الأمريكي بأن العلماء الأوكرانيين فقط هم من يعملون في مختبرات البنتاغون البيولوجية في أوكرانيا. وتضمنت الوثائق، مقترحات لتوسيع البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي على الأراضي الأوكرانية. وتم العثور على أدلة على استمرار المشاريع البيولوجية “UP-2، UP-9،UP-10” التي تهدف إلى دراسة مسببات الأمراض من الجمرة الخبيثة وحمى الخنازير الإفريقية.
أخطر الأسلحة البيولوجية
يُعد السلاح البيولوجي أحد اشكال أسلحة الدمار الشامل غير التقليدية، وهو ما كان يطلق عليه سابقا سلاح “العقوبات الذكية”، التي تنشر الأوبئة والجراثيم للقضاء على أكبر قدر ممكن من السكان والبيئة. ويندرج تحت مسمى “سلاح بيولوجى” كل من البكتيريا، الفطريات، الفيروسات، بالإضافة إلى جميع السموم المُنتَجة بواسطة هذه الكائنات، أو المستخلصة من النباتات والحيوانات. وعلى الرغم من أن استخدام الاسلحة البيولوجية محرم دولياً، غير ان هناك خوفاً من استخدامها ما زال قائماً، ويتمثل في ما يعرف بـ “الارهاب البيولوجي” وفيما يلي أبرز الأسلحة البيولوجية:
الجدري: لدى فيروس هذا المرض القدرة على العيش في أوساط مختلفة ويمكنه التنقل بالهواء لمسافات بعيدة لا يمنعه غبار ولا ضباب لا رياح. الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أعلنتا احتفاظها بالفيروس في حاضنات لأسباب علمية. وهذا لا ينفي تكتم دول اخرى على احتفاظها ايضا به في حالة خاملة وقد ينشط في اي وقت لأسباب عديدة من بينها الارهاب..
الطاعون: تتطور بكتيريا الطاعون “يرسينيا بيستيس” بانتظام مثل أي كائن حي آخر. الباحثين وخبراء الأسلحة البيولوجية والحكومات ما زالوا قلقين من أن الطاعون يمكن أن يتحول إلى سلاح بيولوجي قاتل، خاصة إذا كان هناك شخص لديه نية إرهابية للعثور على سلالة لا يمكن معالجتها بالعقاقير الشائعة
طاعون الماشية: يعد مصدراً للقلق للأمن البيولوجي والإرهاب البيولوجي. يعتقد الباحثون أن انتشاره في إثيوبيا كان متعمداً، كشكل من أشكال الحرب البيولوجية تمت دراسته لاستخدامه المحتمل كسلاح بيولوجي من قبل دول بما في ذلك كندا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قبل أن تتخلى كل دولة عن برامج أسلحتها البيولوجية.
الجمرة الخبيثة: تنقسم إلى ثلاث مجموعات أطلق عليها “أ”، و “ب” و”ج”. وتعد بكتيريا “Bacillus anthracis” التي تسبب الجمرة الخبيثة، واحدة من أكثر العوامل المميتة التي تستخدم كسلاح بيولوجي.
سم البوتولينوم: تتواجد البكتيريا المسببة لهذا السم في التربة لاسيما على أسطح الخضروات والفاكهة، الرواسب البحرية، وهو عديم اللون والرائحة من أهم برامج الأسلحة البيولوجية وأخطارها.
الكوليرا: تتميز “الكوليرا” بسرعة انتشارها بين الأشخاص خاصة في المناطق المزدحمة والتي تعاني من عدم توافر المصادر النقية لمياه الشرب.
أشارت تقديرات وإحصائيات رسمية في 21 أغسطس 2022، إلى بلوغ التكلفة إلى (2000) دولار لكل كيلومتر مربع مع الأسلحة التقليدية، و(800) دولار مع الأسلحة النووية، و(600) دولار من أسلحة الغازات العصبية، و(01) دولار من الأسلحة البيولوجية. ومع أن هذا السلاح قد أحرز تطوراً خطيراً مع التقدم في تقنيات الهندسة الوراثية خلال السنوات الأخيرة، فإنه لا يعد سلاحاً جديداً على الساحة الدولية، حيث تعود أصول استخدامه إلى بدايات الحرب العالمية الأولى. التهديدات الإرهابية الجديدة.. دور الانتربول في مكافحة الإرهاب البيولوجي
أبرز الهجمات البيولوجية المعاصرة
مرض “السالمونيلا” في أمريكا: انتشر مرض “السالمونيلا” في أمريكا عام 1984 في عدد كبير من المطاعم والمتاجر الأميركية في ولاية “أوريغون”، وفي حين استبعدت السلطات الصحية وقتها أي مؤامرة فإن بعض الساسة أكدوا أنه إرهاب بيولوجي يقف وراءه أتباع زعيم هندي متطرف، وهو ما أثبتته التحقيقات، حيث أقر “باغوان شيري راجنيش”، بالوقوف وراء الهجوم الذي يُسجل كأول هجوم إرهابي بيولوجي في الولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية.
هجمات بيولوجية في اليابان: ارتكبت طائفة “أوم شينريكيو” عدة هجمات ففي عام 1990 نشرت السم على عدة أهداف سياسية. وقامت بسلسلة من الهجمات البيولوجية منها هجمات متزامنة بغاز “السارين” على مترو طوكيو في مارس 1995، ومحاولات هجوم بـ”سيانيد الهيدروجين”.
الجمرة الخبيثة 2001 في أمريكا: بدأت هجمات الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة بإرسال الجراثيم داخل مظاريف عام 2001، وبعد توجيه الاتهامات المبدئية إلى “تنظيم القاعدة” إلا أنه بعد ذلك توصل مكتب التحقيقات الاتحادي إلى مصدر محلي لهذه المظاريف- وهو عالم يعمل في مجال الدفاع البيولوجي، وكان أحد مستشاري مكتب التحقيقات الاتحادي الخاص بالجمرة الخبيثة.
وباء الكوليرا في إفريقيا: اتهمت زيمبابوي في 13 ديسمبر 2008 بريطانيا التسبب في انتشار وباء الكوليرا إلا أن المتحدث باسم وزارة الإعلام تراجع مؤكداً أن هذ التصريحات يندرج في إطار “السخرية”.
استخدام التنظيمات المتطرفة الأسلحة البيولوجية: استخدم تنظيم “داعش” أسلحة كيميائية ضد المدنيين في العراق بين عامي 2014-2016. حيث قام باختبار عوامل بيولوجية على السجناء. عبر استخدام الكلور المُستخرج من محطات معالجة المياه كسلاح وتطوير مركبات سامة قاتلة بما فيها “الثاليوم والنيكوتين” التي تم اختبارها على سجناء أحياء، واستخدم تنظيم داعش نظام إنتاج “الخردل” بالكبريت عبر إطلاق (40) صاروخاً على مدينة “طوز خورماتو”. هل استثمر “داعش” فيروس كورونا كسلاح بيولوجي ؟ بقلم حازم سعيد
ترى ” Angela Kane” الأستاذ زائر، بمعهد الدراسات السياسية بباريس والممثل السامي السابق لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة في 13 يناير 2022 أن على عكس الأسلحة النووية، التي تتطلب مواد نادرة وهندسة معقدة، يمكن تطوير الأسلحة البيولوجية والكيميائية بتكلفة منخفضة نسبياً، مما يجعلها في متناول معظم أو جميع الدول وكذلك الجهات الفاعلة المنظمة من غير الدول. تحمل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية مستويات مختلفة من المخاطر، وأنه يمكن رش المواد الكيميائية السامة أو وضعها في إمدادات المياه، مما يؤدي في النهاية إلى تلويث منطقة بأكملها. تمتلك الأسلحة البيولوجية إمكانات كارثية أكبر، حيث قد تنتشر مسببات الأمراض المعدلة وراثيًا في جميع أنحاء العالم، مما يتسبب في حدوث جائحة.
التضليل الإعلامي خلال الحروب والنزاعات – الأزمة الأوكرانية
يتم تداول الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة المتعلقة بالأزمة الأوكرانية على أنها حقيقية وواقعية. وتعد الأخبار المفبركة والتضليل الإعلامي سلاحاً فعالاً في عصر المعلومات بالإضافة إلى أنها جزءاً من أساليب “Psychological warfare” الحروب النفسية والدعائية للتأثير في الرأي العام، حيث أثبتت تلك لاستراتيجية فعاليتها بشكل كبير في حسم الحروب العسكرية.
مشاهد من التضليل الإعلامي للأزمة الأوكرانية
شوهت القصص الإخبارية الروسية ما يحدث على أرض الواقع في أوكرانيا وفقاً لـ”العرب اللندنية” في 28 فبراير 2022. فعلى سبيل المثال، كرر مقال نُشر في (RIA News) مزاعم وزارة الدفاع الروسية بأن أي تصريحات عن فقدان طائرات وطائرات هليكوبتر وعربات مصفحة روسية هي “أكاذيب كاملة”، بما يتناقض مع التقارير الدولية. وزعم المقال أيضاً أن العسكريين الأوكرانيين يغادرون مواقعهم “بشكل جماعي”، وأن “حرس الحدود الأوكرانيين لا يبدون أي مقاومة”. وسلط المسؤولون الأوكرانيون الضوء على قصص رفض الحراس التنحي. وهناك تصريحات أمريكية أن التعليقات المهينة بشأن القوات المسلحة الأوكرانية هي جزء من استراتيجية روسية “لحث الجنود الأوكرانيين على الاستسلام من خلال التضليل الإعلامي”.
ومن ضمن الأخبار الكاذبة حسبما ذكرت”DW” في 4 مارس 2022 خبر “شبح كييف”، وهي قصة اعتُبر أنها تمنح الشعب الأوكراني الشجاعة والأمل وتتحدث القصة عن مقاتل طيار أوكراني استثنائي للغاية يُقال إنه أسقط بمفرده (6) طائرات روسية منذ بدء الغزو، وانتشرت صور وفيديوهات عن الأمر، حتى أن بعض التغريدات عن القصة تمت مشاركتها عدة آلاف من المرات لكن تم التحقق من أن أحد الفيديوهات التي تتحدث عن القصة تم التلاعب فيه ببراعة وكان مصدره الرئيسي جانب من لعبة فيديو تسمى ” Digital Combat Simulator World”.
أوضحت “جوزي إينسور” الصحيفة في جريدة “التلغراف” في 4 مارس 2022 أن “هذه الأنواع من العمليات النفسية، هي أدوات قوية في زمن الحرب في القرن الحادي و العشرين”.و خلصت إلى القول أنها “كانت استراتيجية نجحت، إلى حد ما، في الحرب البعيدة في سوريا – صراع تجاهله المجتمع الدولي إلى حد كبير”. الحرب الروسية الأوكرانية، قراءة عسكرية في الأبعاد التعبوية و العملياتية والاستراتيجية. بقلم اللواء الركن عماد علـو
إجراءات وتدابير تجاه فبركة الأخبار و التضليل الإعلامي
منعت المفوضية الأوروبية في 27 فبراير 2022، بث قناتي “RT” و” Sputnik” في الاتحاد الأوروبي، لإيقافهما عن بث “أكاذيبهما” عن الحرب التي تخوضها موسكو في أوكرانيا. وسعت المفوضية الأوروبية للحصول على موافقة دول الاتحاد الأوروبي على معاقبة القناتين عبر تقييد وصولهما إلى سوق وسائل الإعلام الأوروبية بغضّ النظر عن قناة التوزيع الخاصة بهما. وهناك العديد من الدول الأوروبية اتخذت من قبل تدابير لمكافحة التضليل الإعلامي. فعلى سبيل المثال أعلنت مجموعة من الباحثين والصحافيين والمتخصصين الفرنسيين في مجال تطوير قدرات الأفراد على استعمال وسائل الإعلام والتواصل في 11 يناير 2022 إطلاق منصة “دي فاكتو” لمكافحة التضليل الإعلامي وهي المساهمة الفرنسية في مشروع أطلق على النطاق الأوروبي حسبما ذكرت” مونت كارلو”.
ويأتي رد واشنطن على عمليات التضليل الإعلامي التي نفذتها روسيا من خلال الكشف عن العدد المتزايد من المعلومات السرية حول تحركات وخطط روسيا على حدود أوكرانيا. حيث عرض وزير الخارجية الأميركي ” أنتوني بلينكن ” وفقا لـ”swissinfo” في 18 فبراير 2022 على مجلس الأمن الدولي السيناريو الكارثي لهجوم وشيك على أوكرانيا توقعته الاستخبارات الأميركية، يتضمن أولاً “تلفيق ذريعة” تسمح لموسكو أن “تعلن أن عليها أن تردّ للدفاع عن المواطنين الروس أو السكّان الناطقين بالروسية في أوكرانيا”، ثمّ هجوماً بواسطة “صواريخ وقنابل”. وتم الوصف بشكل دقيق الجهاز العسكري الذي تنشره روسيا على الحدود الأوكرانية، فعددوا أكثر من (150) ألف عسكري وآلاف من عناصر القوات الخاصة وطائرات مقاتلة وكلها تفاصيل نادرا ما تكشف بشكل علني للرأي العام.
وقع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” وفقاً لـ”روسيا اليوم” في 6 مارس 2022على قانون “التضليل الإعلامي” الذي ينص على فرض عقوبات جنائية وغرامات مالية على نشر المعلومات المزيفة الرامية لتشويه سمعة الجيش الروسي، والداعية لفرض العقوبات على روسيا. وعلى خلفية القرار علق تطبيق “TikTok ” خاصية البث المباشر ونشر محتوى جديد للمستخدمين في روسيا عملاً بأحكام القانون الروسي لمكافحة التضليل الإعلامي. ملف أزمة أوكرانيا و تداعياتها على الأمن الدولي
دور شركات الإنترنت في الأزمة الأوكرانية
كشفت دراسة عن جامعة “كارديف” البريطانية نشرتها “يورونيوز” في 6 سبتمبر 2021، أنه تم استهداف (32) وسيلة إعلام غربية بارزة، عبر تعليقات القراء على الإنترنت، في عملية تلاعب قام بها أشخاص يعتقد أنهم “موالون لروسيا” ينشرون “معلومات مضللة”. ويعد الهدف من “عملية التأثير الرئيسية” هو ” التأثير في الرأي العام المؤيد للغرب إلى روسيا”. ومن ضمن وسائل الإعلام المستهدفة ديلي ميل – Daily Mail – The Times في بريطانيا. Der Spiegel و Die Welt الألمانية،Le Figaro الفرنسية، La Stampa الإيطالية. وتم تحديد ما لا يقل عن (242) مقالاً تم نشرها بين فبراير ومنتصف أبريل 2022 تتعلق بالمصالح الجيوسياسية لروسيا، ورافقها تعليقات “استفزازية موالية لروسيا أو معادية للغرب”.
حجبت شركة “يوتيوب” بعض وسائل الإعلام المدعومة من روسيا، ووضع ثيود صارمة لبث القنوات الروسية على تطبيقها ليس فقط في أوروبا بسبب العقوبات الأوروبية. وسبق حظر قناتي “RT” و”Sputnik” الروسيتين في جميع أنحاء أوروبا. وشملت تدابير “يوتيوب” إزالة أي محتوى يقلل من مخاطر العملية العسكرية على أوكرانيا.” وتعد تحركات ” YouTube ” أحدث دليل على مشاركة عمالقة التكنولوجيا في العالم بشكل مباشر في مواجهة التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا، مقارنة بالصراعات العسكرية السابقة في العالم. وقد أزال “يوتيوب” منذ تفاقم الأزمة الأوكرانية حسبما ذكر”العربي اللندنية” في 11مارس 2022 أكثر من (1000) قناة وأكثر من (15000) مقطع فيديو لانتهاكهم عددًا من السياسات المفروضة، والسياسات المتعلقة بالتضليل والمحتوى غير الملائم وغيرها. وقيد موقع “يوتيوب” ومتجر “غوغل بلاي” التابعان لشركة “ألفابت” جميع خدمات الدفع في روسيا، بما في ذلك الاشتراكات، بعد أن بدأت العقوبات الغربية تفرض تحديات مصرفية في البلاد.
انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا
اعتمد مجلس حقوق الإنسان في 4 مارس 2022 قراراً يتم بموجبه إنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان في سياق الأزمة الأوكرانية. فقد ذكرت الإحصائيات بحسب ” الشرق الأوسط” في 1 مارس 2022 أن هناك وفاة (102) مدني بينهم (7) أطفال، وإصابة (304) بجروح منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وسط تحذيرات من أن الأرقام الفعلية هي أعلى. وأنه تم قصف المدنيين قضوا بأسلحة متفجرة ذات شعاع نشاط واسع، خصوصاً قذائف المدفعية وراجمات الصواريخ والضربات الجوية. وأكدت الحكومة الأوكرانية أن وزارة الصحة في كييف أحصت سقوط أكثر من (350) قتيلاً بينهم (16) طفلاً، ونحو (1700) جريح. الأسلحة البيولوجية في النزاعات والحروب ـ أزمة أوكرانيا.
***
التقييم
رفضت الحكومات الأوروبية والغربية إرسال قواتها إلى أوكرانيا خشية أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب عالمية، مما أدى إلى تشكّيل في مختلف أنحاء أوروبا ظاهرة “التطوع” للانخراط في مواجهة القوات الروسية في أوكرانيا، فلا تمانع العديد الدول الأوروبية والغربية سفر مواطنيها إلى أوكرانيا، لاسيما الذين أنهوا خدمتهم العسكرية في جيوشهم الوطنية ويملكون خبرات قتالية عالية ممن يُطلق عليهم “المحاربين القدامى”.
إن تشجيع الحكومات على تدفق المقاتلين الأجانب للمشاركة في الحرب ولحمل السلاح يناقض قرارات منظمة الأمم المتحدة بشأن المقاتلين الأجانب مثل القرار الأممي (2178). وبالتالي فإن تدفقهم إلى أوكرانيا سيصبح له انعكاسات سلبية جدا على الأمن الأوروبي والإقليمي والدولي، كون أن أوكرانيا وروسيا ستمنح الفرصة للمقاتلين من خارج أوروبا لي يتسللوا الى دول أوروبا، ناهيك أن دول الجوار الأوكراني تستقبل الاوكرانيين أو المقيمين في أوكرانيا، مثل بولندا وهذا قد يسمح للجماعات المتطرفة للعودة إلى أوروبا من جديد.
**
جندت روسيا وأوكرانيا “مقاتلين أجانب” من العديد من الدول ك قادمين من دول شتى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد والمكسيك وليتوانيا وغيرها من الدول، لاسيما دول الشرق الأوسط على أمل أن خبرتهم في القتال في المناطق الحضرية بتلك المناطق يمكن أن تساهم في إنهاء الحرب لصالح إحداهما.
ويظل عدد المتطوعين و”المقاتلين الأجانب” الذين سيذهبون إلى أوكرانيا أو ذهبوا بالفعل غير معروف وسط مخاوف دولية وأوروبية من مخاطر تجنيدهم. يعد الإرهاب و أحد أكبر المخاطر المتعلقة بالمقاتلين الأجانب بات من المتوقع أن تصبح “كييف” مأوي للجماعات المتطرفة والإرهابية حيث يستطيعون من خلالها التخطيط لهجمات إرهابية ما يهدد الأمن الاوروبي والدولي.
بات تدفق المقاتلين الأجانب إلى أوكرانيا منذ بداية الأزمة الأوكرانية يمثل قلقا متزايدا ليس فقط للدول الأوروبية فهناك ثمة مخاوف من انتقال هؤلاء المقاتلين إلى دول الجوار الأوروبي أو عودتهم إلى بلدانهم بخبرات قتالية بأسلحة بالغة الخطورة.
**
لايزال السلاح البيولوجي يشكل خطراً كبيراً على المستوى الدولي كون أن التطورات السريعة في علم الهندسة الجينية وتكنولوجيا النانو تمهد الطريق لتصنيع أنوع عديدة كما أن الأسلحة البيولوجية رخيصة نسبيًا في تطويرها وإنتاجها مقارنة بغيرها من الأسلحة الكيميائية والنووية.
يعد استخدام وتطوير السلاح البيولوجي في الجانب العسكري انتهاكا للمواثيق الدولية واتفاقية الأسلحة البيولوجية التي تحظر استخدامها، خاصة وأن هذا النوع من الأسلحة له أثر اقتصادي وصحي أكبر وأخطر من الأسلحة التقليدية. وباتت التغيرات الأمنية على الساحة الدولية تثير المخاوف من احتمالية التحرر من القيود المفروضة على هذه الأنواع من الأسلحة، وردع الدول عن استخدام هذا السلاح.
لذلك، ينبغي أن يكون هناك تنسيق وتعاون ما بين أطراف الأزمة الأوكرانية، وعندما نتحدث عن أوكرانيا يفضل ان يكون هناك تنسيق ما بينها وبين الاستخبارات الروسية والأمريكية ومجلس الأمن الدولي من أجل فتح خط ساخن بين هذه الاطراف يهدف الى وضع إجراءات تأمين لحماية المعامل البيولوجية والتعاون من قبل هذه الاطراف مع المنظمة الدولية المعنية من أجل تدمير هذه المعامل.
**
قبل أن تشن روسيا هجومها على أوكرانيا، انتشرت على الإنترنت أخبار كاذبة وشائعات مضللة. ولكن مع تقدم القوات الروسية أكثر في أوكرانيا، ارتفع مقدار المعلومات المضللة عبر الإنترنت بشكل كبير. واتهمت كل من موسكو وكييف بعضهما البعض بنشر معلومات مضللة وسط حرب الدعاية الإعلامية. ووقع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ضحية إشاعات كاذبة ومزاعم لا أساس لها من الصحة.
مقاطع الفيديو والأخبار المفبركة المتعلقة بالحرب في أوكرانيا يتم إخراجها من سياقها ليس فقط من النزاعات السابقة أو التدريبات العسكرية، ولكن من الأحداث التاريخية والعالمية الأخرى. ما دفع البرلمان الأوروبي إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات للحد من والمزاعم الكاذبة عن عمد بشأن الأزمة الأوكرانية. مع انتشار الأخبار المفبركة والمعلومات الكاذبة على منصات التواصل الاجتماعي، بات من الضروري التأكد من صحتها. ولأن هذا الأمر ليس بالهين ينبغي على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أن تتعامل بحذر قبل نشرها وتداولها.
رابط مختصر….https://www.europarabct.com/?p=80694
*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
الهوامش
Far-right militias in Europe plan to confront Russian forces, a research group says
مرتزقة عرب وأفارقة في الحرب الأوكرانية؟.. DW تتحرى
“تحرير أوكرانيا”.. من هم النازيون الجدد الذين يحاربهم بوتين؟
**
Profile: Who are Ukraine’s far-right Azov regiment
المقاتلون الأجانب حل أم مشكلة لأوكرانيا؟
Far-right militias in Europe plan to confront Russian forces, a research group says
**
Deadly plague could potentially be released as a cloud above a city, killing thousands, according to bioterrorism experts
Biological and chemical warfare
القبض على الطيور المرقمة التي تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا
**
مرتزقة واختراق وتضليل.. ما سر حرب روسيا الهجينة ضد أوكرانيا؟
واشنطن تحاول منع اجتياح روسي لأوكرانيا بكشف أسرار استخباراتية
TikTok يعلق البث المباشر في روسيا عملا بالقانون الروسي لمكافحة التضليل الإعلامي
روسيا تضع ضوابط للغة الإعلام: ليست غزوا ولا هجوما ولا إعلان حرب
مجلس حقوق الإنسان يدين “عدوان الاتحاد الروسي على أوكرانيا” ويقرر إنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة
غوتيريش يحذر من تصاعد الانتهاكات في أوكرانيا
دراسة: مؤيدون لروسيا يتسللون إلى التعليقات عبر وسائل الإعلام الأوروبية من أجل “التضليل”
يوتيوب يشدّد سياسته تجاه الحرب.. حجب وسائل الإعلام الروسية عالميًا
غزو أوكرانيا.. حين تكون الأخبار الكاذبة وقوداً يزيد لهيب الحرب!
فرنسا: إطلاق منصة “دي فاكتو” المستقلة لمكافحة التضليل الإعلامي والأخبار الكاذبة
روسيا وأوكرانيا: سيناريوهات التضليل الروسي في سوريا تتكرر في أوكرانيا- التلغراف