المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
إعداد : وحدة الدراسات و التقارير
تصفح الملف، PDF نسخة http://bit.ly/35ysjxL
المرتزقة في ليبيا ـ المخاطر والتهديدات لدول شمال شرق افريقيا
إن استمرار تدفق المرتزقة من سوريا الى ليبيا عبر تركيا، يعتبر مصدر تهديد ليس الى ليبيا فحسب بل الى دول المنطقة،، وجود العناصر المرتزقة الاجنبية من شانه ان يرسخ تقسيم ليبيا. لقد تحولت الجماعات المتطرفة، والمرتزقة، الى ورقة ضغط بيد الحكومة التركية، تحركها وقت ماتشاء، وهذا ماحصل بنقل المرتزقة من سوريا عبر تركيا الى ليبيا من اجل خدمة المصالح التركية ولاغراض جيوبولتيك. وبدون شك يعتبر ذلك منافي الى القوانين والاعراف الدولية، وقرارات مجلس الامن، التي تعاقب على كل من يقوم بنقل وتحريك الاموال والمقاتلين.وصل المقاتلون السوريين المواليين لتركيا على شكل وجبات إلى ليبيا، وذلك بدخولهم تركيا من سوريا عبر معبر حدودي عسكري في محافظة حلب السورية. وتم نقل المرتزقة تحت أعين أجهزة الاستخبارات التركية في حافلات إلى مطار مدينة غازي عنتاب ، ومن هناك تم نقلهم جواً إلى اسطنبول ثم إلى العاصمة الليبية طرابلس.
بالتوازي مع وقف إطلاق النار في ليبيا ساري المفعول ، فإن الانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة والتأخير في سحب المرتزقة الأجانب تهدد بعرقلة النجاحات التي تحققت في العملية الانتقالية في البلاد ، بحسب ما قاله مسؤول الأمم المتحدة الأعلى لشؤون ليبيا لمجلس الأمن المجلس . قدم يان كوبيش ، المبعوث الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) ، وكان آخر تقرير للأمين العام (الوثيقة S / 2021/451) ، مشيرًا إلى الطموحات في إعادة توحيد ليبيا والسلام المستدام للبلاد والمنطقة بفضل التطورات الإيجابية.
عديد المرتزقة الموالين لتركيا في ليبيا
كشفت الوثائق والإحصائيات عن وجود (11609) من المرتزقة السوريين في ليبيا بدعم من تركيا. حيث أعادت تركيا (1226) مرتزقا فقط من أصل (12835). ويتم نقل المرتزقة إلى تركيا عبر بوابة “حوار كلس” الحدودية ويتم تدريبهم في معسكر (كركخان) ووبعد التدريب يتم نقلهم من هناك إلى ليبيا. ويتكون المرتزقة في ليبيا من:
- لواء السلطان مراد : أرسل لواء سليمان شاه التابع للواء السلطان مراد (1910 )عضواً إلى ليبيا.
- فرقة الحمزات: تقدر أعداد المرتزقة بحوالي (1810).
- فيلق الماجد: أشارت التقديرات أن عددهم (978).
- لواء صقور الشمال: تم إرسال (430) عنصراً إلى ليبيا.
- الفرقة التاسعة: شارك (150) فرد في الحرب في ليبيا.
- لواء المعتصم بالله: تم نقل 150 مرتزق إلى ليبيا.
وقدرت الأمم المتحدة في ديسمبر 2020 وجود ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل ومرتزقة أجنبي في ليبيا ، بينهم سوريون وروس وسودانيون وتشاديون. وقال دبلوماسيون إن المتحدثين في اجتماع غير رسمي للمجلس في أواخر أبريل2021 قالوا إن هناك أكثر من 20 ألف شخص بينهم 13 ألف سوري و 11 ألف سوداني.
أفاد تقرير للأمم المتحدة في 26 يوليو 2020 بأن تركيا أرسلت آلاف السوريين معظمهم من الغير متمرسين وغير متعلمين، بمن فيهم صبية ــ يقدر عددهم بحوالي (34طفلا) ــ دون سن (18) سنة، إلى ليبيا عبر تركيا، وأعرب “كريس كواجا” رئيس مجموعة العمل في تقرير الأمم المتحدة عن القلق من أن هؤلاء الأطفال “يأتون من وضع اجتماعي واقتصادي شديد الضعف ويتم استغلالهم بغرض تجنيدهم كمرتزقة.” أعطت تركيا الأوامر إلى قادة الكتائب السورية المدعومة منها باستقطاب وتجنيد المرتزقة.
وكشفت التحقيقات أن تركيا وعدت بدفع (2000$) لمدة (4) أشهر للفرد الواحد بزيادة (1930$)عما يتقاضونه للقتال في سوريا. وأشرفت شركة “سادات” العسكرية التركية الخاصة على نقل أجور المرتزقة ودفعها بالتزامن مع صلاتها بتنظيمات وجماعات إرهابية أخرى. كما دفعت أنقرة الفواتير الطبية للجنود المصابين وكانت مسؤولة عن إعادة القتلى إلى سوريا.
ذكر تقرير استخباراتي في 30 سبتمبر 2020 عن “يو أفريكوم” القيادة القتالية الموحدة للجيش الأمريكي للعمليات التي تتم في إفريقيا ، أن “المرتزقة يقاتلون على الأرجح في ليبيا لأسباب شخصية ومالية وليست دوافع أيديولوجية أو سياسية”. وأيد “كريستيان براكيل” الخبير السابق في الأمم المتحدة والذي يرأس الآن فرع إسطنبول لمؤسسة “هاينريش بول الألمانية” المنتسبة إلى حزب الخضر النتائج الأمريكية ، قائلاً: “مع إمكانية كسب ما يصل إلى (2000) دولار شهريًا، فمن المنطقي أن الكثير من السوريين يغادرون “.
التعاون الأمني الليبي مع دول شمال إفريقيا-المرتزقة
التعاون الأمني مع تونس: التقي ” محمد المنفي” رئيس المجلس الرئاسي الليبي 29 مايو 2021 بالرئيس التونسي “قيس سعيد” في تونس وشددا على أهمية التعاون الأمني بين البلدين خلال الفترة الانتقالية.
التعاون الأمني مع مصر : اتفقت الحكومة المصرية والليبية في 21 أبريل 2021 على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب من خلال تسيير دوريات حدودية برية وبحرية وإنشاء منظومة معلومات وقاعدة بيانات مشتركة لمكافحة الإرهاب وإقامة نقاط مراقبة والتعبئة ضد الإرهاب وتمويله. ورصد ومتابعة وتبادل المعلومات حول الأنشطة الإرهابية، وحصر العناصر الإرهابية في البلدين.
التعاون الأمني مع الجزائر: بحث ” عبد المجيد تبون” الرئيس الجزائري في 30 مايو 2021 مع ” عبد الحميد الدبيبة ” رئيس الحكومة الليبية التنسيق الأمني ومحاربة الجريمة العابرة وحماية الحدود الليبية الجزائرية المشتركة والتصدي للقوات والمرتزقة التي تتواجد في الصحراء الكبرى بليبيا.
مخاطر المرتزقة السوريين على ليبيا ودول الجوار-المرتزقة
التمرد : أثرانهيار سعر الليرة التركية سلبا على دفع رواتب “المرتزقة” في ليبيا ما أدى إلى تمرد “المرتزقة” السوريين، الموالين لتركيا والقيام بمظاهرات للمطالبة برواتبهم المتأخرة منذ شهور بعد اقتطاع مبالغ مالية تتراوح ما بين (100) إلى (300) دولار أميركي. ما أدى إلى تصاعد الخلافات بين المرتزقة السوريين وقاداتهم بعد منعهم من مغادرة الأراضي الليبية لاسيما بعد التمهيدً لنقلهم لمالي.
التدوير: أكدت السطات الأرمينية في 14 أكتوبر 2020 نقل حوالي (4000) من الجهاديين الموالين لتركيا من “جبهة النصرة” و”لواء السلطان مراد” إلى قره باغ قادمين من ليبيا وسوريا. وتخصص تركيا لكل منهم مبالغ مالية تصل إلى(2000) دولارشهريا. وسعت تركيا لنقل المرتزقة المدعومين منها في ليبيا إلى دولة مالي، عبر الجنوب الليبي.
مخاوف من فقد السيطرة على المرتزقة: تنامت المخاوف من التداعيات السلبية لاستمرار وجود المرتزقة السوريين على الوضع الأمني العام في ليبيا ، خاصة بعد ارتفاع معدلات السرقة والاعتداء الجنسي وسوء سلوكهم في المناطق الغربيةالليبية ، والذي من المرجح أن يزيد من تدهور الوضع الأمني.
التسلل إلى الدول المجاورة: يقول المحلل السياسي فرانس إنفو” في 3 مايو 2021 إن رحيل هؤلاء المرتزقة، ولا سيما القادمين من الدول الأفريقية، مثل السوادن، قد يؤثر على أمن البلدان المجاورة بشكل “دموي” إذا لم يتم ضبط العملية بشكل جيد.
المرتزقة في ليبيا ـ المخاطر والتهديدات لدول غرب إفريقيا
يتميز الواقع السياسي والأمني في ليبيا بالهشاشة التي جعلت من البلد ميدان صراع ليس فقط بين القوى الإقليمية وإنما بين الميليشيات والمرتزقة والجماعات الإرهابية التي يريد كل منها السيطرة على أكبر مساحة إقليمية في ليبيا. تهديد المرتزقة في ليبيا يرمز إلى خطر انتشار هذه الجماعات في عمق القارة الأفريقية وبالتحديد في الصحراء الكبرى ومنطقة غرب أفريقيا، فانتهاء الأزمة الليبية قد لا يحمل واقعا مستقبليا مطمئنا، بل قد يزيد من تعقيد البيئة الأمنية لدول الجوار وصولا إلى غرب أفريقيا، فالمجتمع الدولي يخشى من هروب المرتزقة الذين يحاربون في ليبيا وانضمامهم إلى الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تتصاعد قوتها في غرب أفريقيا.
واقع التطرف و الإرهاب في منطقة غرب افريقيا
حذرت الأمم المتحدة من تصاعد الهجمات الإرهابية في منطقة غرب أفريقيا، وبحسب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في المنطقة، فإن معدل الهجمات الإرهابية ضد أهداف مدنية وعسكرية ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. وزادت الهجمات الإرهابية بمقدار خمسة أضعاف في بوركينا فاسو ومالي والنيجر منذ عام 2016.
وذكرت دراسة إيطالية في يونيو 2020 أن منطقة غرب إفريقيا باتت مركزا لمنافسة شرسة متزايدة بين التشكيلات الموالية لـ “القاعدة” والجماعات المنتسبة ل “داعش” بسبب انعدام سيطرة السلطات. وكشفت الدراسة وجود ترابط “متزايد بين الأنشطة الإجرامية التقليدية كالاتجار بالمخدرات والنفط والمهاجرين والاختطاف، والتنظيمات الإرهابية الناشطة في هذا المجال، بالتوازي مع الأفرقة التدريجية للجهاد وتحول مركز ثقل الإرهاب المتطرف إلى منطقة الساحل وغرب إفريقيا”.
الخلافات المتصاعدة بين تنظيمي القاعدة وداعش حول مجال النفوذ في منطقة الساحل الإفريقي وغرب إفريقيا، من شأنها أن تعزز المواجهات بين تنظيمي القاعدة وداعش خلال الفترات المقبلة أكثر مما عليه الآن. ومن المتوقع أن المواجهات الأمنية مع التنظيمات الإرهابية في غرب أفريقيا ستأخذ منعرجا جديداً، لا سيما بعد التوسع والتمدد الجغرافي للتنظيمات الإرهابية بالساحل والصحراء وتنامي قدراتهم على التجنيد والاستقطاب.
التداعيات الأمنية للمرتزقة على غرب افريقيا.. خطر انتشار الجماعات المتطرفة – المرتزقة في ليبيا
على الرغم من أن هناك جهودا أكاديمية عديدة للتمييز بين المرتزقة الجدد و”الجماعات الإرهابية المتطرفة” ، والتي قامت خلال سنوات عديدة بأعمال إجرامية كثيرة على مستوى القارة الافريقية، إلا أن جيوش المرتزقة استفادت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م من عدد مهم من التكتيكات والإستراتيجيات التي تستخدمها الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي تختلف كلية عن تلك التي كانت تستخدمها الجماعات المرتزقة التقليدية . هذا إلى جانب تغير طبيعة البيئة السياسية الدولية، فقد تغير نشاط المرتزقة في القارة الافريقية ليأخذ شكل العصابات الإجرامية والتنظيمات الإرهابية التي كرست منطق الفوضى داخل القارة في ظل غياب دولة القانون وفساد الأنظمة الافريقية.
وقد حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مجلس الأمن” يان كوبيتش ” في 21 مايو 2021 من أن التقدم بشأن القضية الرئيسية المتمثلة في سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا قد توقف وأن استمرار وجودهم يشكل تهديدًا ليس فقط لليبيا ولكن على المنطقة الإفريقية بأسرها. وقال إن الأحداث الأخيرة المقلقة في تشاد المجاورة، التي تم إلقاء اللوم على المتمردين في مقتل الرئيس ” ادريس ديبي إنتو” ، هي تذكير بالصلة بين الوضع الأمني في ليبيا والأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف يعزز التنقل الكبير للجماعات المسلحة والإرهابيين وكذلك المهاجرين لأسباب اقتصادية واللاجئين، الذي يتم غالبًا من خلال قنوات تديرها شبكات إجرامية منظمة وغيرها من اللاعبين المحليين عبر الحدود غير الخاضعة للرقابة، مخاطر زيادة انعدام الاستقرار والأمن في ليبيا والمنطقة. المرتزقة في ليبيا تحقيق مكاسب مادية.
وحسب تقرير نشره مركز WATHI المتخصص في دراسات منطقة غرب أفريقيا، أن تركيا تواجه العديد من الاتهامات بأنها ترعى منظمات إرهابية في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، وأن جزءا أساسيا من تحركاتها في المنطقة يعتمد على تسليح المنظمات الإرهابية والمرتزقة بهدف تعزيز الوجود التركي، والسيطرة على الموارد الطبيعية والثروة، ودعم تيارات الإسلام السياسي. وتعتبر أنقرة السيطرة على ليبيا بمثابة بوابة مهمة لتعزيز النفوذ في منطقة الساحل وغرب أفريقيا وتنفيذ أجندتها التوسعية في المنطقة. ومن ثم، تسعى إلى تشكيل حلفاء إقليميين لهم مصالح جيوسياسية مع ليبيا، مثل النيجر وتشاد، بهدف استخدامهم كمركز تنسيق تركي للتوغل في غرب أفريقي
المرتزقة في ليبيا ـ مخاطر التسلل إلى أوروبا
دعا الاتحاد الأوروبي إلى خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، واصفا ذلك بـ “الشرط المسبق” لعودة الاستقرار إلى المنطقة. وكانت قد أرسلت أنقرة الألاف من المرتزقة السوريين المواليين لها للقتال في طرابلس بجانب حكومة الوفاق السابقة. ووفرت لهم الدعم المالي والعسكري، مما زاد من خطر قيام جيل جديد من المقاتلين الأجانب بزعزعة استقرار ليبيا والمنطقة. ويمثل تسلل المئات من المرتزقة من ليبيا إلى جنوب أوروبا تهديدا للقارة العجوز لاسيما بعد تنامي استياء المرتزقة المتواجدين في ليبيا بسبب إقامتهم الجبرية وعدم عودتهم إلى بلدانهم.
هروب المرتزقة الليبيين إلى أوروبا
اعتمدت تركيا بشكل رئيسي على المرتزقة السوريين في ليبيا كما دعمت القوات الأذربيجانية في ناغورني كاراباخ بعدد غير قليل منهم. وتقدر الأمم المتحدة في 5 مايو 2021 ب (20) ألفا عدد المرتزقة الموجودين في ليبيا معظمهم من الأتراك. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في 25 فبراير 2020 عن هرب (64) من المرتزقة السوريين من ليبيا إلى أوروبا وكان قد فرّ (41) من المرتزقة إلى إيطاليا عبر مواني في ليبيا وفقا للإحصائيات في 26 يناير 2020.
وذكرت التقارير أن (17) مرتزقا سوريا نجحوا في الوصول إلى البر الإيطالي، بعدما غادروا بقوارب ميناء في العاصمة الليبية طرابلس. وتبلغ تكلفة تهريب الفرد من مدينة الزاوية غربي طرابلس إلى إيطاليا، بحوالي أكثر من (1300) دولار. وفي 10 أغسطس 2020 أكدت مصادر ليبية فرار (20) مرتزقاً سورياً من أحد معسكرات صبراتة غرب ليبيا عبر زوارق هجرة غير الشرعية في اتجاه أوروبا.
خارطة طريق مؤتمر برلين
تستضيف ألمانيا في 23 يونيو 2021 جولة جديدة من محادثات السلام الليبية بمشاركة الحكومة الانتقالية الليبية لبحث عدة ملفات من بينها، سحب المرتزقة من ليبيا والتحضير للانتخابات الوطنية المقررة في نهاية عام2021 وكذلك تكثيف المباحثات حول تشكيل قوات أمنية ليبية موحّدة. وبرعاية الأمم المتحدة في 19 يناير 2020 كانت قد استضافت برلين محادثات لإحلال السلام في ليبيا. وكانت قد دعت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية تركيا لاتخاذ خطوات لتنفيذ قرارت مجلس الأمن المتعلقة بليبيا وتنفيذ مخرجات الجولة الأولى من مؤتمر برلين حول ليبيا لسحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
واقع التعاون الأمني مع دول أوروبا – المرتزقة
إيطاليا: أكدت وزارة الدفاع الإيطالية في 23 أبريل 2021 تعزيز التعاون العسكري مع ليبيا لا سيما أن ليبيا تمثل لإيطاليا أولوية استراتيجية. ومن أوجه التعاون الأمني بين الجانبين تدريب ودراسة الطلاب الليبيين في الأكاديميات العسكرية الإيطالية. كذلك تأمين الحدود البرية عبر تقديم المساعدات اللوجيستية والفنية وتدريب الكوادر الليبية. وأيضا حماية الحدود البحرية من خلال تدريب خفر السواحل الليبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
ألمانيا: تساهم ألمانيا منذ 6 مارس 2021 في العملية “IRINI” بالسفينة الحربية “برلين” لمراقبة الامتثال لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا. وكانت قد ساهمت الحكومة الألمانية من قبل بالفرقاطة “هامبورغ” لتفتيش السفن المشتبه في تورطها بتهريب أسلحة. كماعقدت ألمانيا وتركيا مباحثات في 6 مايو 2020 ركزت على سحب المرتزقة من ليبيا.
فرنسا: أعلنت فرنسا عن تقديم دعمها الكامل للسلطة التنفيذية في قيادة الانتقال السياسي في ليبيا حتى انتخابات 24 ديسمبر 2021. وتساهم فرنسا في تدريب وتأهيل الكوادر الأمنية التابعة لوزارة الداخلية الليبية على كافة الأصعدة.
زار وفد أوروبي لدول إيطاليا وفرنسا وألمانيا العاصمة الليبية طرابلس في 25 مارس 2021. وشدد الوفد الأوروبي على ضرورة إخراج «المرتزقة» الأجانب من ليبيا كشرط أساسي للإعداد للانتخابات المقبلة، واستبعاد أي حل عسكري للأزمة الليبية.وأكد وزراء الخارجية الفرنسي “جان إيف لودريان” والإيطالي “دي مايو والألماني هايكو ماس” ضرورة مساندة حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وإنهاء مسار خريطة الطريق و”مؤتمر برلين”.
يرى ” أرتورو فارفيللي ” المحلل السياسي ومدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) في 25 مارس 2021 إن زيارة وزير الخارجية “لويجي دي مايو” إلى طرابلس مع نظيريه الألماني والفرنسي “هيكو ماس” و”جان إيف لودريان” هي إشارة “واضحة” على “وحدة هدف أوروبية أعيد اكتشافها، لم يرها أحد من قبل منذ وقت طويل”، إنها أخبار “إيجابية للغاية”. وأن الاتحاد الأوروبي “بدأ يتحرك أخيرًا في انسجام” بشأن الملف الليبي، وحتى لو كان “من المستحيل التفكير بأن جميع المشاكل قد تم حلها وكأنها بشكل سحري، فنحن نسير على طريق ممتازة”.
التعاون الأمني مع الاتحاد الأوروبي و دول أوروبا
بحثت السلطات الليبية في 8 يونيو 2021 مع الاتحاد الأوروبي تعزيز التعاون المشترك، في دعم الأمن على الحدود الجنوبية الليبية، ومكافحة موجات الهجرة غير الشرعية. والمساعدة الأوروبية لحرس السواحل الليبية، لدعم السيطرة على الحدود البحرية، وفق “استراتيجية أورو – متوسطية متكاملة”. وأكد بيريز أهمية مكافحة الإرهاب وإدارة الحدود، بالنسبة للاتحاد الأوروبي. بحث وزراء الدفاع الأوروبيون ببروكسل في 5 مايو 2021، ملف المرتزقة، واستئناف تدريب خفر السواحل الليبي بالتزامن مع تسجيل عملية “إيريني” انتهاك حظر توريد السلاح إلى ليبيا. وكان قد ابدى الاتحاد الأوروبي استعداده لتزويد المراقبين في ليبيا بالخبرات وصور الأقمار الاصطناعية.
يمثل الصراع الحاصل في ليبيا تهديدًا حَقِيقِيًّا للاتحاد الأوروبي، وأن عدم استقرار ليبيا وانتشار الجماعات الإرهابية والمرتزقة يؤثر بشكل خطير على المصالح الاستراتيجية الأوروبية والأمن الأوروبي وقد يؤدي إلى إلى موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية التي تستغلها الجماعات الإرهابية لاختراق أوروبا. ويركز الاتحاد الأوروبي في مجالي مكافحة الإرهاب على الألية الدبلوماسية عبر مشاركات وفود الاتحاد الأوروبي في ليبيا من خلال مبادرات مختلفة تدعم عملية السلام والتحول السياسي، وخفض التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى التنسيق الاستخباراتي بهدف متابعة تحركات الجماعات الإرهابية ونشاطها داخل ليبيا وخارجها.
تقييم
لا يزال الرئيس التركي “أردوغان” يكسب الوقت في ملف سحب المرتزقة من ليبيا بالرغم من استياء دول الجوار والدول الأوروبية والأمم المتحدة من تواجدهم على الأراضي الليبية. وإذا تم سحب المرتزقة من ليبيا لايعني إعادتهم إلى بلدانهم بل من المتوقع أن يتم تدويرهم وإرسالهم للقتال في مناطق أخرى كما حدث في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان.
تصاعد استياء المرتزقة المتواجدين على الأراضي الليبية بسبب إقامتهم الجبرية وعدم السماح بعودتهم إلى بلدانهم، ورفضهم استقطاع جزءا من مرتباتهم التي أدت إلى ظروف معيشية صعبة في ليبيا، كذلك زاد استياء المرتزقة من عمليات التدوير التي تمارسها أنقرة وعدم علمهم إلى أي مكان سيذهبون إلا قبلها بأيام.
يبقى ملف المرتزقة في ليبيا فاعلا محليا وإقليميا ودوليا. وبات تواجد المرتزقة الموالين لتركيا يشكل خطرا كبيرا على ليبيا وعلى دول الجوار خصوصا دول شمال إفريقيا. فكلما زاد مدة بقاء المرتزقة في ليبيا كلما زاد من فرص تسللهم إلى الدول المجاورة ما يعمق المخاوف من تهديد وزعزعة استقرار أمن المنطقة.
يشكل سحب المرتزقة من ليبيا وتشكيل قوة أمنية موحدة تحديا كبيرا لدول أوروبا والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة الليبية. وبالرغم من مخرجات الجولة الأولى من مؤتمر برلين 2020 وما تبذله الدول الأوروبية من جهود والتشديد على ضرورة انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة بحلول يناير 2021، إلا أن هذا التاريخ انقضى دون التوصل لأي حلول.
تسيطر تركيا على طريق الهجرة غير شرعية إلى أوروبا انطلاقا من سواحل طرابلس وهذا يمثل الخطر الأكبر للاتحاد الأوروبي كون أنه يسمح لأنقرة استخدام الهجرة غير شرعية لتحقيق مكاسب اقتصادية ونفوذ للفرص المستقبلية في إعادة إعمار ليبيا والضغط على الاتحاد الأوروبي.
تواجد المرتزقة في ليبيا بجانب الجماعات المتطرفة يتيح لهم للوصول إلى أوروبا عبر سواحل ليبيا خاصة وأن هذه الجماعات، تفضل المغامرة عبر البحر للوصول إلى إيطاليا بحرا، ثم أوروبا، وهذا ما تخشاه دول التكتل الأوروبي
منحت أنقرة الجنسية التركية للعديد من المرتزقة المواليين لها وباتوا يحملون جوازات سفر ثبوتية تركية. وهذا من شأنه أن يشكل تهديدا كبيرا لدول أوروبا ويزيد من قدرات المرتزقة المواليين لتركيا للوصول إلى أوروبا أو منطقة شنغن، وهو أمر صعب أو مستحيل حَالِيًّا باستخدام جواز سفر سوري.
إن التهديد الأكثر خطورة بالنسبة لليبيا هو أنها قد تجد نفسها بسرعة تواجه صراعا موسعا. وإذا بقيت الجهات الفاعلة الدولية منخرطة، فإن ليبيا قد تتحول إلى النموذج السوري، مع سنوات من تدفق الأسلحة بأعداد كبيرة وانتشار سريع للمرتزقة الخارجيين المختلفين والميليشيات والجماعات الإرهابية. وإذا تضاءل الدعم الدولي للجهات الفاعلة الليبية أو اختفى، فإن المظالم المحلية سوف تأخذ مركز الصدارة، بعنف.
إن تورط جهات خارجية في الصراع الليبي ليس التهديد الوحيد الذي يواجه ليبيا اليوم؛ بل هو أحد التهديدات من بين الكثير التي تواجه ليبيا. ومع ذلك، فإن الحد من تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب هو جزء مهم من حل المعضلة الليبية، الذي يسير نحو الانتشار للوصل إلى غرب ليبيا، عن طريق توظيف مختلف الفواعل من مجموعات إرهابية ومرتزقة هربت وستهرب مستقبلا من الحرب الليبية لتأسس بؤرة توتر أخرى في الصحراء الأفريقية ومنطقة غرب أفريقيا.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=75981
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
وثائق تكشف عن الأعداد الحقيقية للمرتزقة السوريين في ليبيا
دفعة “مرتزقة” جديدة تصل ليبيا.. هل تضع تركيا لمساتها الأخيرة قبل معركة سرت؟
إخراج المرتزقة من ليبيا.. عملية معقدة تقلق دول الجوار
ليبيا: المنفي يلتقي سعيّد في تونس ويؤكد على أهمية التعاون الأمني بين البلدين والدبيبة يزور الجزائر
مصر وليبيا تتفقان على تسيير دوريات حدودية والتعبئة ضد الإرهاب
تمرد «مرتزقة» في طرابلس مطالبين برواتبهم
تمرد وسط مرتزقة تركيا في ليبيا بعد أنباء “الرحيل إلى مالي”
من ينقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا وأذربيجان وما هو مصيرهم؟
“بندقية للإيجار”.. هل أرسل أردوغان سوريين إلى أذربيجان بعد ليبيا؟
Libya: Are Turkey’s Syrian mercenaries a new threat
Syrian mercenaries sustain Turkey’s foreign policy
تركيا مستمرة بضخ المرتزقة.. مقتل قاصرين في ليبيا?
المرتزقة في ليبيا ـ مخاطر التسلل إلى أوروبا
برلين تستضيف جولة جديدة من محادثات السلام الليبية في 23 يونيو بحضور الحكومة الانتقالية
سفينة حربية تغادر قاعدة ألمانية باتجاه الساحل الليبي.
وزير الدفاع الإيطالي: ليبيا أولوية استراتيجية لنا… ونعد بتعزيز التعاون العسكري معها
محلل سياسي إيطالي: زيارة 3 وزراء لليبيا إشارة لوحدة أوروبية كانت مفقودة.
مباحثات أممية أوروبية لمراقبة وقف النار في ليبيا.
تقرير: “مرتزقة أردوغان” يفرون من ليبيا إلى أوروبا
4700 مرتزق سوري يصلون طرابلس.. و64 هربوا لأوروبا
سبعة غرقوا في البحر.. سوريون ألقوا سلاحهم في ليبيا وهربوا لأوروبا.
ليبيا والاتحاد الأوروبي يبحثان تأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية
Libya: Are Turkey’s Syrian mercenaries a new threat?
المرتزقة في ليبيا ـ المخاطر والتهديدات لدول غرب إفريقيا
Turkey’s Expansion in the Sahel, the Sahara and West Africa: Motivations and Ramifications
تحذير من “مرتزقة ليبيا”.. “قنبلة موقوتة” تهدد إفريقيا
وثائق تكشف عن الأعداد الحقيقية للمرتزقة السوريين في ليبيا
دفعة “مرتزقة” جديدة تصل ليبيا.. هل تضع تركيا لمساتها الأخيرة قبل معركة سرت؟
دراسة: منافسة شرسة بين “القاعدة” و”داعش” في إفريقيا