من هي الجماعات الإسلاموية الخطرة داخل المانيا ؟
اعداد المركز الإوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، المانيا وهولندا- إعداد وحدة الدراسات والتقارير” 1″
عملت المانيا وبشكل جاد الى اعتماد برامج وقوانين وخطط من اجل مواجهة تهديدات الجماعات الإسلاموية ، وتزايدت هذه الجهود ، في اعقاب انطلاقة التحالف الدولي لمحاربة داعش. لكن رغم هذه الجهود فمازالت المانيا تشهد نشاط للجماعات المتطرفة على اراضيها. المشكلة تكمن ايضا، بمدى فهم وقدرة الحكومة الالمانية الى جانب دول اوروبا، بالتمييز مابين مشاركتها بتوجيه ضربات عسكرية ضد التنظيم، مع فرض حالة التأهب الامني ومابين محاربة الجماعات الإسلاموية مجتمعيا الذي تسرب الى احياء ومناهج مدارس الجاليات المسلمة في المانيا.
الاستطلاعات اظهرت بان اكثر من 61% من الشعب الالماني مع فرض عقوبات شديدة ضد الجماعات المتطرفة، وهذا مايعكس درجة المخاوف والقلق في الشارع الالماني امام انشطة هذه الجماعات الإسلاموية.
من هي الجماعات الإسلاموية الخطرة
ذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية أن هناك نحو 60 مقاتلا من “جبهة النصرة” المتطرفة في سوريا يقيمون حاليا في ألمانيا.وأضافت المجلة استنادا إلى معلومات سلطات أمنية أن أنصارا من جماعة “لواء أويس القرني” جاءوا إلى ألمانيا كلاجئين، وكان هذا اللواء يقاتل في بادئ الأمر إلى جانب الجيش السوري الحر، ثم انشق عنه بعد ذلك والتحق بصفوف جبهة النصرة القريبة من تنظيم القاعدة، وبحسب التقرير، شارك هؤلاء المقاتلون في “مذابح متعددة بحق أسرى مدنيين وجنود سوريين”.
وتجري السلطات المختصة في ألمانيا حاليا تحقيقات ضد 25 مقاتلا في هذا اللواء، وترجح السلطات الألمانية وجود أكثر من 30 مقاتلا آخر من جبهة النصرة في ألمانيا، إلا أنه لم يتم تحديد هوية الكثير منهم بشكل قاطع، وبحسب بيانات “دير شبيغل”، أسست الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) مجموعة عمل لتعقب المشتبه بهم.
تقارير دائرة حماية الدستور، وكالة الاستخبارات الداخلية في ولاية برلين، ذكرت أن عدد المتشددين في العاصمة بنحو 880 شخصاً منهم 410 من المستعدين لممارسة العنف، وأردف بالندا أن هذه الأرقام في نهاية سنة 2016 كانت 840 متشدداً بينهم 380 من المستعدين لممارسة العنف،وقدر “بالندا” الحاجة إلى 30 رجل أمن لمراقبة أحد «الخطرين» الذين يرتفع عددهم إلى690 شخصاً في ألمانيا.
تعيش السلطات الالمانية هاجس تهديدات الجماعات المتطرفة وتحركها بين اللاجئين ، كشف المخابرات الداخلية مطلع عام 2017 عن تسجيل اكثر من 340 محاولة استقطاب للاجئين جدد قام بها متطرفون. وكذلك حذرت الاستخبارات الداخلية الألمانية من وجود 260 شخصا في ألمانيا، عادوا من سوريا، يشكلون خطرا على أمن البلاد.
وبحسب تقرير صحيفة ” فيليت” الالمانية، أحال الادعاء الاتحادي نحو 50 إجراء تحقيق ضد” جهاديين” مشتبه بهم أو داعمين للإرهاب لسلطات الادعاء في الولايات. وذكرت الصحيفة أن الادعاء العام الاتحادي في مدينة كارلسروه يحقق حاليا في نحو 130 قضية ضد 190 متهما لهم صلات بالجهاد في سوريا والعراق. وتحقق سلطات الادعاء على مستوى ألمانيا حاليا في نحو 710 قضايا في هذا المجال. وحرك الادعاء العام الاتحادي دعوى قضائية ضد مشتبه في صلتهم بالإرهاب في 22 حالة، من بينها ثلاث حالات يحاكم أصحابها عن اتهامات مجرمة في القانون الجنائي الدولي.
جماعة ” الدين الحق”
تنشط هذه الجماعة السلفية التي تطلق على نفسها اسم ” الدين الحق” في توزيع المصاحف مجانا. لكن عندما اطلقت حملة أخرى موازية لأيام عيد الفصح انتبه السياسيون والصحافيون لنشاطها. وتؤكد هذه الجماعة انها وزعت ما يربو عن 300 ألف مصحف وأنها عازمة على توزيع ملايين النسخ الإضافية حتى يتبوأ الكتاب المقدس مكانته أخيرا ” في كل بيت في ألمانيا والنمسا وسويسرا”، بحسب ما جاء في موقع الجماعة الإلكتروني باللغة الألمانية.
القلق الألماني من هذه الحملة السلفية تعززه حقيقة أن صاحب هذه المبادرة هو الألماني الفلسطيني أبو ناجي، الذي كا ن موضع تحقيق في كولونيا بسبب دعوته الى استخدام العنف ضد أتباع الديانات الأخرى. وفي موازاة مع ذلك تلقى صحفيون ألمان من صحيفتي ’دي فيلت‘ و ’فرانكفورت روندشاو‘ تهديدات على شبكة الانترنت بسبب مقالاتهم التي انتقدت حملة القرآن.انتقد العديد من السياسيين الألمان حملة القرآن هذه ليس بسبب مخاوفهم من توزيع المصاحف، بل بسبب دوافع السلفيين.
وتقول تقارير صادرة من وزارة الداخلية الالمانية، بأن هناك اشخاص يوصفون بالخطيرين وهم الأشخاص الذين توجد بشأنهم حقائق تبرر افتراض أنهم سيرتكبون جرائم ذات دوافع سياسية وأهمية كبيرة، وقد ارتفع عددهم إلى أكثر من 520 شخصا، وهو مستوى لم يحدث من قبل. وكشفت التقارير، وجود مايقارب 360 شخصا تصنفهم الولايات الألمانية تحت عنوان “أشخاص ذوو صلة”، “والمقصود بهم أشخاص في دوائر معرفة الخطيرين ولديهم استعداد لتقديم مساعدة أو دعم لوجستي كبير في التحضير الى عمليات إرهابية.
تحذيرات من عودة المقاتلين الاجانب
كشفت التقارير عن سفر اكثر من 960 مقاتل متطوع من الإسلامويين من المانيا إلى سوريا، ويُتَوقع عودة ثلثهم إلى ألمانيا. فقد زادت مؤشرات السفر الخاصة بهؤلاء إلى عدة أضعاف منذ عام 2011. كما يُعتقد أن حوالي 70 شخصا من هؤلاء تلقوا تدريبا عسكريا، أو حتى شاركوا في العمليات القتالية المباشرة.
وتقول الدراسات إنهم الآن أكثر راديكالية من أي وقت مضى، وأصبح منهم أناسٌ متدربون على فنون الحرب، حوالي 600 من هؤلاء -والذين يُطلَق عليهم لقب الخطرين- تتم متابعتهم عن كثب من قبل أجهزة الأمن، وهو ما يخلق لأجهزة الشرطة ولدوائر حماية الدستور (المخابرات الألمانية الداخلية) مشاكل عديدة، وذلك لعددهم الكبير، حيث من الممكن أن يكون المشتبه به المراقب فردا واحدا أو أحيانا مجموعة قد تصل لأربعة أشخاص.
سبق ان حذرت الاستخبارات الألمانية من عودة المقاتلين الاجانب من سوريا والعراق ، فقد كشفت التقارير عن وصول عدد المقاتلين الاجانب الذين غادروا ألمانيا للقتال في سوريا والعراق إلى أكثر من 900 شخص. وحذرت الاستخبارات الالمانية الداخلية من تصاعد اعداد السلفية “الجهادية” في المانيا الى الضعف عن عام 2013 لتصل الى (10.000) ناشط.
وتاتي هذه الاجرائت المتشددة في اعقاب عدد من الهجمات الانتحارية الى خلايا منفردة ذات تاثير محدود شهدتها المانيا ، واعتقال عدد من اللاجئين يحملون الجنسية السورية داخل نزل اللاجئين بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية او ارتباطهم بتنظيم داعش.
يبدو ان المانيا، بدئت تصعد من قدرتها الاستخباراتية في مواجهة خلايا داعش، امام تراجع كبير للتنظيم، رغم رهان التنظيم على تنفيذ مزيدا من العمليات في المانيا واوروبا. لكن رغم ذلك لايوجد امن مطلق في اوروبا.
رابط مختصر https://wp.me/p8HDP0-9ax
*حقوق النشر محفوظة للمركز الاوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات