هل توجد إستراتيجية أوروبية موحدة لمحاربة التطرف والارهاب ؟
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير “3”
التطرف والارهاب تسعى دول الاتحاد الأوروبى سعيا حثيثا لاستحداث استراتيجيات جديدة لمكافحة الإرهاب والتطرف . وتركز تلك الاستراتيجيات بصورة خاصة على التصدي لمخاطر “الجهاديين” و”المقاتلين الأجانب” العائدين من سوريا والعراق. بالإضافة للتصدى إلى الجماعات المتطرفة التى تستخدم الفضاء الإلكترونى فى بث المحتوى المتطرف وبيع المواد المتعلقة بالإرهاب.
استراتيجية مكافحة الإرهاب والتطرف فى فرنسا
عرضت الحكومة الفرنسية وفقا لـ”فرانس 24″ فى 13 يوليو 2018 استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب تركز بصورة خاصة على التصدي لمخاطر جهادية “متحركة” باتت “داخلية” بمعظمها. وأعلن ” إدوار فيليب” رئيس الوزراء الفرنسي الخطة مركزا على أن مصدر الإرهاب لم يعد من خلايا موجودة في سوريا، إنما بات يأخذ وجه أشخاص كأحداث أو أشخاص ذوي حالات نفسية ضعيفة أو انقادوا إلى التطرف. لذلك تقتضي الخطة مراقبة المعتقلين الخارجين من السجن.ومن أهم بنود الاستراتيجية مايلى .
- إنشاء “خلية محددة المهمة” لمتابعة المعتقلين الإرهابيين أو المتطرفين الخارجين من السجن
- إنشاء نيابة عامة وطنية لمكافحة الإرهاب
وصرح “فيليب”وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 13 يوليو 2018 اتخذنا قرارا حول إنشاء هيئة خاصة ستعمل مع الأشخاص الذين قد نفذوا الأعمال الإرهابية، لكشف العوامل التي تساعد في تنفيذها”. وأفاد فيليب بأن هناك (506) شخص مدانون بتهمة الإرهاب و(1109) متطرف يقبعون حاليا في السجون الفرنسية، مضيفا أن (450) منهم سيغادرون السجون بحلول نهاية عام 2019.
استراتيجية مكافحة الإرهاب والتطرف داخل الاتحاد الأوروبى
قدم البرلمان الأوروبي وفقا لـ”يورونيوز” فى 12 ديسمبر 2018 مقترحات لرسم الإستراتيجية الجديدة لدول التكتل في معالجة معضلة الإرهاب والتطرف،ونشر البرلمان الأوروبي بيانا رسميا يتضمن توصيات لرسم الإستراتيجية الجديدة أهمها:
- إنشاء قائمة توضع تحت المراقبة للخطباء (الواعظين) المتطرفين في بلدان التكتل.
- مراقبة أقوى لضمان مواءمة الأمن والقضاء في تحديد هوية “المقاتلين العائدين” إلى أوروبا.
- منع مرتكبي الإرهاب المدانين من حق اللجوء.
- تدابير لمكافحة التطرف، مثل برامج خاصة للسجون والتعليم والحملات.
- تدريب متخصص على التطرف لمسؤولي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء.
- تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد والفحوصات الملائمة في جميع المعابر الحدودية باستخدام جميع قواعد البيانات ذات الصلة.
وافقت لجان الحريات المدنية والشؤون الداخلية والعدالة والشؤون المالية والاقتصادية،في البرلمان الأوروبي وفقا لصحيفة الشرق الأوسط فى 8سبتمبر 2018 على خطة عمل لتكثيف مكافحة تمويل الإرهاب . من خلال قواعد أكثر صرامة لعمليات دخول أو خروج الأموال من وإلى الاتحاد الأوروبي . ومن أهم بنود الخطة
- إعطاء السلطات الوطنية الأدوات التي يحتاجون إليها في مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال.
- زيادة كفاءة مكافحة غسل الأموال وإغلاق جميع الثغرات التي كانت تؤثر على كل دول الاتحاد.
- تحديث قواعدالبيانات لدول الاتحاد الأوروبى الوطنية و تعديل التشريعات الوطنية قبل 10 يناير 2020.
وتقول” مادي ديلفو” عضو البرلمان الأوروبي من لجنة الشؤون المالية والاقتصادية إن كثيرا ما تستخدم مبالغ مالية كبيرة في الأنشطة الإجرامية مما يوفر للمجرمين ميزة كبيرة تتمثل في سهولة نقل هذه الأموال، وفي الوقت نفسه صعوبة تعقبهم ولكن المقترحات الجديدة تشدد القواعد الموجودة سواء على حركة النقود أو الأصول السائلة مثل الذهب والبطاقات المدفوعة مسبقا أو الشيكات.
وترى” يفغينيا غفوزديفا ” الخبيرة بملف الإرهاب في المركز الأوروبي للدراسات الاستراتيجية والأمن وفقا لوكالة سبوتنيك فى 12 نوفمبر 2018 أن تشريعات عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولا سيما بلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة، تسمح للأشخاص المتورطين بأعمال إرهابية بالإفلات من العقاب. وذلك لعدم كفاية الأدلة. وأضافت غفوزديفا “هذه التشريعات تسمح بالكثير من الحالات لهؤلاء الأشخاص الذين كانوا متورطين بشكل مباشر بأنشطة إرهابية بالهروب من الملاحقة الجنائية لعدم كفاية الأدلة. وهذا هو الحال في كثير من الأحيان بالنسبة للنساء”.
استراتيجية مكافحة الإرهاب و التطرف فى بريطانيا
نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية تقرير فى 3 ديسمبر 2018 كشفت فيه استراتيجية مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء جامعات المملكة المتحدة.وذلك من خلال
- منع تدريس مواد في الجامعات تدعو إلى التطرف
- منع يبيع مواد لتجنيد الإرهابيين وكتيبات لصناعة القنابل، ومؤلفات محظورة .
حيث أوصت بعدم تداول كتاب “معالم في الطريق” لسيد قطب لأنها “يشجع على التطرف”. ودعت السلطات البريطانية إلى التحقيق مع شركة “أمازاون” لبيعها كتب محظورة مثل كتب زعيم تنظيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن، ومنظري تنظيم “الإخوان”
أكد تقرير أمني بريطاني عن الإرهاب أصدره مركز التطرف والإرهاب (CRT) وفقا لصحيفة “الشرق الأوسط” فى 23 سبتمبر 2018 إن مواقع المتطرفين في الإنترنت تقدر أكثر عبر تقنيات متقدمة على تحاشي مراقبة الاستخبارات والأجهزة الأمنية التي تحارب الإرهاب. وأن هؤلاء ينجحون عبر تقنيات في إخفاء رسائلهم عن أعين رجال الاستخبارات والأمن الذين يريدون مسح هذه المواقع. ومن بين هذه الوسائل، تشفير الرسائل، أو المعلومات، بطريقة لا يمكن إلا للأطراف المرخص لها الوصول إليها. وتستعمل نسبة (33%) من المتطرفين والإسلامويين المتطرفين التشفير لهذا الهدف. مضيفا أن محاكمات الإرهاب، ذات الصلة بالإنترنت، شملت نسبة (20%) من الشباب الذين تقل أعمارهم عن (20) عاماً. وأن نسبة (%60) من القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وفيها مواد مشتركة، “كانت ذات طبيعة إسلاموية”.
وكشفت الحكومة البريطانية وفقا لـ”العربى اللندنية” فى 4 يونيو 2018 عن استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب وتشمل خصوصاً
- تبادلاً للمعلومات على نحو أسرع بين جهاز المخابرات والشرطة والسلطات المحلية، وكذلك القطاع الخاص.
- زيادة مدة السجن لبعض الجرائم
- توسيع الإجراءات ضد اليمينيين المتطرفين
- تخصيص أكثر من (50) مليون جنيه إسترليني لتبلغ الميزانية الخاصة بمكافحة الإرهاب (750) مليون جنيه إسترليني.
الخلاصة
تتجه استراتيجية الاتحاد الأوروبى في مواجهة الإرهاب نحو اعتماد أساليب أكثر مرونة ذات إطار قانوني واقتصادي لمحاصرة مخاطرالإرهاب وامتداده وتمويله . حيث قدم البرلمان الأوروبي مقترحات لرسم الاستراتيجية الجديدة لدول التكتل في معالجة معضلة الإرهاب فى خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين دول الاتحاد الأوروبى. ونتيجة لذلك ينبغي أن يصبح تبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات أكثر كفاءة في دعم الدول الأعضاء، لتكون قادرة على معالجة أكبر وأقوى لملفات الإرهاب. مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب المختلفة، الوقاية، والتحقيق، والمحاكمة، والإدانة، وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج. كما ينبغى أيضا سد الثغرات التشريعية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولا سيما بلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة،والتى تسمح للأشخاص المتورطين بأعمال إرهابية بالإفلات من العقاب. وذلك لعدم كفاية الأدلة.
رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=50415
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
فرانس 24… فرنسا: رئيس الوزراء يكشف عن خطة جديدة لمكافحة الإرهاب تتصدى للخطر الداخلي
روسيا اليوم … رئيس الوزراء الفرنسي يقدم خطة جديدة لمكافحة الإرهاب
يورونيوز… البرلمان الأوروبي بصدد تقديم مقترحات تتعلق بمسألة مكافحة الإرهاب في دول التكتل
الشرق الأوسط …. قواعد جديدة لمواجهة تمويل الإرهاب في الاتحاد الأوروبي
سبوتنيك…خبيرة: تشريعات بعض الدول الأوروبية تسمح للإرهابيين بالإفلات من العقاب
الشرق الأوسط … مواقع المتطرفين تستخدم تقنيات لتحاشي مراقبة الاستخبارات
العربى الجديد… بريطانيا تعلن استراتيجية “كونتيست” لمكافحة الإرهاب: دروس اعتداءات 2017
https://www.alaraby.co.uk/politics/7fe8b616-e048-4ee8-b49a-93a88e1c5186
روسيا اليوم… بريطانيا تكشف استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب