المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا و هولندا
إعداد: وحدة الدراسات والتقارير
يمكنكم الإطلاع على الملف بصيغة pdf ملف : محاربة داعش في سوريا والعراق ـ مراجعة وتقييم لدور التحالف الدولي
ملف: محاربة داعش في سوريا والعراق ـ مراجعة وتقييم لدور التحالف الدولي
التحالف الدولي في سوريا والعراق ـ المهام والأهداف
إلتزم التحالف الدولي منذ تشكيله في عام 2014 بمكافحة تنظيم داعش على كافة الأصعدة. وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته في تأسيس خلافته المزعومة. واستطاعت عمليات التحالف الدولي في سوريا والعراق تدمير البنية التحتية لتنظيم داعش، وتجفيف منابع تمويله ثم الحد من تدفق المقاتلين الأجانب. وأعلن التحالف الدولي في ديسمبر 2021 من إنهاء العمليات القتالية في سوريا والعراق وسط مخاوف من عودة تنظيم داعش مرة أخرى.
مهام التحالف الدولي في سوريا والعراق
تم تشكيل التحالف الدول ضد داعش من (84) دولة، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبرعام 2014. كما إلتزم التحالف الدولي بدحر تنظيم داعش وهزيمته. وتعهد التحالف في سبتمبر 2021 بتقديم الدعم الجوي والاستخباري في حربها ضد التنظيم. وتقديم الدعم المالي بكثر من (600) مليون دولار وذلك من أصل (670) مليون دولار.
حالياً، استطاعت عمليات التحالف الدولي بشكل كبير إلى تدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم داعش، ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، وكذالك دعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة، في المناطق المحررة من داعش. كذلك مجابهة الدعاية الإعلامية للتنظيم. تكثيف جهود بناء القدرات لمكافحة الإرهاب والمساعدة في ضمان الهزيمة المستدامة لداعش.
إنهاء المهام القتالية للتحالف الدولي
أعلنت الحكومة العراقية رسمياً في 9 ديسمبر 2021 استكمال خروج كافة القوات القتالية للتحالف الدولي من البلاد. وانتهاء المهام القتالية للتحالف، وتم استكمال خروج كل قواته ومعداته القتالية خارج العراق. ولكن اتفقت كل من واشنطن وبغداد ضمن خطة الانتقال إلى دورغير قتالي لقوات التحالف الدولي العاملة في العراق، لاسيما تقليص الوحدات العسكرية الأمريكية في قاعدتي عين الأسد بالأنبار وأربيل بإقليم كردستان العراق، وتخفيض مستوى قيادة التحالف الدولي من مقر بقيادة ضابط برتبة فريق إلى مقر أصغر بقيادة ضابط برتبة لواء لأغراض الإدارة والدعم والتجهيز وتبادل المعلومات الاستخبارية والمشورة.
واقع و حجم التحالف الدولي في سوريا و العراق
قررت السلطات الألمانية في 13 يناير 2022 تمديد مهمتها العسكرية الخاصة بمكافحة تنظيم داعش في العراق لمدة (9) أشهر، مع إنهاء مهمتها في سوريا رسمياً. وأشارت إلى أن التفويض الجديد الممنوح حتى 31 أكتوبر 2020 يقضي بنشر ما يصل إلى (500) عسكري ألماني في العراق. ولا تزال القوات الألمانية تستخدم قاعدة إمداد في الأردن. وتشارك فرنسا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بـ(4) طائرات من طراز “رافال”. مكافحة الإرهاب ـ التحالف الدولي في العراق وسوريا، قراءة مستقبلية.
إلتزمت بريطانيا بتوفير أكثر من (1000) فرد عسكري لدعم عمليات مكافحة داعش. ونفذ سلاح الجو الملكي ضربات في العراق وسوريا باستخدام أكثر من (4300) سلاح دقيق، كذلك توفيرمعلومات استخباراتية ومراقبة واستطلاع وقام الجنود البريطانيون بتدريب قوات الأمن العراقية. حيث دربت المملكة المتحدة أكثر من (120) ألف عراقي وكردستاني.
تتمركز في قاعدة “التنف” قوات أميركية ضمن قوات التحالف الدولي. وفي الواقع، هناك نحو (3500) جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، بينهم (2500) أميركي و(1000) جندي من قوات التحالف من دول أخرى في العراق. وهذه القوات لا تقاتل وتقوم بدور استشارة وتدريب منذ العام 2020.
أبرز عمليات التحالف ضد داعش في سوريا و العراق
كشف تقرير استخباراتي أميركي عن انخفاض هجمات تنظيم داعش في سوريا خلال الربع الثالث من العام 2021، مشيراً إلى عدم وجود تغيير ملحوظ في تماسك التنظيم أو أهدافه أو استراتيجيته للتعافي. ويظهر التقريرانخفاض هجمات داعش في سوريا بنسبة (86 %)، موضحاً أن عدد الهجمات انخفض من (132) في أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر من العام 2020 إلى (19) هجوماً فقط خلال الأشهر ذاتها من العام 2021.
أكد التحالف في 18 بناير 2022 أن “داعش لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً لأمن واستقرار العراق وسوريا”. وشدد التحالف “على ضرورة تعزيز ومواصلة آليات والتنسيق بين الجيش العراقي والبيشمركة، ولاسيما في المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم، وللقضاء على تهديدات تنظيم داعش من خلال تفعيل مراكز التنسيق الأمني المشتركة وإنهاء الثغرة الأمنية في تلك المناطق.
وخلال عملية أمريكية في سوريا أعلنت الولايات المتحدة في 3 فبراير 2022 مقتل زعيم تنظيم داعش “أبو ابراهيم الهاشمي القرشي”. قدم التحالف في يناير 2022 دعماً جوياً استهدف مقاتلي داعش الذين كانوا يهاجمون “قوات سوريا الديمقراطية” لتأمين محيط سجن غويران. ونفذت طائرات التحالف الدولي في 4 نوفمبر 2021 عملية إنزال جوي قامت خلالها باعتقال عدد من أفراد التنظيمات المتطرفة في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا. داهمت قوات “التحالف الدولي” في ريف دير الزور الغربي في 14 أغسطس 2021، أمير في تنظيم داعش وهو عراقي الجنسية، في بلدة “محيميدة”. عواقب الإنسحاب الأميركي على دول أوروبا داخل التحالف الدولي … بريطانيا
التعاون بين قوات سوريا الديمقراطية و واشنطن
أشار المفتش العام في “البنتاغون” بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية “CIA “. لكن في 15 نوفمبر 2021 إلى أن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية البشرية بشكل مستقل مع الاعتماد على مساعدة التحالف الدولي في جميع الأنشطة الاستخباراتية الأخرى. ومن ناحية أخرى تمثل واشنطن الداعم الأكبرلـ”قوات سوريا الديمقراطية”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، وتُعد حليفاً أساسياً للقوات الأمريكية في حملة مكافحة داعش في الأراضي السورية. علاوة على ذالك لم تغير الولايات المتحدة موقفها من التعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية”، ولكن تشير المعطيات إلى أن مهمة الولايات المتحدة في سوريا تستمر بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية”.
**
داعش يُعيد تنظيمه من جديد داخل مخيمات شمال سوريا
يُنظر إلى مخيم “الهول” الواقع على بعد 45 كم شرق مدينة الحسكة شمال وشرق سوريا، على أنه أخطر مخيم في العالم، ويؤكد مسؤولون أمنيون إلى جانب إدارة مخيم الهول أن المخيم بدأ يصبح خطيراً مع دخول عائلات مقاتلي داعش، بالنظر إلى ما شهده المخيم بعد ذلك، من محاولات إعادة تنظيم النساء وتدريب الأطفال على فكر داعش المتطرف.
يضم مخيم الهول بحسب آخر الإحصاءات من إدارة المخيم في ديسمبر 2021 حوالي (60) ألف شخص من عوائل مقاتلي داعش، غالبيتهم (80)% من النساء والأطفال، ويشكّل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى، كما يضم قسماً خاصاً بالنساء الأجنبيات “المهاجرات” وأطفالهن، ينحدرون من نحو (50) دولة، إذ يبلغ عددهم نحو (10) آلاف. وفقاً للشرق الأوسط في 5 فبراير 2022.
وسبق وأن حذّر المتحدث باسم التحالف الدولي واين ماروتو في 7 يوليو2021، من تحول مخيم الهول السوري إلى “حاضنة” للمتطرفين المساندين للتنظيم الإرهابي وقال: “إذا لم يتدخل المجتمع الدولي، فسيصبح مخيم الهول حاضنة للمتطرفين المساندين لداعش. داعش يظهر من جديد في سوريا والعراق، الدلالات والمعالجات. بقلم جاسم محمد
تنامي معدلات الجريمة والاغتيال
يُعتبر العام 2021 من أكثر الأعوام دموية في تاريخ مخيم الهول، حيث حدثت العديد من جرائم القتل وحرق الخيام ومحاولات الهروب وقتل أعضاء خلايا داعش على الرغم من عمليات قوى الأمن الداخلي للسيطرة عليه. إذ وصفت صحيفة “الإندبندنت” الوضع في مخيم الهول في مقال استقصائي منشور بتاريخ 12 نوفمبر 2021 بعنوان “داخل مخيم الهول: أكثر الأماكن دموية على وجه الأرض”، وذاك من حيث عدد جرائم القتل مقارنةً بكراكاس في فنزويلا، العاصمة الأكثر دموية في العالم “.
وكان قد شهد مخيم الهول جهوداً حثيثة للسيطرة عليه. انطلقت عملية أمنية واسعة النطاق في 28 مارس 2021، لمدة 10 أيام. تضمنت تمشيط قطاعات المخيم الثمانية بالكامل، وأسفرت العمليات الأمنية عن اعتقال (158) مرتزقاً تم تجنيدهم ضمن خلايا داعش في المخيم بين عراقيين وسوريين.
رغم كل هذا فقد زادت عمليات القتل أكثر من العامين الماضيين، وبحسب إحصاءات إدارة المخيم وقوى الأمن “الأسايش”. شهد المخيم خلال عام 2021 مقتل (128) شخصاً معظمهم كانوا لاجئين عراقيين ونازحين سوريين قُتلوا بأسلحة وأدوات حادة أو فصلت رؤوسهم عن أجسادهم أو خنقاً حتى الموت، بينهم (3) أطفال و(19) امرأة، كما وقعت (41) محاولة قتل أدت إلى إصابة المستهدفين، كذلك وقعت (13) حالة حرق عمداً، واتهمت قوى الأمن خلايا موالية لتنظيم داعش بالوقوف وراء هذه الهجمات. يمكن القول إن هذه الحوادث المتكررة أظهرت أن إيديولوجيا داعش حية تُرزق في “الهول”، حيث تحرص عوائل التنظيم على استمراريتها وديمومتها.
محاولات التسلل والتهريب والتمويل
تسلل العديد من عناصر تنظيم داعش إلى مخيم الهول كمدنيين .بهدف العمل ضمنه وتنظيم أنفسهم مرة أخرى، حيث بلغ عدد الذين تمكنوا من التسلل خلال عام 2020 نحو (200) شخص، فيما سجلت أكثر من (700) محاولة في العام 2021. وقد تكون الأرقام أكبر بكثير من ذلك بسبب عجز السلطات المحلية عن حصر كل الحالات، وذلك بحسب “الشرق الأوسط ” في 6 فبراير 2022.
بالمقابل، نمت في الآونة الأخيرة شبكات تهريب المحتجزين من مخيم الهول، فقد أعلن العراق في 20 ديسمبر 2021، “إن هناك مخططاً لتهريب دواعش من مخيم الهول في سوريا”. وتقول أجهزة الأمن في المخيم إنها أحبطت أو وثّقت منذ مارس 2020 قرابة (700) محاولة هروب لأسر داعشية من المخيم.
تعتمد عمليات التهريب على إطلاق العديد من حملات جمع التبرعات من داخل المخيم عبر الهواتف المحمولة، بيد أن هذه الجهود خلقت في الوقت نفسه مصدر تمويل جديد للتنظيم، حين ينجح المتعاطفون في الهروب ويستجلبون تمويلاً من أنصار التنظيم في الخارج . ففي وقت تبدأ فيه أسعار التهريب من (16) ألف دولار لكل امرأة أجنبية يتم تهريبها إلى تركيا مع طفلين أو ثلاثة أطفال، يحتفظ عناصر تنظيم الدولة بجزء من الأموال التي يضخها إليه المتعاطفون معه. وذلك حسبما جاء في صحيفة “وول ستريت” في 9 يونيو 2021. وتشير التقديرات إلى أن المدفوعات البنكية لسكان المخيم وصلت إلى ما يزيد عن (500) ألف دولار، وفقاً لشهادة (50) امرأة داخل المخيم وخارجه، فضلاً عن مسؤولين أكراد محليين وعضو سابق في تنظيم داعش في أوروبا الشرقية ومقاتل أجنبي مستقر في محافظة إدلب ومتورط في عمليات التهريب.
سلاح داعش النسائي
يسيطر على مخيم الهول نساء متطرفات من التنظيم الذي لم يتوان عن استخدام هؤلاء النساء كأحد موارده وسلاح هام في إطار أيديولوجيته التوسعية. إذ تفيد نساء داعش للصحافيين الذين يدخلون مخيمي “الهول” [أنهم أتوا إلى سوريا من أجل نشر الجهاد ابتغاءَ مرضات الله وأن إيديولوجيا داعش لم تنته بعد]. صرخت النساء خلال شهر أبريل 2019، بفخر أمام عدسة قناة “العربية” قائلات: [عقيدتنا الراسخة هنا لن يتمكن أحد من إزالتها لا أمريكا، ولا الكرد، ولا الكفار، ولا اليهود. هذه العقيدة انغرست حتى في أطفالنا ولن نندم أبداً. سوف نستمر لأن دولة الخلافة ستعود مجدداً] . وعلى نحو مماثل، رشق الأطفال الذين تشربوا إيديولوجيا “داعش” صحافيي “أسوشيتد بريس” حين زاروا المخيم في مايو 2020، بالحجارة وهددوهم بالذبح لأنهم “كفار”.
ولترسيخ فكر داعش، لجأت نساء داعش إلى إجبار سكان المخيم، ومعاقبة كل من يحاول الابتعاد عن أفكار داعش، لإنشاء محاكم تسمى “المحاكم الشرعية، الحسبة” والجلد وحرق الخيام، والقتل. فيما يتمثل أحد أكثر المساعي إثارةً للقلق التي تبذلها النساء المواليات لتنظيم داعش في مخيم الهول في تلقين الأطفال عقيدة التنظيم داخل المخيم. واستناداً إلى مسؤولين أمميين وكرد، غالباً ما تلقّن أمهات داعش أطفالهن عقيدة التنظيم، وتحوّل شباب المخيم إلى متطرفين.
ويخشى المسؤولون الكرد من “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” ومنظمات حقوق الإنسان أن يولّد المخيم جيلاً جديداً من المقاتلين المتطرفين. حيث سبق أن أشار الجنرال بول كالفيرت، قائد المهمة الأمريكية لمكافحة داعش في العراق وسوريا، إلى أن زوجات مقاتلي داعش تنفذن برامج تلقين يومية، وقال إن “الأشبال” يُنقلون عبر خطوط سرية من مخيم الهول إلى صحراء البادية ليخضعوا لتدريب إضافي ويتمّ استخدامهم كمقاتلي داعش”. كما لفت كالفيرت إلى تهريب الأسلحة من وإلى المخيم.
وفي هذا السياق، أفاد الجنرال كينيث ماكنزي رئيس “القيادة المركزية الأمريكية” لـ “معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة” في أبريل 2021 أنه “ما لم نجد طريقة لإعادتهم إلى بلادهم وإدماجهم في المجتمع واجتثاث التطرف من عقولهم، فنحن نقدّم أنفسنا على طبق من فضة لمقاتلين على مدى السنوات الخمس إلى السبع القادمة”.
تقاعس دولي ومخاوف متجددة
يؤرق ملف أسر مرتزقة داعش في مخيم الهول، وما يشهده، إلى جانب وجود أكثر من (19) ألف مرتزق داعشي في معتقلات، قوات سوريا الديمقراطية، الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، غياب التحرك الدولي، الذي بات صمته سيد الموقف، بالرغم من مناشداتها لتحمل مسؤولياتها في محاكمة مرتزقة داعش، وإجلاء رعاياها المنخرطين في صفوف داعش.
حيث قدّم الرئيس الأميريكي السابق دونالد ترامب إسهاماً كبيراً في أواخر عام 2019، عندما سحب نصف القوات البرية الأمريكية القليلة التي يبلغ عددها (2000) جندي، والتي تساعد في حراسة منطقة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرقي سوريا، فيما أدارت الدول الأوروبية ظهرها ورفضت السماح للمتشددين أو زوجاتهم وأراملهم بالعودة إلى ديارهم حتى لمواجهة المحاكمة. ملف المقاتلون الأجانب ومعضلة إستعادتهم ـ هل من تغيير في مواقف دول أوروبا؟
كما ترفض السلطات العراقية والسورية التحرك بشأن استعادة رعاياها من العوائل، رغم إخراج دفعتين خجولة خلال عام 2021 كانوا نحو (500) عائلة ونقل آخرين ممن تتهددهم مخاطر إلى مخيمات أخرى.داعش ـ هل يشكل العائدون من مخيم الهول تهديد للأمن الوطني العراقي ؟
في المقابل، تتخوف الإدارة الذاتية من تفاقم الوضع نحو الأسوأ، وسط زيادة حالات الفرار ومحاولات داعش لاقتحام السجون. اذ دارت معارك ضارية في 21 يناير 2022 ولمدة أربع أيام بين قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، ومقاتلين من تنظيم داعش، بهدف تهريب عناصره المحتجزين في سجن غويران في مدينة الحكسة في الشمال السوري، والذين يقدر عددهم بأكثر من (5000) مقاتل، ما أسفر عن مقتل أكثر من (180) داعشياً (بينهم 150 من منفذي الهجوم)، ونحو (120) جندياً من قوات “قسد”، وفقاً لتقارير صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبعد أحداث الحسكة وتمرد سجن غويران، ظهرت بوادر تمرد جديدة في مخيم الهول في القسم النسائي للمخيم يوم 6 فبراير2022، إذ حاولت مجموعة من نساء تنظيم داعش اختطاف عناصر من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، العاملين في إدارة المخيم فيما قالت مصادر أخرى، إنّ اشتباكات بالرصاص الحي وقعت بين الطرفين، في تطور أمني جديد يشهده المخيم.
تحركات تنظيم داعش في تهريب مقاتليه تنم عن تخطيط وتنفيذ دقيقين لعملية الهجوم على السجن، ما يشير إلى قوة التنظيم وخلاياه الكامنة في المناطق الصحراوية على الحدود السورية العراقية، وقدرته على المواجهة.
**
مكافحة الارهاب ـ مخاطر الخلايا النائمة لتنظيم داعش في العراق
بالرغم من تمكن القوات العسكرية في كل من سوريا والعراق من هزيمة تنظيم داعش، واستعادت السيطرة الكاملة على آخر الأراضي التي كان يحتلها التنظيمة بالقرب من الحدود مع سوريا في نوفمبر عام 2017، وفرار المسلحين إلى خارج البلاد بعد قتال استمر لعدة سنوات. كما استهلت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولية العمليات العسكرية التي دعمتها الضربات الجوية والقوات البرية بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الموصل، وتحرير مدينة الرقة بسوريا التي اتخذها تنظيم داعش عاصمة للخلافة المزعومة.
ومن بعدهما أعلنت القوات السورية القضاء علي تنظيم داعش في( الباغوز) عام 2019، إلا أنه لم يتم القضاء عليه تماماً ولا يزال خطره قائماً، فهو يعيد ترتيب صفوفه في المنطقة وأوروبا. وفي ضوء المستجدات الخاصة باحتمالات عودة التنظيمة إعادة تمحوره، يبقى السؤال أكثر إلحاحاً، حول مدى خطورة التنظيم وخلاياه النائمة بعد انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي، وخروج كل قواته ومعداته القتالية خارج سوريا والعراق؟
ما هي الخلايا النائمة
هي خلية تتكون من عناصرارهابية لا ينشطون حاليا ولكنهم يتخذون ستاراً لكي يكونوا في موقع غير متصور، للقيام بأنشطة إرهابية في المستقبل. كذلك يمكن تعريفها على أنها المجموعة التي تعيش في المجتمع ولا تقوم بأي أنشطة حتى تتلقى أمراً أو تقرر اتخاذ إجراء آخر. وترتبط الخلية النائمة بعمليات سرية، مثل التجسس والإرهاب
أكد المبعوث الخاص الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرينتيف” إن روسيا تسجل وجود عملية تنشيط محددة، للخلايا النائمة لتنظيم داعش في سوريا. وأشار إلى تصاعد الاشتباكات في شمال غرب سوريا، وتزايد نشاط الجماعات المتطرفة المتمركزة هناك. وتقدر خلايا داعش النائمة تقدر بـ (10) آلاف مقاتل في سوريا والعراق وأضاف أن العدد الأكبر من عناصر التنظيم يتواجدون في العراق.
خطر الخلايا النائمة لتنظيم داعش على المناطق التي تم تحريرها
تشكل الخلايا النائمة لتنظيم داعش تهديداً بالغاً يتمثل في عودة المقاتلين إلى المناطق التي تم تحريرها في سوريا والعراق لتنفيذ عمليات إرهابية ومواصلة نشاطها وتواجد مثل تلك الخلايا يساعد التنظيم في التواجد على الساحة، لاسيما في ظل قدرته على تجنيد عناصر جديدة، خاصة من المناطق التي كان يتواجد فيها من قبل، وتنتشر فيها أفكاره، تبنت فلول تنظيم داعش في العراق (100) هجوم في جميع أنحاء البلاد خلال شهر أغسطس 2020.
ويفيد تقرير للأمم المتحدة نشر في فبراير 2021، فإن تنظيم داعش يحافظ على وجود سري كبير في العراق وسوريا ويشن تمرداً مستمراً على جانبي الحدود بين البلدين مع امتداده على الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقا، وقال التقرير إن “تنظيم داعش ما زال يحتفظ بما مجموعه عشرة آلاف مقاتل نشط في العراق وسوريا.
ألقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) 8 فبراير 2022 خلال حملات أمنية بمناطق عدة القبض على خلية نائمة موالية لتنظيم داعش، بريف محافظة دير الزور الشرقي، كانت تخطط لتنفيذ هجمات وعمليات إرهابية دموية في بلدة ذيبان، ونقل مدير المركز الإعلامي للقوات، أن وحدات مكافحة الإرهاب “ألقت القبض على (9 ) إرهابيين خلال حملة تمشيط في منطقتي أبو حمام وأبو حردوب، كانوا يحضرون لهجمات وعمليات إرهابية”.
قوة تنظيم داعش في سوريا والعراق
تشير تحركات داعش أنهم يحاولون عودة نشاط خلاياهم في مناطق متفرقة من البلاد أكثر من قبل. حيث سجلت العراق خلال شهر يونيو2021، ما يقرب من (34) تفجيراً استهدف أبراج نقل الطاقة داخل العراق، وذكر الكولونيل “واين مارتو”، المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش، في فبراير 2021 أن التنظيم يسعى للعودة مجددا من خلال عمليات الاغتيالات التي ينفذها في مناطق سورية مختلفة.
أفاد مصدر استخباري عراقي في 30 يناير عام 2022 أن تنظيم داعش ليس لديه نفس مصادر التمويل كما في الماضي وغير قادر على الصمود. وقال: “إنهم يعملون كمنظمة لا مركزية”. واكد إن أكبر عمليات الجماعة ينفذها ما بين (7 و10) مسلحين. ويعتقد أنه “من المستحيل حالياً على داعش السيطرة على قرية، ناهيك عن مدينة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، في 11 فبراير 2022 إن الغارة في سوريا التي قتلت زعيم داعش وجهت ضربة كبيرة للتنظيم الإرهابي وان التخلص منه كان أمراً جيداً للجميع لكن المجموعة لا تزال خطرة، مشيراً إلى أن العملية بالتأكيد ستعيد داعش إلى الوراء مبيناً أنه لا يزال لدينا عدد قليل من القوات في سوريا، ولم يتغير شيء فيما يتعلق بالتركيز على داعش، كانت العملية ناجحة لكنها ليست نهاية الصراع مع داعش.
**
استراتيجية مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا ـ قراءة استشراقية
صدم تنظيم داعش العالم في عام 2014، عندما هزم الجيوش الوطنية في ساحة المعركة واستولى على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا. ويمكن إرجاع النجاح العسكري للجماعة إلى أربعة متغيرات رئيسية: الابتكار التنظيمي، وتشكيل العمليات، والعزم على القتال، وموهبة الاحتفاظ بالمبادرة. لم يؤد المشروع العسكري لتنظيم داعش إلى إعلان “الخلافة” فحسب، بل إلى انتشار الامتيازات الجهادية التي دمرت البلدان وشردت الملايين وقتلت عشرات الآلاف. ومع ذلك، أدت نقاط ضعف الجماعة في نهاية المطاف إلى انهيار إنجازها الإقليمي مع بقاء خطرها وتهديدها قائماً.
تقييم استراتيجية مكافحة الإرهاب للحكومة العراقية
أعلن، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي السيد صباح النعمان ، يوم 22 مايو 2021، عن وضع استراتيجية لخمس سنوات لمكافحة الإرهاب في البلاد. وقال، إن “جهاز مكافحة الإرهاب ووفقا للمهام التي حددت له قانونيا، هو جهاز استخباري يعمل على متابعة وتفكيك الشبكات الإرهابية، وعمله لا يقتصر على النشاط الإرهابي، وإنما على المراقبة والتقييم أيضا”. وأضاف، أن “الجهاز عمل على وضع خطة للنهوض بإمكانياته وقدراته لثلاث سنوات مقبلة، وفي بداية هذه السنة أكمل وأطلقنا الاستراتيجية العراقية لمكافحة الإرهاب ومدتها خمس سنوات”.وأشار إلى أن “العمليات لا تزال مستمرة ضد بقايا داعش الإرهابية”.
كذالك قال في تصريح صحفي :”تم تشكيل مجلس أعلى لمراقبة الاستراتيجية الخمسية من مستشارية الأمن القومي، بالإضافة الى طبعها وتوزيعها لكل الجهات من الوزارات والمؤسسات الحكومية ولكل السفارات والقنصليات عبر وزارة الخارجية العراقية وكذلك المنظمات الدولية وجامعة الدول العربية”. وبين ان “الستراتيجية فيها محاور محلية واقليمية ودولية وتهدف لتشخيص السليات والايجابيات وتطوير الأداء وعبر ورش عمل”.
وأوضح ، ان “الإستراتيجية الخمسية تمثل رؤية الدولة العراقية في مكافحة الارهاب وهي من أولى مهام جهاز مكافحة الارهاب الذي أعدها وأطلقت في عام 2021 وبدأنا بمباشرة عملية آليات تنفيذها، بينما سنشرع بها في بداية 2022 بالعمل مع كل وزارة ضمن دورها في مكافحة الارهاب واستثمار كل جهات الدولة بذلك”.
لكن لا يزال “جهاز مكافحة الإرهاب” العراقي شريكَ الولايات المتحدة الأكثر شراسة وقوة في تنفيذ عمليات نوعية وعسكرية ضد تنظيم داعش. فالعلاقة الطويلة والوثيقة التي جمعت بين هذا الجهاز وقوات العمليات الخاصة الأمريكية سهّلت تكيّفه السريع، وإن المضي، في الانتقال من مكافحة الإرهاب إلى الحرب التقليدية. ومع عودة تنظيم داعش إلى طابعه التمردي اليوم، استعاد “جهاز مكافحة الإرهاب” ببراعة دوره في مكافحة الإرهاب، في حين يواجه الجيش العراقي صعوبات مستمرة. وظهر نمطٌ مشابه في سوريا حيث دعم التحالف تحوّل “قوات سوريا الديمقراطية” إلى قوة قادرة على هزيمة تنظيم داعش في ساحة المعركة ويستمر اليوم بتعزيز قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب. وفي المرحلة القادمة، يجب على الولايات المتحدة تعميق هذه العلاقات بهدف تطوير قدرات أقوى في مجال مكافحة الإرهاب.
والى جانب جهاز مكافحة الارهاب، كان هناك دورا ايضا الى عدد آخر من مؤسسات الأمن والدفاع العراقية ، خلية الصقور الاستخبارية وباقي القوات الامنية وكذلك الحشد الشعبي الذي كان لها دورا في صد تنظيم داعش عند حدود بغداد 2014 واستعادة مدينة الموصل والمدن الاخرى من سيطرة داعش 2017.
تعمل فلول الإرهابيين التابعة لتنظيم داعش على تحقيق الانتعاش المحتمل للجماعة من خلال استغلال الثغرات الأمنية، ومحاولة إعادة بناء القوة القتالية في المستقبل، والقيام بعمليات ضد المراكز السكانية والبنية التحتية. تمكن قوات مكافحة الإرهاب العراقية قوات الدعم من ممارسة الضغط المستمر ضد داعش، مما يجبر داعش على التراجع عن قدرتها التشغيلية وفعاليتها. وهدف جهاز مكافحة الإرهاب العراقي في السنوات القادمة هو زيادة قدراته بحيث يمكن أن يدير بشكل مستقل التهديد القادم من طرف تنظيم داعش.
تقييم استراتيجية مكافحة الارهاب للتحالف الدولي
لطالما أكدت الولايات المتحدة في اطار التحالف الدولي على أن هناك دوراً لكل بلد يلعبه في إضعاف داعش وإلحاق الهزيمة به. ويساهم بعض الشركاء في الجهود العسكرية، من خلال توفير الأسلحة أو المعدات أو التدريب أو المشورة. ويشمل هؤلاء الشركاء بلدانا في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط تساهم في الحملة الجوية ضد أهداف داعش. بيد أن المساهمات الدولية ليست مساهمات عسكرية فقط أو حتى في المقام الأول. سيتطلب الجهد الرامي إلى إضعاف داعش وإلحاق الهزيمة به في نهاية المطاف تعزيز خطوط متعددة من الجهود، بما في ذلك منع تدفق الأموال والمقاتلين إلى تنظيم داعش، وفضح طبيعته الحقيقية.
وفي معرض تناوله للوضع في العراق، شدد المبعوث الأمريكي الخاص بالإنابة للتحالف الجولي ضد داعش جون غودفري في سبتمبر 2021 على ضرورة تكثيف جهود بناء القدرات المدنية لمكافحة الإرهاب للمساعدة في ضمان الهزيمة المستدامة لداعش داخل العراق، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة دعمها لقوات الأمن العراقية حتى في الوقت الذي تكمل فيه انتقالها بعيدا عن الدور القتالي. في سوريا، لا تزال جهود تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من داعش عنصرا أساسيا في الجهود الرامية إلى منع عودة داعش إلى الظهور هناك. وشدد شركاء التحالف على أهمية المساهمات في تحقيق الاستقرار في مناطق العراق وسوريا المحررة من داعش – و قام شركاء التحالف بتقديم أكثر من 600 مليون دولار مقابل لعام 2021.
يبقى التحالف الدولي ملتزماً بشدة بملاحقة و هزيمة تنظيم داعش الارهابي، وهذا ما أكدته الأحداث الأخيرة في سوريا على مدى خطورة تنظيم داعش والتهديد المتواصل الذي يشكله في المنطقة وخارجها. و قد لوحظ تراجع دور و نشاط التحالف الدولي في سوريا والعراق مما انعكس سلباً على حالة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما أدى إلى استئناف العمليات والهجمات الإرهابية لتنظيم داعش الارهابي، الذي أبان على امكانياته في إعادة بناء شبكاته وقدراته في المناطق والأقاليم التي تشهد غياباً في انتشار قوات التحالف الدولي.
تقييم استراتيجية مكافحة الإرهاب لدول أوروبا – الاتحاد الأوروبي
إلتزم الاتحاد الأوربي بمكافحة تهديد داعش وقد تبنّى مجموعة واسعة من التدابير الشاملة للقيام بذلك. إن مشاركة الاتحاد الأوربي كشريك غير عسكري في التحالف الدولي لمكافحة داعش قد زادت من التعاون بين بلدان المنطقة حيال مكافحة الإرهاب، وقد أدت إلى نشوء مجموعة واسعة من المشاريع حول مكافحة الأصولية، والأمن الداخلي وأمن الحدود. الاتحاد الأوربي جهة مانحة عالمية ورائدة في الاستجابة للأزمتين السورية والعراقية.
وللتصدي لنفوذ داعش العقائدي، وفر الاتحاد الأوربي الدعم المالي للبلدان الشريكة من أجل فهم ومواجهة عملية الأصولية التي تؤدي إلى التطرف والإرهاب العنيفين على نحو أفضل. وعمل الاتحاد الأوروبي أيضاً إلى تعزيز المناعة المحلية لمقاومة تجنيد المتطرفين. قام كذلك بدعم التدابير المتخذة في مجال التعليم والشباب ومنع ومكافحة الدعاية الإرهابية وخطاب الكراهية على شبكة الإنترنت وخارجها، فضلاً عن التدابير الرامية إلى تيسير إعادة الإدماج والتصدي للأصولية في السجون. وقد نشط الاتحاد الأوروبي في التوعية الدبلوماسية الإقليمية والدولية، ويواصل دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، السيد غير بيدرسن، لتسهيل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254. وفيما يتعلق بالعراق، لا يزال الاتحاد الأوربي يشجع، من خلال الحوار السياسي، جيران العراق على دعم جهود الإصلاح والمصالحة التي تبذلها الحكومة.
التقييم
ولا يزال التحالف الدولي ملتزماً بشدة بتحقيق هزيمة تنظيم داعش. وتؤكد الأحداث الأخيرة في سوريا على مدى خطورة تنظيم داعش والتهديد المستمر الذي يشكله في المنطقة وخارجها. أدى تراجع دور التحالف الدولي في سوريا والعراق إلى استئناف الأنشطة والهجمات الإرهابية لتنظيم داعش. وقدرته على إعادة بناء شبكاته وقدراته في المناطق التي لا ينشط فيها التحالف .
وهناك دلائل على أن التنظيم وسع شبكة الملاذات الخاصة به أثناء تنفيذ هجمات كبيرة مخطط لها بشكل أفضل على القوات العراقية والبنية التحتية في ظل استغلال الفراغ السياسي والأمني في سوريا والعراق، و غياب استراتيجية سياسية دولية لمكافحة التنظيم. و لكن مازل يواجه التحالف الدولي الكثير من المعوقات و ربما معوقات داخلية، منذ الانسحابات الأميركية من العراق وسوريا.
يتطلب التحالف يقظة قوية وعملاً منسقاً. ويشمل ذلك تخصيص موارد كافية لدعم جهود التحالف وتعزيزالجهود و بما في ذلك منع تدفق الأموال والمقاتلين إلى داعش، وتوفير الأسلحة والمعدات والتدريب و المشورة. ومطلوب معالجة حقيقية ايضاً إلى أسباب التطرف والتطرف العنيف والإرهاب، أكثر من القوة العسكرية. وربما نحتاج إلى تحالف جديد لمحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب وعدم التقيد بمحاربة تنظيم داعش.
**
إن استمرار احتجاز مقاتلي داعش وعوائلهم في مخيم الهول دون محاكمات وآليات واضحة لحل مشكلتهم واستخدام “سحب الجنسية” فعلياً، باعتبارها ألية أمنية للحد من العودة الى أوطانهم. سيكون سبباً في عودة التنظيم للنشاط، انطلاقاً من مراكز احتجاز مقاتليه الحالية ذاتها. ما زال التنظيم نشطاً رغم انكساره العسكري في سوريا والعراق.
عمليات الهجوم على السجون واقتحامها، تمثل مؤشراً خطيراً إلى حالة الاستفاقة على. مختلف المستويات في تنفيذ الهجمات المسلحة، لا سيما أن التنظيم يعتمد على استراتيجية “حروب العصابات”، ومحاولة استنزاف خصومه عن طريق ذئابه المنفردة، وإعادة بلورة الصورة الذهنية التي توحي بقوته وقدرة نفوذه على الاستمرار والمواجهة.
يتأكد مع مرور الوقت أن تأجيل حل ملف “الهول” إلى وقت لاحق قرار خطير يتحمل المجتمع الدولي الذي دحر داعش قبل نحو الثلاث أعوام مسؤوليته، إذ لا بد من اتخاذ خطوات دولية واعتماد برامج تهدف إلى نقل قاطنيه في النهاية إلى دولهم الأم لمقاضاتهم أو مراقبتهم أو دمجهم. ودون ذلك ستبقى المخيمات -لا سيما مخيم الهول- بؤرة تحفظ وجود داعش، لا سجنا يقتل أفكاره كما يعتقد البعض.
ولأجل مكافحة التطرف العنيف في مخيميْ “الهول” و”روج”، على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التحرك بصورة عاجلة من أجل الضغط على الدول بإستعادة مقاتليها. وتشمل الخطوات الأساسية زيادة التمويل للمراكز التعليمية والتأهيلية في المخيم، فضلاً عن التدريب على إعادة الإدماج السليم في المجتمعات الأم لسكان المخيم. وستتطلب هذه العملية على الأرجح فصل الأطفال عن الأمهات المتطرفات لفترة انتقالية إلى أن تُثبت الأمهات أنهن تخلصن من الفكر الإيديولوجي الراديكالي. وعندها، ستكون الدول المضيفة لهذه الأسر مطمئنة إزاء ترحيلها.
**
مشكلة الخلايا النائمة هي مشكلة متجذرة تظهر باستمرار في المناطق التي تم تحريرها ولا يمكن معالجتها بالعمليات العسكرية ولا الضربات الجوية، ولكن الحل الأمثل لحلها هو رفع وتكثيف الجهد الاستخباراتي لملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة بمختلف المناطق ومعالجة المشاكل الأمنية ميدانياً لا سيما فيما يعرف بمناطق “الرخوة الأمنية”.
الاعتماد على عناصر محلية لها دراية بأوضاع تلك المناطق لتزويد القوات الأمنية بأية معلومات أو تحركات العناصر المشتبه بهم، وعدم الاكتفاء بتحرير المدن فحسب وإنما الشروع بعمليات تدقيق مكثف لمن تبقى في المدن المحررة إضافة إلى الوافدين ممن كانوا خارج تلك المناطق إبان سيطرة داعش، وتغيير نمط وعمل آلية السيطرة الأمنية وتحسين أدائها عبر الاستعانة بالطرق الحديثة في الكشف عن الإرهابيين، والاستعانة بوسائل الاتصال الحديثة للكشف عن تحركات الارهابيين وتفكيك الخلايا النائمة قبل تنفيذها عمليات إرهابية.
بالرغم من انحسار مناطق سيطرة التنظيم بصورة تكاد تكون شبه كاملة في سوريا والعراق، إلا أن إمكانية عودته إلى تلك المناطق لايزال يشكل خطراً، خاصة في ضوء التقارير التي تفييد بتخفي عناصر تنظيم داعش بين المدنيين المتواجدين في المناطق المحررة، فضلاً عن وجود عدد كبير منهم ضمن النازحين، إضافة إلى الخلايا النائمة التي بإمكانها التحرك من جديد والقيام بالعمليات الارهابية. ومن ثم تزداد احتمالات لجوء عناصر التنظيم إلى عمليات نوعية مؤثرة ضد قوات الأمن والجيش في العراق، أو ضد مناطق تمركز مقاتلي القوى الدولية والإقليمية المتواجدة في سوريا في المناطق التي تم تحريرها من قبضته مستقبلاً.
يجب أن تقوم الحكومات والسلطات المحلية في كل من سوريا والعراق في أعقاب العمليات العسكرية الواسعة للقضاء على التنظيمات الإرهابية بعمليات استباقية واسعة النطاق وتكثيف الجهود جمع المعلومات الاستخباراتية ومراجعة الخطط الأمنية، وضرورة التنسيق الكامل بين القوات العسكرية والقوى الأمنية الأخرى، ولاسيما في مناطق الفراغ الأمني بين الطرفين لتطهير الأراضي السورية العراقية وضرب منابع الإرهاب، والقيام بعمليات المسح الشامل للأرض، بالإضافة إلى إعادة استعمارها، ووضع وحدات ومراكز أمنية عسكرية دائمة في الأقاليم التي تم تحريرها بهدف الحفاظ على حالة الاستقرار الأمني في هذه المناطق.
مساندة العشائر العراقية والسورية للأجهزة الأمنية بتقديم معلومات قد تمكنها من ملاحقة عناصر داعش، لأن المناطق التي يختبئ فيها عناصر التنظيم قد لا تكون معروفة بدقة لأجهزة الأمن وقوات الجيش، في حين تكون متوافرة لدى العشائر التي تعد اللبنة الأساسية للمجتمعي السوري والعراقي.
إن تنظيم داعش لم يعد لديه القدرة على إرسال الإرهابيين إلى الأراضي الأوروبية بفضل الإجراءات التي اتخذها التحالف الدولي ومع ذلك، وأن التهديد لا يزال معقداً، لقد خفضت أوروبا نقاط ضعفها بشكل كبير، لكن لا تزال هناك شكوك. خطط التنظيم لتنشيط خلاياه النائمة في أوروبا، وشن هجمات بطائرات بدون طيار ومواد كيماوية محظورة في 2020.
**
تندرج استراتيجية مكافحة تنظيم داعش في الوقت الحالي تحت سلسلتين منفصلتين من القيادة، و يبدو أن هناك فجوة ملحوظة بين قوات التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش. وبين عملية العزم الصلب المكونة من فرقة عمل مشتركة موحدة: إلا ان كل منهما لديه مسؤولية وخطوط قيادة مستقلة، يعطي التفاوت في الأهداف و الأساليب .بوجود حملة انقسام بصورة معتدلة أو غير معتدلة، ويعزز هذا بدوره تحليلات الخبراء التي تقترح أن استراتيجية مكافحة الإرهاب لتنظيم داعش تنقصها “رؤية شاملة”.
ونجحت القوات العراقية، تحديد جهاز مكافحة الارهاب من تحييد قدرات داعش خاصة في المناطق الحضرية، ليبقى داعش في المناطق النائية، تلك المناطق تحتاج إلى استراتيجية جديدة تتماشى مع التضاريس وطبيعة الأرض، وربما تكون عمليات الإنزال أو القوات الخاصة في اصطياد رؤوس قيادات التنظيم هي الأفضل، وهنا الحديث عن حوض حمرين شمال شرق بغداد وعن البادية السورية.
كما أصبح تنظيم داعش يمتلك قدرة كبيرة على التكيف والتأقلم مع الخطط و الاستراتيجيات التي ترسمها الدول والتحالفات في إطار مكافحة الارهاب، مما زاد من صعوبة اجتثاث التنظيم الارهابي من جذوره بشكل كلي ونهائي ، خاصة في ظل الانسحاب الأمريكي من ملعب الحروب ضد الإرهاب وتبعتها في ذلك بعض الدول الأوروبية، لاعتبارات سياسية ومالية (حسابات المصالح و التكاليف). لذلك يجب على القوى الدولية الكبرى والتنظيمات الدولية والإقليمية أن تضاعف من دعمها لدول المنطقة خاصة العراق وسوريا لمنع توسع نفوذ تنظيم داعش، وتلتزم بالمرافقة الأمنية والعسكرية و اللوجيستيكية تجاه كل من العراق و سوريا.
ما ينبغي العمل عليه تعزيز قدرات جهاز مكافحة الإرهاب إلى جانب قوات “قسد” في مجال التدريب والتسلح.
**
رابط مختصر…….https://www.europarabct.com/?p=79932
*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
الهوامش
READOUT OF THE POLITICAL DIRECTORS SMALL GROUP MEETING OF THE GLOBAL COALITION TO DEFEAT DAESH/ISIS
https://bit.ly/36aDIaH
UK action to combat Daesh
https://bit.ly/34U7hg4
الاتفاق على تقليص القوات الأمريكية في قاعدتين بالعراق
https://bit.ly/3gIK96W
ألمانيا تنهي رسميا مهمتها العسكرية في سوريا وتمدد تفويض قواتها في العراق
https://bit.ly/3rJjpJF
انخفاض هجمات داعش في سوريا لا يؤثر على استراتيجيته للتعافي
https://bit.ly/3rLEa7m
**
Inside the ‘deadliest place on earth’: Murders surge in Syrian refugee camp stalked by Isis
https://bit.ly/3JqSp7R
أكثر من 700 محاولة هروب من مخيّم الهول السوري
https://bit.ly/3BuuCRK
West has ignored jihadist prisons — but it can’t ignore Hasakah attack
https://bit.ly/3gNMv4s
معركة “نساء داعش” الكبرى في مخيم الهول: محاولة الخروج منه عبر زواج الإنترنت أو الارتشاء
https://bit.ly/3uOWkqO
Syrian detention camp rocked by dozens of killings blamed on Islamic State women
https://wapo.st/3oRCCXT
عين «قسد» على مخيم الهول بعد إنهاء تمرد الحسكة
https://bit.ly/3GOPYKERe
fugee Camp for Families of Islamic State Fighters Nourishes Insurgency
https://on.wsj.com/3Jrx9yB
Coalition Plans To Expand Giant ISIS Prison In Syria
https://bit.ly/3GS5ANc
**
Timeline: the Rise, Spread, and Fall of the Islamic State
https://bit.ly/3Br2vmb
التحالف الدولي: “داعش” لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار العراق وسوريا
https://bit.ly/3oVClTR
عودة وحشية تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدات سورية
https://bbc.in/2RgPusB
“داعش” يُقلق العراق مجدداً
https://bit.ly/3gVRy2A
«خلية نائمة» بريف دير الزور يتزعمها عراقي بمشاركة تركستاني
https://bit.ly/36mnLhH
**
How to Keep the Islamic State Down in 2022 and Beyond
https://bit.ly/3BA7tx7
THE GLOBAL COALITION TO DEFEAT DAESH/ISIS
https://bit.ly/3sTtnaQ
The Global Coalition To Defeat ISIS
https://bit.ly/34QYls4
(CTEF)Counter-islamic state of Iraq and Syria (ISIS): Train and equip fund
https://bit.ly/3pmswi3
Beating the Islamic State
https://bit.ly/3s3E4bm
الاتحاد الأوروبي
https://bit.ly/3JFu6TA
الاتحاد الأوروبي- مكافحة داعش
https://bit.ly/3p28JEd