الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الدفاع ـ هل تتحول ألمانيا إلى القوة العسكرية الأولى في أوروبا؟

ger 2030
أكتوبر 29, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الدفاع ـ هل تتحول ألمانيا إلى القوة العسكرية الأولى في أوروبا؟

أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مايو 2025 ما كان يُقال إن ألمانيا تعتزم بناء الجيش الاتحادي ليصبح “أقوى جيش تقليدي في أوروبا”، متعهدًا بتزويده “بكل الموارد المالية التي يحتاجها”. يسعى المستشار الألماني في أكتوبر 2025 إلى تحويل هذه الطموحات إلى واقع ملموس من خلال تجهيزها بالمعدات، وفقًا لوثائق حكومية داخلية جديدة اطلعت عليها “بوليتيكو”. القائمة الممتدة على 39 صفحة تتضمن مشتريات بقيمة 377 مليار يورو تشمل مجالات البر والجو والبحر والفضاء والسيبرانية. وهي بمثابة مخطط شامل لعمليات شراء الأسلحة التي سيجري تفصيلها في ميزانية الجيش لعام 2026، رغم أن العديد منها يمثل مشاريع طويلة الأجل دون إطار زمني واضح للتنفيذ.

بمجملها، تُعد هذه الوثيقة خريطة طريق شاملة لتحديث الدفاع الألماني المتأخر منذ زمن طويل، ومرتكزة بشكل أساسي على الصناعة الوطنية. من الناحية السياسية، يأتي التوقيت متماشيًا مع توجه ميرتس نحو نموذج تمويلي جديد. فخلال العام 2025 ، بدأت برلين بفصل الإنفاق الدفاعي عن القيود الدستورية على الديون، ما يسمح بإنفاق متعدد السنوات بعد أن أوشك الصندوق الخاص بقيمة 100 مليار يورو، الذي أنشأه المستشار السابق أولاف شولتس، على النفاد. العناصر المدرجة في القائمة ستُعرض لاحقًا على مراحل أصغر عندما تصبح جاهزة للتصويت أمام لجنة الميزانية البرلمانية، إذ يجب أن توافق اللجنة على أي عملية شراء تزيد قيمتها عن 25 مليون يورو.

مئات المليارات

تُظهر الوثائق أن الجيش الألماني يخطط لإطلاق نحو 320 مشروعًا جديدًا للأسلحة والمعدات خلال دورة الميزانية المقبلة. من بين هذه المشاريع، تم تحديد 178 مقاولًا، بينما لا يزال الباقي “مفتوحًا”، ما يعني أن جزءًا كبيرًا من خطة التحديث ما زال قيد الإعداد. تستحوذ الشركات الألمانية على الحصة الأكبر من العقود المحددة، إذ يبلغ عدد المشاريع المحلية حوالي 160 مشروعًا بقيمة تقارب 182 مليار يورو. وتأتي شركة راينميتال في صدارة المستفيدين. فالمجموعة التي تتخذ من دوسلدورف مقرًا لها تظهر في 53 بندًا تخطيطيًا تبلغ قيمتها أكثر من 88 مليار يورو، منها نحو 32 مليار يورو ستذهب مباشرة إلى الشركة، بينما تُربط 56 مليارًا أخرى بشركاتها التابعة أو المشروعات المشتركة مثل مركبات القتال بوما وبوكسر التي تُدار بالشراكة مع مجموعة KNDS. لم يتم إقرار ميزانية عام 2026 بعد، وقد تُدرج خطط البوندسفير في المفاوضات بصيغ معدّلة. أما في العام 2025، فتبلغ ميزانية وزارة الدفاع حوالي 86 مليار يورو، منها 62 مليار يورو من الموازنة العادية و24 مليارًا من صندوق خاص بالبوندسفير. لكن القائمة الجديدة التي تم الكشف عنها تفوق هذا الحجم المالي بكثير على المدى المتوسط.

تعزيز مجال الدفاع الجوي

يخطط الجيش لاقتناء 561 نظام برج قصير المدى Skyranger 30 لمواجهة الطائرات المسيّرة والحماية قصيرة المدى وهو مشروع تتولاه راينميتال بالكامل. كما تشمل الخطة شراء ملايين الطلقات والقنابل. تبرز شركة “ديهل ديفنس” البافارية لتصنيع الصواريخ كالثقل الصناعي الثاني بعد راينميتال، إذ تظهر في 21 بندًا بقيمة إجمالية تبلغ 17.3 مليار يورو. أكبر حصة من عقود ديهل تأتي من عائلة صواريخ IRIS-T، التي ستشكل العمود الفقري لمنظومة الدفاع الجوي الألمانية المستقبلية. وفقًا للوثيقة، يعتزم الجيش شراء 14 منظومة كاملة من IRIS-T SLM بقيمة 3.18 مليار يورو، و396 صاروخًا متوسط المدى بقيمة 694 مليون يورو، و300 صاروخ قصير المدى IRIS-T LFK بقيمة 300 مليون يورو. يبلغ مجموع هذه البنود نحو 4.2 مليار يورو، ما يجعل برنامج IRIS-T أحد أهم مشروعات الدفاع الجوي في الخطة العسكرية. كما تحجز الطائرات المسيّرة مكانًا بارزًا في قائمة الأمنيات العسكرية.

فعلى المستوى الأعلى، يريد الجيش توسيع أسطوله من طائرات Heron TP المسلحة التي تُشغّل بالتعاون مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، مع شراء ذخائر جديدة بقيمة تقارب 100 مليون يورو. كما يخطط لاقتناء 12 طائرة مسيّرة تكتيكية جديدة من طراز LUNA NG بقيمة 1.6 مليار يورو تقريبًا. أما البحرية، فستحصل على أربع طائرات مسيّرة بحرية uMAWS بقيمة تقديرية تبلغ 675 مليون يورو، تشمل قطع الغيار والتدريب والصيانة. وتتضمن بعض أكثر المشاريع تكلفة خططًا لا تتعلق بالبر أو البحر أو الجو، بل بالفضاء. إذ تتجاوز قيمة برامج الأقمار الصناعية المدرجة 14 مليار يورو، وتشمل أقمار اتصالات جديدة في المدار الثابت، ومحطات تحكم أرضية مطورة، إضافة إلى مشروع طموح لإنشاء كوكبة أقمار صناعية في المدار المنخفض بقيمة 9.5 مليار يورو لضمان اتصال دائم وآمن للقوات ومراكز القيادة. ويتوافق هذا التوجه مع خطة وزير الدفاع الألماني بوريس بيستريوس البالغة 35 مليار يورو لتعزيز “أمن الفضاء” الألماني.

إبقاء الأموال داخل البلاد

من أكثر البنود حساسية سياسيًا في قائمة الجيش الألماني احتمال شراء 15 طائرة إضافية من طراز F-35 من شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، بقيمة تقارب 2.5 مليار يورو ضمن نظام المبيعات العسكرية الخارجية للولايات المتحدة. هذه الخطوة ستحافظ على دور ألمانيا في “المشاركة النووية”، لكنها تُبقي اعتمادها على الصيانة والبرمجيات وبيانات المهام الأمريكية، كما قد تعني مزيدًا من التقارب الألماني نحو الأسلحة الأمريكية التي لا يمكن استبدالها، في وقت تتصاعد فيه التوترات السياسية حول مشروع المقاتلة الأوروبية المستقبلية FCAS المشتركة بين فرنسا وألمانيا وإسبانيا. ويظهر الإطار الأمريكي نفسه في مشاريع أخرى بارزة.

فيسعى الجيش لشراء 400 صاروخ كروز من طراز توماهوك بلوك Vb بقيمة تقارب 1.15 مليار يورو، إلى جانب ثلاث منصات إطلاق تايفون من لوكهيد مارتن بقيمة 220 مليون يورو، ما سيمنح ألمانيا قدرة ضرب تصل إلى 2000 كيلومتر. كما تتضمن الخطة برنامج الطائرات البحرية الدورية المؤقت، بقيمة 1.8 مليار يورو، لشراء أربع طائرات من طراز Boeing P-8A Poseidon، ضمن منظومة المبيعات العسكرية الخارجية الأمريكية. كل هذه المشاريع الثلاثة تربط القدرات المستقبلية الألمانية في الضربات والمراقبة بالتحكم الأمريكي في الصادرات والصيانة.

إجمالًا، يظهر نحو 25 مشروعًا مرتبطًا بالخارج بقيمة تقارب 14 مليار يورو في خطط الجيش أي أقل من 5% من إجمالي الإنفاق المخطط البالغ 377 مليار يورو.لكن هذه المشاريع تمثل تقريبًا كل القدرات الاستراتيجية لألمانيا، بما في ذلك الأسلحة النووية المعتمدة والطائرات المقاتلة بعيدة المدى وأنظمة المراقبة البحرية. في المقابل، يعتمد ما يقرب من نصف القائمة على الصناعة الألمانية، بدءًا من المركبات المدرعة وأجهزة الاستشعار ووصولًا إلى خطوط الذخيرة. اقتصاديًا، تهيمن الشركات المحلية؛ أما سياسيًا، فإن الأنظمة الأجنبية القليلة تُحدد الدور العسكري الألماني الأكثر حساسية واستراتيجية.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=111056

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...