الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الدفاع ـ الطائرات بدون طيار، هل يملك الاتحاد الأوروبي القدرة على تجاوز الخلافات؟

ger def
سبتمبر 30, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الدفاع ـ الطائرات بدون طيار، هل يملك الاتحاد الأوروبي القدرة على تجاوز الخلافات؟

أعرب وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في عن تشككه بشأن مفهوم “جدار الطائرات بدون طيار” لحماية الدول الشرقية من الغارات الجوية الروسية، وهو المشروع الذي تدفع به المفوضية الأوروبية بقوة خلال العام 2025. أكد في جلسة نقاشية ضمن منتدى وارسو للأمن، شارك فيها مفوض الدفاع بالاتحاد الأوروبي أندريوس كوبيليوس: “أُقدّر بشدة فكرة جدار الحماية من الطائرات المسيّرة، ولكن علينا أن نولي اهتمامًا لإدارة التوقعات، نحن لا نتحدث عن مفهوم سيتحقق خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة”. أضاف الوزير الألماني: “علينا أن نفكر ونتصرف وفقًا للأولويات، وهناك أولويات أخرى، على ما أعتقد، نحن بحاجة إلى مزيد من الإمكانيات والقدرات”.

الأولوية هي التأكد من أن عمليات التطوير والشراء مرنة

أكد بيستوريوس: “أن الدفاع عن الطائرات بدون طيار، بالطبع، ولكن ليس من خلال جدار الطائرات بدون طيار”، مضيفًا: “أن الأولوية هي التأكد من أن عمليات التطوير والشراء مرنة بما يكفي، بسبب السرعة التي تتطور بها التكنولوجيا”. تأتي تعليقات بيستوريوس في الوقت الذي انتهكت فيه طائرات بدون طيار المجال الجوي البولندي والروماني والدنماركي والنرويجي خلال سبتمبر 2025؛ كما اخترقت مقاتلات روسية المجال الجوي الإستوني قبل أن تُطر، وهذا يزيد الضغط على حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي للرد.

استضاف كوبيليوس خلال سبتمبر 2025 اجتماعًا مع دول الجناح الشرقي، بما في ذلك بلغاريا، وإستونيا، وفنلندا، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، ورومانيا، والمجر، وسلوفاكيا، لمناقشة جدار الطائرات بدون طيار، ويرى أن مثل هذا المشروع قد يكون جاهزًا خلال عام؛ وتعمل المفوضية على التفاصيل الفنية والمالية للمشروع. وستكون خطة جدار الطائرات بدون طيار مدرجة على جدول أعمال الاجتماع غير الرسمي للقادة الأوروبيين في كوبنهاغن في أكتوبر 2025.

الاستثمار بشكل أسرع

ورغم هذا القلق بشأن الإفراط في الالتزام ببناء جدار مضاد للطائرات بدون طيار، فإن دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ينبغي لها أن تعمل بسرعة على تطوير وشراء تكنولوجيا مضادة للطائرات بدون طيار، حسبما قال وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز. مؤكدًا: “علينا جميعًا الاستثمار في أنظمة أكثر فعالية لمكافحة الطائرات بدون طيار لحماية الجناح الشرقي بأكمله، نحن بحاجة إلى التعاون مع أوكرانيا وأن نكون أسرع بكثير مما نحن عليه”. أضاف الوزير الهولندي: “نتحدث عن أشهر، بل سنوات، ليس لدينا وقت، لأن غارات الطائرات المسيرة بدأت بالفعل”، مشددًا على أن إسقاط الطائرات المسيرة الروسية الرخيصة بطائرات مقاتلة باهظة الثمن ليس بالأمر الفعال. وقد شاركت طائرات إف-35 هولندية في إسقاط طائرات روسية مسيّرة في المجال الجوي البولندي خلال سبتمبر 2025.

أكد كوبيليوس: “أنه بالإضافة إلى وزراء الدفاع الوطنيين الآخرين الحاضرين في وارسو، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نفس الرأي”.أعرب زيلينسكي عن حرص أوكرانيا على المساهمة في بناء درع دفاع جوي مشترك، وأضاف: “يجب أن يكون الرد مشتركًا وسريعًا، وألا يُغفل أي فرصة، نحن مستعدون لمشاركة خبراتنا ومعرفتنا”. أشار العديد من المتحدثين إلى أن أوكرانيا نجحت في بناء دفاعات جوية هائلة مدعومة بقوات ذات خبرة، وتشارك في سباق تسلح تكنولوجي مع روسيا، مما يمنحها مزايا حاسمة على الجيوش الأوروبية.

روسيا تختبر الناتو لترى إلى أي مدى يمكنها أن تذهب

لن يكون من السهل على أوروبا أن تحاكي نفس القدرات دون أن تتعرض لنفس مستوى التهديد الذي تواجهه أوكرانيا. حذر هانو بيفكور، وزير الدفاع الإستوني، من أنه على الرغم من جهودها الضخمة، فإن أوكرانيا “لا تستطيع تدمير كل شيء”، مضيفًا أنه إذا تحركت أوروبا في نفس الاتجاه، فإن الدول قد ينتهي بها الأمر إلى إنفاق 10% من ميزانيات الدفاع على القدرات الاحتياطية، في وقت لا توجد فيه حالة حرب مع روسيا. كما صرّح كلٌّ من كوبيليوس وبيستوريوس: “أنّ استفزازات روسيا تتزايد”. وشدّد بيستوريوس على أنّ “روسيا تُشكّل تهديدًا متزايدًا لحلف الناتو”. وقد كرر زيلينسكي تحذيره: “روسيا تختبر لترى إلى أي مدى يمكنها أن تذهب”.

النتائج

يشير الموقف الحذر لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس تجاه مشروع “جدار الطائرات بدون طيار” إلى تباين في الرؤى بين الدول الأوروبية بشأن سبل مواجهة التهديدات الجوية المتزايدة من روسيا، خصوصًا في الجناح الشرقي لحلف الناتو. في الوقت الذي تسارع فيه المفوضية الأوروبية إلى الدفع بالمشروع كاستراتيجية دفاعية، ترى برلين أن الجدوى الزمنية والمالية، إلى جانب أولويات أخرى أكثر إلحاحًا، تستدعي إعادة النظر في حجم التوقعات المعلقة على مثل هذه المبادرات التقنية الطموحة.

من ناحية فنية، يتطلب “جدار الطائرات بدون طيار” بنية تحتية متطورة وقدرات تكنولوجية عالية الدقة لمواجهة تكتيكات هجومية مرنة وذات تكلفة منخفضة من جانب موسكو، ما يطرح معضلة الكفاءة الاقتصادية. يبدو الطرح الهولندي أكثر واقعية، إذ يدعو إلى استثمارات سريعة في تكنولوجيا فعالة للدفاع وليس بالضرورة مشاريع ضخمة طويلة الأمد. الوزير روبن بريكلمانز لفت بوضوح إلى اختلال التوازن في التكلفة: إسقاط الطائرات الروسية المسيّرة الرخيصة بمقاتلات إف-35 باهظة الثمن ليس نهجًا مستدامًا، بل يعكس حاجة ملحّة لإعادة هيكلة أدوات الدفاع الجوي.

أما على الصعيد الجيوسياسي، فإن التعاون المتزايد مع أوكرانيا في المجال السيبراني والدفاعي الجوي قد يمثل خطوة استراتيجية لتسريع عمليات التطوير، مستفيدًا من الخبرة العملية التي راكمتها كييف في مواجهة الطائرات المسيّرة الروسية. يعكس هذا التحول إدراكًا أوروبيًا بأن المعركة الدفاعية لم تعد نظرية، بل واقعية وطارئة، خصوصًا مع تكرار انتهاكات الطائرات الروسية للمجالات الجوية لحلفاء الناتو في سبتمبر 2025.

في المقابل، أثار الوزير الإستوني هانو بيفكور تساؤلات مشروعة حول مدى استدامة الإنفاق الدفاعي في حال الدخول في سباق تسلح واسع على غرار أوكرانيا دون أن تكون أوروبا في حالة حرب. تشير ملاحظته إلى أن أوروبا قد تُجبر على تخصيص ما يصل إلى 10% من ميزانياتها الدفاعية لبناء قدرات احتياطية، وهي نسبة غير مسبوقة في زمن السلم.

المشهد الأوروبي مرشح لمزيد من الانقسام في كيفية التصدي للتهديدات الروسية، خصوصًا في ظل تعدد المقاربات بين الحلول الفورية السريعة التي تعتمد على تحسين القدرات الحالية، والمبادرات الهيكلية الضخمة مثل “جدار الطائرات بدون طيار”. من المرجح أن يؤدي اجتماع القادة الأوروبيين في كوبنهاغن في أكتوبر 2025 إلى بلورة تصور أوّلي للمشروع، لكن التنفيذ العملي سيواجه عراقيل تتعلق بالتمويل، والتوزيع التكنولوجي غير المتوازن بين الدول، وكذلك بالتنسيق مع الناتو.

في المدى القصير، سيستمر تصعيد الانتهاكات الجوية الروسية كمحاولة لاختبار قدرات الردع الغربي، وقد تستغل موسكو بطء الاستجابة الأوروبية لتوسيع نطاق عملياتها. في المقابل، قد تدفع هذه التطورات الدول الأوروبية إلى تسريع خطواتها نحو تشكيل منظومة دفاع جوي أكثر تكاملًا، تتجاوز المفهوم التقليدي للجدار، وتعتمد بدلًا من ذلك على شبكة منسقة من الرصد والاستجابة والاعتراض، يكون لأوكرانيا فيها دور محوري.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=110050

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...