المحكمة الألمانية: إقامة المرأة في مناطق داعش لا تكفي لحبسها
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
قضت المحكمة الاتحادية الألمانية بعدم كفاية إقامة امرأة داخل منطقة سيطرة “داعش” لإصدار أمر بالقبض عليها. جاء ذلك بمثابة رفض لطلب المدعي العام القبض على إمرأة عادت مؤخرا إلى ألمانيا كان قد ألقي القبض عليها في العراق.
حسمت المحكمة الاتحادية الألمانية الجدل حول نساء عناصر “داعش” المرافقات لهم في مناطق القتال حيث قضت بعدم كفاية إقامة امرأة داخل منطقة سيطرة التنظيم لإصدار أمر بالقبض عليها بعد عودتها إلى ألمانيا. وأصدرت المحكمة قراراً بهذا الأمر اليوم (الجمعة 25 أيار/ مايو 2018).
وكانت كل من صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” ومحطة إن دي أر ومحطة دبليو دي آر التلفزيونيتان قد نشرت تقارير عن هذا الأمر.ويقضي القرار بأن مشاركة المرأة في الحياة اليومية داخل منطقة يسيطر عليها “داعش” لا يمثل سببا كافيا للقبض عليها. وقالت المحكمة إن القرار الذي صدر عن قسم القضايا الجنائية الثالث بها لم ينشر حتى الآن، وقد صدر كتكييف قانوني لحالة امرأة من ولاية هيسن الألمانية عاشت في سوريا مع أحد مقاتلي “داعش” وعادت إلى ألمانيا في نيسان/أبريل الماضي، وهو ما يعني رفض طلب المدعي العام بالقبض عليها.
وكان المدعي العام بيتر فرانك أعلن من قبل في بداية العام الجاري عن التعامل بشدة أكبر مع النساء المتزوجات من مقاتلي داعش، قائلا في كانون الثاني/ يناير الماضي إنه لا بد من التعامل مع هذه المسألة بحيث ينظر إن كانت المرأة أدينت بالانتماء لمنظمة إرهابية في الخارج حتى ولو لم تقاتل بذاتها لصالح هذه المنظمة.وأضاف فرانك أن المسألة تتعلق بنساء سافرن إلى منطقة نفوذ تنظيم داعش وتزوجن هناك بمقاتلين وأنجبن أطفالا وقمن بتربيتهن وفقا لمفاهيم التنظيم. وساق فرانك حجة أن التنظيم الإرهابي يتقوى من خلال ذلك من داخله.
وفي هذا السياق أوردت صحيفة زود دويشته تسايتونغ مثالاً من خلال الألمانية من أصل تركي زيبل ها. البالغة من العمر 30 عاماً والتي أدينت بتهمة انتمائها للتنظيم الإسلامي المتشدد “داعش”، وهو مثال وضعه ممثل الادعاء العام بيتر فرانك لتبرير المتورطات بجرائم اعداد أطفالهن وتربيتهن ضمن مناخ العنف الموجه للخارج، حيث أن السيدة وأطفالها باتت جزءا من شعب “الدولة الاسلامية” . و كانت زيبل قد رافقت زوجها عام 2013 الى سوريا، وإثر مقتله عادت وطفلها الى ألمانيا، وقد عثرت الشرطة الألمانية في هاتفها على فيديو يبين زوجها القتيل وهو يطلق النار من بندقية كلاشنكوف، ثم يصرخ قائلا” ميركل أنتِ ستكونين(القتيلة) التالية”.
عام 2016 تعود السيدة المذكورة الى سوريا، بمعية زوج جديد ينتمي لنفس الوسط التنظيمي، ثم يُلقى القبض عليها وزوجها في اربيل بالعراق وتودع سجن النساء وهي حامل، وبعد ولادة طفلها الثاني تقرر الخارجية الألمانية اعادتها ووليدها الرضيع إلى البلاد، فيرافقها موظفو دائرة التحقيقات الجنائية الفدرالية طريق عودتها الى ألمانيا. م.م/ ع.ج.م (د ب أ)
مشروع ألماني لتخليص أطفال نساء “داعش” الألمانيات من التطرف
تعتزم الحكومة الألمانية إعادة أطفال نساء “داعش” الألمانيات لألمانيا والعمل على تخليصهم من التطرف. وكانت أجهزة الاستخبارات الألمانية حذرت في مناسبات عدة من الخطر الذي يشكله أطفال ونساء ينتمون إلى أوساط إسلامية متطرفة.ذكرت صحيفة “بيلد آم زونتاغ” الألمانية استناداً إلى تقرير داخلي لوزارة الداخلية الألمانية أنه من المخطط أن يتلقى أطفال نساء “داعش” الألمانيات رعاية من أفراد لعائلتهم ومؤسسات اجتماعية عقب عودتهم إلى ألمانيا.وبحسب البيانات، تقيم على الأقل 270 امرأة تحمل جواز سفر ألماني وأطفالهن في مناطق قتال بسوريا أو العراق. وجاء في تقرير الصحيفة أن نحو نصف هؤلاء الأطفال ولدوا في مناطق حروب هناك، بحسب معلومات استخباراتية.
وكان رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) هانز-غيورغ ماسن حذر في كانون الأول/ ديسمبر الماضي من الخطر الذي يشكله أطفال ونساء ينتمون إلى أوساط الإسلاميين المتطرفين، خاصة من العائدين من مناطق قتال سابقة لتنظيم “داعش”.
وقال ماسن إنه لم تبدأ بعد موجة عودة كبيرة للجهاديين “ولكن يتم رصد عودة نساء وشباب وأطفال”. وأوضح أن هذا يشير إلى مساعي المقاتلين لتأمين أفراد أسرهم بسبب أحداث الحرب، وأضاف: “هناك أطفال خضعوا لغسيل دماغ في (مدارس) في منطقة التنظيم، ويعتبرون متطرفين إلى حد كبير”.
وتابع المسؤول الألماني قائلاً: “بالنسبة لنا يعد ذلك مشكلة؛ لأن هؤلاء الأطفال والشباب يمكن أن يكونوا خطراً في بعض الأحيان”، لافتاً إلى أن النساء أيضاً يمكن أن يمثلوا تهديداً جزئياً. ع.ج.م (د ب أ) ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ) DW
https://wp.me/p8HDP0-bQM رابط مختصر
بالاشتراك مع ال