الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

التحولات في الموقف الأوروبي تجاه أوكرانيا بعد دخول ترامب البيت الأبيض (ملف)

فبراير 04, 2025

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

التحولات في الموقف الأوروبي تجاه أوكرانيا بعد دخول ترامب البيت الأبيض – (ملف)

1 ـ  أمن دولي ـ السياسات الأوروبية تجاه أوكرانيا مع ولاية ترامب الثانية

تسعى الدول الأوروبية، بقيادة المملكة المتحدة وألمانيا، إلى تعزيز أمن أوكرانيا وتعميق التعاون الدفاعي في مناطق استراتيجية مثل بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر آزوف. تشمل هذه الجهود تقديم مساعدات عسكرية ضخمة لأوكرانيا وتدريب القوات الأوكرانية، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الدفاعية لدول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. يسعى الاتحاد الأوروبي على دراسة كيفية التعامل مع الأصول الروسية المجمدة وتأثيراتها الاقتصادية، كما أن هناك تحركات لتعزيز الدفاع الأوروبي المشترك من خلال مبادرات مثل “PESCO”، مع التركيز على دمج أوكرانيا في مشروعات الدفاع الأوروبية قبل ولاية ترامب الثانية.

تعزيز الأمن في بحر البلطيق

تعد المملكة المتحدة واحدة من أكبر الداعمين العسكريين لأوكرانيا، فقد تعهدت بتقديم (12.8) مليار جنيه إسترليني كمساعدات عسكرية ومدنية منذ حرب أوكرانيا. كما دربت أكثر من (50) ألف جندي أوكراني على الأراضي البريطانية. ووقع رئيس الوزراء البريطاني “كير ستارمر” في يناير 2025 والرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” معاهدة “شراكة لمدة 100 عام” تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري لتعزيز الأمن في بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر آزوف، و أكد “ستارمر” إن بلاده ستلعب دورها كاملاً في ضمان أمن أوكرانيا.

كشفت ألمانيا عن تحمل المسؤولية “بقدراتها الخاصة” في ضوء التهديد المتزايد الذي يشكله ما يسمى بأسطول الظل الروسي، وضمان االسلامة في بحر البلطيق من خلال السفن الألمانية. تهدف قوة المهام القيادية (CTF)، التي يوجد مقرها في مدينة روستوك الساحلية على بحر البلطيق، إلى تعزيز جاهزية دفاع حلف شمال الأطلسي في المنطقة. أمن دولي ـ البلطيق منطقة توتر بعد حرب أوكرانيا

تجميد الأصول المملوكة للبنك المركزي و التخلي عن إمدادات الوقود الأحفوري الروسي

جمدت دول، بما في ذلك العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حوالي (300) مليار دولار من الأصول المملوكة للبنك المركزي الروسي بعد حرب أوكرانيا في فبراير 2022. حيث يتم الاحتفاظ بحوالي (200) مليار دولار من الأصول في منشأة “يوروكلير” في بروكسل، مع تجميد حوالي (5) مليارات دولار في الولايات المتحدة. ذكرت تقارير في يناير 2025 أن الرئيس المنتهية ولايته “جو بايدن” بذل جهدا قبل عودة “ترامب”، لحلفائه الأوروبيين للاستيلاء الكامل على الأصول حتى يمكن استخدامها كوسيلة ضغط في أي مفاوضات سلام مستقبلية. ومع ذلك، يدفع بعض المشرعين الأوروبيين من أجل منح الأصول لأوكرانيا لشراء الأسلحة والمساعدة في إعادة بناء البلاد، ويخشى آخرون أن يؤدي الاستيلاء على الأصول إلى زعزعة استقرار أوروبا.

صرح وزير الشؤون الأوروبية البولندي “آدم سزالابكا” أن بولندا ملتزمة بقيادة أجندة دفاعية قوية والتخلي الكامل عن الوقود الأحفوري الروسي. كما أعلن الوزير البولندي عن خطة صارمة بشأن سياسة الطاقة، مشيراً إلى التحول من الاستقلال عن الإمدادات الروسية إلى الانفصال الكامل عن مثل هذه الإمدادات. وتابع “يجب أن يكون هدفنا هو التخلص تماما من إمدادات الوقود الأحفوري من روسيا وإمدادات المواد الخام حتى نكون أكثر أمانا.

الموافقة على شحنات أسلحة إضافية إلى أوكرانيا

التقى وزير الدفاع الألماني “بوريس بيستوريوس” بالرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” في كييف في يناير 2025. وأعرب وزير الدفاع عن توقعه بأن يكون هناك حل في المفاوضات الجارية في ألمانيا بشأن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا بقيمة (3) مليارات يورو. يريد المستشار الألماني “أولاف شولز” الموافقة على شحنات أسلحة إضافية إلى أوكرانيا بقيمة (3) مليارات يورو قبل الانتخابات الفيدرالية في فبراير 2025 إذا تم تمويلها عن طريق تعليق كبح الديون. ستزود ألمانيا أوكرانيا تقريبًا بـ (60) صاروخًا إضافيًا لنظام الدفاع الجوي “Iris-T” للدفاع ضد الهجمات الروسية، سيتم التسليم من مخزونات الجيش الألماني.

 تعزيز قدرات صناعة الدفاع الأوروبية

أيد مجلس الاتحاد الأوروبي الاستنتاجات المتعلقة بالمراجعة الاستراتيجية للتعاون الهيكلي الدائم “PESCO” وهو حجر الزاوية في التعاون الدفاعي للاتحاد الأوروبي. وتهدف المراجعة، التي بدأت في نوفمبر 2023، إلى تعزيز فعالية “PESCO”، ومواءمتها مع الحقائق الجيوسياسية المتطورة بعد عام 2025. تؤكد الاستنتاجات على التزام الاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا، وضرورة دمج أوكرانيا في مبادرات الدفاع التابعة للاتحاد الأوروبي، وتوصي بتسهيل مشاركة أوكرانيا في مشاريع “PESCO” ضمن الأطر القانونية القائمة.

تهدف هذه الخطوة إلى دعم الاحتياجات العسكرية لأوكرانيا ودمج قاعدتها الصناعية الدفاعية تدريجياً في “EDTIB”. كما أصبح لدى المفوضية الأوروبية مفوض للدفاع والفضاء لأول مرة في تاريخ الكتلة. ونظرا للطريقة التي تعمل بها المؤسسة عادة، فمن المتوقع أن يكون هناك محاولات لزيادة التوافق العسكري، فضلا عن الدفع نحو تعزيز وزيادة قدرة صناعة الدفاع في أوروبا في ظل ولاية ترامب الثانية. أمن دولي ـ هل من ضغوطات أوروبية على إيران بعد تغيير النظام في سوريا؟

حل مشكلة الهجرة غير الشرعية التي تسببت فيها بيلاروسيا وروسيا

يسعى الاتحاد الأوروبي على تعزيز قدرات صناعة الدفاع الأوروبية ودعم المبادرات الدفاعية الأوروبية وتعزيز أمن البنية التحتية الحيوية أو المبادرات مثل الدرع الشرقي. يهدف ذلك لحل مشكلة الحدود الشرقية لبولندا. ينص البرنامج الجديد للحكومة البولندية على بناء هياكل وقائية للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين وصد العدوان المحتمل من جيرانها الشرقيين، والتي أصبحت عرضة لتدفقات الهجرة غير الشرعية التي تسببت فيها بيلاروسيا وروسيا.

أشارت “ألكساندرا كوزيول” المحللة في المعهد البولندي للعلاقات الدولية إلى “أن الهياكل الحدودية التي يتم بناؤها هي جزء من الردع الوطني، حيث يرتبط بنائه بالحاجة إلى احتواء الأعمال العدائية، وهذه ليست بيلاروسيا فحسب، بل روسيا”. وأوضحت أن “البرنامج يهدف إلى تعزيز أمن الحدود الشرقية لبولندا، وهي أيضًا حدود حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي”.

اعتماد نظام جديد قائم على الذكاء الاصطناعي

يتنامى الاهتمام امتزايد بالتقنيات ذات الاستخدام المزدوج – الابتكارات القابلة للاستخدام في السياقات العسكرية والمدنية. ويتجلى هذا الاتجاه بشكل خاص في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، حيث يمكن للتطورات أن تعزز القدرات الدفاعية. أحصى تقرير (370) شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الدفاعية مدعومة برأس مال مخاطر في دول حلف شمال الأطلسي، ويبلغ مجموع قيمتها الإجمالية (161) مليار دولار. وتشكل التكنولوجيا الدفاعية (1.8%) من تمويل رأس المال المخاطر الأوروبي، وهو ما تضاعف ثلاث مرات منذ عام 2022.

تلقت القوات المسلحة الأوكرانية نظامًا جديدًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي يهدف إلى جعل المركبات المدرعة أكثر تنوعًا وفعالية في يناير 2025. وهناك خطط لاختبار حل جديد للدفاع الجوي بقيمة (1.5) مليون دولار أمريكي وتسليمه إلى أوكرانيا مجانًا. وقد يمثل هذا خطوة أخرى في استخدام التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي في القطاع العسكري.

تتلقى أوكرانيا أول نوع جديد من مدافع “الهاوتزر” ذات العجلات من قبل الجيش الألماني. كما أن هناك عدد متزايد من الشركات الناشئة في مجال الصناعات الدفاعية التي تعمل على تطوير وبناء طائرات بدون طيار وأنظمة مضادة للطائرات بدون طيار. حيث باتت الطائرات بدون طيار تلعب دورا أساسيا في حرب أوكرانيا.

مراجعة العقوبات الأمريكية على روسيا

يقوم الاتحاد الأوروبي بمراجعة العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس “جو بايدن” على روسيا، وسط مخاوف من إمكانية إلغائها من قبل “دونالد ترامب” مع عودته إلى البيت الأبيض. تهدف المراجعة إلى تحديد كيف يمكن للأوامر التنفيذية التي أصدرها “بايدن”، إذا تم إلغاؤها، أن تعيق العلاقات التجارية وتقوض مبادرات الاتحاد الأوروبي. كما تعد توجيهات “بايدن” بشأن التجارة والأمن السيبراني قيد التقييم من قبل الاتحاد الأوروبي بحثًا عن العواقب المحتملة لعكسها.

يقول “توم كيتنج” مدير مركز التمويل والأمن في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن “ترامب” قد يواجه أيضًا قيودًا تشريعية إذا حاول التراجع عن العقوبات التي فرضت في عهد “بايدن”. لقد أدى قانون مواجهة أعداء أميركا من خلال العقوبات، الذي وقعه ترامب في أغسطس 2017، إلى الحد من قدرة الرئيس على إلغاء العقوبات من جانب واحد على دول مثل روسيا. أمن قومي ـ تعرف على الأحزاب المتنافسة في الانتخابات الألمانية القادمة

إنشاء “مجلس أمن أوروبي” في ظل ولاية ترامب الثانية

أشار تقرير في 22 ديسمبر 2024 إلى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض من المرجح أن تؤدي لتزايد التوتر مع الزعماء الأوروبيين بشأن الأمن عبر الأطلسي. ومع ذلك، حتى لو ظلت الولايات المتحدة منخرطة بنشاط في حلف شمال الأطلسي أثناء وبعد فترة ولاية “ترامب” الثانية كرئيس، فإن أوروبا تواجه حقيقة غير مريحة، فقد انتهى عصر الضمانات الأمنية الأميركية غير المشروطة.

أضاف التقرير أنه في الوقت نفسه، تواجه القارة تهديدا متجددا من روسيا مع استمرار حرب أوكرانيا. يمكن أن يشكل دافعا للدول الأوروبية لإنشاء مجلس الأمن الأوروبي لتنسيق سياساتها الدفاعية والخارجية بشكل أفضل. قد يعمل المجلس كمكان للالتقاء بين القادة الأوروبيين لتطوير استجابات سريعة لمثل هذه الأزمات، وتتجنب العرقلة من جانب الزعماء المؤيدين للكرملين مثل فيكتور أوربان في المجر أو روبرت فيكو في سلوفاكيا.

 **

2 ـ أمن دولي ـ ما مدى تأثير المواقف الأمريكية تجاه روسيا وأوكرانيا على الاتحاد الأوروبي؟

شهدت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا تحولات كبيرة خلال العقد الأخير، مدفوعة بالتغيرات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية. لعبت الولايات المتحدة، تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، دورًا محوريًا في تشكيل هذه الديناميكيات، سواء عبر مواقفها تجاه روسيا أو سياساتها تجاه أوكرانيا. ورغم أن إدارة ترامب اتخذت خطوات لدعم أوكرانيا عسكريًا، إلا أن تصريحات الرئيس وقراراته أحيانًا أثارت تساؤلات حول التزام واشنطن الطويل الأمد تجاه كييف. تستعرض هذه الدراسة تأثير سياسات ترامب على العلاقات الأوروبية مع أوكرانيا، مع التركيز على المواقف الأمريكية تجاه روسيا وأوكرانيا، وتقييم الدور الأوروبي في ظل أي تغيرات محتملة في السياسة الأمريكية.

ما مدى تأثير المواقف الأمريكية تجاه روسيا وأوكرانيا على الاتحاد الأوروبي؟

تُعد مواقف إدارة ترامب تجاه روسيا من أكثر القضايا إثارة للجدل خلال فترته الرئاسية السابقة من 20 يناير 2017 إلى 20 يناير 2021. فمن ناحية، فرضت الإدارة عقوبات مشددة على روسيا ردًا على تدخلها في الانتخابات الأمريكية وضمها لشبه جزيرة القرم. ومن ناحية أخرى، أظهرت تصريحات ترامب مواقف متباينة، منها الإشادة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذا التناقض أثّر بشكل مباشر على الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى لتحقيق توازن بين موقفه الحازم ضد روسيا ودعمه لأوكرانيا. الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر روسيا تهديدًا لأمنه، واجه ضغوطًا إضافية لتعزيز سياسته الدفاعية والاقتصادية تجاه أوكرانيا لتعويض أي غموض في السياسة الأمريكية. علاوة على ذلك، شجعت سياسات ترامب الاتحاد الأوروبي على إعادة تقييم اعتماده على الولايات المتحدة كشريك استراتيجي رئيسي، مما دفعه نحو تعزيز استقلاليته الاستراتيجية.

تأثير هذا التوجه الأمريكي لم يقتصر على الأبعاد السياسية فقط، بل امتد أيضًا إلى المجالات الاقتصادية. العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على موسكو أثرت على الشركات الأوروبية التي تعتمد على التعاون مع روسيا، مما دفع الاتحاد الأوروبي للبحث عن سبل لتعزيز اقتصاده بعيدًا عن النفوذ الأمريكي المباشر. على سبيل المثال، اضطرت الدول الأوروبية إلى تسريع جهودها لتطوير مصادر طاقة بديلة وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، وهو أمر زاد من أهمية التنسيق الأوروبي مع أوكرانيا في مجال الطاقة.أمن دولي ـ هل تنتهي حرب في أوكرانيا خلال العام 2025؟

ما مواقف الرئيس ترامب المتوقعة بشأن دعم أوكرانيا؟

رغم دعم إدارة ترامب لأوكرانيا عسكريًا، بما في ذلك إرسال مساعدات دفاعية ومعدات عسكرية، إلا أن تصريحات الرئيس بشأن مكافحة الفساد في أوكرانيا واستخدام هذه القضية كذريعة لتجميد المساعدات في بعض الأحيان أثارت قلق الشركاء الأوروبيين. مواقف ترامب أظهرت تركيزًا أكبر على مصالح الولايات المتحدة الداخلية بدلاً من التزام طويل الأمد بأمن أوكرانيا.

الاتحاد الأوروبي من جانبه، كان ينظر بعين القلق إلى هذا النهج، حيث يعتمد موقفه في دعم أوكرانيا بشكل كبير على التنسيق مع الولايات المتحدة. تراجُع دعم واشنطن كان يعني أن الاتحاد سيحتاج إلى سد الفراغ الناجم عن هذا التراجع، سواء عبر زيادة المساعدات الاقتصادية لكييف أو تعزيز جهوده الدبلوماسية في مواجهة النفوذ الروسي. يمكن تحليل مواقف ترامب من زاوية براغماتية تسعى لتعظيم الفوائد الأمريكية. ترامب، الذي اشتهر بسياساته “أمريكا أولاً”، حاول استغلال الدعم الأمريكي كأداة ضغط للحصول على تنازلات أو مكاسب من أوكرانيا أو حتى من الدول الأوروبية الحليفة. هذا النهج أثار قلقًا أوروبيًا واسعًا، إذ اعتُبر إشارة إلى أن الدعم الأمريكي قد لا يكون مضمونًا دائمًا، بل قد يُعاد النظر فيه بناءً على الحسابات السياسية الضيقة.أمن دولي ـ ما هي الأسباب التي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله وحماس؟

ما التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية؟

خلال فترة ترامب السابقة، أظهرت الولايات المتحدة بوادر انحسار في الالتزام التقليدي تجاه الحلفاء الأوروبيين، ما انعكس على قضايا متعددة، بما في ذلك الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا. إذا استمرت هذه التوجهات، فقد يؤدي ذلك إلى:

زيادة الضغط على أوروبا: سيضطر الاتحاد الأوروبي إلى تحمل المزيد من الأعباء في دعم أوكرانيا، وهو ما قد يتسبب في توترات داخلية بين دول الاتحاد.

التغيرات في السياسة الأمريكية قد تدفع الاتحاد الأوروبي لتعزيز شراكته مع أوكرانيا كجزء من استراتيجيته للتصدي للنفوذ الروسي.

تغيير ديناميكيات الناتو: أي تراجع أمريكي قد يُضعف حلف الناتو ويزيد من المخاوف الأمنية لدول شرق أوروبا. في هذا السياق، يمكن النظر إلى إدارة ترامب على أنها بداية مرحلة جديدة في العلاقات الدولية، حيث قد تضطر القوى الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي إلى لعب أدوار أكبر في القضايا العالمية. هذا التحول سيضع دول الاتحاد أمام تحديات جديدة، أبرزها تعزيز قدراتها العسكرية وتوسيع نطاق تأثيرها السياسي.

ما انعكاس أي تراجع أمريكي في دعم أوكرانيا على الدور الأوروبي؟

مع تقلص الدعم الأمريكي المحتمل، قد يتحول الاتحاد الأوروبي إلى اللاعب الرئيسي في الملف الأوكراني. هذا التحول يتطلب استثمارات أوروبية إضافية، سواء في صورة مساعدات اقتصادية أو تعزيز القدرات الدفاعية لدول المنطقة. ومع ذلك، فإن قدرة الاتحاد على تحمل هذه المسؤوليات تعتمد على عوامل متعددة، منها مدى استعداد دول الاتحاد الأوروبي لتوحيد جهودها وتحمل التكاليف.

قدرة أوروبا على زيادة الدعم المالي لكييف في ظل تحديات اقتصادية داخلية. وتعزيز التعاون مع الناتو ضمان استمرار التنسيق العسكري مع الولايات المتحدة حتى في حال تراجع الدعم المباشر. كما أن تراجع الدعم الأمريكي قد يؤدي إلى تباينات داخل الاتحاد الأوروبي نفسه. دول شرق أوروبا، التي تعتبر روسيا تهديدًا مباشرًا، قد تدفع باتجاه مزيد من الالتزام الأوروبي تجاه أوكرانيا، في حين قد تكون الدول الغربية أكثر تحفظًا نظرًا لأولوياتها الاقتصادية والسياسية المختلفة. هذا الانقسام المحتمل سيُضعف قدرة الاتحاد على صياغة سياسة موحدة تجاه أوكرانيا وروسيا.أمن أوروبا ـ ماذا نعرف عن سفينة التجسس الروسية التي تم تعقبها في المياه البريطانية؟

احتمالات التحول في سياسة ترامب

تزامنًا مع بداية ولاية جديدة لترامب، تبرز تساؤلات عديدة حول اتجاه السياسات الأمريكية تجاه أوكرانيا. تصريحات ترامب السابقة التي ركزت على تقليص الإنفاق العسكري الأمريكي على الحلفاء قد تتجدد في الفترة المقبلة، مما يعزز احتمالية تقليص المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف. هذا التحول المحتمل سيضع أوروبا أمام تحديات كبيرة:

تعزيز الدفاع الذاتي: قد تضطر أوروبا إلى تحمل مسؤولية أمنها بشكل أكبر، مما يعني زيادة الاستثمارات في الدفاع وتطوير استراتيجيات عسكرية أكثر استقلالية.

زيادة الضغط على أوكرانيا: أي تراجع أمريكي قد يدفع أوكرانيا للبحث عن دعم بديل، مما يعزز حاجتها إلى شراكات أوروبية أقوى. هذا قد يتطلب من الاتحاد الأوروبي تحمل أعباء إضافية في دعم الإصلاحات الأوكرانية ومواجهة الفساد.

إعادة تقييم التحالفات: الدول الأوروبية، خاصة تلك القريبة من الحدود الروسية، قد تدفع باتجاه تعزيز تحالفات جديدة خارج إطار الناتو لتعويض التراجع الأمريكي.

ما تحديات العلاقة بين ترامب وأوروبا في ظل التوترات الأوكرانية؟

تعكس الفترة الجديدة لإدارة ترامب مرحلة من إعادة تشكيل العلاقات الأطلسية، حيث قد تتصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل بشأن ملفات متعددة، أبرزها القضية الأوكرانية. السياسات الأمريكية التي تركز على “تقاسم الأعباء” قد تُعقد التنسيق الأطلسي، مما يضعف الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الروسية. من جهة أخرى، قد تستغل موسكو هذا التراجع لتوسيع نفوذها في شرق أوروبا، مما يزيد الضغط على الاتحاد الأوروبي لتطوير استراتيجية دفاعية ودبلوماسية شاملة. وتشمل التحديات المستقبلية أمام الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا:

الضغوط الأمنية: مع استمرار التوترات مع روسيا، ستحتاج أوروبا إلى تعزيز أمنها الجماعي وتطوير استراتيجيات دفاعية طويلة الأمد.

الأزمات الاقتصادية: دعم أوكرانيا يتطلب موارد مالية ضخمة، وهو ما قد يشكل تحديًا في ظل الأزمات الاقتصادية المتكررة داخل دول الاتحاد.

الحاجة إلى تنسيق أفضل: تحقيق التوازن بين المواقف المختلفة داخل الاتحاد الأوروبي يتطلب بناء توافق أوروبي أعمق.

**

3 ـ  أمن دولي ـ  ما السيناريوهات المستقبلية للدعم الأوروبي لأوكرانيا مع إدارة  ترامب؟

تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من إتمام عامها الثالث، وسط تصاعد الهجمات الجوية على مناطق شرق أوكرانيا ومنطقة كورسك الروسية، وتتزامن حدة المعارك مع تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة إنهاء الحرب، وتخطيطه للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحديث بشأن المفاوضات. وتراقب أوروبا هذه المتغيرات واحتمالية تخلي واشنطن عن كييف وخفض المساعدات المقدمة لها، لتعيد التفكير في طبيعة الدعم المقدم لأوكرانيا وإمكانية تبني سياسة مستقلة في الشؤون الدفاعية بعيداً عن الولايات المتحدة، في ضوء انقسامات داخل التكتل الأوروبي حول هذه القضايا، ما يطرح تساؤلاً حول مصير الصراع الروسي الأوكراني الفترة المقبلة.

كيف تنظر أوروبا إلى خطط ترامب بشأن حرب أوكرانيا؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 23 يناير 2025، أنه يريد الاجتماع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أنه من دون اتفاق ليس لديه خيار سوى فرض رسوم جمركية وعقوبات على روسيا، وفي المقابل أكد الكرملين، أن بلاده مستعدة لحوار متساو مع الولايات المتحدة. قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 24 يناير 2025، إنه منفتح على العمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مفضلاً الاجتماع لمناقشة ملفات مثل الحرب في أوكرانيا وأسعار الطاقة.

يبدو أن قدوم دونالد ترامب للبيت الأبيض يثير مخاوف في أوروبا، وأشار استطلاع رأي في نوفمبر 2024 لصالح المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومشروع بحثي لجامعة أكسفورد بعنوان “أوروبا في عالم متغير”، إلى أن الأوروبيون هم الوحيدون الذي يخشون مجيء ترامب، وأن الاتحاد الأوروبي قادر على التصرف على قدم المساواة مع الولايات المتحدة. وأوضح الاستطلاع أن الأوروبيون سيكافحون من أجل إيجاد وحدة داخلية للتعامل مع متغيرات المشهد السياسي العالمي.

بحسب الاستطلاع فإن واحداً من كل (5) أوروبيين ينظر إلى واشنطن باعتبارها حليفاً، وهذا انخفاض كبير مقارنة بما كان عليه الحال قبل عامين، وأظهر الاستطلاع انقسام دول الاتحاد الأوروبي بسبب عودة ترامب، وتظهر دول في جنوب شرق أوروبا ترحيباً بعودته، ما يشير إلى أن الحديث عن الغرب باعتباره جهة جيوسياسية فاعلة واحدة لم يعد ممكناً، وأن الاتحاد الأوروبي يسعى لتوحيد موقفه في معارضة ترامب بشأن حرب أوكرانيا.

كيف تصبح مواقف الدول الأوروبية تجاه حرب أوكرانيا؟

قد تؤدي مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا، إلى إحداث انقسام داخل الاتحاد الأوروبي، فدول البلطيق وعدد من دول جنوب أوروبا تعلن عن استعدادها لمواصلة دعم كييف، وربما ستتجه غالبية دول الاتحاد إلى دعم طرح ترامب، ما يجعل التكتل الأوروبي مقيداً بتقديم مساعدات محدودة دون مساعدة أمريكية.

تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه بالانتخابات، تطابقت مع خطابه الأول في حفل التنصيب في 20 يناير 2025، حول إنهاء حرب أوكرانيا، ما يجعل الاتحاد الأوروبي أمام مأزق توحيد استراتيجيته تجاه كييف، رغم توقعات الخبراء بأن بروكسل ستضطر للتكيف مع مسار السياسية الخارجية الأمريكية الجديد. نشر مستشارو ترامب في ديسمبر 2024، مسودة أولية لخطته للسلام، تضمنت إنهاء عزلة روسيا، والرفع التدريجي للعقوبات، وإرجاء النظر في عضوية أوكرانيا للناتو لمدة (10) سنوات، واستئناف العلاقات بين واشنطن وموسكو في حال إبرام سلام مقبول لكييف.

رغم أن بروكسل لا تفضل الحديث عن تسوية سلمية للحرب الأوكرانية، أوضحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في 19 ديسمبر 2024 خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، إنها ضد محادثات السلام المبكرة بشأن أوكرانيا، معتبرة أن الأمر سيتحول لصفقة سيئة ضد كييف، ما أدى لتعالي الأصوات بالقمة للمطالبة بزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، وتحديداً القذائف والصواريخ ومعدات الدفاع الجوي.

يظهر التباين بين مواقف دول التكتل، إذ وافقت السويد وإيطاليا واليونان وفنلندا على دعم أوكرانيا عسكرياً طالما كان ضرورياً، بينما تؤيد المجر  علناً وقف الحرب والمساعدات لأوكرانيا، وأجرى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر 2024، مقترحاً عودة المحادثات بين موسكو وكييف. وهدد رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو، بقطع الدعم المالي لأكثر من (130) ألف لاجئ أوكراني، بتصاعد الخلاف مع أوكرانيا بشأن إمدادات الغاز الروسي بعد إجرائه زيارة لموسكو، وفي 24 يناير 2025، قال وزير الخارجية السلوفاكي يوراي بلانار، إن بلاده لن تسمح للاتحاد بتحمل عبء مساعدة أوكرانيا إذا رفض ترامب دعمها.

موقف المجر وسلوفاكيا من الحرب، لا تمثل ثقلاً داخل التكتل الأوروبي ولا ترسم سياساته بخصوص هذا الشأن، ويصبح الأمر مرتبطاً بموقفي فرنسا وألمانيا، وفي حالة إعلانهما دعم المباحثات، ستتبنى أغلب الدول الأعضاء بالاتحاد نفس الموقف رغم تحفظ دول البلطيق، التي تدرك جيداً أن دعم الناتو لكييف لن يستمر فترة طويلة إذا توقفت المساعدات الأمريكية.

تتخذ فرنسا موقفاً أكثر تشدداً تجاه وقف الحرب الأوكرانية الآن، مقارنة بموقفها في بداية المعارك في 2022، وأشارت صحيفة “إزفستيا” الروسية على لسان خبراء، إلى أن فرنسا قد تستعد لمواجهة طويلة الأمد مع روسيا، ولكن ترامب سيضغط على الحلفاء المعارضين بالرسوم الجمركية والمطالبة برفع الإنفاق العسكري إلى (5%) من الناتج المحلي الإجمالي.

تتخوف فرنسا وبعض دول الاتحاد، من إبرام واشنطن اتفاقاً مع موسكو دون الالتفات لمصالح أوروبا، وعدم وضع شروط تمنع موسكو من شن هجمات مستقبلية ضد جيرانها الأوروبيين، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 1 يناير 2025، إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام وأمن بأوروبا دون الأوروبيين وأن يكونوا جزءاً من عملية التفاوض، موضحاً أن التحدي هو توفير وسائل الصمود لأوكرانيا، ما يمكنها من دخول المفاوضات المستقبلية في موضع قوة، وأن الحرب لن تنتهي غداً أو بعد غد.أمن ألمانيا القومي ـ ما هي المخاوف الأوروبية من وقف الدعم لأوكرانيا؟

ما احتمالية تطوير سياسات دفاعية أوروبية مستقلة عن الولايات المتحدة؟

لم تخلُ تصريحات دونالد ترامب من التلميح إلى احتمالية وقف بلاده الإنفاق على حلف الناتو، وأكد في 7 يناير 2025 ضرورة أن ترفع الدول الأعضاء بالحلف الإنفاق إلى (5%) من الناتج المحلي الإجمالي بدلاً من (2%) النسبة المتفق عليها. وقبل هذه التصريحات وتحديداً في 7 نوفمبر 2024 بقمة “بودابست”، دعا نحو (50) زعيماً أوروبياً لموقف دفاعي أقوى بالقارة العجوز، وأن يتخلوا عن الاعتماد بشكل أساسي عن واشنطن، وأوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن أولوية الاتحاد يجب أن تتمثل في الاستعداد للدفاع عن المصالح الأوروبية. وطالب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، بتحمل المسؤولية لضمان الأمن لأوروبا. وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، على حاجة أوروبا لتصبح أقل اعتماداً على واشنطن. كما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إلى تعزيز الأمن الأوروبي والصناعات الدفاعية.

تخطط دول الاتحاد لزيادة الإنفاق العسكري، وتسعى فرنسا إلى أن تصل ميزانية الدفاع إلى (50.5) مليار يورو في 2025، وأن ترتفع تدريجياً لتبلغ (67) مليار يورو، ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتطوير الصناعات الدفاعية الأوروبية.

بلغ الإنفاق الدفاعي لدول الاتحاد في 2024 نحو (326) مليار يورو ما يمثل (1.9%) من الناتج الإجمالي، بزيادة (31%) مقارنة بعام 2021. وأكد مدير المكتب الأوروبي لمعهد الأبحاث الاستراتيجية بالمدرسة العسكرية فيليب بيرشوك، أنه يجب بناء مصانع وتدريب الأشخاص لتمويل دفاع أوروبا. وشدد زميل بارز في معهد “بروغل” جونترام وولف، على أن الإنفاق المشترك يجب أن يكون البداية لزيادة كفاءة الأسلحة وخفض التكلفة، خاصة وأن تمويل الإنتاج العسكري المشترك واختلاف احتياجات الدول الأعضاء تعد تحديات أمام التعاون الأوروبي في هذا المجال.

تسعى أوروبا لإنشاء بنك “إعادة التسلح” كوسيلة سريعة لزيادة الإنفاق الدفاعي دون قيود، ومن المقرر دعوة دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والنرويج، للمساهمة فيه وشراء المعدات العسكرية وتمويل الصناعات الدفاعية، ويتم تمويله برأس المال المكتتب من قبل الأعضاء بمبلغ (500) مليار يورو، وأن يتم الاستفادة من (10%) من المبلغ وتسديده مقدماً، دون تحديد آلية للقيام بذلك حتى 2028.

تدفع بولندا بريطانيا للمشاركة في هذا المشروع، وتعد بولندا أكبر مساهم أوروبي بحلف الناتو بقيمة أكثر من (4%) من الناتج المحلي الإجمالي، لذا تطالب بسرعة إنفاق الأموال الأوروبية على الدفاع، رداً على انتقادات دونالد ترامب، بشأن استغلال أوروبا الإنفاق الدفاعي الأمريكي.أمن أوروبا ـ هل تستطيع روسيا مهاجمة دول الاتحاد الأوروبي بعد أوكرانيا؟

ما السيناريوهات المستقبلية للدعم الأوروبي لأوكرانيا؟

تعتمد أوروبا في دعم أوكرانيا على تقديم المساعدات العسكرية، بجانب فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا، وفي 28 نوفمبر 2024، نشرت ألمانيا وحدتين للدفاع الجوي من طراز باتريوت في بولندا لحماية خطوط إمدادات الأسلحة لكييف، وفي 19 ديسمبر 2024 ألمح وزير الدفاع البريطاني، إلى احتمالية إرسال قوات بريطانية لأوكرانيا لتدريب الجنود الأوكرانيين.

قالت المفوضية الأوروبية في 12 يناير 2025، إن التكتل الأوروبي مستمر في دعم كييف دون شروط بغض النظر عن موقف واشنطن، منوهة إلى الاستثمار في (130) مليار يورو لمساندتها. وأكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إعداد حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتضمنت ميزانية ألمانيا 2025 نحو (4) مليارات يورو لهذا الغرض، وتأتي برلين ثاني أكبر مورد للأسلحة لأوكرانيا بعد واشنطن.

بينما أوضح المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية والإنتاجية فالديس دومبروفسكيس في 24 يناير 2025، أن المساعدات المالية لكييف مضمونة حتى نهاية 2025، ولكن أوروبا بحاجة للمشاورات مع إدارة ترامب، وأشار وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إلى أن أوكرانيا تواجه نقصاً بالأسلحة والتعبئة والتجنيد، مؤكداً على مواصلة بلاده دعم قدرات الجيش الأوكراني، بالتزامن مع تجديد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعوته لتزويد كييف بأنظمة الدفاع الجوي الأمريكية، ونشر (200) ألف عسكري أوروبي لضمان أمن بلاده.

وافقت دول الاتحاد في 11 ديسمبر 2024، على فرض جولة جديدة من العقوبات على روسيا، تستهدف أسطول ناقلات النفط التابع للكرملين، وتمنع (79) سفينة جديدة من شحن النفط الروسي والمنتجات النفطية من موانئ الاتحاد واستخدام خدمات الشركات الأوروبية. وطالب رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، بأن تشمل الحزمة (16) من العقوبات ضد موسكو الغاز والأسمدة والطاقة. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ستيفان دي كيرسميكر، إن المفوضية لن تعلق على تصريحات المجر بشأن حظر تمديد العقوبات ضد روسيا، وأن قرار تطبيق العقوبات يتم بالإجماع.صدر حديثا كتاب روسيا والناتو والاتجاه نحو الحرب النووية

تقييم وقراءة مستقبلية

– يتضح أن أوروبا، بالتعاون مع حلفائها، تتجه نحو تعزيز منظوماتها الدفاعية في مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة في ظل ولاية ترامب الثانية، تأتي هذه التحركات في سياق أوسع يهدف إلى دمج أوكرانيا تدريجياً في مبادرات الدفاع الأوروبية، مثل “PESCO”، مما يعكس تحولاً استراتيجياً في السياسة الدفاعية للاتحاد الأوروبي.

– من المرجح أن تستمر الدول الأوروبية في تعزيز مكانتها كداعم رئيسي لأوكرانيا، في إطار شراكة استراتيجيات طويلة الأمد، ما يعكس التزامًا أوروبيًا قويًا في منطقة البحر الأسود والبلطيق. أما ألمانيا، فستواصل دورها القيادي من خلال زيادة التواجد العسكري في بحر البلطيق مع الحرص على تأمين السلامة العسكرية وتعزيز جاهزية حلف الناتو في هذه المناطق.

– تشير المراجعات المتواصلة للعقوبات الأمريكية على روسيا إلى تحول محتمل في السياسات الأمريكية الداخلية، قد يؤدي إلى تعقيد الموقف مع عودة “ترامب” إلى السلطة. في ظل هذه الديناميكيات، قد تتجه أوروبا نحو تأسيس “مجلس أمن أوروبي” لمواجهة التحديات الأمنية المستمرة، مستفيدة من تجربة التعاون الدفاعي بين الدول الأعضاء.

– بات متوقعا أن تستمر العقوبات المفروضة على روسيا، وسط ضغوط أوروبية لدعم أوكرانيا عبر الأصول المجمدة. لكن هذا قد يثير انقسامًا داخليًا داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يدفع البعض لاستخدام هذه الأصول لإعادة بناء أوكرانيا بينما يخشى آخرون من تأثيرها على الاستقرار الأوروبي.

– يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من مجرد صناعة دفاعية قادرة على تحقيق الغرض منها. فهو يحتاج إلى القوة العسكرية لضمان استمرار أوكرانيا كدولة مستقلة إذا أمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

 **

– من الواضح أن سياسات ترامب أحدثت تغييرات عميقة في توازن القوى بين الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وأوكرانيا. بينما حاول الاتحاد الأوروبي تعزيز دوره كفاعل مستقل، لا يزال يعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي في مواجهة التحديات الأمنية. في المستقبل، من المرجح أن يزداد التقارب الأوروبي مع أوكرانيا كرد فعل لأي تراجع أمريكي، سيعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز علاقاته مع كييف. ويستمر الضغط على روسيا من خلال العقوبات والدبلوماسية، سيحاول الاتحاد الأوروبي كبح الطموحات الروسية في المنطقة.

– مع إعادة انتخاب ترامب واستمرار تبنيه نهجًا غير تقليدي في السياسة الخارجية، من المتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي نحو زيادة استقلاليته الاستراتيجية. إذا تراجعت الولايات المتحدة عن دورها التقليدي كحليف قوي لأوكرانيا، فقد يجد الاتحاد نفسه مضطرًا لتعزيز دعمه العسكري والاقتصادي لكييف. من جهة أخرى، قد يؤدي ذلك إلى تقارب أوروبي أوسع مع الشركاء الإقليميين، مثل كندا واليابان، لضمان استقرار الموقف الدولي الداعم لأوكرانيا في مواجهة روسيا.

– أي تراجع أمريكي عن دعم أوكرانيا قد يمنح روسيا فرصة لتوسيع نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة. يمكن أن يُترجم ذلك إلى تعزيز الضغط الروسي على دول شرق أوروبا وزيادة التحديات الأمنية التي تواجه الاتحاد الأوروبي. بالتالي، قد تزداد حاجة أوروبا إلى تعزيز إنفاقها الدفاعي وتكثيف استثماراتها في مبادرات الأمن الجماعي.

– ضعف الالتزام الأمريكي قد يدفع الاتحاد الأوروبي إلى إعادة هيكلة مساعداته الاقتصادية لأوكرانيا، بما في ذلك دعم بنيتها التحتية وتحفيز اقتصاداتها المحلية لمواجهة الضغوط الروسية. ومع ذلك، فإن هذا التوجه قد يضع أعباء إضافية على ميزانيات الدول الأوروبية التي تعاني بالفعل من تحديات اقتصادية نتيجة جائحة كورونا وتداعياتها.

– مع احتمال انخفاض الدعم الأمريكي، ستسعى أوروبا إلى تسريع استراتيجياتها لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية. وقد يشهد المستقبل توثيق التعاون الأوروبي مع أوكرانيا في مجال الطاقة، بما في ذلك تعزيز الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة وتوسيع شبكات الغاز البديلة عبر أوكرانيا.

– تراجع الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا قد يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي العالمي. يمكن أن يعزز ذلك التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلفائه التقليديين مثل اليابان وأستراليا، وربما يؤدي إلى تزايد الانخراط الصيني في المنطقة. هذه الديناميكيات قد تُعقد التحديات التي تواجه أوكرانيا، لكنها قد تدفع أوروبا نحو لعب دور أكبر في قيادة الاستجابة الدولية للأزمة الأوكرانية.

**

– يتخوف الاتحاد الأوروبي من تفكك الموقف بشأن حرب أوكرانيا، وأن تظهر أصوات مطالبة بعودة العلاقات مع روسيا، بالتزامن مع فتح باب الحوار بين الغرب وروسيا من جديد، بعد إصرار ترامب الواضح على وقف الحرب وخفض المساعدات العسكرية، خاصة في ظل الضغط على بعض حكومات أوروبا، واعتراض أحزاب المعارضة على استمرار الدعم العسكري والمالي لكييف، لذا ستصبح هذه المسألة نقطة خلاف رئيسية في اجتماعات ونقاشات دول التكتل.

– مواقف فرنسا والولايات المتحدة بشأن استقلالية أوروبا وزيادة الإنفاق الدفاعي بحلف الناتو، متشابهان في الاتجاه ومختلفان في الأسباب وراء تبني هذه الأفكار، باريس ترى أن الأمر مهم من أجل الابتعاد عن واشنطن في اتخاذ القرارات، بينما تعتبر واشنطن أن الخطوة ضرورية لتحملها العبء الأكبر في الدفاع والأمن عن أوروبا، وتمويل الناتو بنسبة أكبر مقارنة بباقي الدول الأعضاء، ما يرجح توتر العلاقات بين البلدين ربما لا تكون بنفس حدة المشهد في ولاية ترامب الأولى، ولكن هذا التوتر سينعكس على مواقف الناتو ووحدته الفترة المقبلة.

– تعارض دول الاتحاد الأوروبي وتحديداً ألمانيا وفرنسا الدخول في مفاوضات مع روسيا في هذا التوقيت الراهن، ورغم أن الدولتين الأوروبيتين دعموا عودة المحادثات والتواصل المستمر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مدار العام الأول من الحرب الأوكرانية، فإن اعتراضهما الآن على المفاوضات يرتبط بأن موقف أوكرانيا ميدانياً بالمعارك ضعيف لا يسمح لها بوضع شروط للتفاوض، ما يعد تهديداً لأمن أوروبا ويزيد من احتمالية شن روسيا هجوماً مستقبلياً ضد أوكرانيا أو دول أوروبا.

– يواجه الاتحاد الأوروبي عدة تحديات، حول الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة، تتعلق بالقدرة المالية للإنفاق على شراء الأسلحة والمشاركة في صندوق التسلح المقترح، إضافة إلى رفض دول مثل شرق أوروبا الاستقلال عن واشنطن، وتعنت دول مثل المجر وسلوفاكيا في تعزيز التعاون الدفاعي المشترك، بهدف التصدي لتهديدات روسيا، لاسيما وأن مواقفهما متقاربة في ضرورة إعادة العلاقات مع روسيا في ملفات الطاقة والاقتصاد.

– ينبغي أن يتبنى المسؤولون بالتكتل الأوروبي، سياسة متوازنة بين الدول الأعضاء لتباين مواقفهم حول دعم أوكرانيا وتوقيت بدء المفاوضات من جانب، وفتح حوار دائم مع الولايات المتحدة حول آليات وشروط عودة المباحثات مع روسيا من جانب آخر، لضمان عدم اتساع الفجوة في المواقف وتوحيد الرؤية تجاه المرحلة المقبلة، خاصة وأنها ربما ستشمل مواءمات سياسية لتسوية الصراع الغربي الروسي.

– من المتوقع أن دول أوروبا ستسارع إلى تكثيف مساعداتها لكييف الأيام المقبلة، بهدف أن تحرز الأخيرة تقدماً سريعاً في المعارك مع روسيا، ما يسمح لها بالتفاوض في موضع قوة، وترجح من كفة الغرب في وضع شروط لإنهاء الحرب، وعلى الجانب الآخر ستعجل إدارة ترامب لعقد لقاء مباشر مع بوتين، ووضع شروط لوقف الحرب وفقاً للرؤية الأمريكية فقط، ما قد يوتر العلاقات الأوروبية الأمريكية حول هذا الملف.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=100458

 حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

هوامش

Europe’s defence tech landscape reshaping with new era of venture capital investment
https://tinyurl.com/23ey6395

Europe’s chance to secure peace in Ukraine
https://tinyurl.com/mvxs7xap

EU signs satellite constellation contracts in ‘paradigm shift’ for defence
https://tinyurl.com/5n7xypdy

** 

Trump’s policy on Ukrainian war may lack focus, but it’s an unexpected priority

https://bit.ly/3Cx9hvG

How could Trump’s policies impact Europe’s economy and politics?

https://bit.ly/4aFrcgr

Prepare for the worst: Four scenarios for Ukraine under Trump 2.0

https://bit.ly/42stbCC

Getting Europe Ready for a Second Trump Administration

https://bit.ly/4hukTyx

**

Russia-Ukraine war: List of key events – day 1,065

https://shorturl.at/AENL4

Unforeseen States: Trump’s arrival could intensify divisions in the EU

https://shorturl.at/zXY5I

Alone in a Trumpian world: The EU and global public opinion after the US elections

https://shorturl.at/T5FHY

50 European leaders assess how Trump will affect their fortunes and seek a common stance on Russia

https://shorturl.at/kMNf7

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...