الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الدفاع ـ التعاون الدفاعي بين الاتحاد الأوروبي والهند، الأهداف والتحديات

eu india
سبتمبر 18, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الدفاع ـ التعاون الدفاعي بين الاتحاد الأوروبي الهند، الأهداف والتحديات

في خطوة تُظهر تحركًا استراتيجيًا على الساحة الأوروبية والدولية، كشفت المفوضية الأوروبية في 17 سبتمبر 2025 عن خطة جديدة لتعزيز العلاقات الدفاعية مع الهند، رغم تزايد المخاوف في بروكسل من تنامي العلاقات الوثيقة بين نيودلهي وموسكو. يأتي هذا الإعلان في وقت تتعاظم فيه التحديات الجيوسياسية التي تواجه الاتحاد الأوروبي، سواء من روسيا أو الصين، في ظل اضطراب العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم وضوح توجهات سياستها الخارجية على المدى الطويل.

الأجندة الاستراتيجية الجديدة مع الهند

الأجندة الاستراتيجية الجديدة، التي تم تقديمها تمهيدًا لتوقيع اتفاق تجارة حرة متوقع بحلول نهاية العام 2025، تهدف إلى توسيع حضور الاتحاد الأوروبي العالمي من خلال بناء شراكات قوية ومستقرة مع القوى الصاعدة، وعلى رأسها الهند، التي يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها القوة الاقتصادية الأسرع نموًا في العالم، فضلًا عن كونها لاعبًا محوريًا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. شددت مسئولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس على أهمية الشراكة مع الهند، معتبرةً أن “الأمن والدفاع يشكلان العمود الفقري لهذه الشراكة”، في إشارة إلى رغبة الاتحاد في توسيع التعاون مع نيودلهي ليشمل الجوانب الأمنية والعسكرية، إلى جانب الاقتصاد والتجارة.

عقبات أمام التعاون الدفاعي مع الهند

إلا أن العلاقات العميقة بين الهند وروسيا تُلقي بظلالها على هذا التوجه الأوروبي. فقد واصلت نيودلهي تعاونها الوثيق مع موسكو رغم حرب أوكرانيا، الأمر الذي أثار انتقادات غربية متكررة. وعلى سبيل المثال، يشارك نحو 60 جنديًا ينتمون إلى إحدى أفضل وحدات الجيش الهندي “لواء كومون” في التدريبات العسكرية “زاباد”، بجانب القوات الروسية والبيلاروسية، التي أُجريت بالقرب من الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، وهو ما اعتُبر رسالة تحدٍّ غير مباشرة للغرب.

على الرغم من التوترات الظاهرة، لم تتخلَّ الهند عن علاقتها الاستراتيجية مع روسيا. ففي الوقت الذي أعلنت فيه بروكسل عن خطتها الجديدة، أجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وأكد عبر منصات التواصل الاجتماعي التزام بلاده بـ”تعزيز الشراكة الاستراتيجية الخاصة والمتميزة” مع موسكو.

لم تتوقف الهند عن استيراد النفط، والفحم، والأسلحة من روسيا، وهو ما أثار حفيظة العواصم الغربية، ولا سيما واشنطن، حيث وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لاذعة لنيودلهي على خلفية تعاملها مع موسكو، معتبرًا أن هذه العلاقة تُقوّض وحدة الموقف الدولي ضد الكرملين. تُعدّ مسألة باكستان قضية خلافية أخرى في التعاون الأمني بين الهند والاتحاد الأوروبي. تطلب الهند من الاتحاد الأوروبي تعليق برنامج الأفضليات العامة الإضافي مع إسلام آباد، لأنه، من وجهة نظرها، امتياز غير مبرر. وبحسب لي ماكياما، فإن “عقيدة الدفاع الهندية كانت لمدة نصف قرن على الأقل تعتمد على حقيقة مفادها أن الهند سوف تضطر إلى محاربة الطائرات الأمريكية، وخاصة طائرات إف-16 من باكستان”.

أوضحت مسئولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس: “إن هذه القضايا تُشكّل عوائق حقيقية أمام التعاون”، مضيفة: “حاليًا، لا يوجد تفاهم متبادل بشأن بعض الملفات الجوهرية”. وبيّنت كالاس أن “التقدم في المفاوضات بين الهند والاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يكتمل إلا إذا تم الاتفاق على كافة التفاصيل”، ما يعكس الحذر الأوروبي إزاء تجاوز الخلافات.

أهداف التعاون الدفاعي

في بيان مشترك صدر عن المفوضية الأوروبية وخدمة العمل الخارجي الأوروبية، أكد الطرفان أن أحد أهداف التعاون هو “منع إعادة تصدير العناصر الميدانية من أصل الاتحاد الأوروبي إلى روسيا”، بالإضافة إلى التصدي لمحاولات الالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة على موسكو. وتجري مناقشات متقدمة حول إقامة شراكة رسمية في مجالي الأمن والدفاع بين الاتحاد الأوروبي والهند. وفي حال إتمامها، ستنضم الهند إلى مجموعة محدودة من “شركاء الأمن المتشابهين في التفكير”، والتي تشمل كلًا من كندا، المملكة المتحدة، اليابان، كوريا الجنوبية، النرويج، وعدد من الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

إلى جانب التعاون الدفاعي، تتضمن المبادرات المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والهند تعزيز الأمن البحري، وزيادة التنسيق بين الصناعات الدفاعية، مع تقديم ضمانات أوروبية لمنع “تسرب التكنولوجيا الحساسة”، ما يعكس التخوف الأوروبي من انتقال التقنيات العسكرية إلى أطراف لا تتوافق مع القيم الغربية. أعلنت الهند عن نيتها شراء 114 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز “رافال”، على أن يتم تجميعها وتصنيعها جزئيًا داخل الأراضي الهندية، ما يُظهر رغبة الهند في تحقيق الاكتفاء الدفاعي الذاتي، وفي الوقت ذاته تعزيز تعاونها الصناعي مع أوروبا.

ختمت كالاس تصريحاتها برسالة واضحة: “نعيش في زمن مضطرب، ونحتاج إلى التعاون”، مضيفة: “يبقى السؤال: هل نترك هذا الفراغ لشخصٍ آخر؟”. هذا التصريح يعكس إدراك الاتحاد الأوروبي لخطر فقدان النفوذ لصالح قوى أخرى مثل الصين أو روسيا، إذا لم يتحرك سريعًا لتعزيز حضوره الدولي من خلال شراكات استراتيجية فاعلة. يعتقد المراقبون الأوروبيون والأميركيون أن الهند ستعيد توجيه نفسها مؤقتًا نحو منافستها التاريخية الصين، ردًا على الحرب التجارية التي أعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لماذا يحتاج الاتحاد الأوروبي والهند إلى تحديث شراكتهما؟

يقول سونيل براساد، الأمين العام لغرفة التجارة الهندية الأوروبية: “ترغب الهند في أن تصبح مركزًا لتصنيع الأسلحة، وهذا أمرٌ طبيعي تمامًا. ولكن في الوقت نفسه، تحتاج الهند إلى دعم الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد. لا تستطيع الهند تحقيق ذلك بمفردها”. أكدت رئيسة لجنة السلم والأمن، دلفين برونك، وهي دبلوماسية هولندية، قائلة: “إن الرؤى والتوصيات التي تم جمعها سيتم تقديمها إلى كبار القادة السياسيين في الاتحاد الأوروبي، مما يمهد الطريق لتعزيز التعاون مع الهند”.

يوضح هوسوك لي ماكياما، مدير مركز بروكسل للأبحاث، المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي (ECIPE): “ربما يكون هذا أحد أسوأ الأسرار المخفية في بروكسل، وهو أن هناك توافقًا سياسيًا قويًا للغاية على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع الهند، مهما كانت التكلفة، نظرًا لأن سوق التصدير الأكثر أهمية لدينا، وهي الولايات المتحدة، قد اختفت في فراغ”. تبلغ ميزانية الدفاع الهندية للفترة 2025–2026 أكثر من 70 مليار يورو، وتخطط نيودلهي لتحديث قواتها البحرية والجوية. تسعى حكومة ناريندرا مودي إلى تنويع القاعدة التكنولوجية العسكرية للجيش الهندي. وتوصلت الهند وألمانيا إلى اتفاق لتصنيع غواصات ذات تصميم ألماني في الدولة الواقعة في جنوب آسيا.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=109453

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...